arfan
عضو رائد
المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
|
النضر و محمد
منذ حوالي 1400 عاما حدثت معركة فكرية شرسة بين إثنتين من العقليات الجبارة ، العقلية الأولي هي عقلية محمد ذلك الإنسان ذو العقلية الخيالية الواسعة و القدرة الهائلة على بناء المنظومات ، لقد ظلت عقليته الجبارة تحاول أن تربط بين الاحداث التاريخية المختلفة المعروفة في وقته و نسج منظومة متكاملة حتى إستطاع أن يكون ما أعتبره " أول نظرية في تفسير التاريخ " و إنطلق منها ليكون فلسفة عامة تنقصها شئ واحد فقط ، ألا وهي نبي موحى إليه من عند الله ،و هي فكرة شاركه فيها بعض الشخصيات المرموقة مثل " زيد بن عمرو بن نفيل" و" أمية بن أبي الصلت" .
و قد تعرض محمد في أثناء طفولته و شبابه المبكر للكثير من الظروف المعاكسة التي جعلته فقيرا و اضطرته إلى الزواج من امرأة تكبره بخمسة عشر عاما و تقوم بالإنفاق عليه و أنفق هو سنوات طويلة من عمره في عزلة و في محاولة الوصول لفلسفة عامة و فهم عام للكون في حدود معلوماته القليلة و يبدو أن هذه العزلة و هذا البحث الدؤوب عن" الحقيقة" و " مغزى الحياة" و بعض القضايا الميتافيزيقية الأخرى ساهما فيما يبدو في عجزه عن النجاح الدنيوى .
و عندما وصل سنه إلى أربعين عاما كانت الضغوط النفسية قد إزدادت بشكل عنيف و بدأت تنتابه الهلاوس العنيفة ، و إعتقد جازما " رغم الشكوك التي إنتابته في نفسه في البداية و جعلته يفكر في الإنتحار" أقول أعتقد جازما أن الحلقة المفقودة في منظومته قد إكتملت و أن الله قد إصطفاه ليكون هو الحلقة المكملة لمنظومته العقلية ، و إنطلق المارد المحمدي من القمقم و بكل قوة و ثقة إنطلق ينثر هلاوسه السمعية الصادرة من عقله الباطن و يقنع قريشا أنه كلام عظيم و منزل من عند إلهه ، و قد كان محمدا كالإعصار و إنطلق يهاجم بكل شراسة و قوة معتقدات قبيلته " رغم شخصيته الضعيفة المهتزة مدفوعا بإعتقاده أن هنالك إلها خلفه يعضده " .
و قد كان من الممكن لهذا الإعصار الهادر أن ينال قسطا كبيرا من النجاح و نجح فعلا في البداية في إقناع عدد لا بأس به ولوكان محمد في قبيلة أخرى غير قريش " التى كانت أرقى حاضرة في بلاد العرب" لسهل عليه النفاذ إليهم و إقناعهم بمنطقه ولكن لسوء حظه كان بها مجموعة من العقليات الممتازة مثل " عبد الله بن أمية" و "الوليد بن المغيرة " و " عمرو بن هشام " "أبو الحكم" و سماه محمد" أبو جهل" و كان على رأس هؤلاء "النضر بن الحارث" الرجل المثقف العاقل ذو المنطق الحديدي الذي طاف ببلاد فارس و الروم ، و الذي تصدى للإعصار المحمدي بكل صلابة وصلافه
و كان الصدام المنطقى بين العقليتين الجبارتين ، العقلية الخيالية الواسعة ، التي تعانى من إضطرابات عقلية و نفسية مخيفة تجعلها مزيجا من الشراسة و العنف و الوداعة و الضعف ، وهي التى لو تنازلت عن هلاوسها فستهبط بنفسها من علياء النبوة و الإتصال الإلهي إلى حضيض الجنون و الخبل
و على الجانب الآخر العقلية التحليلية الهادئة القوية درعها المنطق الصلد أمام ضربات الآيات المحمدية الشرسة ، تلك العقلية التى لم ترهبها آيات " التهديد و الترغيب" المحمدية عن الجنة و النار و صمدت بكل هدوء أمام ادعاءاته البراقة .
أبيقور
http://213.186.47.139/ladeeni/forum/viewto...pic.php?t=14483
|
|
06-03-2006, 06:35 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
arfan
عضو رائد
المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
|
|
06-04-2006, 05:04 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}