{myadvertisements[zone_1]}
أحجيات دينية..
Romeo غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,373
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #1
أحجيات دينية..
الموضوع مطروح في منتدى اللادينيين العرب (الحمد لله على سلامته) احببت أن انقله هنا لاستمع لارائكم حول ما جاء في الموضوع، برايي ان كاتب الموضوع (الحكيم الليبي) قارن آيات و عرض ما بينها من تناقض (كما يظهر لي و له) فهل من مبين و موضح
ساعود
و الآن تطفىء الأنوار و يبدأ الفلم:


لم يخطر ببال موسى وهو يكتب الألواح في منتجعه الجبلي في سيناء أن ما سيكتبه سيقدر له البقاء لأربعة آلاف سنة، وسيتخذ شريعة يتعبد بها مئات ملايين اليهود عبر القرون... كما لم يخطر ببال عيسى أن مغامرته النبوية التي لم تتجاوز العامين ستصبح مصدر إلهام لمليارات البشر.. ولم يخطر لمحمد أن كل حركاته وسكناته وحتى نزواته وانفعالاته الشخصية، ورغباته وعداواته البشرية ستصبح أقانيم مقدسة لدى مليارات المسلمين لمدة لا يعلم أحد مداها.. ولم يهتم محمد حتى بكتابة القرآن حتى أنقذه عمر بن الخطاب من الضياع بعد هلاك كثير من الحفاظ في "حروب الردة".. أما سنة الرسول فقد صح عنه النهي عن كتابتها خشية أن تختلط بالقرآن!!





لو كان هؤلاء "الأنبياء" يعلمون أن تأثيرهم سيمتد مكاناً وزماناً عبر القرون والقارت لربما اهتموا بمراجعة كل أقوالهم وأفعالهم وكل ما نسبوه إلى الله ليزيلوا منها هذه التناقضات، ولكن التناقضات يمكن أن تزال من نظرية لم تختلط بالواقع ولم تتعامل مع حياة البشر، أما ما خالط الحياة اليومية فلا مناص من التغيير والتبديل فيه لموائمة ما يستجد من أمور، ويظل إلباس هذه النصوص ثياب القداسة نوعاً من الشعوذة اللفظية ليس إلا يتخصص فيه أصحاب الأديان عامة ويتفوق فيه المسلمون على غيرهم.

ورغم أن آلاف الأتباع من كل الأديان سخروا حياتهم وأقلامهم لتفسير هذه التناقضات وتبريرها كما فعل الحاخامات وعلماء اللاهوت والفقهاء والمفسرين، إلا أن بعض هذه التناقضات متجذر في عمق النص كما يتغلغل السرطان في خلايا الجسد بحيث لا يمكن إزالته إلا بإزالة عضو الجسد المصاب.. وتظل هذه التناقضات مثار تساؤلات وشكوك المفكرين، ومعالم واضحة تبرز بشرية هذه النصوص وبراءتها من الانتساب إلى أي قوة فوقية كانت أم سفلية.

ورغم أن المتدينين يفضلون عدم التوغل في هذه التناقضات خشية أن يتزلزل إيمانهم، إلا أنهم إذ يعجزون عن تفسيرها يطلبون من المتسائلين أن يتدبروا في معناها عسى أن يزول هذا التناقض بطريقة أو بأخرى.. والتدبر كما يعرفونه هو التدبر في الكون وفي القرآن، أو كما يفضل بعضهم التنطع بالقول: التفكر في كتاب الله المنظور وكتاب الله المسطور.. وفي ثقافة سوق عكاظ التي تبيع الكلام وتشتريه لا تتوقع من التدبر أن يذهب الى أبعد من هذه البهرجة اللفظية.. فالتدبر عندنا ما هو الا رقية تعمل بطرق غامضة غير مفهومة، ولا تستطيع ان تعرف متى ستفعل فعلها ومتى ستتوقف ولا ماذا ستنتج..

ولا أكاد أتذكر عدد المرات التي انتفض فيها احد المشايخ أو الدعاة طالباً مني التدبر وناعتاً إياي بعدم الفهم، ومشهراً في وجهي آية "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"..

وأنا لا أتصور أن عاقلاً يغضب إذا طلب منه أن يتدبر، ولكن والمشكلة هنا أن التدبر لن يقودك بالضرورة الى النتائج التي قررها المشايخ سلفاً، بل سيقودك في غالب الأحيان الى اتجاه آخر لا يرضى عنه المشايخ وعندها سيتهمونك مجدداً بعدم التدبر أو بعمى البصيرة.. فالتدبر عند المشايخ لا يكون مثمراً الا إذا وصل بك الى ما هو معروف سلفاً وكفى الله المؤمنين القتال، أو أن يصل بك الى نتائج تؤيد النظرة الدينية حتى ولو بالتعسف كما يفعل بعض دعاة الاعجاز العلمي في يومنا هذا..

وعملاً بالآيات التي تحث على التدبر فقد رأيت أن أشارك القارىء في بعض النقاط التي استعصت عليّ وأضحت بمثابة الأحجيات، وقد تدبرت فيها ورجعت الى كتب تفسير القرآن وأقوال العلماء فلم أجد الا تبريرات متهافتة فرأيت أن أعرض بعضها على القراء..

وخوفاً على القارىء الكريم من الملل رأيت أن أجعل هذا المقال في جزئين: أعرض في الجزء الأول مجموعة من الأحجيات تتعلق بالخلق ويوم القيامة وفي الجزء الثاني أحجيات دينية متفرقة، وقد اخترتها على سبيل المثال لا الحصر فالمجال يضيق عن حصرها.


أحجية المساءلة:
في سياق الحديث عن يوم القيامة يقول الله في القرآن (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون - الحجر) كما يقول في آية أخرى (ولتُسئلن عما كنتم تعملون) ويقول في آية ثالثة (فقفوهم إنهم مسئولون) وفي رابعة يقول (فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين) ولا نجد في أنفسنا حاجة لشرح هذه الآيات فمعناها واضح ولا أحسب أن مسلماً لا يعرف أن الناس – مسلمهم وكافرهم - سيسئلون عن أعمالهم يوم القيامة..

ثم بمزيد من التدبر في القرآن نجد آية أخرى تقول (ولا يُسْئَلُ عن ذنوبهم المجرمون - القصص) !! كما يقول (فيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان - الرحمن)!

فهل سيُسئل الناس يوم القيامة أم لا؟ أم أن الله لم يستقر على رأي في هذا الشأن عند نزول القرآن؟ وإذا كان المجرمون لا يسئلون عن ذنوبهم فهل سيئسل الطيبون الصالحون؟ وبناء على التدبر في هذه الآيات المتضاربة نجد انه لا يمكن الوصول الى نتيجة في هذا الشأن، ولا أستبعد ان يخرج علينا المشايخ بتأويلات طريفة من نوع ان يوم القيامة هو في الواقع عدة أيام كالصعقة والنفخ في الصور والحشر والصراط ... الخ وان الكلام مسموح في بعضها ممنوع في البعض الآخر.

ومادامت الآية تذكر محاسبة الجن أيضاً فلا بد من طرح هذا السؤال: إذا كان القرآن قد نزل للإنس والجن وقد آمنت به الجن في قوله (قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي الى الرشد فآمنّا به - الجن) فلماذا لا يحتوي القرآن أي تكليف للجن؟ هل يصلون نفس الركعات؟ وهل يصومون؟ وماذا عن الجهاد؟ هل يجاهدون ممالك الجن الكافرة؟ وهل يا ترى يوجد منهم من يفجر محطات القطارات ومدارس الأطفال (الجن طبعاً)؟ وباختصار: إذا كان الرسول مرسلاً للإنس والجن وهو خاتم الرسل فكيف نسي أن يبين لهم واجباتهم الشرعية؟


أحجية التساؤل:
يقول القرآن في وصفه ليوم القيامة (فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون) كما يؤيد هذا المشهد الرهيب يوم القيامة بقوله (يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه) فهو موقف لا يلتفت المرء فيه لاخيه ولا لامه ولا لزوجته فضلاً عن أن ينشغل بباقي الناس.. فعبر القرآن عن هذا بأنهم "لا يتساءلون"...

ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون)!! ويقول أيضاً (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) مما يدل على أن الكفار يتساءلون ويتلاومون فهل يتساءل الكفار يوم القيامة أم لا؟


أحجية النطق:
ويقول كذلك (يوم نختم على أفواههم) .. ويقول أيضاً (هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون) .. ويقول (ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون) مما يدل على أن الكفار يوم القيامة ممنوعون من الكلام حتى للدفاع عن أنفسهم..

ولكنا نجد في آية أخرى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ - فصلت)، كما يقول أيضاً عن الكفار (ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ - الأنعام) وفي آية لاحقة (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ - الأنعام)..

فها نحن نرى آياتٍ صريحة في منع الكفار من النطق يوم القيامة وآيات أخرى صريحة في أنهم ينطقون فهل نصدق الآيات الأولى أم الثانية؟

والأمثلة الثلاثة السابقة تطرح سؤالاً بسيطاً: ان الله بعلمه للغيب يتحدث عن مشهد يوم القيامة كأنما يتحدث عن ماض، فهو في علم الله متحقق ومتيقن الحدوث، ولكن وصف الله لهذا المشهد غير متسق، فما الذي يدعو الله للتضارب في وصف هذا المشهد؟ هل لأنه لم يستقر على رأي فيما سيفعل يوم القيامة؟ وهل يصح ذلك في حق الله؟

التفسير البسيط لهذه التناقضات هو أنها وصف بشري لمشهد متخيل، يتأثر هذا الوصف بما يعتمل في نفس هذا الشخص من مشاعر وانفعالات لحظة الكتابة والتأليف، لأنه لا يعقل أن يتضارب وصف الله لنفس المشهد.


أحجية الخلق:
لا يوجد مسلم على وجه الأرض فيما أعلم الا ويؤمن بقصة خلق الانسان من طين وأمر الله لابليس بالسجود ورفض ابليس ذلك وتلك القصة المشهورة.. والقصة كما يعرفها الجميع تدل على ان الله خلق آدم أولاً ثم أمر الملائكة بالسجود له ثم حدث ما حدث من اغواء في الجنة ونزول الى الأرض ثم ظهور النسل البشري الى آخر القصة التي وردت تقريباً في تراث كل الأمم بصيغ مختلفة ومنسوبة الى آلهة مختلفة.. و"ثم" كما يقول أهل اللغة تفيد الترتيب مع التراخي ... ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم – الأعراف) فهل خلق الله آدم ثم أمر الملائكة بالسجود له ثم جاءت ذرية آدم؟ أم أنه خلق آدم وذريته ثم أمر الملائكة بالسجود كما في آية سورة الأعراف؟

كما يحدثنا القرآن انه خلق الإنسان في أحسن تقويم ويفسر ابن كثير الآية بأن الله (خَلَقَ الإِنْسَان فِي أَحْسَن صُورَة وَشَكْل مُنْتَصِب الْقَامَة سَوِيّ الأَعْضَاء حَسَنهَا)، أما القرطبي فقال (وَهُوَ اعْتِدَاله وَاسْتِوَاء شَبَابه كَذَا قَالَ عَامَّة الْمُفَسِّرِينَ . وَهُوَ أَحْسَن مَا يَكُون، لأَنَّهُ خَلَقَ كُلّ شَيْء مَنْكِبًا عَلَى وَجْهه، وَخَلَقَهُ هُوَ مُسْتَوِيًا)..

ولكن الأدلة العلمية وسجل الحفريات لا تؤيد هذه الأسطورة بل انه تنفيها نفياً قاطعاً فانفصال السلالة التي نشأ عنها الانسان الحالي عن السلالات الأخرى حدث منذ ستة ملايين سنة تقريباً وتطور الانسان خلالها في عدة اتجاهات انقرض بعضها تماماً واستمر بعضها في التطور حتى وصل الى الانسان بشكله وهيئته الحالية.. ويضيق المجال عن التفصيل في هذا الموضوع ويطلب في مظانه..

وأسطورة الأله اللاهي بالطين ليخلق منه بشراً وردت أول ما وردت عند السومريين ثم تسربت إلى ثقافات المنطقة كالأساطير البابلية وأعطاها موسى ختم الخلود بنسخها في سفر التكوين من العهد القديم حتى استقرت في القرآن.. وتوجد نسخ محلية محورة من هذه الأساطير في مناطق مختلفة من العالم وان كانت لا تلتزم بالضرورة بفكرة الإله الواحد، كما يضيف بعضها موادَ أولية أخرى إضافة إلى الطين.

ولا تبدو أسطورة الخلق من التراب في القرآن منسجمة حتى مع نفسها فضلاً عن أن تنسجم مع العلم، فتارة يحدثنا القرآن بقوله (إنا خلقناكم من تراب)، وتارة يقول (وبدأ خلق الإنسان من طين)، وتارة يقول (خلق الإنسان من صلصال كالفخار - الرحمن)، ثم في آية أخرى يقول (وجعلنا من الماء كل شيء حيى) وبما ان الإنسان كائن حي فلا بد أنه خلق من الماء وليس من الطين إذا كان لنا أن نصدق هذه الآية... فهل خلق الإنسان من الماء أم من الطين؟

وإذا كان لنا أن نضع قبعة الحاوي (الفقيه) لإزالة هذا التناقض لقلنا أن الإله عندما أراد أن يخلق الإنسان من تراب احتاج إلى بعض الماء ليساعد في تشكيل العجينة وبهذا فهو استعمل التراب والماء معاً... ويبدو الإله هنا في صورة مسلية كطفل يلعب بالتراب ثم يحضر بعض الماء يمزج به التراب ثم يصنع إنساناً من الطين ونفخ فيه نفخة إلهية تمنحه الحياة، ولكن هذا التفسير على الرغم من أنه يحل مشكلة الماء والطين بطريقة طفولية ولكنه يضع عقبات أخرى أمام قوله للشيء كن فيكون!


أحجية خلق الجن وخلق إبليس
حتى إذا سلمنا من التناقض بين خلق الإنسان من الطين وكون الله جعل من الماء كل شيء حيى فإن خلق الجن يطرح إشكالاً آخر: فالجن كما يقول القرآن مخلوق من نار (وخلق الجان من مارج من نار)، ولكن الجن كائنات حية أيضاً فينبغي أن تكون مخلوقة من الماء هي الاخرى، فهل هي مخلوقة من ماء أم من نار؟

أما إذا تحدثنا عن خلق الشياطين فسنفتح باباً آخر: فنحن نعلم أن إبليس كان من الجن المقربين مع الملائكة حتى ارتكب خطيئة تعظيم الله ورفض السجود لغيره وكان ماكان.. ولكن القرآن والرسول يقولان ان كل انسان معه شيطان أو أكثر يجري منه مجرى الدم ويوسوس له فكيف ومتى خلق الله هؤلاء الشياطين الصغار؟ وهل يموتون مع موت من يرافقونهم من البشر أم انهم يرافقون أشخاصاً آخرين؟

يقول الشيخ الشنقيطي في تفسير: (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني – الكهف) :

وقوله في هذه الآية الكريمة: (وذريته) دليل على أن للشيطان ذرية ، فادعاء انه لا ذرية له مناقض لهذه الآية مناقضة صريحة كما ترى، وكل ما ناقض صريح القرآن فهو باطل بلا شك، ولكن طريقة وجود نسله هل هي عن تزاوج أو غيره، لا دليل عليها من نص صريح، والعلماء مختلفون فيها، وقال الشعبي سألني رجل : هل لإبليس زوجة؟ فقلت إن ذلك عرس لم أشهده ، ثم ذكرت قوله تعالى: (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني)، فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة ، فقلت : نعم.

وروي مثله عن قتادة، قال مجاهد: إن كيفية إيجاد النسل منه أنه أدخل فرجه في فرج نفسه فباض خمس بيضات!، قال: فهذا أصل ذريته. وقال بعض أهل العلم: إن الله تعالى خلق له في فخذه اليمنى ذكراً، وفي اليسرى فرجاً، فهو ينكح هذا بهذا فيخرج له في كل يوم عشر بيضات، يخرج من كل بيضة سبعون شيطاناً وشيطانة.

وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: "قال رسول الله –ص-: "لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فبها باض الشيطان وفرخ " وهذا يدل على أن للشيطان ذرية من صلبه. قال مقيده عفا الله عنه : هذا الحديث إنما يدل أنه يبيض ويفرخ، ولكن لا دلالة فيه على ذلك، هل هي من أنثى هي زوجة له.

فهذا طرف من أقوال أهل العلم في موضوع ذرية الشيطان، ولا شك أن هذه الكنوز العلمية قد قلت الإستفادة منها ففيها علوم بيولوجية مفيدة وليس فقط علوم شرعية، وهذه الكتب هي التي يريد منا الإسلاميون أن نقبل عليها وننهل من علومها حتى تعود الأمة إلى سابق مجدها.

ولا مناص من أن نعرج على نقطة أخرى وهي أنه إذا كان إبليس قد اختار أن يعصي الله بعدم السجود واستحق الخلود في النار لأجل ذلك فما ذنب هؤلاء الشياطين الصغار أن يدخلوا النار تبعاً لخطيئة جدهم الأكبر والله يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى)؟ فهل يعطون فرصة الاختيار أيضاً؟ وماذا لو اختار بعضهم أن يطيع الله ولا يعصيه فهل يدخل الجنة؟ أم أنهم مجبورون على العصيان؟ فإذا كانوا مجبرين فكيف يعاقبهم الله على أمر لا خيار لهم فيه؟

هذه النصوص تضعنا أمام عدة مواد أولية استخدمها الله للخلق: التراب، الماء، النار.. أما إذا أردنا الخوض في قصة خلق عيسى بن مريم فسنفتح باباً لا يمكن إغلاقه! إذ ان القرآن يقول انه نفخ في مريم من روح الله، فهل روح الله من التراب أم من الماء؟ وإذا كانت الروح مختلفة تماماً فهل معنى ذلك أن جسد عيسى من الطين أو الماء ولكن روحه من روح الله؟ وهل نصحح بذلك مذهب النصارى في اللاهوت والناسوت؟ أي أن لعيسى طبيعة إلهية وطبيعة بشرية؟

أحجية الاطمئنان:
يقول القرآن في وصف المؤمنين (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب - الرعد) وهذا وصف جميل وكثيراً ما يحتج به المؤمنون، بل ويجد بعضهم أن القرآن يجلب الطمأنينة فعلاً، ومن نافلة القول أن المسيحي يجد نفس الطمأنينة في كتابه "البشري المحرف"، كما يجدها اليهودي في التوراة، فالانسان حبيس أوهامه، ويستطيع أن يطوع عقله ليقبل ما يريد أن يقبله.. وكل يطلب الراحة فيما يراه محقاً كان أم واهماً .. وإذا طلب المرء الطمأنينة في شيء قرآناً كان أم شعراً وتحقق له ذلك فقد أدى ذلك الشيء غرضه، ولكن القرآن يصر على إرباك ذوي العقول السوية إذ نجده يقول في آية أخرى في سورة الأنفال (انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وَجلت قلوبهم)!! فنحن هنا أمام معضلة.. فالفعل هو ذات الفعل وهو ذكر الله، والفاعل هو نفس الفاعل وهو المؤمن، ولكن الله يقرر في الآية الأولى أن ذكر الله يطمئن القلوب ثم ذكر في الثانية أنه يصيب القلوب بالوجل وهو الخوف والاضطراب.. فهلا أفتانا العلماء في هذه المعضلة؟ هل تطمئن القلوب بذكر الله أم توجل؟

لاشك أن نصوصاً كهذه هي التي جعلت من ممارسة التفكير المزدوج (Double Think) ممارسة شائعة عند الفقهاء لتفسير هذه التناقضات.. هذه الممارسة انتقلت بالفقهاء الى مرتبة الحواة.. فكلما تفتق ذهن الفقيه عن حيلة لتبرير تناقض ما كلما زاد الثناء عليه ونعتوه بأنه ممن فتح الله عليهم بالفهم، وتشوف التلاميذ لتقليده.. وها نحن في القرن الواحد والعشرين نجني ثمار التفسير والتبرير وإزدواج المعايير وقلب المفاهيم وخلط الأوراق وتشويه الحقائق والتحليق في فضاءات الوهم والتمسك بأحلام التفوق وتصور القدرة على قيادة البشرية بل ووجوب ذلك، وخوف الأخذ من ثقافة الآخر والانغلاق على ثقافة بشرية لها ما لها وعليها ما عليها بحسبانها هدي خير القرون الذي لن يصلح آخر هذه الأمة إلا به، ومحاربة مشروعات الحداثة والتطوير.


أحجية التبديل:
يقول القرآن (لا مبدل لكلمات الله) ويقول أيضاً (لا مبدل لكلماته – الأنعام والكهف) والآية تعني أحد أمرين:
1- إما أن الله لا يبدل كلامه وهذا شيء مفهوم بل وواجب في حق الإله، فكيف يليق بإله أن يبدل كلامه وهو كلي العلم وأزلي الوجود وعالم بالغيب، وحافظ لكلامه في اللوح المحفوظ؟
2- وإما أن الله لا يسمح لبشر بأن يبدل كلامه وهذا أيضاً مفهوم فأنى لبشر ضعيف فانٍ أن يقدر على تبديل كلام الإله الأزلي؟ وكيف يسمح له الإله بتبديله؟

ولكن تواجهنا معضلتان. الأولى: ان الله نفسه يبدل كلماته التي أكد أن لا مبدل لها فيقول (وإذا بدلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما يبدل قالوا إنما أنت مفتر - النحل).. فهذه الآية تقول أن الله يبدل الآيات بآيات أخرى، ويقر بأن الكفار والمشركين استنكروا أن يتراجع إله في كلامه ويبدله فاتهموا محمداً بالإفتراء، وكعادة القرآن في "الرد على الشبهات" لم يقدم أي تفسير مقنع لهذه الأحجية ومضى يكرر نفس القصة من أن القرآن نزله روح القدس بالحق إلى آخره..

كما يقول القرآن أيضاً (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أومثلها - البقرة) !! ونترك لكل من يملك ذرة عقل فما دونها أن يفهم ما الذي يضطر إلهاً إلى أن ينسخ بعض الآيات ليأتي بخير منها أو مثلها.. فإذا كانت الآية الناسخة خيراً من المنسوخة فلم لم يأتِ بها أولاً؟ وهل ثبت له بعد تجربة الآية المنسوخة أنها ليست صالحة؟ هل يستخدمنا الإله حقلاً لتجاربه؟

وإذا كان نسخ آية والإتيان بخير منها أمراً يطعن في حكمة الإله، ولكنه يظل مفهوماً في إطار التجربة والخطأ الإلهيين (Trial and Error)، ولكن ما الحكمة في نسخ آية والإتيان بآية "مثلها"؟ أليس هذا نوعاً من العبث؟ وإذا كانت الآيتان متماثلتين فلم لم يبق الآية الأولى؟ وفي خضم إتيان الإله بآية أفضل وآيات متشابهة سقط التفسير الأول بأن الله لا يبدل لكلماته..

المعضلة الثانية هي أن البشر يبدلون كلام الله بكل بساطة، بل أن البشر –حسب العقيدة الاسلامية- أفلحوا في تبديل جميع كلمات الله المتتالية بدون استثناء كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وما لم نعلم من كتب وصحائف، ولم يسلم من ذلك إلا القرآن.. فكيف للبشر أن يفعلوا ذلك وقد تعهد الله منذ الأزل بأن لا مبدل لكلماته؟

نجد في ثلاجة الأجوبة المعلبة إجابة جاهزة يستخدمها المسلمون فيقولون ان الله لم يتعهد بحفظ كتبه الاولى ولكنه تعهد بحفظ القرآن، وسؤالي هو: هل يوجد إله يعجز عن حفظ رسالاته الى البشر من العبث؟ ثم وفي نهاية المطاف يقول لنفسه "سأكون منتبهاً تماماً هذه المرة وسأنزل رسالة لا يستطيع أحد أن يبدلها؟" .. هل يؤمن بإله كهذا شخص يحترم عقله؟ إله تستطيع مخلوقاته أن تعبث بكلماته وتبدلها؟ إله ينزل آيات يزعم انها في اللوح المحفوظ ثم يكتشف بعد قليل انها لم تعد صالحة فيبدلها زاعماً انه سيأتي بأحسن منها أو مثلها؟

ألم يخطر على بال الإله في أول مرة تم فيها تبديل كلماته، ولتكن التوراة مثلاً، أن يحاول حفظها في المرة التالية، ولتكن الإنجيل مثلاً؟ لماذا يكرر الإله أخطائه مرة بعد أخرى؟ هل فطن بعد ستمائة سنة من تعليق آخر نبي (أو ابن) أرسله إلى الأرض على الصليب بين عاهرة ولص، فطن الى أن شيئاً ما لا بد أن يفعل إزاء هذا العبث البشري المتكرر بكلماته فأرسل رسالة خاتمة وتعهد بحفظها؟

وحتى في هذه الرسالة لم يتعلم من أخطائه فقد زعم التعهد بحفظها ولكنه كان أول من غير وبدل فيها، فيكاد يجمع علماء المسلمين ان آية السيف (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم - التوبة) نسخت مائة وأربع وعشرين آية!! ولعاقل أن يسأل: إذا اضطر الله نفسه أن يغير آياته مرات عديدة في ربع قرن فكيف يزعم هؤلاء أن القرآن صالح لكل زمان ومكان وهو لم يصلح لقرية بدوية صغيرة لمدة ربع قرن دون تبديل؟ وإذا قامت دولة بتبديل دستورها مرة في كل عشر سنوات لقلنا ان من خط هذا الدستور لا يفقه في القانون شيئاً، فعلى الرغم من أن الدساتير لا يطلب منها الخلود ولكن استقرارها لفترة زمنية يكسبها الاحترام.

وإذا كان تراجع الإله عن بعض ما قاله مفهوماً فكيف نفسر أن ينسخ الرسول كلام الله؟ كمثال على ذلك نورد حد رجم الزاني والذي ينص القرآن على أنه الجلد بينما يصر الرسول والعلماء على انه الرجم للزاني المحصن، وكأن الله حينما أنزل النص الأول لم يكن يعلم أن الزناة لا بد وأن يكونوا إما محصنين أو غير محصنين، ثم استدرك الرسول على الله بأن أضاف عقوبة مشددة لمن كان محصناً..

ولمواجهة هذا التضارب المحرج ظهرت أحاديث صحيحة تقول أن الله أنزل آية في الرجم ولكنها اختفت من المصحف، وفي تفسير ذلك يقول بعض العلماء الظرفاء أن هذه الآية نسخ لفظها وبقي حكمها، وروى الطبراني وابن ماجة والدارقطني وابن يعلى أن هذه الآيات كانت مكتوبة وموضوعة تحت سرير عائشة فلما مات الرسول وانشغلوا بدفنه دخل الداجن وأكلها!!

والتفسير الأول يفتح الباب للبشر أن يبدلوا كلام الله فلا نختلف عن اليهود والنصارى في شيء، أما التفسير الثاني فيفتح الباب للقول بأن "الدواب" تبدل كلام الله .. ويجد مسلم اليوم نفسه مضطراً للإيمان بأن الله أنزل آيات ثم نسخ لفظها وأراد لحكمها أن يبقى!! وأن الداجن له سلطان على كلام الله الذي تعهد بحفظه!

ولا يزال أنصار الدولة الدينية يرفعون شعار تطبيق الشريعة حتى يومنا هذا بحسبانها المحجة البيضاء ليلها كنهارها، هذه الشريعة التي لم يفهمها أقرب الصحابة إلى الرسول فتقاتلوا بينهم قتالاً شديداً أفنى فيه مبشرون بالجنة مبشرون آخرون، وها هم ينتظرون يوم القيامة عسى أن يصدق الله وعده في قوله (ونزعنا ما في صدورهم من غل)، هذا إذا لم يغير رأيه وينسخ هذه الآية أيضاً.

وإذا كانت هذه المحجة البيضاء لم تكن واضحة لصحابة الرسول في أهم الأمور وهو انتقال السلطة حتى اضطروا إلى قتل بعضهم البعض ولما يمض على وفاة الرسول ثلاثة عقود، ففيم وضوح هذه الشريعة؟ وما الذي يدعوهم إلى الإعتقاد بأن الشريعة ستكون أوضح لنا بعد أربعة عشر قرناً مما كانت للصحابة وهم من تربوا على يدي الرسول وعاصروا "الوحي"؟


أحجية المسجد الأقصى:
قصة الإسراء والمعراج هي من القصص المحلقة في عوالم الخيال والتي يختلط فيها الزمان والمكان والطبيعة وماورائها بدرجة تجعل الفصل بينهم ضرباً من المحال.. وتصلح هذه القصة لكتاب كامل ولكني لن أعرض لها في هذا المقال بل سأعرض لأحجية المسجد الأقصى..

لعل أول ذكر للمسجد الأقصى ورد في آية سورة الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) وهذه الآية مكية وقد نزلت في بداية الدعوة، ولكن المشكلة هنا انه لم يكن هناك مسجد أقصى ولا مسجد من أي نوع في فلسطين ولا في غيرها، فأول مسجد بناه الرسول هو في المدينة فمن الذي بنى هذا المسجد الأقصى إذن؟

قد يقول قائل: أن أحد أنبياء بني إسرائيل قد بنى هذا المسجد/المعبد ولأن الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً فلذلك ذكره الله في القرآن بحسبانه مسجداً.. فنقول ان أمكنة العبادة في الديانة اليهودية تسمى معابد (Synagogues) فهل كان هذا النبي يعلم أنه يتعبد في مسجد ولكنه يخدع أتباعه؟.. ثم ان تاريخ بناء المعبد يرجع إلى زمن لم يكن الله فيه غاضباً على بني إسرائيل فكيف يخدعهم الله بإيهامهم أن معبدهم هو في واقع الأمر مسجد؟

وبفرض ان المسجد الأقصى كان موجوداً بطريقة أو بأخرى فلماذا لم يُصلِّ فيه عمر بن الخطاب عندما فتحت مدينة القدس وصلى في كنيسة النصارى؟ ترى هل أقحمت هذه الآية بعد عقود من وفاة الرسول لإضفاء قداسة استثنائية على المسجد الجديد والذي ربما بناه الوليد بن عبد الملك في مواجهة إرث تاريخي طويل لليهود والنصارى في القدس؟

ولعل القصة ترمي ضمن ما ترمي إلى هذه المصادرة، فقول الرسول بأن الله جمع له الأنبياء فصلى بهم إماماً كان نوعاً من الحرب الإعلامية بقصد رفع معنويات أتباعه الوثنيين الذين طالما شعروا بعقدة الدونية تجاه اليهود والنصارى الذين كانوا يعتقدون أنهم أهل كتاب وأصحاب صلة بالسماء، فكأنما أراد الرسول أن يمحو ذلك كله بقصة حصلت له وحده بطريقة سرية لم يطلع عليها أحد غيره. وإذا كانت المعجزة مطلوبة لإقناع الناس فلا أدري لماذا جاءت كل معجزات الرسول سرية لم يرها أحد؟ ربما لإقناعه هو شخصياً، أما نحن فالمطلوب أن نصدق معجزة لم نرها وإلا حلت علينا لعنات الآلهة.

يؤيد ذلك أيضاً مزايدة الرسول على اليهود بصوم عاشوراء وصوم يوم قبله أو بعده بزعم أن المسلمين أحق بموسى من اليهود.. ولا أدري لماذا لم يخطر للرسول ان هذا الصوم وما صاحبه من القصص ربما يكون مما أدخله اليهود على شرائعهم من تحريفات.. فالواقع يقول أنه لم يكن يدري شيئاً عن أهمية هذا اليوم لليهود.. هذا اليوم الذي نجا فيه الله بني إسرائيل وارتكب بطولات أخرى لا حصر لها فكيف غابت هذه المعرفة عن النبي؟

ولطه حسين رأي جدير بالتأمل إذ يرى أن قصة ابراهيم ليس لها وجود تاريخي مؤكد، فضلاً عن نزوله الى الجزيرة العربية وبنائه للكعبة، وانما هي قصة اخترعت أساساً لإثبات وجود صلة بين اليهود والمسلمين من جهة وبين القرآن والتوراة من جهة أخرى – خصوصاً أن الرسول كان محتاجاً لابراز هذه الصلة في بداية الدعوة لتأكيد مصداقيته في مواجهة الوثنيين من قريش واليهود والنصارى، كما كانت محاولة لم تنجح لاستمالة اليهود لدينه الجديد.


أحجية الأمر بالفسق
يقول القرآن في سورة الاسراء (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً).. وهذه إحدى الآيات التي تبارى الحواة في تأويلها وصرفها عن معناها الواضح النازل بلسان عربي مبين.. فمعناها المباشر أن الله في سياق تدخلاته غير المفهومة في حياة البشر يغضب أحياناً على بعض القرى فيقرر إهلاكها.. ورغم أنه يستطيع ذلك بدون أن يقدم تفسيراً لأحد فهو يأمر مترفي هذه القرية بالفسق!! (لاحظ أنه قال سابقاً "إن الله لا يأمر بالفحشاء").. فإذا فسق هؤلاء فان الله يعتبر أنه أبرأ ذمته ويصب جام غضبه على هذه القرية التعيسة فيدمرها.

ودع عنك أن الإله لا ينبغي له أن يأمر بالفسق، فإن قوله –فحق عليها القول- دليل على أن القرية لم يحق عليها العذاب إلا بعد فسق المترفين، فكيف جاز له أن يقرر هلاكها قبل أن تستحق القرية ذلك؟ وإذا كان المترفون في كل قرية قلة وأغلب الناس فقراء فلماذا يهلك الكثرة بفسق القلة المترفة؟ خاصة إذا كان هو المحرض على هذا الفسق؟

ولشد ما أكره أن أظهر بمظهر السفسطائي ولكني لا أملك إلا أن أطرح هذا السؤال: إذا كان الله قد أمر المترفين بالفسق فهل يجب عليهم طاعته أم عصيانه؟ فإذا أطاعوه فقد ارتكبوا فسقاً وجب به هلاكهم، وإن عصوه فلم يفسقوا غضب عليهم لعصيانهم إياه فكيف المخرج؟ وبعد تفكير خلصت إلى أن من أراد اتهامي بالسفسطائية فليوجه الإتهام إلى الله نفسه فهو الذي وضعهم في هذا الموقف أما دوري فيه فلا يتعدى الصياغة وإلقاء الضوء.

وكمثال على الدور الفهلوي الذي يمارسه الفقهاء، هاك طرفاً مما قالوه في تفسير أمر الله بالفسق منقولاً من تفسير ابن كثير (علامات التعجب من عندي):

واختلف المفسرون في معناها فقيل معناه أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمراً قدرياً كقوله تعالى "أَتَاهَا أَمْرنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا" -- وقالوا: معناه أنه سخرهم إلى فعل الفواحش!! فاستحقوا العذاب -- وقيل معناه أمرناهم بالطاعات!! ففعلوا الفواحش فاستحقوا العقوبة. رواه ابن جريج عن ابن عباس وقاله سعيد بن جبير أيضاً -- وَقَالَ اِبْن جَرِير يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء -- قَالَ عَلِيّ بْن طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس يَقُول سَلَّطْنَا أَشْرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكَهُمْ اللَّه بِالْعَذَابِ وَهُوَ قَوْله " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَة أَكَابِر مُجْرِمِيهَا " الْآيَة وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَالرَّبِيع بْن أَنَس -- وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس يَقُول أَكْثَرْنَا عَدَدهمْ وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَالْحَسَن وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَعَنْ مَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ

وسواء أمرهم بالفسق أو سخرهم لفعل الفواحش أو جعل مترفيهم أمراء أو سلط أشرارهم أو أكثر أعداد المترفين في هذه القرية فيبقى الله مسئولاً عما حدث فيها من الفسق بتحريكه لخيوط اللعبة من وراء ستار الغيب، ويبقى المسلم حائراً في فهم دوافع هذا الإله الذي يفقد صبره ولا ينتظر يوم الحساب ليعاقب المسيء ويكافيء المحسن بل يخبط خبط عشواء مهلكاً المحسن والمسيء معاً.


أحجية الشرك
وهذه عزيزي القارىء أحجية عجيبة حتى بمقاييس القرآن نفسه، فالله هنا يخبرنا عن سؤاله للمشركين يوم القيامة عن سبب إشراكهم به فيقولون ان الله هو السبب في ذلك إذ لو شاء لهم عدم الإشراك لما أشركوا. وهذا منطق متسق مع المنطق الديني القائل بأن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فيعيب عليهم الله هذا القول ويتهمهم بالكذب والتخرص: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آَبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ – الأنعام)

ولكن يبدو أنه نسي ما قاله في هذه الآية فنراه يقرر بكل ثقة في آية أخرى من نفس السورة ما عابه عليهم فيقول (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ – الانعام) فهو يقر صراحة بأنه السبب في إشراكهم، فنحن هنا أمام أحد أمرين: إما أن تكون مشيئة الله سبباً في إشراكهم كما قالوا ويكونون بهذا صادقين في كلامهم، أو أن يكونوا كاذبين في هذا الزعم ويكون القرآن كاذباً أيضاً بتكذيبهم.


وأخيراً: لم أهدف في هذا المقال إلى استقصاء هذه الأحجيات، ولا مصلحة في ذلك، ولكني شئت أن أسوق بعض الأمثلة فقط، وعلى العكس ممن يقول أن الطريق إلى إزالة الشك هو بقراءة القرآن وتدبره فاني أقول ان أقصر الطرق إلى ترك الدين هو بقراءة القرآن وتدبره.. لا أقصد طبعاً قراءة القرآن على طريقة الكتاتيب ولكن بمقارنة الآيات ببعضها البعض والتحلي بروح التدقيق والتحليل والبحث، وتجاوز عقلية الإعتذار وإحسان الظن بالإله، فلا ينبغي أن يعتمد اتساق كلام الله على حسن الظن به.. وينبغي على قارىء القرآن أن يعلم أن صاحب هذا الكتاب يزعم أنه معجز ويتحدى الجميع أن يجدوا فيه اختلافاً فلا حرج إذن من محاولة ايجاد الاختلاف فانت هنا تستجيب للتحدي المطروح، فان وجدت اختلافاً أيقنت انه ليس من عند الله وإن لم تجد زاد إيمانك ويقينك فانت رابح في الحالين...



الحكيم الليبي 13 أغسطس, 2005

05-25-2006, 10:31 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #2
أحجيات دينية..
قرأت الموضوع وأقول أن الكاتب لم يجهد نفسه قليلًا لفهم الآيات

وسأضع بيان ذلك جزءًا جزءًا من غدٍ إن شاء الله ليتبين لنا مدى جهل هؤلاء أو مدى عدم دقتهم العلمية في النقد وأنهم ينتقدون لا من أجل الحقيقة بل من أجل شيء آخر لا يمت للحقيقة بصلة
05-25-2006, 01:44 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العميد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 934
الانضمام: Jul 2003
مشاركة: #3
أحجيات دينية..
ليسمح لي الأخ الحبيب زيد أن أسبقه بشيء من الردود ، فإن من كتب هذا المقال يظهر عليه أنه لن يقبل أي توفيق أو جواب ، يعني يريدها هكذا كما أرادها هو "القرآن أخطأ ولا نقاش " ، وكما قال أخي الحبيب زيد أنه لم يجهد نفسه قليلًا لفهم الآيات ..


لنبدأ وبالله تعالى التوفيق :

اقتباس:في سياق الحديث عن يوم القيامة يقول الله في القرآن (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون - الحجر) كما يقول في آية أخرى (ولتُسئلن عما كنتم تعملون) ويقول في آية ثالثة (فقفوهم إنهم مسئولون) وفي رابعة يقول (فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين) ولا نجد في أنفسنا حاجة لشرح هذه الآيات فمعناها واضح ولا أحسب أن مسلماً لا يعرف أن الناس – مسلمهم وكافرهم - سيسئلون عن أعمالهم يوم القيامة..  

ثم بمزيد من التدبر في القرآن نجد آية أخرى تقول (ولا يُسْئَلُ عن ذنوبهم المجرمون - القصص) !! كما يقول (فيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان - الرحمن)!  

فهل سيُسئل الناس يوم القيامة أم لا؟ أم أن الله لم يستقر على رأي في هذا الشأن عند نزول القرآن؟

أجاب الشيخ الشنقيطي :
(( الجواب عن هذا من ثلاثة أوجه:

الأول: وهو أوجهها لدلالة القرآن عليه وهو أن السؤال قسمان: سؤال توبيخ وتقريع، وأداته غالبا (لم )، وسؤال استخبار واستعلام وأداته غالبا (هل) فالمثبت هو سؤال التوبيخ والتقريع، والمنفي هو سؤال: الاستخبار والاستعلام، وجه دلالة القرآن على هذا أن سؤاله لهم المنصوص في القرآن كله توبيخ وتقريع كقوله: {وقفوهم إنهم مسؤولون، ما لكم لا تناصرون}، وكقوله: {أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون}، وكقوله: {ألم يأتكم رسل منكم}، وكقوله: {ألم يأتكم نذير}، إلى غير ذلك من الآيات، وسؤال الله للرسل ماذا أجبتم لتوبيخ الذين كذبوهم كسؤال الموؤودة بأي ذنب قتلت لتوبيخ قاتلها.

الوجه الثاني: أن في القيامة مواقف متعددة ففي بعضها يسألون وفي بعضها لا يسألون.

الوجه الثالث: هو ما ذكره الحليمي من أن إثبات السؤال محمول على السؤال عن التوحيد وتصديق الرسل، وعدم السؤال محمول على ما يستلزمه الإقرار بالنبوات من شرائع الدين وفروعه، ويدل لهذا قوله تعالى فيقول: {ماذا أجبتم المرسلين} والعلم عند الله تعالى )) .

اقتباس:ومادامت الآية تذكر محاسبة الجن أيضاً فلا بد من طرح هذا السؤال: إذا كان القرآن قد نزل للإنس والجن وقد آمنت به الجن في قوله (قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي الى الرشد فآمنّا به - الجن) فلماذا لا يحتوي القرآن أي تكليف للجن؟ هل يصلون نفس الركعات؟ وهل يصومون؟ وماذا عن الجهاد؟ هل يجاهدون ممالك الجن الكافرة؟ وهل يا ترى يوجد منهم من يفجر محطات القطارات ومدارس الأطفال (الجن طبعاً)؟ وباختصار: إذا كان الرسول مرسلاً للإنس والجن وهو خاتم الرسل فكيف نسي أن يبين لهم واجباتهم الشرعية؟

قلت ( العميد ) :
عندما يخاطب القرآن المؤمنين قائلاً "يا أيها الذين آمنوا" ، فإنه خطاب يشمل جميع المؤمنين من الإنس والجنّ ، فإنك لا تجد "يا أيها الذين آمنوا من الإنس" بل بصيغة العموم .


اقتباس:يقول القرآن في وصفه ليوم القيامة (فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون) كما يؤيد هذا المشهد الرهيب يوم القيامة بقوله (يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه) فهو موقف لا يلتفت المرء فيه لاخيه ولا لامه ولا لزوجته فضلاً عن أن ينشغل بباقي الناس.. فعبر القرآن عن هذا بأنهم "لا يتساءلون"...  

ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون)!! ويقول أيضاً (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) مما يدل على أن الكفار يتساءلون ويتلاومون فهل يتساءل الكفار يوم القيامة أم لا؟


أجاب الشيخ الشنقيطي :
(( والجواب ... من ثلاثة أوجه:

الأول: أن نفي السؤال بعد النفخة الأولى وقبل الثانية وإثباته بعدهما معا.

الثاني: أن نفي السؤال عند اشتغالهم بالصعق والمحاسبة والجواز على الصراط وإثباته فيما عدا ذلك. وهو عن السدى من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.

الثالث: أن السؤال المنفى سؤال خاص وهو سؤال بعضهم العفو من بعض فيما بينهم من الحقوق لقنوطهم من الإعطاء ولو كان المسؤول أبا أو ابنا أو أما أو زوجة. ذكر هذه الأوجه الثلاثة أيضا صاحب الإتقان)) .




اقتباس:أحجية النطق:  
ويقول كذلك (يوم نختم على أفواههم) .. ويقول أيضاً (هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون) .. ويقول (ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون) مما يدل على أن الكفار يوم القيامة ممنوعون من الكلام حتى للدفاع عن أنفسهم..  

ولكنا نجد في آية أخرى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ - فصلت)، كما يقول أيضاً عن الكفار (ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ - الأنعام) وفي آية لاحقة (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ - الأنعام)..  

فها نحن نرى آياتٍ صريحة في منع الكفار من النطق يوم القيامة وآيات أخرى صريحة في أنهم ينطقون فهل نصدق الآيات الأولى أم الثانية؟

أجاب الشيخ الشنقيطي :
(( والجواب عن هذا من أوجه:
الأول: أن القيامة مواطن ففي بعضها ينطقون وفي بعضها لا ينطقون.
الثاني: أنهم لا ينطقون بما لهم فيه فائدة ومالا فائدة فيه كالعدم.

الثالث: أنهم بعد أن يقول الله لهم اخسئوا فيها ولا تكلمون ينقطع نطقهم ولم يبق إلا الزفير والشهيق. قال تعالى: {ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون}. وهذا الوجه الثالث راجع للوجه الأول)) .

اقتباس:والأمثلة الثلاثة السابقة تطرح سؤالاً بسيطاً: ان الله بعلمه للغيب يتحدث عن مشهد يوم القيامة كأنما يتحدث عن ماض، فهو في علم الله متحقق ومتيقن الحدوث، ولكن وصف الله لهذا المشهد غير متسق، فما الذي يدعو الله للتضارب في وصف هذا المشهد؟ هل لأنه لم يستقر على رأي فيما سيفعل يوم القيامة؟ وهل يصح ذلك في حق الله؟

قلت ( العميد ) :
قوله ( المشهد غير متسق) دعوى بلا برهان ، فلم يحدد لنا ما هو الغير المتسق ، فمن يزعم أن في الآيات تضارب أو عدم اتساق عليه أن يبيّن ويفصح عن محل التضارب والخلل ، أما أن يكون كلامه عاماً فهذا مردود عليه ، وأسهل جواب أن نقول له ( بل المشهد متسق ) ، فما هو جوابه ؟

اقتباس:أحجية الخلق:  
لا يوجد مسلم على وجه الأرض فيما أعلم الا ويؤمن بقصة خلق الانسان من طين وأمر الله لابليس بالسجود ورفض ابليس ذلك وتلك القصة المشهورة.. والقصة كما يعرفها الجميع تدل على ان الله خلق آدم أولاً ثم أمر الملائكة بالسجود له ثم حدث ما حدث من اغواء في الجنة ونزول الى الأرض ثم ظهور النسل البشري الى آخر القصة التي وردت تقريباً في تراث كل الأمم بصيغ مختلفة ومنسوبة الى آلهة مختلفة.. و"ثم" كما يقول أهل اللغة تفيد الترتيب مع التراخي ... ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم – الأعراف) فهل خلق الله آدم ثم أمر الملائكة بالسجود له ثم جاءت ذرية آدم؟ أم أنه خلق آدم وذريته ثم أمر الملائكة بالسجود كما في آية سورة الأعراف؟

أجاب الإمام القرطبي عن هذا فقال:
(( قوله تعالى : { ولقد خلقناكم ثم صورناكم } لما ذكر نعمه ذكر ابتداء خلقه . وقد تقدم معنى الخلق في غير موضع . «ثم صورناكم» أي خلقناكم نطفا ثم صورناكم ، ثم إنا نخبركم أنا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم . وعن ابن عباس والضحاك وغيرهما : المعنى خلقنا آدم ثم صورناكم في ظهره . وقال الأخفش : «ثم» بمعنى الواو . وقيل : المعنى «ولقد خلقناكم» يعني آدم عليه السلام ، ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ، ثم صورناكم؛ على التقديم والتأخير . وقيل : «ولقد خلقناكم» يعني آدم؛ ذكر بلفظ الجمع لأنه أبو البشر . «ثم صورناكم» راجع إليه أيضا . كما يقال : نحن قتلناكم؛ أي قتلنا سيدكم . { ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } وعلى هذا لا تقديم ولا تأخير؛ عن ابن عباس أيضا . وقيل : المعنى ولقد خلقناكم ، يريد آدم وحواء؛ فآدم من التراب وحواء من ضلع من أضلاعه ، ثم وقع التصوير بعد ذلك . فالمعنى : ولقد خلقنا أبويكم ثم صورناهما؛ قاله الحسن . وقيل : المعنى خلقناكم في ظهر آدم ثم صورناكم حين أخذنا عليكم الميثاق . هذا قول مجاهد ، رواه عنه ابن جريج وابن أبي نجيح . قال النحاس : وهذا أحسن الأقوال . يذهب مجاهد إلى أنه خلقهم في ظهر آدم ، ثم صورهم حين أخذ عليهم الميثاق ، ثم كان السجود بعد . ويقوي هذا { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم } [ الأعراف : 172 ] . والحديث . " أنه أخرجهم أمثال الذر فأخذ عليهم الميثاق " وقيل : «ثم» للإخبار ، أي ولقد خلقناكم يعني في ظهر آدم صلى الله عليه وسلم ، ثم صورناكم أي في الأرحام . قال النحاس : هذا صحيح عن ابن عباس .
قلت : كل هذه الأقوال محتمل ، والصحيح منها ما يعضده التنزيل؛ قال الله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين } [ المؤمنون : 12 ] يعني آدم . وقال : { وخلق منها زوجها } [ النساء : 1 ] . ثم قال : «جعلناه» أي جعلنا نسله وذريته { نطفة في قرار مكين } [ المؤمنون : 13 ] الآية . فآدم خلق من طين ثم صور وأكرم بالسجود ، وذريته صوروا في أرحام الأمهات بعد أن خلقوا فيها وفي أصلاب الآباء . وقد تقدم في أول سورة «الأنعام» أن كل إنسان مخلوق من نطفة وتربة؛ فتأمله . وقال هنا : { خلقناكم ثم صورناكم } وقال في آخر الحشر : { هو الله الخالق البارىء المصور } [ الحشر : 24 ] . فذكر التصوير بعد البرء )) اهـ .


اقتباس:كما يحدثنا القرآن انه خلق الإنسان في أحسن تقويم ويفسر ابن كثير الآية بأن الله (خَلَقَ الإِنْسَان فِي أَحْسَن صُورَة وَشَكْل مُنْتَصِب الْقَامَة سَوِيّ الأَعْضَاء حَسَنهَا)، أما القرطبي فقال (وَهُوَ اعْتِدَاله وَاسْتِوَاء شَبَابه كَذَا قَالَ عَامَّة الْمُفَسِّرِينَ . وَهُوَ أَحْسَن مَا يَكُون، لأَنَّهُ خَلَقَ كُلّ شَيْء مَنْكِبًا عَلَى وَجْهه، وَخَلَقَهُ هُوَ مُسْتَوِيًا)..  

ولكن الأدلة العلمية وسجل الحفريات لا تؤيد هذه الأسطورة بل انه تنفيها نفياً قاطعاً فانفصال السلالة التي نشأ عنها الانسان الحالي عن السلالات الأخرى حدث منذ ستة ملايين سنة تقريباً وتطور الانسان خلالها في عدة اتجاهات انقرض بعضها تماماً واستمر بعضها في التطور حتى وصل الى الانسان بشكله وهيئته الحالية.. ويضيق المجال عن التفصيل في هذا الموضوع ويطلب في مظانه..

هذا من التخريف البحت ، الكاتب يسمي نظرية التطور وغيرها من النظريات أدلة علمية ، وهي اسمها نظريات وليست حقائق .

اقتباس:وأسطورة الأله اللاهي بالطين ليخلق منه بشراً وردت أول ما وردت عند السومريين ثم تسربت إلى ثقافات المنطقة كالأساطير البابلية وأعطاها موسى ختم الخلود بنسخها في سفر التكوين من العهد القديم حتى استقرت في القرآن.. وتوجد نسخ محلية محورة من هذه الأساطير في مناطق مختلفة من العالم وان كانت لا تلتزم بالضرورة بفكرة الإله الواحد، كما يضيف بعضها موادَ أولية أخرى إضافة إلى الطين.

كون قصة خلق الإنسان من طين وردت عند شعوب قديمة لا يعني أنها اسطورة كما يتوهم الكاتب ويشطح في خياله ، بل نقول إنَّ ورودها عندهم يدل أنهم تلقوها من أصل إلهي ، أي من رسل وأنبياء بعثهم الله تعالى في تلك الحقب إلى تلك الشعوب ، فالقرآن يقول "وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ" .


اقتباس:ولا تبدو أسطورة الخلق من التراب في القرآن منسجمة حتى مع نفسها فضلاً عن أن تنسجم مع العلم، فتارة يحدثنا القرآن بقوله (إنا خلقناكم من تراب)، وتارة يقول (وبدأ خلق الإنسان من طين)، وتارة يقول (خلق الإنسان من صلصال كالفخار - الرحمن)، ثم في آية أخرى يقول (وجعلنا من الماء كل شيء حيى) وبما ان الإنسان كائن حي فلا بد أنه خلق من الماء وليس من الطين إذا كان لنا أن نصدق هذه الآية... فهل خلق الإنسان من الماء أم من الطين؟

هذا من تخليط الكاتب وعم تأنيه فيما يقول ، فهذاالاعتراض قد أكل عليه الدهر وشرب ، واستغرب أن هناك من بقي يردده رغم تهافته .

فالتراب والطين والصلصال كلها مصدر واحد ، فالطين هو الوحل ، أي تراب أصابه بلل ، والصلصال هو الطين اليابس ، تماماً كما نقول الخبز صُنع من عجين ، أو الخبز صنع من طحين ، أوالخبز صنع من قمح ، فكلها صحيحة وليست متعارضة ، لأن القمح مرّ بمراحل حتى أصبح خبزاً .

وكذلك التراب مرّ بمراحل ، أولاً ابتل فأصبح طيناً ، ثم يبس فأصبح صلصالاً .

أما قوله تعالى (( وَجَعَلْنَا مِنَ المآء كل شيء حيَّ )) .

هناك عدة تأويلات ، منها :
- أن الماء هو من العناصر الأساسية التي خلق منها الإنسان ، فاجتماع الماء والتراب هو أساس خلق الإنسان .

- الماء هو أساس الحياة التي لا يستطيع كائنٌ حيّ أن يستغني عنه ، فالماء هو الذي يحفظ الحياة ويبقي الكائنات الحية على قيد الحياة ، فهو الذي يجعلها حيّة .

اقتباس:وإذا كان لنا أن نضع قبعة الحاوي (الفقيه) لإزالة هذا التناقض لقلنا أن الإله عندما أراد أن يخلق الإنسان من تراب احتاج إلى بعض الماء ليساعد في تشكيل العجينة وبهذا فهو استعمل التراب والماء معاً... ويبدو الإله هنا في صورة مسلية كطفل يلعب بالتراب ثم يحضر بعض الماء يمزج به التراب ثم يصنع إنساناً من الطين ونفخ فيه نفخة إلهية تمنحه الحياة، ولكن هذا التفسير على الرغم من أنه يحل مشكلة الماء والطين بطريقة طفولية ولكنه يضع عقبات أخرى أمام قوله للشيء كن فيكون!

هذا قول من يتسلى في رمي الكلام ، ويفصله على هواه ، وهل
إذاقلنا إن أراد شخص أن يزرع نبتة فأتى بالتراب والطين ثم وضع النبتة في إناء ، ثم أهال حولها التراب وصب عليها الماء ، هل نقول أنه يلعب بطريقة طفولية ؟

هل كل من خلط التراب بالماء يعني أنه طفل يلعب ؟
هل الحرفيون الذين يصنعون الأواني الفخارية هم أطفال يلعبون لأنهم يخلطون الطين بالماء ؟؟
هل البناؤون هم أطفال لأنهم يستخدمون الطين والماء ؟


يتبع إن شاء الله ..
05-25-2006, 04:25 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أبي الفدا غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 151
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #4
أحجيات دينية..
تحية.

في البداية:
لا بد من تحديد اطار. اللادينية: رفض الأديان السماوية جميعا أم الاسلام فقط؟
في كلا الحالتين: لا يجوز أن يعتمد الناقد على نص أو عقيدة هو خارج عنها.
اذا الناقد أو واضع الأحاجي هنا هو ميال للكفر بما هو معتقد به أصلا.
الأصل هو أنه مسلم كما هو بين عند الكثير من تاركي الدين سواء الاسلام أو غيره.
نتابع.
هل المطلوب بهذه الأحاجي هو وضع الشك في الانسان موضع الحق؟
لدينا هنا القرآن... و عندنا أيضا الأحاجي "كما ذكر" فايها الحق و أيها الشك؟
نعود مرة أخرى الى اللا ديني:
يعني: اذا حلت هذه الأحاجي, هل عاد الى دينه أم خرج علينا بقول يجهلنا و يسفه العقل عندنا؟
اذا هو مجرد مسيء. فهو سواء تحقق أم لم يتحقق سار في خطه دون تغيير.
و لا أقصد الاهانة.

نكمل:
نحن في 2006. صحيح؟
بدأ احتكاك الاسلام بغيره منذ 1426 عام.
ثم:
أسأل: هل تقدم الانسان بتركيبة عقله الفكرية الى حد وجد في القرآن الكريم من تناقضات و تلفيقات عجز المعارضون السابقون عن ايجادها؟
سؤال بسيط.
أعني: أن جميع من عارض القرآن سابقا كان دون خط الفقر الفكري عندنا!!!
قامت في عهود بني أمية و العباسيين مناظرات خارقة. لم تثني أيا من الفرقاء بترك ما عنده... آخذين بالآعتبار مدى المكاسب التي كان سيحصل عليها كل فريق في ذلك الوقت.
و أزيد:
ان جميع العرب الآن سواء مسلمين أو غير مسلمين (بحكم الصفة الغالبة) لو اجتمعوا جميعا لما قدروا مناظرة فيلسوف أو طفل عربي في ذلك الحين.
و لو عدتم الى أصل الحضارة: فهي فكر و ليست مادة. أوروبا و أمريكا و اليابان و غيرها.... عندها فكر متقدم تجاوز و أنتج التقدم الصناعي الذي أوصلهم جميعا الى ما هم عليه.

أعلم أن جملي طويلة (فأنا لست ممن يحسنون الكنابة)

ثم:
هب أننا خرجنا عن الاسلام.
ما الفائدة؟
هل سنصبح مسالمين (كما يدعي الأخرون)
أن هل سنتطور و نسابق الأمم (كما يدعون أيضا)
لا أدري ما الفائدة؟
قال تعالى:
وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون.

يعني: هل تلك الحالة أنفع للناس؟

لا أعلم!!!

لكن أتمنى أن يأتينا أصحاب الأحاجي بحلول تضع الاسلام جانبا و تعطينا طريقا أقوم.

لن أتحدى و أنحدر في حواري.
لكن يا جماعة !
كونوا منقذيناااااااااااااااااااااااااااااا

سلامي
05-25-2006, 07:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #5
أحجيات دينية..
أرحب بأخي وأستاذي العميد

وأود أن أشير إلى أن ناقل الموضوع ككاتبه. ومن المفروض أن يقوم بالحوار بيننا وبينه. فليست المسألة نقل موضوع ثم ترك أصحاب الشان يفندونه. فهذه طريقة عقيمة في الحوار. بل لا يكون حوارًا أصلًا.

ولذلك فإني سأتبع نهج الحوار مع ناقل الموضوع وأتدرج معه خطوة خطوة إن شاء الله. ولن أحيلك سيد روميو إلى أي من أقوال المفسرين وإنما سنستنطق آيات القرآن الكريم لندعها تنطق بنفسها وبخط يدك عن طريق الإجابات على أسئلتنا.

.......................
كاتب الموضوع (الحكيم الليبي) قارن آيات و عرض ما بينها من تناقض (كما يظهر لي و له) فهل من مبين و موضح؟
على العكس ممن يقول أن الطريق إلى إزالة الشك هو بقراءة القرآن وتدبره فاني أقول ان أقصر الطرق إلى ترك الدين هو بقراءة القرآن وتدبره .. لا أقصد طبعاً قراءة القرآن على طريقة الكتاتيب ولكن بمقارنة الآيات ببعضها البعض والتحلي بروح التدقيق والتحليل والبحث.
......................

لن نقرأ القرآن الكريم على طريقة الكتاتيب، وإنما بمنهج البحث والتقصي العلمي إن شاء الله لنرى الذين يخوضون في دين الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

ولنبدأ على بركة الله:

.........................
ولتُسئلن عما كنتم تعملون
فقفوهم إنهم مسئولون
فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين
.........................

دعنا نورد السياق كاملًا:

وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ (93) (النحل)

وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) (يس)

{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ. فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ } (الأعراف 6، 7)

والسؤال هنا:

عماذا سيسألهم الله؟؟؟!!!

مع الوضع في الاعتبار أنه لم ترد لفظة "ذنب، ذنبه، ذنوبهم" هنا بالمرة

أنتظر رد طارح الموضوع لننتقل إلى خطوة تالية
05-25-2006, 08:20 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عبد التواب اسماعيل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 432
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #6
أحجيات دينية..
أرجوا أن نرتفع بمستوى ( نادي الفكر العربي )
ننقل المفيد ، أو المدهش ، أو المبدع ، أو المقنع أو المسلي أو حتى المضحك لنسر جميعا أو لنستفيد ، والندم على الكلام أشد من الندم على السكوت .
لا أن ننقل كل ما نراه مادام يهاجم إخواننا المؤمنين برسالة محمد ، حتى وإن كانت مذكرات شخصية قرأناها فوافقت الهوى والشيطان .
اقتباس: ويظل إلباس هذه النصوص ثياب القداسة نوعاً من الشعوذة اللفظية ليس إلا يتخصص فيه أصحاب الأديان عامة ويتفوق فيه المسلمون على غيرهم
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الصف7

اقتباس: وباختصار: إذا كان الرسول مرسلاً للإنس والجن وهو خاتم الرسل فكيف نسي أن يبين لهم واجباتهم الشرعية؟
الجن مكلف بأركان الإيمان الستة (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقضاء والقدر خيره وشره)
والإنسان مكلف بأركان الإيمان وأركان الإسلام: ( الشهادتان ، إقام الصلاة ، إيتاء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت للقادر عليه)
وما دمنا لا نراهم ، فلا أهمية لذكر تفاصيل حياتهم وطريقة تنقلاتهم ، وأما عقاب المذنب منهم في الأخرة فالنار.

اقتباس:ولم يخطر لمحمد أن كل حركاته وسكناته وحتى نزواته وانفعالاته الشخصية، ورغباته وعداواته البشرية ستصبح أقانيم مقدسة لدى مليارات المسلمين لمدة لا يعلم أحد مداها
لقد أخطأت في ظنك
1 ــ لقد ذكر الكثير من الأحاديث التي تتكلم عن المستقبل لا يتسع المجال لسردها .
2 ــ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تظلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي.

اقتباس: ولم يهتم محمد حتى بكتابة القرآن حتى أنقذه عمر بن الخطاب من الضياع بعد هلاك كثير من الحفاظ في "حروب الردة".. أما سنة الرسول فقد صح عنه النهي عن كتابتها خشية أن تختلط بالقرآن!!
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" فالله هو الحافظ للقرآن وليس الناس يحفظونه.
ألا ترى في ذلك إعجازا ؟
فإن لم يهتم بجمع وكتابة القرأن ، ونهى عن تدوين السنة . فكيف نرى المسلمين متمسكين بما ورد فيهما دون أي تعديل أو تبديل ؟ وكيف وصلا إلينا ؟
وكيف بذل الصحابة رضي الله عنهم الغالي والنفيس وتكبدوا مشاق السفر الطويل للوصول إلى رجل سمع حديثا من فلان عن فلان عن فلان ليتأكدوا منه شفويا ويكتبوه ؟ وكيف كانوا يفحصون ويمحصون الرواة ويغربلون حياتهم ليتحروا مدى صدقهم ؟ ألم يكن بهداية وتوفيق من الله ؟ بلا كان كذلك .

اقتباس:ثم بمزيد من التدبر في القرآن نجد آية أخرى تقول (ولا يُسْئَلُ عن ذنوبهم المجرمون - القصص) !! كما يقول (فيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان - الرحمن)!  
فهل سيُسأل الناس يوم القيامة أم لا؟ أم أن الله لم يستقر على رأي في هذا الشأن عند نزول القرآن؟

وكأن حالتك هكذا وأنت تحاول أن تتدبر القرأن :
إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ {18} فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {19} ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {20} ثُمَّ نَظَرَ {21} ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ {22} ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ {23} فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ {24} إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ {25} المدثر
عزيزي : التدبر لا يكون إلا بهداية من الله ، وليس من الإنسان ، وقد يتدبر الكافر القران أكثر من بعض المسلمين .
ما علينا ،
القاضي قد يسأل المتهم عن تفاصيل جريمته ، وما الدافع لارتكابها ، ولكن إذا عرفه بأنه مجرم واعترف بجريمته ، واستهتر بالمحكمة ، واغتر واعتز بالإثم ، وجاهر بالعداوة ، وتمادى في الظلم فمن الطبيعي أن لا يسأل ، لأن الغرض من السؤال قد انتفى وهو تبرأته ، فما بالك بمن" يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"
أما (فيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان - الرحمن)!
فالذنب هنا لا يقصد به ما يتعلق بيوم الحساب والجزاء وإنما يتعلق بالنفوذ من أقطار السموات والأرض .
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ{33} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{34} يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ{35} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{36} فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ{37} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{38} فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ{39}
وتفسيرها يوضحه تفسير سورة الانشقاق :
إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ{1} وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ{2} وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ{3} وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ{4} وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ{5}
قد يكون المعنى : إذا السماء فتحت أبوابها فتيسر الصعود والنزول ، وأذنت لله بأن يسلطها (يسخرها) للانسان ، وإذا الأرض أصبحت ممتدة ، وألقت ( رجمت ) ما فيها (الصواريخ محملة بالأقمار الصناعية ) وتخلت (تركتها بعيدا) .
فالذنب الذي لا يسأل عنه الإنس والجان هنا النفوذ من أقطار السموات والأرض.
، يقول بما معناه :
أيها الجن والإنس لو استطعتوا النفاذ من اقطار السموات والأرض فلا مانع إلا بسلطان ، فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ، فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ ،
فإذا السماء فتحت أبوابها للناس ( يقال فلان شق طريقه نحو كذا أي مشى فيه)
ويقال الدِّهان الأَديم الأَحمر أَي صارت حمراء كالأَديم من قولهم فرس وَرْدٌ والأُنثى وَرْدَةٌ (من معجم لسان العرب)
قال الزجاج السماءُ في اللغة يقال لكلّ ما ارتَفع وعَلا قَدْ سَما يَسْمُو وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ ومن هذا قيل للسحاب السماءُ لأَنها عاليةٌ والسماءُ كلُّ ما عَلاكَ فأَظَلَّكَ . (لسان العرب)
{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }الأنبياء23

أحجية التساؤل :
"فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون" سورة القلم .
هذه الأية تتكلم عن قصة حدثت في الدنيا عن أصحاب البستان ، الذي احترق وهم نائمون .:boisdormant:
وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون
وردت في سورة الطور الية25 وتتكلم عن المؤمنين في الجنة .
وفي سورة الصافات الاية 50( فأقبل) ، وتتكلم عن المؤمنين في الجنة ، وليس في وقت المحاسبة .

الاية :27 وهم يتسائلون لأن الله طلب منهم أن يتحاجوا ( واجههم ببعض ) ، وذلك في النار وليس في وقت محاسبتهم .
وتحداهم بقوله مالكم لا تناصرون؟ لماذا لايناصر بعضكم بعضا الأن ؟
ويرد علينا بقوله : بل هم اليوم مستسلمون .
مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ{25} بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ{26} وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ{27} قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ{28} قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ{29}الصافات وبعد انتهاء الحوار بينهم ، ويأسهم منهم ، يقول الله سبحانه "فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ {33} إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ {34} إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ {35} وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ {36} بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ {37} إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ {38} وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {39}
قال تعالى "{وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ }غافر47
ويوم القيامة نرى جميعا ما كنا نتهرب منه ونغالط أنفسنا وغيرنا من أجله ، لذلك كل يبحث عما ينجيه : فلا أنساب ، ولا تساؤل "يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه"

أحجية النطق :
يوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم (يس)
يختم على أفواههم ليتيح الفرصة للشهود عليهم ( الأيدي ، والأرجل )

هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون (36،35)المرسلات
في هذا اليوم لا ينطقون ( من الخزي ، والذل ، والندم والحسرة ) ولا يؤذن لهم بالاعتذار لأنه لا يكون إلا في الدنيا .

" ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون" 85النمل
(ووقع القول) حق العذاب (عليهم بما ظلموا) أشركوا (فهم لا ينطقون) إذ لا حجة لهم.من تفسيرالجلالين)

: معناها حق العذاب ، فليس لديهم حجة : فها هم لا ينطقون .
اقتباس:فما الذي يدعو الله للتضارب في وصف هذا المشهد؟
إسأل بأدب طالب العلم ، ما دمت طرحت الموضوع للنقاش ، ولا تستبق الحكم .

أحجية خلق الجن وخلق إبليس:
1 ــ لا يوجد تناقض بين الطين ، وبين كل من الماء والتراب كمكونات لذلك الطين ، (أو الصلصال كالفخار)
2 ــ وجعلنا من الماء كل شيء حي : الملائكة مخلوقون من نور ، الجن مخلوقون من نار ،
وهم مخلوقات غيبية ، (( ليسوا أشياء)) ملموسة ،


حدثني المثنى قال حدثنا أبو صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن أبي عبد الله محمد بن أيوب وغيره من المشيخة عن ابن عائذ [ عن أبي ذر أنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس قد أطال فيه الجلوس قال فقال : يا أبا ذر هل صليت ؟ قال قلت : لا يا رسول الله قال : قم فاركع ركعتين قال : ثم جئت فجلست إليه فقال : يا أبا ذر هل تعوذت بالله من شر شياطين الإنس والجن ؟ قال قلت : يا رسول الله وهل للإنس من شياطين ؟ قال : نعم شر من شياطين الجن ! ] تفسير الطبري
وهذا يعني أن للجن شياطين كما للإنس شياطين
و(الشياطين الصغار والكبار)ماداموا خلقوا كشياطين فهم يأمرون بالفحشاء ويضلون الناس ويستحقون العذاب.
وهل أنت أعلم بطبيعتهم أم الله ؟

ولن نتكلم عن الروح لأنها من أمر ربي وما أوتينا من العلم إلا قليلا .

أما بقية الأحاجي والحكايات فسيأتي دورها أو أترك لزملائي المجال . فالحواديت كثيرة ، وبعض الأوقات من ذهب وبعضها الأخر من تراب .
05-26-2006, 10:56 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
handy غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 995
الانضمام: Oct 2005
مشاركة: #7
أحجيات دينية..
قصة لجحا:

أعلن أحد الأمراء عن جائزة كبيرة لمن يحدد المسافة بين الأرض
والقمر بدقة
لم يستطيع أحد أن يتقدم بالأجابة الصحيحة إلا جحا الذى قرر
أن المسافة هى 1145160 فرسخ
ولما راجعه الناس فى ذلك قال ( اللى مش مصدق عليه بالقياس )
فبهت الناس وأستحق جحا الجائزة .

وبعد ألف عام أستطاع العلماء تحديد المسافة بدقة وثبت كذب
جحا ولكن بعد إيه ...... فقد نال جحا الجائزة !!!!!
05-26-2006, 01:20 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #8
أحجيات دينية..
اقتباس:  عبد التواب اسماعيل   كتب/كتبت  

وباختصار: إذا كان الرسول مرسلاً للإنس والجن وهو خاتم الرسل فكيف نسي أن يبين لهم واجباتهم الشرعية؟

الجن مكلف بأركان الإيمان الستة (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقضاء والقدر خيره وشره)
والإنسان مكلف بأركان الإيمان وأركان الإسلام: ( الشهادتان ، إقام الصلاة ، إيتاء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت للقادر عليه)  
وما دمنا لا نراهم ،  فلا أهمية لذكر تفاصيل حياتهم وطريقة تنقلاتهم ، وأما عقاب المذنب منهم في الأخرة فالنار.  

لا أعرف من أين تأتون بهذا الكلام؟؟

تحياتي
سلام
05-26-2006, 01:47 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عبد التواب اسماعيل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 432
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #9
أحجيات دينية..
اقتباس:  غالي   كتب/كتبت  
اقتباس:  عبد التواب اسماعيل   كتب/كتبت  

 
الجن مكلف بأركان الإيمان الستة (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقضاء والقدر خيره وشره)
والإنسان مكلف بأركان الإيمان وأركان الإسلام: ( الشهادتان ، إقام الصلاة ، إيتاء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت للقادر عليه)  
وما دمنا لا نراهم ،  فلا أهمية لذكر تفاصيل حياتهم وطريقة تنقلاتهم ، وأما عقاب المذنب منهم في الأخرة فالنار.  

لا أعرف من أين تأتون بهذا الكلام؟؟

تحياتي
سلام
الدليل الأول:
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
(إنا عرضنا الأمانة) الصلوات وغيرها مما في فعلها من الثواب وتركها من العقاب (على السماوات والأرض والجبال) بأن خلق فيها فهما ونطقا (فأبين أن يحملنها وأشفقن) خفن (منها وحملها الإنسان) آدم بعد عرضها عليه
(إنه كان ظلوما) لنفسه بما حمله (جهولا) به ( تفسير الجلالين )
ولم يذكر الجن ولا الملائكة.
الدليل الثاني :
1 ـ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً{1} يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً{2}سورة الجن
1 أمنوا بالله ونبذوا الشرك .
2 أمنوا بملائكته : لأنهم مذكورون في القرأن .
3 أمنوا بالقرأن وبالتوراة وبالتالي كل مانزل من كتب.( ياقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى)
4 وأمنوا بمحمد ( الذي نزل عليه القرأن) ، وبموسى ، وبسليمان إلخ .
5 أمنوا باليوم الأخر "وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً {15الأحقاف
6 بالقضاء والقدر {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ }سبأ14
وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {32}

ومادام الله يقول لهم :
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ }الأنعام130
إذن فهم يؤمنون بأركان الإيمان الستة بل وملزمون بها. لأن الرسل جاءوا بها. بالإضافة إلى الالتزام بكل تعاليم الدين الإسلامي بما فيها الشهادتين (لأن نبي الإسلام قد أمر بها)
أما أركان الإسلام الخمسة : والمتعلقة بالصلاة والصيام والزكاة والحج ، فلم يرد في القرآن الكريم أو في السنة النبوية ما يبين لنا أنهم مكلفون بها ، فإن كنت تعلم أي شيء فلا تبخل به .
وصحح لي إن كنت أخطأت ، وبارك الله فيكم أجمعين .

ــــــــــــ
روي أن أحد الحكماء أمر خادمه أن يذبح شاة ويأتيه بأخبث ما فيها فذبحها وأتاه بقلبها ولسانها.
ثم أعطاه شاة أخرى وطلب أن يأتيه بأطيب ما فيها ، فذبحها وأعطاه قلبها ولسانها ، فسأله كيف يفعل ذلك ؟
قال : ليس أخبث من القلب واللسان إذا خبثا ، ولا أطيب منهما إذا طابا.
05-26-2006, 04:07 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #10
أحجيات دينية..
تحية لأخي عبد التواب إسماعيل

وننتظر من السيد روميو الدخول للمناقشة
05-26-2006, 11:40 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل الدولة فى الإسلام ليست دينية ؟ رضا البطاوى 0 292 12-06-2013, 03:41 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  برامج حوارية دينية ...religion programm بسام الخوري 0 870 11-20-2010, 04:58 PM
آخر رد: بسام الخوري
  أسئلة دينية متفرقة مؤمن مصلح 0 794 10-09-2010, 10:43 AM
آخر رد: مؤمن مصلح
  هل هي دعاية لسياحة "دينية" Jugurtha 0 762 05-31-2009, 11:44 PM
آخر رد: Jugurtha
  أساليب منع الحمل و الكاثوليكية: عقيدة دينية أم منطق سخيف؟ Logikal 7 1,424 02-18-2006, 02:04 AM
آخر رد: ساري في الروح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS