عندما يتفلسف رجل الأمن
عندما يتفلسف رجل الأمن...
في المهرجانالت الأدبية و الفنية ,تمنح الجوائز لللأعمال الأولى و الثانية و الثالثة , و هناك جوائز هامشية تمنح لمبرز ما عن "مجمل أعماله", إذا أردنا قراءة أعتقال ميشيل كيلو وحده من بين عشرات الموقعين على إعلان دمشق – بيروت يمكن ألأن نستنتج أن أعتقاله ليس "مكافأة" له على توقيعه الوثيقة المذكورة و لكنه "تكريم" من طراز رفيع عن مجمل أعماله,فمن غير ميشيل كيلو يحظى بإستدعاء حضاري عبر الهاتف , و تحقيق "ثقافي" مع شخصية أمنية كبيرة قد تكون حاصلة على "دكتوارة" ما في علم نظري ما تاريخ أو فلسفه ,و هذه بالمناسبة موضه يحرص عليها رجالات الأمن و كأن الحصول على شهادة من هذا النوع تكفير "لا واعي" عن مهنة رجل الأمن ,أو لمسح الشعور بالدونية عند مثول رجل كمشيل كيلو أمام رجل أمن "ناجح شحط بالبكالوريا".
" السي في" المنشورة على موثع أتحاد الكتاب العرب و الذي "يتمتع" ميشيل كيلو بعضويته تقول أن لميشيل كيلو ثلاث ترجمات لثلاثة كتب نعود الى فترة السبعينات بجانب صورة كالحة له أتقطت في ذات الفتره ,و شاهدت له بعض الكتب المترجمة حديثا ,أما السجل العدلي لميشيل كيلو قيبين سجن لمدة سنتين على خلفية سياسية ,مع دأب صبور على مراسلة مؤتمرات الحزب و تقديم توصيات مكتوبة خطيا تتضمن رؤيته و ما يؤمن به ,نشط ميشيل كيلو أكثر بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد , و اعلن أن حوا من الديمقراطية بدأ يخيم على سورية , و فجأة توقف كل شيء و بدأ ميشيل كياو سلسلة مقالات و لقاءات و ندوات ينتقد فيها النظام.
تبدو هذه الخلفية عادية جدا ليس فيها ما يغري رجل أمن "لديه هوايات أدبيه",بإعتقال صاحبها , و لعل هذه الخلفيه تنطبق على كثيرين ممن وقعوا على وثيقة دمشق-بيروت,فكيف فكر رجل الأمن الحصيف حتى وقع أختياره "هذه المره" على ميشيل كيلو , تبدو لعبة "كان عصفور عا الشجره عم يعد للعشره", بعيده عن منطق رجل الأمن حامل شهادات الدكتواره فاللعبة المذكورة تناسب أطفالا يلعبون بالحواري , لا شك أن رجل الأمن بعد أن حاز على شهاداته العليا أقتنى جهاز كمبيوتر ,و بات يعرف أن هناك لعبة حضارية تحت الوندوز تدعى "سوليتير, و ظفها في تقديم خدمات وطنيه و ما أن "فتحت معه" ,أتصل بميشيل كيلو مستدعيا و بالمصادفه البحته كان قد أنتهى للتو من التوقيع عنالإعلان المذكور.
الحوار " الأمني –الثقافي" الذي يدور في سورية الآن و أعتقال ميشيل كيلو أحدث "ورشات عمله",غير متكافىء بالمره , و يميل بشده لصالح الأمن , ليس لأنهم يمتلكون دوريات و عصي و سجون , بل لأن المثقف يفتقر الى بعد الرؤية التي يمتلكها رجل الأمن و غيرته الشديدة على الوطن التي تصل في درجاتها القصوى الى الحقد الثوري,فيمثل المثقف أمام رجل الأمن و هو خالي الوفاض من أي شعور وطني , فيضطر رجل الأمن في هذه الحالة الى أعتقال المثقف و هو "مكره أخوك لا بطل" ليلقنه دريسا في حب الوطن.
الكوميديا السوداء التي نعيشها فصلا بعد فصل,تجبرنا على "المسخره" المره من أنفسنا , نقطع أوردتنا بكل "برادة دم" و ننظر الى الدماء المنسابة قطره بعد قطره و نحن نستحث القلب ليسرع أكثر حتى تفرغ أجسادنا من سوائلها ,و نتحول الى كائنات صلده "منين ما طرقتها تعطيك نفس الرنة".
|