فرج فودة "حين يكشف النور زيف الجهل"
عندما قتل فرج فودة لم يحزن عليه أحد إلا قلة نادرة , كان ذلك اليوم في صيف مشتعل بالحرارة مشتعل بالكراهية والظلام,
يوم 8 يونية 1992 كان شاب جاهل يركب دراجة بخارية , وفجاة انتهت حياته أرتاحت الجماعات الاسلامية التي تدعى لافكارها الشيطآنية التي حاولت بها الإستيلاء على عقل الوطن ولكن فرج فودة كان يقف ضدها اشد عنادا ويكشف جهلها, فذهبت الغمة
وقالت الحكومة : ألف بركة , فقد تخلصت من الرجل الذي ينال منها , ويطالبها بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والوقوف بقوة في وجه جماعات الإرهاب الديني والفكري والسياسي , وغلق باب النيل تجاه صحراء النفط التي حولت مدننا الى كابوس وهابي مخيف.
لم يسانده احد تركه الجميع يواجه الاعصار , كانت الحكومة قد أبلغت فرج فودة انه على قائمة الإغتيالات الاسلامية التي كانت تضم إلى جانبه مفكرين بحجم ,سعيد العشماوي وسيد القمني و نجيب محفوظ و نصر حامد ابوزيد و رفعت السعيد , لكن كان هو على أول القائمة نظرا لصوته العالي وحبه ان يموت شهيدا لافكار التنوير ولا يهم جسده فوطنه الابدى
طلب فرج فودة رفع الحراسة وبعد يومين وقعت الواقعة , وامام مكتبه قتل وارتاح الجميع منه.
خرجت الجماعات الإسلامية تنعى فرج فودة على طريقتها (لقد قتلنا فرج فودة ...الكافر المحارب للاسلام , ليس قمعا لحرية الفكر ولكن وفقا لحرية الكفر )
خرج مشايخ الازهر بعد ذلك فشوهوا سمعته اكثر , ولكن الاغرب من ذلك ان بعض الصحف المفروض انها علمانية نبشت في لحمه ايضا , فجريدة الوفد التي ترمز لتاريخ حزب عريق في الدفاع عن حرية الرأي ونشر التنوير تتجرأ وتقول : إنه غير حاصل على شهادة الدكتوراة ولا حتى من جامعة "بخ بخ" وتتهمه صحيفة الشعب بصفه بالنصاب الذي ادعى لقبا علمياً .
لم تسلم عائلته من التشكيك والمحاربة فعلى سبيل المثال , أدعوا ان ابنته متزوجة من ابن السفير الاسرائيلي بالقاهرة ,
والحادثة الثانية تخلص عصارة تجربة رائد من رواد التنوير في عصور الظلام , لقد ذهبت اخته السيدة "راوية" إلى نقابة الاطباء بعد وفاة اخيها لاستخراج اوراق خاصة بزوجها الطبيب , وإذا بها اما شخص طويل اللحية أخذ يتابعها بنظراته وهو يتصفح اوراقها , وفجاة سألها : انتي تقربي للراجل الكافر إلى اسمه فرج فودة ؟!!, تسمرت راوية في مكانها واجابته دون تردد ..لا ..لا أعرفه !!
المراجع بذلك التحقيق
مجموعة مقالات احتفاء بفرج فودة
- عدد كامل بروز اليوسف
- عادل حموده مقال بعنوان (عندما قتلوه) صوت الامة
- محمد الباز (افكار ومشانق فرج فودة) صوت الامة
لكن ما هي افكار فرج فودة التي أفتعلت الدم والضجة والكفر,
أراد فرج فودة بدعوته الي قيام دولة "عالمانية" بعيد عن الدولة الدينية الذي كان يسعى البعض لتدشينها ,في أن ينزه الاسلام ويجعله محترما ومصوناً بعيدا عن دهاليز السياسة , فالدين عام انساني شامل يستشرق في الناس أرقى مافيه وفق ما يؤمنوا به , أما السياسة تستثير فيه أحط ما يمكن أن ينزل إليه وادنى ما يمكن أن يهبط فيه.
فتسيس الدين او تديين السياسة لا يكون إلا عملا من أعمال الفجار الاشرار أو عملا من أعمال الجهال غير المبصرين, لانه يضع للانتهازية عنوانا من الدين , ويقدم للظلم تبريرا من الآيات , ويعطي للجشع اسما من الشريعة , ويجعل سفك الدماء ..عملا من أعمال الجهاد وطاعة الإله.
ظهر فرج فودة في وقت كان يضرب على اخواننا الاقباط جزية في صعيد مصر في حين لم يكن ذلك موجودا في دولة ثيوقراطية بحجم إيران ولا حتى بركن من اركان المعمورة, ويشارك الجميع بسرقة اموالهم بدعوى انها اموال كفرة تحق لهم , ويخرج قئ فكري يمس شركاء الوطن في عقيدتهم دون مواربة وتفتح الدولة اعلامها "للشعرواي" يمارس سفالته من خلال جهاز يلتف حولة جميع ابناء الوطن ليكفر المسحيين جهاراً.
ربما لم يكمل فرج فودة المسيرة وربما لو كان اعطاه العمر فسيح من الوقت لكتب أكثر من ذلك أو اصار فوليتير للمسلمين
:redrose:
|