لا بد لمشاهد قناة الإرسال اللبنانية LBC من ملاحظة القرب بين برامجها وبرامج المحطات الفرنسية، بدءاً من الستار أكاديمي، والوادي، مروراً بالبرامج السياسية، وانتهاءاً بالبرامج الكوميدية والفكاهية...

"بسمات وطن" أو "بس مات وطن"، وهو برنامج مخصص للسخرية من الوضع اللبناني القائم، أو النقد الذاتي، لا يعدو عن كونه لأحد هذه البرامج، التي خرجت عن النطاق التكراري الممل للنشرات الإخبارية العربية التقليدية، أو للمسلسلات الفكاهية لدريد لحام وعادل إمام...

وإن كنا رأينا نقداً ذاتياً في بعض مسلسلات ومسرحيات دريد لحام، فإنها كانت لا تمتلك الجرأة لتقول الحقيقة كاملة، وكانت دوماً تعود في النهاية إلى حضن وكنف الحل الحكومي القومجي، ولترقص وتدبك على أنغام أغنية وطنية !

بسمات وطن برنامج مختلف، فهو كما يقول المثل :"ليس لديه ذقنٌ ممشطة"، ويقول للأعور أعور بعينك...
درج هذا البرنامج على السخرية من الجميع، وأطلاق سكيتشات تمثيلية فكاهية ضاحكة ومرة في آن واحد، إذ أنها مستقاة من التناقض والمرارة التي يعيشها الإنسان اللبناني بشكل عام.

كثيرة هي البرامج والمسرحيات التي تسخر من المسؤولين والوضع في فرنسا، ابتداءاً بكولوش Coluche الكوميدي الفرنسي الراحل الذي لم يكن عنده كبيرٌ غير الجمل والذي سخر من المحاربين القدماء في الحرب العالمية وجر الجميع في ضحك مستمر من تناقضات وعبثية المجتمع الفرنسي والأوربي بدءاً من الرئيس إلى بائع الخضار..
وانتهاءاً ببرنامج دمى "الغينيول" الذي يعالج الوضع السياسي بنظرته الخاصة، والذي قد يساهم أحياناً بنسبة لا بأس فيها من شعبية رجل سياسي...
وقد وصلت بهذا البرنامج من الجرأة، وبفرنسا من الحرية، أن تسمح بإبراز برناديت شيراك، زوجة الرئيس، تستعمل حقيبتها التي لا ترافقها في المناسبات الرسمية، في العادة السرية...
كما أبرزت رئيس الوزراء الحالي، دوفيلبان، شبه عارٍ، يربت على أطراف جسده، كدعاية لمنتج...
طبعاً كل هذا كدمى متحركة، ولكن هل اعترض أحد ؟
لم يعترض...

بسمات وطن، لم يصل إلى تلك الجرأة التي وصلت إليها البرامج التلفزية الفرنسية، ولكنه يعمل بشروط عربية وأجواء لا بد أنه أخذها بالحسبان...
وسبق له السخرية من الكثير من المسؤولين، والرؤساء، اللبنانيين والعرب... ولم يعترض أحد...

ولكن ما يحصل الآن في لبنان، بعد معارضة حزب الله لتقليد رئيس حزبه، وتضييق الخناق عليهم من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين، هو ظاهرة جديدة في لبنان، وهو عودة إلى الوراء في الحريات والتعبير.

لقد كان لبنان دوماً في مقدمة الدول العربية إبداعاً ونتاجاً فكرياً...
وكان في أحلك الأوقات من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، منارة لكل العرب، وزخماً فكرياً وحضارياً...

ولبنان، مع كل ما يرى منه من لحاق بالموضة الفرنسية، والأفلام الأمريكية، وغيرها، بقي مصدراً مشعاً عربياً، أدبياً وعلمياً.
ولم يتحول يوماً إلى حضن الغرب كما يعتقد البعض.

ما يحصل الآن من تكميم وحد الحريات في لبنان، غريب عليه، وجديد.
وإن كنا غير قادرين أن نسير بالوطن إلى الأمام، فدعونا لا نسير القهقرى...
لبنان الوطن بحاجة إنعاش إسعافي سريع، وأخشى بموت منصات الحرية والتعبيرواحداً تلو الآخر، ومن ضمنها برنامج مثل "بس مات وطن"، أن يموت الوطن، وتذهب روحه إلى لا عودة.

:redrose:

لو لم تكن الفضائية المذكورة تابعة للجزار سمير جعجع لتفهمت هذا المقال.

لو لم تكن الفضائية المذكورة تابعة للجزار سمير جعجع لتفهمت هذا المقال.

العزيز أبو إبراهيم

ما تطرحه كفكرة غاية في الاهمية و الخطورة في ان الا و هي حرية التعبير, و الموضوع من الخطورة بحيث لا نستطيع سرده في مقال او حتى كتاب. و كونك تطرقت الى الاعلام اللبناني حيث انتمي, يسمح لي ربما بمشاركتك و الادلاء بدلوي لأختلف و التقي معك هنا و هناك

ابدأ بالقول ان في لبنان ليس هناك من حريات اعلامية كما قد يظهر للوهلة الولى, بل هناك و بكل اسف فلتان اعلامي بكل المقاييس بدأ من المسرح مرورا بالجريدة وصولا حتى التلفاز, طبعا هناك استثنائات قد تشمل برامج او كتاب او مسرحيين, ولكن ثقافة الفلتان هي الغالبة.

لنبدأ من البرامج التلفزيونية, نسبة التقليد و النقل من برامج الأجنبية تكاد تكون 100% و قد ذكرت في مداخلتك هذا الامر, و المصيبة ان النقل لا يأخذ في الاعتبار الخلفية الثقافية و الدينية و النفسية و عادات و تقاليد المشاهد بل يعامله تماما كما لو انه في بلد البرنامج الاصلي مما قد يسبب صدمة او شرخا في شخصية المتلقي قد ينتج عنها ردات فعل غير محمودة العواقب احيانا

يتبع....

اقتباس:  Bilal Nabil   كتب/كتبت  
لو لم تكن الفضائية المذكورة تابعة للجزار سمير جعجع لتفهمت هذا المقال.

عزيزي، مهما كان انتماء وسيلة الإعلام، فأعتقد أن من حقها إبداء الرأي.
وإلا فما داعي وجودها في الأصل ؟!

اقتباس:  Relative   كتب/كتبت  
و المصيبة ان النقل لا يأخذ في الاعتبار الخلفية الثقافية و الدينية و النفسية و عادات و تقاليد المشاهد بل يعامله تماما كما لو انه في بلد البرنامج الاصلي مما قد يسبب صدمة او شرخا في شخصية المتلقي قد ينتج عنها ردات فعل غير محمودة العواقب احيانا

القضية أن البرنامج المذكور درج عبر سنوات على السخرية من الشخصيات السياسية كالحريري سابقاً، والرئيس نفسه...
ولم يعترض أو يصدم أحد من يومها...
فلماذا كل هذا التشنج بالنسبة لشخصية الشيخ نصر الله ؟

كنت أود لو أن حزب الله تغاضى عن هذا الأمر، وتعامل بروح رياضية مع الموضوع، ولم ينهج سياسة لي الأذرع مع هذه المحطة...

اعتقد ان الوضع برمته مجرد عرض عضلات لحزب الله و الا فما هذا التنظيم السريع الذي يخرج لوحده و بدون اي تنظيم و يحمل لافتات و اعلام و يشاهد معهم ضباط في حزب الله



صدقني اراه عرض عضلات

يا نصر لا تهتم
عندك شيعة تشرب دم



؟؟؟؟؟؟؟؟

العزيز أبو إبراهيم

ما قصدته في كلامي ليس موجها للبرنامج بل لكل البرامج المنقولة من برامج سياسية او نقد او ترفيه وان كنت سأعود للبرنامج لاحقا.

الأخبار:
في لبنان خمس محطات اخبارية ما خلا NTV البقية تمثل في اخبارها السياسية توجها حزبيا او فأويا واضحا و هي تخاطب جزئ من الشعب العنيد و لكن كلها تبدأ اخبارها ببيان سياسي يبلغ ذروته مع تلفزيون Future . ويبدو الى حد ما ان الشعب العنيد لاحظ هذا الامر ( على غير عادي ) فأصبحت اخبار الاخيرة الأقل مشاهدة و اضحت الNTV الاكثر مشاهدة بل حتى تلفزيون المنار الموجه الى حد بعيد تفوق اخباريا على ال Future.

البرامج السياسية :

تكاد تصبح او اصبحت بازار سياسيا فبعد ان كان كلام الناس احد اجمل و اقوى هذه البرامج اضحى طرفا سياسيا و اصبح مارسيل غانم المهني اللامع يأخذ دور المهادن اذا كان المحاور من جهة و المصعد اذا كان من طرف اخر, واذ يبدو انه بدأ يعود الى مهنيته و حرفيته مؤخرا
على FUTURE عندك علي حمادي اذن لا داعي للتعليق لا شكلا و لا مضمونا
المنار لا اشاهد برامجها السياسية الا اذا كان الضيف فوق العادة
الأسبوع في ساعة مع صليبي قد يكون الاقوى حاليا و يحاول ان يلعب فيه دور محامي الشيطان و لكنه لا يملك كريزما و حرفية مارسيل غانم

البرامج السياسية:
الساخر بسمات وطن, اربت تنحل و لايمل و حفيده ابو رياض

البرامج مجموعة ليست نقد او تشريح, هي برامج مسخرة بالمطلق ليس من النقد السياسي و الاجتماعي في شيء, و من المؤسف ان تقارن مسرحيات دريد لحام بها, النقد السياسي و الاجتماعي في لبنان تجده في مسرح زياد الرحباني او رفيق علي احمد , وبرامج النقد الساخر و المضحك المبكي تكون على شاكلة العقل زيني و تابع لشى و الى حد ما SLSHI.. و لأسف لا وجود لهذه البرامج حاليا.

يتبع ...