كتبت العزيزة بسمة

اقتباس:بس بالله عليك ما اشتقت لعمّان؟

جملة بسيطة جدا، أيقظت في داخلي شعورا لا زال يخالجني حتى هذه اللحظة وأنا أعتصر أفكاري للخروج بجملة واحدة مفيدة.

عمان تلك المدينة الكبيرة الناعسة على سفوح جبال البلقاء القديمة قدم حضارة الهلال الخصيب، مدينة إذا زرتها في الصباح عشق أصوات السيارات المتزاحمة داخل طرقاتها الواسعة، حتى إذا شعرت بالحياة تردد ترانيم رائعة .... وفي المساء ترى أضوائها تعزف أحلى مقطوعات الراحة والسكينة، تمتزج أصوات حفيف أوراق الشجر العتيق برائحة أزهار الياسمين في الربيع كأنها سمفونية طبيعية منعشة...

لا زلت أجلس بذاكرتي كل صباح بين أشجار الصنوبر المغبرة في جامعتي لأحتسي فنجان قهوة الصباح، حتى أنني أحببت الدخّان أكثر لأنه يذكرني بتلك الصباحات الهادئة، حيث تسمع العصافير تغني وتغرد من كل حدب وصوب، ومع كل نفس أنتعش برائحة ذلك التراب الأحمر العبق بالخصوبة والحياة، حتى إذا شدني اخضرار التربة ببساط عشبي باهر لأرمي بنفسي تحت شجرة وأفتح كتابا لأحملق في السماء!!!

هي تلك المساءات الهادئة التي كنت أخلع فيها عناء اليوم لأنتعل سحابة من الأفكار في دماغي، ثم أبدأ رحلة العشق الأزلي التي ما ظننت لها من انتهاء، أخترع في مخيلتي فتاة لأحبها وأكتب لها، والآن صرت أخترع في مخيلتي كرسيا مغروزا على قارعة شارع الثقافة وأجلس عليه مراقبا السيارات التي تتخذ طريقها فيه كأنها تختلس نظرة إلى هدوء مدينة كبيرة ....

آه يا بسمة كم أنا مشتاق لعمان (f)

ما صار لك بالقصر غير من مبارح العصر :saint:
يبدو أن هذه هي سفرتك الأولى!
بأي حال، تحية لحالة النوستالجيا التي تعاني منها.
(f)

He's just home sick
كمبيوترجي

عمّان مدينة مميزة وجميلة فعلا

لو تعرف قصة زيارتي لعمّان

كانت السنة الماضية تحديدا في 18 آب/يسمى بأوغست (زورا وبهتانا)

كنت عائدة من دمشق لأبو ظبي، في عز دين موسم السفر
وسفرتي كانت لمجرد يومين لأجرب ثوب الزفاف (شو ف البطر)
وكانت الرحلة من دمشق لأبو ظبي عبر عمان

أسبوعا قبل الرحلة كنت أقول "كم أود أن أزور عمّان"

في ذلك اليوم قيل لي أن لامكان لي (حيث أن البطاقة التي أحملها ليست مؤكدة الحجز)
وقد ينزلونني في عمّان
فضحكت وجازفت على أساس أن الكابتن بالتأكيد لن يفعل شيئامماثلا وسيرفق لحالي المسكين

وصلنا مطار عليا الدولي
وقالوا لي......... نعتذر منك آنستي (كنت آنسة وقتها:))
لكن عليك أن "تترجلي" من الطائرة
قلت........ إلى أين
قالوا نحن في مطار عمان
قلت: حقا؟ ........ والغضب يتطاير
أعرف ذلك لكني لن أنزل
قالوا: نأسف كثيرا لكن لامكان لك وعليك أن تنزلي هنا

كلمّوا الكابتن، كلمّوا مدير الشركة كلموا الملك إن لزم الأمر
أرجوكم لاأستطيع أن أنزل هنا
لاأعرف أحدا وبطاقتي انتهت صلاحيتها ولاأحمل كاش (نقود سائلة :))
لم تنفع كل محاولاتي البائسة بالتوسل لقساة القلوب
ولم أرى نفسي إلا خارجا مع حقيبتي وأغراضي ....... على أرض المطار أنتظر أن أجد حلا والدموع تترقرق في عيني

(بتعرف كمبيوترجي........... حابة قول "يتبع"، بس بخاف يقولوا عني حمصية)

طيب بتسمحلي قول "يتبع"

طيب يتبع ياجماعة رغم أن الموضوع ليس موضوعي
سامحونا............ حماصنة

اقتباس:لم تنفع كل محاولاتي البائسة بالتوسل لقساة القلوب
ولم أرى نفسي إلا خارجا مع حقيبتي وأغراضي ....... على أرض المطار أنتظر أن أجد حلا والدموع تترقرق في عيني

(بتعرف كمبيوترجي........... حابة قول "يتبع"، بس بخاف يقولوا عني حمصية)

طيب بتسمحلي قول "يتبع"

لا حول الله يا ربي ...

أكيد يتبع ... يعني فكرك "كمبيوترجي" أو "نحنا" بنقبل يتركوكي على أرض المطار والذموع تترقرق في عينيك ؟

بس "أتبعي" بسرعة ... شغلتي بالنا "الله لا يشغل لك بال" ...

وهاي من خساتك :wr:

واسلمي لي
العلماني

عزيزي كمبيوترجي ...

أحمل دمشق و حاراتها و رائحة الخبز و رشفة فنجان القهوة و أركيلة المساء ... في قلبي :h:

فاحمل مدينتك في قلبك .. عسى ان لا تفقدها :97:

اقتباس:  Deena   كتب/كتبت  
(بتعرف كمبيوترجي........... حابة قول "يتبع"، بس بخاف يقولوا عني حمصية)

طيب بتسمحلي قول "يتبع"

طيب يتبع ياجماعة رغم أن الموضوع ليس موضوعي
سامحونا............ حماصنة

أول شي سلامة عيونك من الدمع
تاني شي ....

لك شو قصة هي يتبع .. يتبع .. يلي طالعة بالنادي ؟؟
يعني متل يلي عم يشوف فلم و هك انو أخر انسجام و حلاوة و فجأة بتطفي الكهربا :o ... يعني شي فظيع

و اقباسا من عمنا العلماني ( اتبعي بسرعة ) :D


بالانتظار للمتابعة
:wr:

أتذكرالمكان السرّي "رقم واحد"؟ :duh:


(f) لعمّان

يييييييييي تسلمولي ياحق

علماني......... لاتخاف ماصرلي شي
ليكني متل القردة

ولو أنك شفت مباراة مبارح بين الكرامة والوحدة الإماراتي كنت شفتني بالملعب عم نطنط تشجيعا للفريق الحمصي الأبي

حتى إني طلعت عالتلفزيون وكل أهل حمص شافوني
أصلا أنا وقبل بيومين اتصلت بأهلي وقلتلهون يشوفوني على قناة دبي والسورية الفضائيتان
وهم بدورهم خبروا كل الجيرة والقرايب
والأصدقاء طبعا
والكل شافني وعملت باي وهني عملولي باي بالمثل

وقد رسمت علم سوريا على جبيني ووقفت على الكرسي كي أرفع جبيني والعلم عاليا، وهتفت بالطول بالعرض منجيب الوحدة الأرض
وهتفت
أنا سوري آه يانيالي
وهتفت......... إيه ويالله الوحدة تطلع برة (مقتبسة من المظاهرات اللبنانية ضد الاحتلال البيلاروسي)
:)
ومع هيك خسرنا 4 مقابل هدفين هزت شباك الوحدة الإماراتية هزا عنيفا
وزلزلت الأرض زلزلة عظيمة....... ارتجفت على أثرها الأرض وعطست عطسا ورمت بشخصين على الأقل من كل بلد خارج عالمها الصغير

المهم
ومشان باسل........ المزوق (المذوق) ومشانك رح كفي قصتي في مدينة عمّان الجميلة

وين صرنا

إيه......... تذكرت

هادا ياسيدي....

وبعد أن "ترجلت" من الطائرة كما يترجل الفارس ظهر فرسه
لملمت نفسي ودفاتري ودموعي........ وعتلت (وضعت على) حقيبتي على كتفي، وجررت نفسي جرا....... قاصدة مكتب شركة الطيران التي رمتني في عمّان، لأشكي لهم حالي وكلي ثقة أنهم سيحلون الأمر قبل انطلاق الطائرة باتجاه أبو ظبي
خصوصا وأني كنت أعرف أن النخوة العربية ستملأ صدورهم وصدورهن عندما يرون فتاة رقيقة مثلي تكاد تنهمر الدموع من مآقيها
وللأسف خاب أملي، وليس لأن النخوة لم تملأ تلك الأماكن في الجسد بل أنهم فعلا لم يستطيعوا شيئا
والطائرة رحلت، وتركتني وحيدة في ذلك المكتب لاأدري ماأفعل

فاتصلت بأمي، وزوجي (خطيبي في ذلك الوقت) لأخبرهم بالفاجعة
وأنني في بلد غريب، لاألوي على شيء، ضائعة خائفة وحيدة
لانقود معي لأشتري تذكرة، ولا حتى بطاقة ائتمان لتسترني في وحشة الليل
ولا من ألجأ لهم لآوي الليل وأفكر بم أفعل في اليوم الثاني
كان الأمر بمثابة الضياع في وسط الصحراء في الزمن الذي عاش فيه "ابن خلدون"
وهنا تذكرت صديقي خلدون ابن أبو خلدون
وقلت في نفسي........ ماذا كان فعل خلدون لو أنه في مكاني الآن
:what:

ماذا ياترى

يتبع...

محوت صورة خلدون من رأسي فخلدون كان "ولدا أهبلا" لايعرف الألف من العصاي
وفجأة بدأت التلفوانات تنهال على مكتب الشركة في عمان
مرة صديقتي الأردنية والتي تعرف مدير ذلك المكتب لتوصيه بصديقتها الحمصية
ومرة خطيبي ليطمئن علي ويخبرني أنه يبذل مابوسعه ليحل المشكلة
ثم اتصلت صديقة أخرى كمان لتوصي بي موظفي ذلك المكتب وتخبرهم أنني من "عظام الرقبة"
طبعا نفشت ريشي كما ينفش الطاووس ريشه عند رؤية طاووسة أحلامه
وترقرت مرة أخرى الدموع في مآقيَ من شدة الفرح هذه المرة، والفخر بأحبائي في كل مكان في هذا العالم
وهنا قال مدير الشركة العمّاني المتزوج من لبنانية والذي ندم أشد الندم أنه لم يتزوج سورية (عرفت هذا لاحقا)
"لا يهمك........ إنتي فعمّان....... يعني كأنك فحمص....... مايهمك، نحنا مثل أخوانك، لاتاكلي هم أبدا، إن ماشالتك الأرض، نحنا من شيلك"

وللصدفة، بيطلع جوز رفيقتي كمان علقان بعمان وغير قادر أن يتركها (هو أردني أصلا) فدق على صدره وعرض أن أبيت الليلة في بيت عمه (دار عمه أبو البنات الي ضل يخلف بنات حتى إيجا الصبي......... وصلى الكل على النبي) وفعلت ذلك........ وقضيت ليلة هناك حتى حل اليوم التالي

ودقت النخوة مرة أخرى صدور الكل، وبات الجميع يريد لدينا الحمصية الراحة والمتعة في إقامتها القصيرة في عمان تلك المدينة القديمة الصحراوية الخالية من كل شيء أخضر

الله يسامحك ياكمبيوترجي
اللي بيسمعك بيقول عمان كلها غابات صنوبر ولا غابات الأرز في الباروك في لبنان
لماذا التشويه في الدعاية
فعمّان رائعة فعلا لولا نقصان اللون الأخضر فيها
صفراء في كل شيء حتى في بيوتها
لكنها وللأمانة متميزة وجميلة، ومليئة بالحياة
أهلها شجعان وكلهم بينتخوا....... (يعني تضربهم النخوة)
فتياتها جميلات بدون مساحيق تجميل

وأخذوني على بحمدون، وأكلت من عند "حبيبة" كنافة
وقالوا لي أن الكنافة التي يصنعها حبيبة أطيب من كنافة الشام
آل أطيب آل
ضحكت في سري وقلت "إيه روحوا مابتعرفوا تاكلوا الكنافة حتى تعملوها....."

حقيقة أني قضيت يوما ونصف من أجمل الأيام، وسوف أكررها قريبا

:) آخ منك ياعلماني........ خليتني استطرد بالكلام