تحياتي للجميع ...

في الثلاثة اشهر الاخيرة حصل تغير كبير في حياتي ، فقد أعطيت الكثير من وقتي للإجابة على تساؤلات و تناقضات و شكوك ساورتني وجدتها في القران و الإسلام و الحياة ، كانت نتيجة ذلك التفكير و البحث انني وجدت ان الدين ( حكي فاضي ) و اني كنت مثل جراح تجميلي دون قصد حين ادافع عن الدين .... و هذا التغير الثاني في حياتي من الناحية العقائدية ، فقد كنت و انا مراهق سنيا حنبليا ، و حين اصبح عمري 18 وقعت عيني على نهج الدكتور محمد شحرور الذي يحترم الدين و في نفس الوقت يحترم العقل ، لكني بعد بحث و تمحيص اكتشف ان هناك عيبا في هذا النهج حيث انه يضع القران في منطقة خارج نطاق النقد بجعله محصنا ضد النقد ، حيث انه يجعل التقصير في فهم اي اية مرده إلى :- إما ضعف في التفسير او في العلوم البشرية المعاصرة العاجزة عن التفسير و من هذه الناحية تحديدا هذا المنهج غير علمي على الاطلاق.

هناك عدة مواضيع جعلتني اشك بوجود الإله من الحياة العملية ، كما اني استطعت الاجابة على تساؤلات حول ما يعرف عند البعض ( بالاعجاز العلمي في القران ) ..

لا انكر ان تأثيرات خارجية ساعدتني ايضا ، و على راسها كتاب ( The God Delusion ) للعالم ريتشارد داوكنز الذي أتابعه بشغف و طبعا مراجعتي لمقالات و اعمال لعالمي المفضل منذ الطفولة الفلكي الراحل كارل ساجان.

ليس هذا كله موضوعنا ...

الموضوع انني اعيش في دولة إسلامية ذات غالبية مسلمة و هي الامارات العربية المتحدة ، المجتمع هنا متعصب جدا للدين ( حتى لو كانت الغالبية لا يطبقون شيئا منه ، تعصب شكلي !!! )
فالشباب الذي قابلته و عملت معاه سواء من السنة او الشيعة متعصبون لمذاهبهم و لدينهم ... لكنهم في نفس الوقت لا يقيمون الصلوات و يمارس عدد منهم تصرفات غير اخلاقية كالغيبة و النميمة و الكذب ، و في الليل يذهبون للنوادي الليلية و غالبية الشباب يقيم علاقات الغير شرعية حسب دينهم سواء مع عاهرات أو صديقات ...!! فتعصبهم للدين و المذهب ليس تعصبا ناشئا عن قناعة قوية بل تعصب شبيه بالتعصب العشائري و القبلي المتخلف بصراحة.

هذا التناقض المضحك الذي اشاهده لم يشفع لي حينما كنت قرانيا في مواجهة تعصب و غضب كبير عند الابداء بارائي رغم انني كنت احاول احترام مشاعرهم عند التعبير عن رايي في معتقداتهم ( رغم علمي انها مليئة بالهراء ).

الان ... الوضع سيكون اسوأ .... أنا ملحد ، بل و ملحد قوي :lol2:

و أنا إنسان تعودت منذ الصغر على عدم كبت ما يجول في خاطري ، كيف سأعيش في هذا المجتمع ؟؟

هل اعيش كموظف محترف و صامت لا راي له في موضوع خارج نطاق العمل ( خصوصا الدين ) ؟؟ ام ساواجه المجتمع ( المتخلف و المتناقض و طبعا المتطرف ) و اللي يصير يصير ؟؟
بل حتى على مستوى عائلتي التي احبها و وطني الذي انتمي إليه .. و الذي انظر إليه الان كبلد مصاب بلعنة ثلاثية مدمرة أدت و على مر التاريخ إلى كل الكوارث التي يعاني منها .. الثلاثي الإبراهيمي المتمثل في اليهودية و المسيحية و الإسلام ... ما الحل ؟؟

هل كملحد سأضطر للعيش كمنافق ... و امشي و اساير المجتمع الذي انتمي إليه او الذي اعيش فيه حاليا ؟؟ أم أتصرف باريحية و صراحة و ادفع الثمن .... ؟؟
ام اترك المزايا المادية او حتى العاطفية من تواجدي هنا و اذهب لمكان اخر استطيع فيه ان اعبر عن رايي في مجتمع يتقبل ذلك ؟؟

و سؤالي للملحدين في هذا المنتدى .... كيف واجهتم هذه التحديات ؟؟ و شكرا للمشاركين ...

يقول المثل: الجنون مع المجانين نعمة. وبلادنا مستشفى مجانين كبير ، يشعر المجنون فيه انه ببيته ولايحتاج الى علاج. ولذلك، فشخص يملك توجه مختلف سيكون في وضع حرج. مثل هذا الامر جربته الاقليات الدينية وتعلمت التعايش معه من خلال العزلة، والابتعاد عن الاختلاط بالمسلمين قدر الامكان. الشيعة، طوروا فقه التقية الاسلامي، مما ساعدهم على البقاء على الحياة. وكما ترى فإن الامر ليس سهلا.

ان اكثر التحديات، هي ان التسجيل المدني يجبر المرء على الاشارة الى دينه، وبالتالي فأنت ستبقى مسلم (قانونيا) قبلت ام ابيت، وسيطبق عليك الاحكام الاسلامية في الوراثة والزواج والطلاق والتعليم، ورأيك لاقيمة له.

في الامارات (اعتقد) انك ستكون آمنا نسبياً، فلن يتعرض احد لشخصك لمجرد انك ملحد، على الرغم من اني لااستبعد نشر الاشاعات واستخدام التمييز والابتزاز الاجتماعي، كسلاح. ومع ذلك سيبقى الوضع اسهل مما لو كنت امرأة ملحدة.

شكرا للزميل محجوب على مشاركته ..

Array يقول المثل: الجنون مع المجانين نعمة. وبلادنا مستشفى مجانين كبير ، يشعر المجنون فيه انه ببيته ولايحتاج الى علاج. ولذلك، فشخص يملك توجه مختلف سيكون في وضع حرج. مثل هذا الامر جربته الاقليات الدينية وتعلمت التعايش معه من خلال العزلة، والابتعاد عن الاختلاط بالمسلمين قدر الامكان. الشيعة، طوروا فقه التقية الاسلامي، مما ساعدهم على البقاء على الحياة. وكما ترى فإن الامر ليس سهلا.[/quote]

إذن انت ترى النفاق ـ أو التقية كما عند الشيعة - الدبلوماسية المفرطة و محاولة التعايش و التأقلم ، هي الحل في هذا الوضع.

شخصيا ارى ذلك امرا مزعجا و صعبا أن يضطر المرء لإخفاء افكاره و قناعاته حتى يحافظ على مصالحه، لسبب ان المجتمع متخلف او على الاقل ليس مرنا في تقبل الراي الاخر خصوصا في الموضوع الديني.

Array
ان اكثر التحديات، هي ان التسجيل المدني يجبر المرء على الاشارة الى دينه، وبالتالي فأنت ستبقى مسلم (قانونيا) قبلت ام ابيت، وسيطبق عليك الاحكام الاسلامية في الوراثة والزواج والطلاق والتعليم، ورأيك لاقيمة له.
[/quote]

شخصيا لا اواجه هذه المشكلة كوني أحمل الجنسية الاميركية و الدين غير موجود اصلا في بطاقة الهوية. و لا ارى في ذلك مشكلة حتى لو كان موجودا لانه سيبقى حبر على ورق في النهاية ... ليست مشكلة مقارنة بطريقة التعامل التي ستواجه بها من المجتمع .... فأنا سأعتبر مرتد و كافر و ما إلى ذلك و نسبة كبيرة ستحلل دمي :roll: و ربما سرقتي و استغلالي إلخ ... و ستتغير طريقة التعامل ممن كنت تعرفهم. و شخصيا لا اريد ذلك خصوصا من عائلتي التي ما زلت احبها و سابقى كذلك.

شو بدنا نسوي .. لازم نتحمل :)

Array
في الامارات (اعتقد) انك ستكون آمنا نسبياً، فلن يتعرض احد لشخصك لمجرد انك ملحد، على الرغم من اني لااستبعد نشر الاشاعات واستخدام التمييز والابتزاز الاجتماعي، كسلاح. ومع ذلك سيبقى الوضع اسهل مما لو كنت امرأة ملحدة.[/quote]

من الناحية القانونية لا اعتقد انهم يكترثون بذلك ... خصوصا ان هذا البلد فيه جنسيات و جاليات كثيرة تحمل معتقدات متنوعة ، كما الحكومة لا تريد التاثير على موقع الدولة في الاقتصاد العالمي ، المشكلة ستظهر من الناحية الاجتماعية ...

ستكتشف يوماً ما عزيزي "فلسطيني كنعاني" أنّ أغلب من تصادفهم في يومك لا يستحقّون منك أن تبدي آراءك أمامهم تجاه أي قضيّة جوهريّة ..
حاول أن تكون أكثر انتقائيّة في علاقاتك .. ولا تُجلي الستار عن نفسك إلا أمام من تجده جديراً بفهمك ..
مارس حياتك بطبيعيّة .. ولا تختبئ أو تخجل من أيّ تصرّف أو فكرة تقتنع بها .. بل كن "مغروراً" بتميّزك وتفوّقك ..


في النهاية .. أجد أنّ الجو المحيط الواعي والمتفهّم (الذي تستطيع أن تجمعه حولك ببعض الانتقائية ومع الزمن) هو الذي سيشكّل لك المجال الحيوي الذي تستطيع فيه أن تمارس "ذاتك" ببساطة وعفوية ..

زارني صديقي "القرآني" في أول أيّام رمضان (قبل الإفطار) حينما كنت في "سوريا" .. ولأنّه صديقي الذي يفهمني وأفهمه ويحترمني واحترمه .. لم أضطر يومها أن أخفي "زجاجة البيرة" التي كنت أشربها على الغداء ..





خوليو

انتظر يا عزيزي لترى كيف ان الوضع سيكون اسوء بمراحل بوجود زوجة لا توافقك الرأي و اقارب ملزم بواجبات اجتماعية معهم و اطفال سيسألوك يوما اين يذهب من يموتون و سينقولون اجابتك فورا الى جميع من يعرفونه !!!

هل تغير شيئ فيما يتعلق بتعريفك للأستشهادي؟

شكرا للزميل خوليو ..

Arrayستكتشف يوماً ما عزيزي "فلسطيني كنعاني" أنّ أغلب من تصادفهم في يومك لا يستحقّون منك أن تبدي آراءك أمامهم تجاه أي قضيّة جوهريّة ..
حاول أن تكون أكثر انتقائيّة في علاقاتك .. ولا تُجلي الستار عن نفسك إلا أمام من تجده جديراً بفهمك ..
مارس حياتك بطبيعيّة .. ولا تختبئ أو تخجل من أيّ تصرّف أو فكرة تقتنع بها .. بل كن "مغروراً" بتميّزك وتفوّقك ..[/quote]

كلام جميل جدا و اشكرك على التشجيع ، فقط تبديل كلمة ( مغرورا ) إلى ( واثقا ):)

Array
في النهاية .. أجد أنّ الجو المحيط الواعي والمتفهّم (الذي تستطيع أن تجمعه حولك ببعض الانتقائية ومع الزمن) هو الذي سيشكّل لك المجال الحيوي الذي تستطيع فيه أن تمارس "ذاتك" ببساطة وعفوية ..[/quote]

هناك دائرة بدات تتوطد العلاقة اكثر معها بالنسبة لي من الاصدقاء و المعارف ال open minded ، الذين من الممكن أن يتقبلوا النقد و الراي الاخر ، ضمن هذه الدائرة استطيع ان اكون بعيدا عن الدبلوماسية المفرطة و النفاق و التقية ... , اعبر عن رايي بكل اريحية.

Array
زارني صديقي "القرآني" في أول أيّام رمضان (قبل الإفطار) حينما كنت في "سوريا" .. ولأنّه صديقي الذي يفهمني وأفهمه ويحترمني واحترمه .. لم أضطر يومها أن أخفي "زجاجة البيرة" التي كنت أشربها على الغداء ..
[/quote]

جميل جدا ...

رغم اني تركت المذهب القراني عقائديا إلا انني ما زلت اتمنى ان ينتشر بين المسلمين على حساب العفن السائد حاليا ... فهو نسبيا يعتبر فكر إصلاحي ليبرالي منفتح في تعاكله مع الرأي الاخر مقارنة بكل المذاهب الاخرى .

لا اطالب هذه المجتمعات بتغيير نظرتها لاصل الوجود و الخلق و لكني اطلب فقط ان تتقبل وجود اخرين لا يشاطرونها نفس النظرة أو الراي و لهم الحق بالعيش دون تعرضهم للمضايقة أو التمييز أو حرمانهم من التعبير عن أرائهم.

الزميل أبو خليل و شكرا على مشاركتك ..

Array
انتظر يا عزيزي لترى كيف ان الوضع سيكون اسوء بمراحل بوجود زوجة لا توافقك الرأي و اقارب ملزم بواجبات اجتماعية معهم و اطفال سيسألوك يوما اين يذهب من يموتون و سينقولون اجابتك فورا الى جميع من يعرفونه !!!
[/quote]

بالنسبة للأقارب ، نعم سيكون الوضع صعبا لو عرفوا و هذا احد اسباب طرحي للموضوع .

بالنسبة للزوجة ، فلا اعتقد انني سارتبط بزوجة لا تشاطرني نفس افكاري ، بل و لا اعتقد أنه من الممكن ذلك في هذا المجتمع حيث ان الطرف الاخر هو الذي سيرفضني.

بالنسبة للاطفال .. فلو اصبح عندي اطفال فلن افرض عليهم توجها دينيا ، هذا خيارهم الشخصي بعد البلوغ ... و لا اعتقد اني ساناقش طفلا مقبلا على الحياة عن الموت كما أناقش شخصا بالغا . و اتفق مع العالم الكبير رتشارد داوكنز في انه لا يجب القول طفل مسلم او طفل كاثوليكي لان الاطفال بطبيعتهم ينفذون و يتبعون ما يرونه من اهاليهم .. فهم لم يختاروا المعتقد بل فرض عليهم بالوراثة... و التعليم الديني السائد للاطفال برايي جريمة فهو يشبه التجنيد الإجباري ...

تحياتي الى الأخ " فلسطيني كنعاني "

" الالحاد هو الجسر اللذي ينقل عقل الانسان من الخرافات الى المنطق "

الزميل اوجاريت و شكرا على المشاركة..

Arrayهل تغير شيئ فيما يتعلق بتعريفك للأستشهادي؟
[/quote]

حتى ايام لما كنت قراني كنت مع تعريف ان الشهيد هو من ضحى بحياته في سبيل قضية عادلة ..... مهما كانت عقيدته او القضية التي يموت من اجلها .. فمن الممكن ان تكون قضية وطنية ( كما في وضع فلسطين ) و من الممكن ان تكون قضية بيئية و من الممكن أن تكون قضية علمية ، حقوقية أو اخلاقية . المهم عدالة هذه القضية ...

كفلسطيني مؤمن بعدالة القضية الفلسطينية و ظلم و شر الصهيونية ( سرقة وطن ) .. اعتبر كل من ضحى بحياته في سبيل فلسطين شهيدا.