أتأمل وأنا "أبحلق" على مواضيع النادي بكثير من الوجع، على ما يمكن أن يكونه المثقف العربي.
ولكي نضع الأمور في نصابها، فمن المهم أن أقول بأن العربي العلماني أو الوطني العلماني، هو شخص يتعذب بالتأكيد، فالعوام أو الشعوب بشكل عام تنحو دوماً للسهولة، للارتماء لانتماءات ثنائية، من نوعية انتقاد تبسيطي تعصيبي لذا أو ذاك، من شيعي أو سني أو ملحد أو حتى علماني "طري".
مشكلة تضعها أمامنا مقولة لشخص ذكي بالنادي مر رده بدون "رد" للزميل "Unregistred" وأختصر ما قال بكلمتين:
هل هي تعميم التعليم ليصبح أرباع وأنصاف المتعلمين : مثقفين. هل هي هجمة التعليم المعمم بشكل يلغي الطبقات المتوسطة والتي تقوم تاريخياً بالتغييرات الحاسمة؟

الطائفية بدءاً، هي أمر سهل، هي ارتماء لما تعلمناه أو شهدناه في محيطنا العائلي المحدود. وضرب الآخرين بالتسطيح والانبطاحية أو الأموية أو الصفوية والتشيع والانتماء لإيران: كل هذا سهلٌ جداً.
لكن الحقائق على الأرض أكثر تعقيداً بكثير. فثنائيات الخير والشر غير موجودة إلا بعقل من يعتقد بها. والوصول لصيغة وطنية لا بد أن تمر بتفهم للاختلافات، لا باعتقاد من ينتمي للأغلبية بأن الآخر عليه أن ينحني ولا هو أن ينحني. ولا هي باعتقاد الأقلية باضطهاد مستمر بكل الأوضاع والوضعيات، بدلاً من الفعل الإيجابي لتحقيق الذات ضمن الوطن، لا ضمن البحث دوماً على دور الضحية والتباكي.
هي كما في الزواج تفهم ثنائي مشترك.
ولكن بالطبع لا يمكن الوصول لذلك من خلال إعادة إنتاج التاريخ، ولا حتى بالحديث عن الاختلاف الأيدولوجي الديني بين طائفتين (الشيعة والسنة تحديداً هنا). لأن ذلك لا يمكننا من فهم العلاقات المعقدة داخل أي مجتمع حداثي وحديث من خلاله.
المتأدلجون دوماً يحاولون أن يفهمونا العالم من خلال ثنائياتهم ولكن ذلك مستحيل، لأن لدي الدليل، لأن الدليل هو هم أنفسهم. فكيف يختلفون هم ولا يختلف البقية ضمن فرديات غاية في التفرد؟ هل يمكن ذلك إلا إذا اعتبرنا أن البقية ليسوا من بني البشر؟
إذ أن من اعتبر نفسه من بني سنة دون أن يرتبط بشكل قطيعي بأحد تيارات السنة فهو إما عبقري أو غير سني أصلاً.
والشيء نفسه بالنسبة للشيعة.

أما العنعنة، فهي تبقى عنعنة، والتاريخ مليء جداً بالكلام الذي يجعلنا نكره الصحابة كلهم وبل نبي الإسلام نفسه لعمر لعثمان لعلي لمعاوية.

ولكي يبقى الحاضر والواقع متقيداً بالتاريخ والماضي فهذا يعني حكماً لدي: بأن الشخص غير قادر على أي شيء غير أن يعنعن، أي أنه غير قادر على التفكير بنفسه، بل يبقى معلقاً في زاوية " تخلفه" كصرصار، ذلك الصرصار الذي ستأتي يوماً ما لـ"تفعسه" قدم حضارة مارقة في زاويته دون أن تنتبه أو ينتبه أحدٌ منا له.

ومع فائق الوطن.
طارق.
(f)

..............

مداخلة في الموضوع الخطأ

أعتذر:emb:

كلامك صحيح يا طارق ، ويدعمه كلام نبيل فياض عندما اختلف مع حسين عجيب فيما عرف وقتها بالتجمع الليبرالي ، ولم يتورع عن نعته : أنت علوي مع أول بادرة خلاف :lol:
على أن حذاء حسين عجيب - بنظري - أنظف من حلق نبيل فياض

خطاب هش وتمييعي ..
التاريخ لا يكتبه (( الأشباه )) .. وفي الحلقة المقبلة أشرح لك لماذا

برجع :)

وهذه لك من أحد صراصير الوطن
(f)