رشا الاطرش
مرجع جديد يضاف إلى المكتبة العربية: »التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية« الصادر عن »مؤسسة الفكر العربي الذي أطلق أمس في »جامعة بيروت العربية« ـ الدبية بحضور وزير الثقافة تمام سلام وحشد من المهتمين. سيجد هذا التقرير لنفسه مكاناً محفوظاً وعملياً على الرفوف الأكثر استخداماً في مكتبات الباحثين، ومنظمات الأمم المتحدة، وهيئات المجتمع المدني في الدول العربية. فهذه كلها معنية بصوغ مشاريع وخطط عمل، تنطلق عناوينها واستراتيجياتها من وصف كمّي ونوعي للحياة الثقافية العربية ـ وإن تعثّر أحياناً بأزمة الأرقام المزمنة عربياً، ناهيك عن صعوبة »ترقيم« بعض المواضيع لا سيما تلك المتصلة بالمنتجات الإبداعية، والتي تُضطر من يفنّدون واقعها إلى اللجوء لوصف أقرب إلى السرد الممنهج منه إلى التقرير الإحصائي.
يقدم التقرير قاعدة معلومات قيمة ترسم صورة المجتمع العربي، على تفاوته بين دولة وأخرى، بل بين شمال وجنوب: التعليم، الإعلام، حركة النشر والتأليف، الإبداع (الأدبي والسينمائي والمسرحي والدرامي والموسيقي)، بالإضافة إلى ملف لمتابعة الحصاد السنوي الثقافي في الدول العربية.
ربما يكون التحدي الأول الذي واجهه الباحثون هو التعريف بالثقافة. يرد في مقدمة التقرير، الذي يقع في أكثر من سبعمئة صفحة، أن الثقافة، أو التنمية الثقافية، هي »كل ما ينمي العقل ويربي أو يرتقي بالوجدان«. وإذ يستحق التحية الجهد المبذول في صياغة التعريف، كما في محاولة التأطير البحثي الملموس والعلمي- العملي لأدوات الثقافة، فإن ذلك كله يؤكد أن هذا التقرير ليس سوى خطوة أولى على طريق الفهم... فهم أنفسنا بالدرجة الأولى.
ما زال أمامنا الكثير: فماذا عن موقع الفرد إزاء الجماعة والعكس بالعكس؟ ماذا، على سبيل المثال لا الحصر، عن اللغة؟ اللغة العربية التي ـ وبالمعنى الثقافي نفسه - تبدو في سياقات عدة، من العلم والتكنولوجيا، إلى الأفكار والمفاهيم الفلسفية والاجتماعية والسياسية، بلا مصطلحات أصيلة نابعة من ذاتها وتجليات تراكماتها الحضارية في عصرنا هذا. لا بد أن ذلك يقول الكثير عن موقع أكثر من ٣٣٠ مليون نسمة على خريطة العالم اليوم. تعبير political correctness (الصوابية السياسية؟) ليس المثل الوحيد، لكنه واحد من دلالات متعددة. فالمصطلح، بالإنكليزية، يدل على مفهوم العدالة والإنصاف والنزاهة في التعاطي مع مسائل من نوع الجندر والاختلاف العرقي والطبقي وغيرها من قضايا الفئات المهمشة تقليدياً في مجتمعات العالم الثالث. وبالعربية، ثمة من يترجم المصطلح على أنه »السلوك والأفكار في المدن أو في الـpolis«. وثمة من لا يجد في كلمة »سياسة« ما يعبّر، إذ ما زال وقعها على الأذن العربية يحيل الإدراك إلى حاكم أو وزير أو حزب الخ... وهنا نعود إلى الفرد/الجماعة، وإلى المدينة/المُدُنية التي يجب أن تجد لها مكاناً في تقارير عربية مشابهة في المستقبل، تمهيداً لإيجاد مكان لها في الوعي الثقافي، اليومي والممتد.
لعل استشهاد الفصل الأخير من تقرير »التنمية الثقافية«، وهو بعنوان »الحصاد الثقافي«، بإميل دوركهايم وتعريفه للثقافة بأنها »وحدة متكاملة ذات أجزاء بوظائف متعددة«، يستحضر، من خارج التقرير، ثيودور أدورنو وكلامه عن »الصناعة الثقافية«: فمن »يصنع« الثقافة العربية؟ إلى أي مدى تُذاب فيها الموروثات؟ والمسكوت عنه؟ والطبقة الحاكمة المتوارثة وبالاً؟ وبأي »نسبة« يصنع الإنسان العربي وعيه؟ وماذا عن »رأس المال الثقافي« الذي تحدث عنه بيار بورديو؟ »الرزمة« التي تلقيها في أحضاننا، منذ الولادة تقريباً، طبقتنا الاجتماعية وبيئتنا، و»ذائقتنا« المتناقلة عبر الأجيال والمكتسبة في آن؟
تبقى ملاحظة بسيطة على »تقرير التنمية الثقافية«، المثير فعلاً للاهتمام، والذي لم يوحِ القيمون عليه، خلال حفل إطلاقه، بأن صدرهم لن يتسع لها: يبدو هناك تفاوت، يصل إلى حد التناقض، بين الفصول المختلفة، مما يدل على تفاوت إيديولوجي بين الباحثين. ففي حين يزدري الكاتب (في فصل التأليف والنشر) اللهجة العامية في الأغاني، ويطالب بضرورة توطين اللغة ضمن تدريس العلوم في الجامعات والمعاهد العليا »لأن ذلك أساس من أسس التأليف والتعلم والقراءة والتواصل مع الكتاب العربي«، كما يتحدث في أحد الهوامش عن »استهداف اللغة والأمة العربية بوصفهما لغة القرآن الكريم وأمته«... نجد أن الكلام عن الشعر بالعامية و»أدب المدونات« (ضمن فصل الإبداع) يعطي اللهجات العربية المحلية مكانة محترمة على صعيد التعبير والذاتية الحميدة. وإذ تبدو الفكرة الأولى إقصائية للأقليات في الوطن العربي، ومتجاهلة لافتقار العرب إلى صلة وصل بين منابع الأفكار (من أكاديميا ومراكز أبحاث وعلوم) وبين حلقات الإنتاج والتسويق، فإن الفكرة الثانية لا تتبحّر كفاية في المعنى الثقافي الأعمق للإبداع باللهجة العامية. كان ذلك مجرد مثال على ما اعترف به التقرير في مقدمته، وهو أن كل فصل وضعه فريق بحثي مستقل، وترك بصمته عليه، وهذا ما يظهر أيضاً في تفاوت مصطلحات »الوطن العربي« و»الدول العربية« و»العالم العربي« الخ... وإذا كان التبرير هذا مفهوماً، فإن السؤال يبقى مفتوحاً على نقاش لا بد منه: أيننا، نحن أنفسنا، كمراقبين للمسار الثقافي العربي ومعنيين به، من الإيديولوجيا؟ وأي تأثير ثقافي لها علينا، في هذه البقعة من الأرض، التي »تتكلم عربي« والتي لا تنطق بلغة الضاد؟
أخيراً، هذا جهد ترفع له القبعة، وسيكون ذا قيمة إضافية إذا لم يوضع في الأدراج...
يورد »التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية« نتائج مهمة، على صعيد قطاعات التعليم، والإعلام، وحركة التأليف والنشر، والإبداع، والحصاد الثقافي. هنا أبرزها:
التعليم
يبلغ معدل الالتحاق الصافي بالتعليم الابتدائي (عمر ٦-١٢ عاماً تقريباً)، ٨٤ عربياً، مقابل ١٠٠٪ و٩٩٪ في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، و٨٩٪ في تركيا. ومن بين البلدان العربية، يزيد هذا المعدل على ٩٥٪ في لبنان والبحرين وقطر والجزائر وتونس، وينخفض دون ٨٤٪ في كل فلسطين وعُمان وموريتانيا وجيبوتي.
وترتفع نسبة القرائية (القدرة على القراءة والكتابة) إلى ما فوق ٨٩٪ في الأردن ولبنان وفلسطين وقطر والكويت والإمارات. لكنها تنخفض إلى ما بين ٧٥٪ و٩٠٪ في سوريا وعمان والبحرين والسعودية وليبيا، ثم تنخفض أكثر مثلاً في تونس والعراق (٧٤٪)، ومصر (٧١٪)، واليمن (٥٤٪)، وموريتانيا (٥١٪). فيما يبلغ متوسط نسبة القرائية ٧٠٪ فقط في العالم العربي، وهذا أسوأ من جميع البلدان التي اتخذها التقرير للمقارنة، مثل اليابان وإسرائيل وكوريا الجنوبية (٩٧٪-٩٩٪) تركيا (٨٧٪) وإيران (٨٢٪).
المتوسط العربي لمستويات الأداء في الرياضيات بلغ ٣٩٣ علامة مقارنة بالمتوسط الدولي وهو ٤٦٧ علامة. كما أظهرت الدراسة تقارباً في متوسط أداء الذكور والإناث العرب في الرياضيات مع أفضلية بسيطة لأداء الإناث، لكنها غير دالة إحصائياً. وعلى مستوى الدولة الواحدة كان الأداء لصالح الإناث في كل من البحرين والأردن، ولصالح الذكور في كل من لبنان والمغرب وتونس، وجاء الأداء متقارباً في كل من مصر وسوريا وفلسطين والسعودية. أما في العلوم فقد بينت نتائج الدراسة أن المتوسط العربي للأداء بلغ ٤١٩ علامة مقارنة بالمتوسط الدولي وهو ٤٧٤ علامة.
من أبرز مكونات الزيادة في عدد الطلاب في المنطقة العربية هي الزيادة في مشاركة الإناث. لكن اللافت في الأمر هو شح المعلومات بشأنه. فبلد مثل مصر، يحتضن أكثر من ثلث الطلاب في العالم العربي، لا توجد فيه بيانات عن أعداد الإناث، وهذا ينطبق على سوريا أيضاً. وقد اتصل معدو التقرير بأصدقاء في البلدين للحصول على هذه المعلومة »الثمينة«، وباءت محاولاتهم بالفشل في السودان مثلاً. أما الرقم المتوفر فهو أن نسب الإناث هي حوالى ٤٧,٨٪ من مجموع الطلاب المسجلين في التعليم العالي عام ،٢٠٠٦ وتتجاوز ٦٠٪ في لبنان والبحرين وقطر والكويت، كما تتجاوز ٧٠٪ في الإمارات.
الإعلام
يبدو لبنان صاحب الرقم الأكبر عربياً لجهة عدد الصحف اليومية فيه (٥٩ صحيفة)، تليه الجزائر (٤٨ صحيفة)، ثم السودان (٣٢ صحيفة)، ثم العراق (٣٠ صحيفة).
أما غالبية الصحف الأسبوعية فتصدر في سوريا (١٠٧)( العفا ع هالسمعة!) ثم العراق (٧٥) ثم مصر (٦٨). ويستنتج التقرير أن لبنان يمثل حالة شديدة الخصوصية على المستوى الصحافي العربي عموماً، إذ يقترب نصيب كل مليون مواطن فيه من الصحف الأسبوعية من ١٧ صحيفة، كما أن نصيب الفرد فيها من الصحف اليومية يزيد عن نصيبه من الصحف الأسبوعية وهذا مؤشر إيجابي أيضاً على درجة النمو.
تتصدر الصحف النسائية (١٧,٩٪) وصحف الأطفال (٩٪) قائمة الصحف المتخصصة العربية، في حين لا يوجد اهتمام بكبار السن أو الفلاحين أو غيرهم من القطاعات الجماهيرية الأخرى. تتوزع الصحف المتخصصة في مواضيع معينة، اقتصادية أو رياضية أو ثقافية، مما قد يعكس طابعاً نخبوياً للصحف المتخصصة.
أما بالنسبة إلى الإعلام الفضائي فتبدو السعودية (١٥,٤٪)، ومصر (٢٥,٤٪)، والإمارات (٤٠٪)، والعراق (٥٢,٩٪)، ولبنان (٤٤,٤٪) هي الدول الخمس الأولى من حيث ملكية القنوات الفضائية العامة التي يبلغ عددها ١٣٠ قناة من مجموع إجمالي القنوات الفضائية هو .٤٨٢ وفي المقابل تنشأ غالبية القنوات المتخصصة (وهي حوالي ٣١٢ قناة) في أحضان القطاع الخاص العربي، الأمر الذي يرتبط بالرغبة في الاستفادة من حصص أكبر من سوق الإعلانات. أما لجهة تنوع مواضيع التخصص، فيظهر أن القنوات الدينية (١٨,٦٪) وقنوات الأغاني (١٨,٣٪) هي التي تسيطر على المشهد، تتبعها مباشرة قنوات الأخبار (٩,٣٪).
من جهة ثانية، يقدر عدد المدونات العربية على شبكة الإنترنت بحوالى ٤٩ ألف مدونة بنسبة لا تتعدى ٠,٧٪ من مجموع المدونات عالمياً. وتعد مصر من أكبر الدول التي يوجد لها مدونات على الإنترنت، إذ يصل عددها إلى ١٦٠ ألف مدونة تشكل نسبة ٣٠,٧٪ من إجمالي المدونات العربية، فيما يقدر عدد المدونين المصريين بحوالى ١٦٢,٢ ألف مدوّن. والسبب في بطء خطوات التدوين العربي على الإنترنت بمستويات توافر خدمة الوصول إلى الشبكة الدولية في الكثير من الدول العربية، بالإضافة إلى وجود بعض القيود المفروضة على المدونين وتعرضهم أحياناً إلى المساءلة الجنائية (حالة مصر وتونس على سبيل المثال)، وارتفاع نسبة الأمية.
النشر والتأليف
يطبع من الكتاب العربي في المتوسط ما بين ألف وثلاثة آلاف نسخة، وهناك دور نشر تطبع ٥٠٠ نسخة حتى إذا راج الكتاب طبعت حسب الرواج. وإذا كان التقدير الإجمالي لعدد سكان الوطن العربي هو حوالى ٣٣٢ مليون نسمة، فإن هناك نسخة واحدة (من كتاب مقبول الرواج نسبياً) لكل ١١٠,٧٧٩ مواطناً عربياً. وفي حال أسقطنا نصف العدد الإجمالي للسكان، مستبعدين من هم تحت الخامسة عشرة بفرض أنهم لم يتقنوا بعد القراءة والكتابة ولم يقيموا صلة بالكتب، فإن كل ٥٥,٣٨٩ نسمة يكون لها نسخة واحدة من كل كتاب يطبع. ويأتي ترتيب الدول العربية، حسب عدد منشورات كل منها كالآتي: مصر، السعودية، سوريا، تونس، المغرب، الجزائر، لبنان، الأردن، السودان، ليبيا، الكويت، الإمارات، قطر، العراق، البحرين، موريتانيا، عمان. علماً أن غالبية الكتب المنشورة في العالم العربي تقع في تصنيف »الأدب والبلاغة« (٦٥٠٠) و»العلوم الاجتماعية« (٦٣٥١) و»الديانات« (٥١٥٧)، ليقع أقلها في خانات »اللغات« (٩٠٩) و»الفلسفة وعلم النفس« (٧١٤) و»الفنون« (٥٥٢).
الإبداع
في الإبداع الشعري والسردي: يقول التقرير إنه »لم يعد سائراً اليوم المثل العربي الذي راج في الأربعينيات والخمسينيات من القرن المنصرم بأن »مصر تكتب، بيروت تطبع، وبغداد تقرأ«، ليس لأن العراق يعاني حالاً من الانقطاع الثقافي عن العالم العربي فحسب، بل لأن المركزية التي سادت في تلك الحقبة، ما بين النهضة الثانية والحداثة، لم تعد قائمة، لا سيما بعدما انفتحت العواصم العربية على بعضها البعض... لم تبق القاهرة عاصمة الرواية العربية كما كانت من قبل، رغم أن الرواية المصرية هي الأشد حضوراً على الساحة العربية، ولم تعد بيروت عاصمة الشعر العربي كما كانت في الستينيات خصوصاً مع مجلة »شعر« ومجلة »الآداب«، فالشعر العربي الآن يتوزع على العواصم كلها عبر حركات وتيارات تجمع شعراء من مختلف البلدان العربية. في هذه المرحلة برزت مدن مثل دمشق والجزائر والرباط أو الدار البيضاء وتونس وصنعاء وعمان والرياض والكويت وحتى رام الله«.
ويلاحظ التقرير أن الندوات الشعرية التي تحظى بقدر معقول من المتابعة الجماهيرية هي غالباً لأسماء معينة فرضت سطوة الاسم، إما بقوة حضورها في المشهد الثقافي أو بقوة حضورها في الساحة الإعلامية. وفي إطار البحث عن تفسير ظاهرة ضعف أو غياب التواصل بين المهرجانات والمؤتمرات والندوات المعقودة في معظم أنحاء العالم العربي وبين الجمهور، ومقارنتها مع بلدين من أميركا اللاتينية هما كولومبيا وكوستاريكا، يتضح أن المناهج المدرسية تقف بقوة وراء هذا الانقطاع في التواصل. ففي دول أميركا اللاتينية أسس الشعراء رابطة أميركا اللاتينية للشعر والشعراء، وكان من أهم أولوياتها تأسيس ورش عمل للشعر خاصة، وللكتابة بشكل عام، لاستهداف طلبة المرحلة الابتدائية من عمر سبع سنوات وحتى ١٤ سنة.
ويرصد هذا الفصل عناوين »غير تقليدية« في المقاربة الثقافية العربية، لا سيما في السياق الشعري. إذ يأتي على ذكر »الشعر الإلكتروني«، و»أدب المدونات الذي يعتمد في الغالبية على أسلوب الحكي أو القص الحياتي اليومي«، مع رصد حوالى ألف مجموعة (أو جروب) على موقع »فايس بوك« للشعر العربي، »ومن بينها ما يحمل اسم ظاهرة أو حركة شعرية (مثل »شعراء العامية المصرية« أو »صحبة البحر« الخ.ز.). ولا يغفل »الشعر الكردي-العربي المتسم بطابع الشتات« و»الشعر العامي والنبطي«.
أما على صعيد الرواية، فقد رصد فصل »الإبداع«، على صعيد الرواية العربية، نهضة الرواية السعودية، والمأساة في الرواية الجزائرية، إلى جانب ملامح الرواية في معظم الدول العربية، مع جدول موسّع يرصد أبرز الروايات التي صدرت في العالم العربي خلال عام ،٢٠٠٧ ومن بينهم الروائيون العرب الذين كتبوا بلغات أجنبية.
الموسيقى والغناء
يشكل الاهتمام بالتأليف الموسيقي للسينما والمسرح والتلفزيون، في الأعوام الأخيرة، حالة منعشة ومحفزة لمؤلفي الموسيقى المعاصرين، والمتعلمين في أكاديميات عربية وغربية. وفي عام ٢٠٠٧ اعتمدت المسلسلات والأفلام بنسبة ١٠٠٪ على التأليف الموسيقي الخاص.
وأنتج خلال عام ٢٠٠٧ عدد من الألبومات الموسيقية لعازفين منفردين ولفرق صغيرة ومتنوعة، منها ما يحمل طابع الموسيقى المعاصرة والحديثة، وبعضها كلاسيكي عربي، وبعضها محاولات تجريبية في الموسيقى صدرت لموسيقيين داخل الوطن العربي وخارجه، ويتجاوز عدد هذه الإصدارات ٦٠ ألبوماً، منها نسبة ١٠٪ لشباب يقدمون تجاربهم للمرة الأولى.
واللافت أن الأغنية العاطفية استحوذت على الحجم الأكبر إنتاجاً ورواجاً، فقد بلغ حجم الإصدارات أكثر من ١٢٠ إصداراً، ويحمل كل ألبوم ثماني أغاني كحد أدنى، والمقصود هنا ما يزيد عن ٩٦٠ أغنية موثقة ومسجلة، عدا ما هو خارج عن التصنيف، وقد يشكل هذا الخارج ضعف العدد المذكور. علماً أن الدول الأكثر »عاطفية« غنائياً هي مصر ولبنان والجزائر والسعودية، في حين أن الأقل »عاطفية« فهي ليبيا والسودان وفلسطين وقطر والأردن. أما بالنسبة إلى الأغنية الوطنية فقد »ضربت« عربياً في الأردن والبحرين والكويت والعراق واليمن. ولم ينس التقرير التطرق إلى ظاهرة »الراب« العربي الذي تجلى بقوة في كل من السعودية والجزائر ومصر وفلسطين والإمارات.
http://www.assafir.com/Article.aspx?Editio...or=رشا%20الاطرش