Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
هل تخاف من الله ؟ ... مواجهة الله خوف الملحد و الديني !!
ككل يوم فطرت سريعا لكي ألحق بعملي ..
نادرا ما نزلت من البيت دون أكون متاخرا على ميعاد العمل ..
كالعادة ركبت الميكروباص ..
لدى الكثير من الأشياء اليوم .. أتمنى ألا أرجع مرهقا كي أنجز بعض الأشياء في المنزل.
أنتظر يوم العطلة بفارغ الصبر فأنا أحتاج إلي بعض الراحة ..
سعيد أنني ملحد و لا أذهب لأي دار عبادة يوم الأجازة ..
.......... كل مرة أقوم بعبور هذا الشارع أتوقع شرا.
لا يمكن أن أتفادى يوميا تلك السيااااااااااااااااااااااااااااا ...
أين أنا ؟
فراغ .
أصرخ و لا أسمع صوتي ..
لا أشعر بأي شئ ..
كحلم ثقيل يمر بي ..
لا اشعر أن لي جسدا أو أطراف ..
فقط لا أشعر بشئ ..
لا أستطيع ان أعي شيئا ..
أشعر و كأن عدما يملأ كياني و عقلي ..
تقريبا لا أعرف من أنا.
ما معنى أنا ؟
ليس حلما ..
وعيي أكبر من وعي حلم و أقل من وعي واقع حقيقي.
آه .. لا أشعر بشئ.
لا أفهم شيئا ..
كم من الزمان يمر.
فجأة طاقة نور تفتح ...
نور عظيم يغشى عيني ..
كيانان نوريان يقتربان ...
يمسكاني من ذراعيا و يقوداني ..
هناك شخصا يجلس امام كتاب ضخم يشبه الارشيف ..
لا أستطيع أن أتبين ملامحه ..
ثم فجاة أجده أمامي مباشرة ..
ضخم و مهول و يجلس على عرش ضخم ..
من هو ؟
لو أستطيع أن أسترد وعيي و أعرف ما الذي يجري ..
آآآآآآآآآآآآآآآآه ...
ايه ..
آه .. انا فين ؟
وقت المحاكمة ...
الذي يجلس أمام الأرشيف هو الذي يتكلم ..
ثم و كان نور جميل يدخل عقلي .. صوت ناعم و قوي يكلمني :
• لقد مت .. و هذا هو يوم القيامة و جاء دورك في المحاكمة.
- من أنت ؟
بقوة سمعتها .. بهدير.
بكل فخر و إعتزاز شعرت بها في كل كياني ..
• أنا الله ...
بإنبهار بدأت أتبين ملامحه ..
و كانه سمح لي أن أتبين ملامحه بدأت تتضح تدريجيا ..
ملامح طيبة و قوية .. طيبة لامتناهية و قوة بلا حدود.
جمال محياه يبهر ... يسحر.
هل هو حقيقي ؟
في عينيه جبروت و ثقة بالنفس .. بالتأكيد ثقة إله بنفسه.
• نعم هو أنا ... منحتك قدرات إضافية لتستطيع أن تتعرف علي.
- هل حاكمت كل البشرية قبل ان تحاكمني .. ؟
• الإنسانية عاشت مليون سنة بعد أن مت .. و انا حاكمت كل من كانوا قبلك و قد جاء دورك.
- كم من وقت إستغرقت كي تحاكم كل هؤلاء ؟
• لا وقت هنا .. لدينا متسع لكي أسمعك, لن ارمي بك إلي النار الأبدية لو لم تكن تستحق ذلك.
الفكرة رجعت .. النار و جهنم, تلك الأفكار أنكرتها لسنوات و سنوات.
الرعب كله تلبسني ... مجرد كلامه عنها جعلني أشعر برعب لا قبل لي به.
كل الصور المخيفة راحت تتوالى في ذهني مرة واحدة ..
• للأسف النار حقيقية و أنا حقيقي كما ترى و تعي.
- لكن لا ... انا لا .. أبدا .. انا لم ..
• إهدأ و أترك الجزع و الهلع للنهاية ...
وجدت نفسي أهدأ فعلا .. هذا الكيان لديه تحكم كامل في.
مجرد أن قالها وجدت كل أحاسيس الهلع تغادرني بالأمر ..
- هل تستطيع أن تقرا أفكاري ؟
• انت تفكر أنني أستطيع أن أؤثر على أفكارك و مشاعرك بما يضرك .. أستطيع و لكنني أحترم حريتك و وعيك.
الجالس على الدفتر بصوت جهوري : أنت ألحدت في سن صغيرة و ظللت منكرا لوجود سبحانه و تعالى حتى الممات .. ما قولك فيما هو منسوب إليك ؟
فقط إحمر وجهي بلون الدم تلك المرة .. لا أعرف خجل أم ماذا.
- لكن لماذا لم أتهم بالخطايا التي قمت بها ؟
• لأن كل واحد يحاسب بحسب الدين الذي إتبعه ...
تلك المرة الهلع الذي أصابني كان فائقا .. الفكرة كانت قاسية جدا علي.
- ماذا ؟ كل واحد يحاسب بحسب ماذا ؟
• سأجيبك على كل تساؤلاتك لكي تفهم و تعي موقفك ... انا لا أعاقب بشرا دون أن يفهموا أين أخطاوا.
أنت لا تعرف حدود قدرتي أو حكمتي .. انا أعلم منك بنفسك و بكل الإنسانية, لم أرد أن أرسل دينا واحدا بعينه لكل أمم الأرض عبر العصور.
رأيت بحكمتي اللامتناهية و ذكائي الغير محدود أن الأفضل أن أرسل لكل شعب دينا يناسبه و يناسب طبيعته .. أن أرسل لكل زمن نبيا أو رسولا يناسبه, أنا أعرف جيدا أن لكل عصر دين و عقيدة مناسبين.
و أنا أحاسب كل من إتبع دينا بحسب دينه ... معتقد واحد أساسي أحاسب عليه و هو الإيمان بوجودي و قدرتي, الولاء لي يهمني أولا و أخيرا ثم بعد ذلك اناقش معك كيف نفذت أحكام دينك و إلي أي حد نفذتها.
هذا هو العدل ... لا يمكن ان أرسل كل تلك الأديان ثم أختار واحدا منها فقط ليكون صحيحا.
ارسلت الكثير لتختر ما يناسبك و ليس لكي ترفضهم جميعا .. عاملتك برحمة و لكنك تجبرت و رفضت رحمتي, إحترمت حريتك و ارسلت لك إختيارات فما كان منك إلا أن لفظتها جميعا بكل وقاحة.
لو كنت مسيحيا لحاسبتك كمسيحي و لكنت أرسلتك لما كنت تتوقع دخوله ..
ربما مطهر بسيط لو كنت كاثوليكيا ... و لو لم تكن مؤمنا به لكنت الآن في الملكوت.
و لو كنت مسلما لحاسبتك بحسب إسلامك و كنت الآن في الجنة ..
صدقني .. إيمانك بي و باي دين كان سيعفيك من الكثير.
.......... الذهول يتملكني, راهنت كثيرا على التناقض بين الاديان و تخيلت أن لدى حجة لا تقاوم و ما من محكمة عادلة تستطيع أن تلومني.
التناقض بين الأديان يستخدمها ميزة لصالحه ... لا أستطيع ان أستخدمها.
أشعر بالضياع .. بالغباء اللامتناهي ... بحقارتي و كراهيتي لنفسي .. ما كان يجب أن أثق في نفسي إلي هذا الحد.
ما كان يجب أن أثق بنفسي إلي هذا الحد ..
- و لكن الأديان متناقضة في ذاتها .. و من يؤمن بالمسيحية لن يؤمن بمحمد و من يؤمن بالأديان الهندية لن يعرف شيئا عن الله في الأديان الأخرى.
ثم ان أتباعك تقاتلوا و تناطحوا سنينا و أراقوا الكثير من الدماء بسببك ..
• ليس أساسيا عندي تفاصيل العقائد بقدر ما كان يهمني الإيمان بي و الولاء و العبودية الكاملين لشخصي .. أما من تقاتل من أجلي فتلك محبة زائدة و إخلاص متزايد و إيمان و ولاء لا استطيع إلا أن أكافؤهم ..
يكفي أن تؤمن بوجود قوة عظمى فائقة و هي انا .. و سميني ما شئت بحسب ثقافتك. إخلص للتعاليم التي تصلك ببساطة بلا فحص متزايد أو كبرياء يبعدك. لو بحثك و تساؤلك جعلاك في النهاية متاكدا من دين معين أيا كان إعتبرتك مجاهدا اما أن تنكر وجودي ..
- لكنني حاولت مخلصا ... كنت شغلي الشاغل طوال حياتي و حتى بعد إلحادي كنت أفكر في وجودك, كنت مهتما و متساءلا و برغم إعتقادي بأنك لست موجودا لم أهمل الفكرة أبدا و كنت مستعدا لمناقشة أيا كان و لم يكن واحد فقط من أتباعك يستطيع أن يعارض منطقي.
بصوت جهوري قوي سمعته يتكلم :
• أنت لم تنكر وجودي لأنك لم تجدني ... كل تلك الآلاف المؤلفة آمنت في صمت, هناك من كان يصحو و ينام مسبحا بحمدي. هناك من ضحى بروحه من أجلي ... هناك من سخر وقته و مجهوده و ماله و كل ما يملك من أجل رضاي. أكل تلك التضحيات كانت هباء ؟
عبث ؟
كل هؤلاء كانوا أغبياء و أنت فقط الذكي ؟
كنت كسولا و لم ترد أن تعطيني أي شئ .. مع أنني انا من صنعتك.
كنت متكبرا و رفضت أن تتقبل فكرة أن هناك من هو اعظم منك و يملكك ..
كنت جاحدا متمردا نمرودا ... رفضتني روحك قبل أن يرفضني عقلك, أنت من أوحيت لنفسك أنني بلا وجود فقط لتحيا بلا رقيب أو حسيب.
هل أحببت الحرية ؟
كنت على إستعداد أن تصحو يوميا في ميعاد معين و تظل تعمل طوال النهار لكي تكسب قوت يومك ..
لم تكسر إشارة مرور أو تقاوم ضابط شرطة يستوقفك و يسأل عن هويتك.
لا وجود لإنسان حر .. تخضع في حياتك لالف قانون و حتمية.
تخضع لحتمية العمل لأجل العيش ..
تخضع لقوانين بشرية تتغير يوميا ..
بل تخضع لمعايير الناس في أي تجمع كي لا تفقد تقديرهم لك ..
ثم تكفر بي من اجل الحرية ؟
لو كنت إعتبرتني مديرك في العمل لكنت إحترمتني و قدرتني بافضل من ذلك ..
مجموعة نصابين و سارقين و جهلة يشرعون في البرلمان قوانين تلزمك و تخضع و بلا إقتناع منك.
هل كنت حرا وقتها ؟
مجرد ان تصدق وجودي و تترك نفسك تتعبد لي و على أي ملة كان مقيدا لك لتلك الدرجة ؟
ثقة كل هؤلاء الناس لم توح إليك بشئ ؟
معجزات و أنبياء و .. و ..
كل تلك الأشياء لم توح لك أن الله يجلس هناك و يرسل و لو واحد فقط من كل هؤلاء ؟
لا تقل لي حاولت مخلصا .. لا تخبرني عن بحثك و تعبك.
لم تكتف بإنكاري بل حاولت تشكيك الناس ليطمئن قلبك .. كنت تهوى أن ترى الشك في عيونهم ليقوى قلبك, تصطاد الضعفاء و البسطاء لكي تغتر بقوتك و تؤكد لذاتك أنني عدم.
تمردت في قلبك .. روحك رفضتني, لقد مسك الشيطان منذ ان ولدت و ترك فيك شيئا من روحه.
ربما لا يكون هذا ذنبك و لكنك تبعته في النهاية ...
على العموم كنت حرا .. و إرادتك الحرة هي من إختارت و قلبك إختار قبل عقلك لذا إستحققت العقاب الأبدي.
عدلي اللامتناهي يطالب بعقوبتك ... الرحمة بداخلي تسكت الآن فلقد إستنفذت كل سبلك على الأرض.
لقد آن أوان عقاب روحك على جحد سيدك أيها العاصي .. أنا لست ناقما على عقلك فلقد وظفته لخدمتك.
........... ثم أحسست به يقترب ثم يقرب وجهه و يقول لي :
• ربما تظن انك تحيا كابوسا أو مازال عقلك يصر على أنني عدم و ان وجودي غير منطقي .. ألم تتأكد من وجودي بعد ؟
.......... رفعت راسي المنكسر لأرى وجهه, إبتسامة ساخرة صغيرة تعلوه, القسوة لها أثر واضح على وجهه .. هل هي قسوة العدالة ؟
ثم بكل يأس و إحباط رفعت رأسي :
- أما من سبيل لرحمة ؟ ألا أستطيع أن أفعل شيئا ...
• إركع ...
... ركعت
• سبح بحمدي قليلا و قل لي كم انا عادل و رحيم و محب للبشر ...
... رحت أردد بعض المزامير و الآيات القرآنية, بصوت مرتعش و نفس منكسرة و فؤاد محطم.
لم اشعر بهزيمة مرة و ثقيلة مثل الآن ..
أشعر أنني أستحق فعلا العقوبة و ان روحي متمردة و عنيدة .. و تستحق أن تحرق بالنار.
دموعي تنهمر و أنا أتكلم .. أسبح بحمده مخلصا.
شعوري بحضوره ثقيل و طاغي ..
مجرد وجوده يشعرني بالضآلة بجانب قوته اللامتناهية, بالإحتقار لنفسي بسبب رحمته التي دائما ما لازمتني ... ربما لا أستطيع أن الومه في النهاية.
إحساس كامل بالضياع .. بالندم بعد فوات الأوان ... القهر لأنني رفضت الفريق الرابح.
أو بالأحرى الفرق الرابحة ..
....... و في النهاية.
• أحكم على نفسك و سارضى بحكمك ..
... ترددت, ربما لو قلت له انني أستحق العقاب في النار و لكنني أطمع في رحمته. لا أستطيع ان أنكر إستحقاقي للعقاب على أي حال.
- أستحق العقاب و أطمع في رحمتك يا سيدي و ربي.
• و قد حكمت على نفسك .. أمرنا نحن الله مالك كل الاحياء و كل ما هو موجود بحبسك في جهنم بحيرة الكبريت و النار مخلدا إلي أبد الآبدين.
.... آآآآه لقد نطق الحكم, القاسي المتجبر .. أما من رحمة.
رحت أتوسل و أبكي و أستعطفه .. رايت الكائنان النورانيان ياتيان ليأخذاني.
- الرحمة .. استحلفك بذاتك يا الله, اما من سبيل ألا يمكن أن أحصل على فرصة أخرى, فقط إعطني اي فرصة و عاقبني إن خذلتك بعدها بما تريد .. أرجوك يا الله أن ترحمني.
لم أقصد .................
كنت حسن النية صدقني ..........
كنت مؤمنا بك في دخيلة قلبي و لكنني كنت أتمنى أن أراك .........
.. شعرت بوجهه يتجمد و يفقد أي رد فعل أو مشاعر.
كل هذا أستعطفه و لا يرحم ...
ألا يمكن أن يعطيني فرصة أخيرة قبل أن يرميني في نار أبدية ...
حاولت أن أتمالك نفسي .. لم أكن أريد أن انهار الآن.
أريد أن اعدم بكرامة .. كفاني بكاء و إستعطاف ماداموا بلا جدوى.
مشيت معهم ...
لم يتكلم أيا منهم بكلمة.
كائن نوراني آخر يفتح بابا ضخما ...
حرارة هائلة أشعر بها من بعيد و لفح النار يلسع ..
شجاعتي طارت و تماسكي تلاشى في لمح البصر ..
رحت أصرخ و أستنجد ...
قاومتهم بكل قواي ..
ثم في النهاية ..
قذفوني بكل قوة لأجد نفسي أسقط في بحيرة النار .. جهنم.
يتبع ..
|
|
04-09-2006, 01:15 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
عدلي
Banned
المشاركات: 1,221
الانضمام: Jan 2006
|
هل تخاف من الله ؟ ... مواجهة الله خوف الملحد و الديني !!
اهلا Beautiful Mind
اولا انا مش فاهم ولا كلمة من موضوعك واول مرة تكتب موضوع مش واضح انا افتكرتك بتكتب مذكراتك :lol:
يا ريت بالنهاية تكتب خلاصة الموضوع او نرد على اسم الموضوع لانه اوضح بكثير من موضوعه
تحياتي
|
|
04-09-2006, 01:31 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
عدلي
Banned
المشاركات: 1,221
الانضمام: Jan 2006
|
هل تخاف من الله ؟ ... مواجهة الله خوف الملحد و الديني !!
بحب اكون الاول دائما واكون انا المفتتح :lol:
|
|
04-09-2006, 02:04 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
هل تخاف من الله ؟ ... مواجهة الله خوف الملحد و الديني !!
ألممممممممممممم ...
ألام فظيعة أشعر به ..
ألم يملأ كل كياني ...
جسدي يحترق بنار آكلة ...
ألم لا يحتمل ..
ألم رهيب ..
ألن أفنى ؟
ألام لا تحتمل ..
جسدي كله يحترق و الألم لا ينتهي ..
و لا أي ألم شعرت به في حياتي يوازي واحد على مليون من هذة الآلام..
العذاب ليس جسديا فقط ..
كل ألم و مرارة و حزن عرفتها الإنسانية.
كل وجع و ألم ...
أما من نهاية ..
أما من نهاية ..
بكائي فرغ ...
أنيني نفذ مني ..
توسلاتي لم يسمعها احد ..
و الألم يتزايد و يتزايد ...
ألم أصل للذروة بعد ؟
ألا توجد ذروة لهذا الألم ..
ألا توجد رحمة أبدا ..
أما من نهاية ..
لا أستطيع ان أفكر في أي شئ ..
فقط مشاعر و أحاسيس بآلام لا تطاق ..
لا أقوى على الشعور بأي شئ و لا حتى الندم ..
لا أستطيع أن أفكر في أي شئ ..
و لا حتى الندم ...
فقط الألم و الوجع ..
ثم المزيد منهما ..
جهنم .. أسوأ مكان في الكون.
لحظة في جهنم تساوي قرون و أنا خالد فيها بلا نهاية.
ثم بدا الألم يتناقص ..
و ..
إختفت النار ..
و كأنها الجنة ..
مجرد إختفاء كل هذا الألم كان كأنني في الجنة ..
و حين إختفت النار و للحظة واحدة شاهدت ..
آلاف مؤلفة ... ملايين الملايين .. من الناس تلتقط انفاسها.
مشاعر الالم كانت تلهيني عن رؤية كل هؤلاء من حولي ..
كل هؤلاء الناس ..
ثم لم أجد فرصة لأتساءل أين ذهبت نيران الألم, لأن هذا التوقف ظل للحظة فقط.
ثم عاد مرة أخرى و ..
ذات الألم مرة أخرى ..
و المزيد منه ..
و كلما بدات أشعر ببعض الإعتياد عليه ..
توقف للحظة ثم يعود كما كان ..
هذا الحال لا يتوقف أبدا ..
فقط للحظة و لكي لا نعتاد الألم و بالتالي نفقد إحساسنا به ..
كنت أصرخ دائما و لكنني صرخت حين قطعوا الألم ذات مرة .. لماذا ؟
سمعت أحدهم يجيبني : لكي لا نعتاد الألم ... يعرفون أننا نعتاده.
كان شخصا عاديا مزقه الألم و كسره ..
و لكن لاحظت أنه لم يكن يتألم مثلي ..
وجدته يسبح نحوي ..
ظننت أن الألم يشل كل شئ ..
التفكير و المشاعر و الحركة ..
= لا .. هذا يعني أنك جديد هنا, ستعتاد الألم كما ستعتاد كل شئ آخر.
تلك فقط محاولاتهم لكي لا ننسى الألم.
فقط تحرر من الإحساس بالألم ..
ركز في أن تعتاده لكي تقوى على الحياة هنا.
..... كان الكلام نظريا جدا.
بالكاد كنت أسمع ما يقوله ..
و فهمته لأنه كرره كثيرا ..
النقطة التي لصالحي هنا هي أن الوقت معي ..
مادمنا خالدين هنا إذن فما لم نستطيعه الآن سنستطيعه غدا.
الوقت يمر هنا بلا حساب .. لقد نسيته منذ أن تركت الحياة.
و في النهاية لم أعد أتألم لتلك الدرجة ..
كنت أقوى على التفكير و الشعور و الحركة الآن ..
لا أعرف كم إستغرقت من وقت لأفعل ذلك و لكن ما اهمية الوقت ..
جهنم .. أسوأ مخاوف الإنسان.
أسوأ .. أسوأ مخاوف الإنسان على الإطلاق.
عقاب الله الذي طويلا ما ملأ به نفوسنا بالرعب ..
لا يوجد ما لا تعتاده الكائنات الحية ..
تكيفنا كلنا ..
بعد فترة أعلنوا إكتمال أعداد أهل النار و إكتمال أعداد كل الإنسانية ..
لقد إنتهت كل المحاكمات ..
و أغلقوا الباب ..
للمرة الأخيرة.
لا يمكن لملاك ان يدخل هنا الآن ..
و لا حتى الله شخصيا بكل جبروته ..
كل تلك الملايين من الناس لو شاهدته الآن لاكلته حيا ..
كل هذة الآلام علمت القساوة من لم يكن قد تعلمها بعد ..
قساوة بحجم الألم ..
لم نكن نجوع هنا او نمرض لاننا خالدين ...
و لكن ما ذقناه من ألم لم يكن يساوي ما فعلناه ..
ليس كل تلك الملايين كانوا ملحدين هناك من ترك للنار لأنه سرق رغيف خبز ..
و الحقير كان يحدثني عن الروح المتمردة ..
هناك سيدة عجوز تركت للنار لأنها جدفت ..
سبت الله لأن أبناؤها الأربعة قتلوا بطرق مختلفة في وقت واحد.
كانت تحبهم و لم تحتمل فراقهم كلهم .. و هو لم يرحمها.
اسوأ النماذج التي تعرفت عليها هي هؤلاء الذي إنتحروا بسبب معاناة نفسية في حياتهم العادية ..
سمعت قصص حزينة جدا .. الكثير من المعاناة ثم لم يجدوا أي منفذ غير الإنتحار.
قطعت عنهم الشفقة في الدنيا و الآخرة ..
و الكثير الكثير ..
ثم حديثه عن الرحمة و العدل ..
حين كنت على الأرض كنت اتخيل تلك المحاكمة كثيرا و كنت اتخيل كيف سادافع عن نفسي دفاعا يفحمه.
و لكنني أهملت ضربه تحت الحزام ..
لقد أثر علي بشخصيته الطاغية و عقله الجهنمي ..
حتى جعلني أقر بإستحقاقي العقوبة ..
و الشيطان مسني ..
سألت العجوز الذي علمني كيف أعتاد الألم :
- هل هناك شيطان حقا أم أن الموضوع كله خدعه ؟
= القصة أصلها حقيقي ...
كان ملاكا يافعا و قويا و محبا للحياة ... حاول أن يقاومه و يستقل عنه.
حسبما أخبرنا لم يكن يطمح في سلطان بل في الإستقلال عن الله .. فما كان من الله إلا أن حاربه و غلبه هو و كل من إتبعه و رماهم هنا.
- هنا .. أين ؟
= ألم تتعرف عليهم بعد ؟ هذا التجمهر هناك يحيط به .. هو دائما يخطب في الناس.
نظرت فوجدته هناك .. لم أراه و لكنني رأيت مكانه.
سبحت حتى وصلت ..
لم أستطع أن أراه و لكن صوته كان جهوريا و واضحا.
+ الله ليس بهذة القوة .. لا وجود لكائن حي لديه أي قدرات لامتناهية.
مجرد كونه لامتناهي بأي مقياس لا يجعله هذا ماديا .. سيجعله هذا الكون بذاته.
و الله ليس الكون ... هو شخص مادي.
نعم هو فائق الذكاء و القوة و لكنه ليس بلا نهاية أو لامتناهي القوة ..
لا وجود لهكذا كائن ..
صاحت الجماهير : هل صارعته بنفسك ؟
هل قاومته فعلا ؟
لماذا لم يتخلص منك نهائيا ؟
سطانائيل : هو لا يستطيع أن يعدم احد لأنه لم يخلق أيا منا من عدم.
لقد صنعنا كلنا و لكنه لم يخلقنا من عدم ..
انا تاكدت من ذلك بنفسي ..
لم يستطع أي ملاك منازلتي و التغلب علي فإضطر أن يصرعني بنفسه ..
و لكنني جرحته جرحا كبيرا ..
هو أقوى من كل واحد منا بمفرده و لكنه ليس أقوى مننا مجتمعين ..
حتى هو لم ينشا من عدم ..
لقد تطور نوعه عن كائنات بدائية ...
ليس أرستقراطيا و لا منيعا ..
يحب أن يخفي ماضيه لكي يضفي غموضا على نفسه ..
مجرد أن نعرف أنه كان شخصا عاديا يكسر الهالة التي صنعها لنفسه ..
لماذا لا نعرف أي شئ عن ماضيه ؟
لم يقل أنه نشا من عدم و لم يقل كيف كان قبل أن يكون الله ...
المادة هي الأصل و هي من نشا منها كل نوعه.
انا دخلت قدس أقداسه و سر أسراره و عرفت ..
و أعطتني المعرفة قوة ..
لو ساعدتموني سنهزمه ..
نحن الآن في جهنم ...
أقصى عقوبة ..
لقد واجهنا أقصى مخاوفنا و ليس لديه ما هو أكثر ...
لو إتحدنا و قاومناه سنكسره و نتخلص من ظلمه و عذاباته ..
............ كان مربوطا بالسلاسل و كل ما كان يريده هو أن نعاونه ليتخلص منها.
لم تكن الملائكة تدخل هنا و لا الله نفسه ..
على أي حال كنا في جهنم و ليس هناك ما هو أسوأ.
ربما لو إستطاع أن يعدم وجودنا لتخلصنا من كل هذا الألم و المذلة.
لا أعرف كم أخذنا من وقت و لكن الكل تعاون لفك قيده ..
ثم راح يتكلم عن حفر نفق لنخرج جميعا ..
كان يعرف المكان جيدا ..
أخبرنا أنه يجلس عادة في ملكوت المسيحيين ..
ربما لو حفرنا نفقا لجنة المسلمين لإستطعنا أن نخرج بعد ألف عام ..
لا مشاكل .. كل مواعيدي ألغيت منذ ان صدمتني السيارة اللعينة.
الخيارات ليست كثيرة ..
يتبع ..
|
|
04-09-2006, 02:47 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
يجعله عامر
عضو رائد
المشاركات: 2,372
الانضمام: Jun 2007
|
هل تخاف من الله ؟ ... مواجهة الله خوف الملحد و الديني !!
|
|
01-02-2009, 04:08 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}