يقتل، أو يفتي بالقتل أو يحرض عليه لا فرق، باسم ترهات من خياله نسبها عدواناً لرب تخيله أجداده وآمن هو به لأنه لم يجد ما يقنع دماغه المتواضع بأي تفسير آخر سوى هذا الاعتقاد الفقير. وعندما يشعر بأن جرائمه ستؤدي به للسجن في بلاده فإنه يفر كالفأر ...
يتجه لبريطانيا، أو ألمانيا أو سويسرا ...

يأوي كذئب.
بين حملان حملوا على عواتقهم حماية من تهددت حياته بالموت حتى ولو كان مجرماً فهم لا يعترفون بالإعدام لأنهم لا يعترفون بذلك الرب الذي يتخيله أولئك. يقدسون الحياة، لذلك قدسوا الإنسان وقدسوا حريته. قدسوا الإنسان حتى وإن كان ذئباً، فأعطوه فيتامينات الحياة، أعطوه الحرية، وكفلوا له العيش الكريم بعيداً عن اضطهاد بني جلدته بني إيمانه.

انتفض الذئب بالفيتامينات وبرزت له أنياب جديدة، فعض يداً امتدت له بالإحسان وحرّض عليها، وثار عليها، واتهمها وأجحف وأغلظ في حقده.

وهكذا، نهشتك الذئاب يا نادي الفكر.
ذئاب لم تلجأ إليك هرباً، بل طمعاً ...
ذئاب، أوجارها تشنق من زارها، لكن ذئابها ترتع في فيافي حريتك.

نهشتك الذئاب
ذئاب غبية، لأنها لم تعرف أن أنياب الغدر لا تؤثر في الآلهة.

:rose: