المســـخـرة
أمس كان يوم مسخرة للسلطة في لبنان، ولم يكن أحد يعتقد أن التصريحات التي صدرت ستصدر عن مسؤولين في الدولة، ومهما كان الخلاف فليس مسموحاً عدم احترام المقامات وضرب هيبة الحكم ورئاسة الجمهورية والحكومة وكل الأصول.
وقف رئيس الجمهورية في الخرطوم مع المقاومة ودفع الثمن في بيروت، انتظره الوزراء في جلسة الحكومة وكانت مسرحية محضّرة، وهل أصبحت رئاسة الجمهورية بهذه الخفة كي يقوم الوزراء بمحاولة الإهانة بهذا الشكل؟
لبنان يعيش مشكلة كبيرة، والرئيس لحود دافع عن نفسه، ولكن إذا كان اعتقد الوزراء أنهم وجهوا الإهانة الى رئيس الجمهورية، فإن كل شيء قد سقط أمس، فالحكومة سقطت، والوزراء سقطوا، ولم يعد هناك من حكم وحكومة في لبنان، والجميع غابوا عن الحكمة امس.
كيف يتحدثون عن مؤتمر بيروت ـ1 لدعم لبنان والتصرفات بهذه الخفة المستمرة؟
كيف يتحدثون عن وحدة لبنان والدفاع عن أرضه، ولا نفهم كل يوم ما هو موقف الأكثرية من المقاومة؟
مهزلة، مسخرة، سقطت الأقنعة وسقط كل شيء، ولم يعد هنالك من قيمة لا للحكم ولا للحكومة في البلاد، ولبنان دخل في المأزق الأكبر.
يبقى ان ما قاله الرئيس بري للرئيس السنيورة كان هاماً، فقد قال له ما يجب قوله، كما أن المشكلة داخل مجلس الوزراء قال فيها رئيس الجمهورية ما يجب ان يقوله، وقالت الأكثرية رأيها، ولكن لنعترف جميعاً أن الجمهورية الثانية سقطت أمس، ولم يبقَ فوق رأس احد سقف، ودخلنا في فوضى خطيرة.
ورغم ان هناك اتصالات عربية ومبادرات، فلم يعد ينفع شيء.
الشعب اللبناني ينظر بمرارة كبيرة الى ما يحصل، ويسأل هل مستقبل لبنان مضمون، وهل هناك ضمانة في ظل هذا التصرف؟
الانفجار السياسي الذي حصل امس وبلغ ذروته مع قيام الاغلبية الحكومية بالهجوم على رئيس الجمهورية قبل ان تعقد جلسة مجلس الوزراء بشكل رسمي ارخى بظلاله الثقيلة على المسار المستقبلي للوضع السياسي بكامله حيث انقسمت السلطة بوضوح بين منطقين تصادما في القمة العربية وحضرا بشكل قوي في كلمة الرئيس نبيه بري في مجلس النواب بتأكيده ان المقاومة باقية ولم تعد على طاولة الحوار والتحذير الصارم الذي وجهه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى كل من يحاول نزع سلاح المقاومة قائلا «من يريد نزع سلاحها بالقوة سنقطع يده ورأسه وسنسحب روحه».
وبدا واضحا امس ان ما احدثته «خطيئة» الخرطوم لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة كان من الصعب احتواؤها نظرا لتكرار رئيس الحكومة موقفه الملتبس حول المقاومة في كلمته امام جلسة الاسئلة والاجوبة لمجلس النواب حيث بدت كلمته ملتبسة بدل ان يصحح الالتباس الذي احدثه موقفه في قمة الخرطوم.
وبدا واضحا ايضا ان التراجع الذي اصاب فريق 14 شباط بسبب موقف الرئيس السنيورة في القمة العربية وعدم اخذ الزعماء العرب به قد زاد من حدته الهجوم القوي الذي بادرت الفريق الشيعي ان من خلال كلمة السيد حسن نصرالله في مؤتمر دعم المقاومة او من خلال الرد الحازم للرئيس بري على رد الرئيس السنيورة في مجلس النواب وهو ما جعل الصورة لغير مصلحة فريق الاغلبية، الذين حاولوا التعويض في جلسة مجلس الوزراء من خلال الهجوم على رئيس الجمهورية وفرط الجلسة. بما يعني ذلك التلويح بالقدرة على تعطيل عمل الدولة وبالتالي وقف الزحف السياسي المقابل ورد الاعتبار لموقعهم وتوجيه بوصلة الاحداث في اتجاه آخر.
الا ان هذا السيناريو الذي بدا انه درس باتقان يريد له فريق 14 شباط ان يكون محصوراً فقط في جلسة الامس وهو ما حرص الاعلان عنه الرئيس السنيورة الذي جرى تحييده عمداً عن المعركة كي لا يصبح ثمن المواجهة تطيير الحكومة فيما بعد.
واذ اصرت مصادر وزارية خارج تجمع 14 شباط على التأكيد ان المسرحية التي جرى تنفيذها خارج الاصول وامام كاميرات الاعلام بانها تهدف الى تغطية فشل الرئيس السنيورة في الخرطوم بموضوع شطب اسم المقاومة من بيان القمة العربية. وبالتالي نقل الصورة الى مكان آخر. فان المصادر اكدت ان الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء سيترأسها رئيس الجمهورية مهما حصل.
وقد تكثفت الاتصالات بعد انفجار مجلس الوزراء مساء امس للملمة الوضع قبل معاودة الحوار واجرى الرئيس بري بشكل خاص سلسلة اجتماعات واتصالات للملمة الموقف، واجتمع في عين التينة مع عدد من الوزراء كما اجرى اتصالات بالامين العام للجامعة العربية عمرو موسى: وقالت مصادر مطلعة ان رئيس المجلس سيواصل هذه الاتصالات لاستكمال لملمة الوضع قبل جلسة الحوار يوم الاثنين المقبل.
ولا يستبعد ان تتحرك الجهود العربية من جديد لاستيعاب الموقف. وقالت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت لـ«الديار» ان سقف المرحلة في لبنان معروف وهو ضرورة حصول تعايش بين رئيس الجمهورية والحكومة خصوصا ان لا تغيير في وقت قريب لا على مستوى رئاسة الجمهورية ولا على مستوى الحكومة.
وفي هذا السياق استقبل الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة مساء امس رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري.
ماذا حصل في مجلس النواب؟
ففي مجلس النواب تميزت جلسة الاسئلة والاجوبة بالرد الحازم للرئيس بري على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خصوصا ان رد الاخير على بعض النواب اظهر ان ما حصل في قمة الخرطوم ليست زلة لسان بل معادلة جديدة يحاول فريق الاكثرية فرضها على الساحة، فبدل التراجع عن ما حصل شكلت مداخلة الرئيس السنيورة لتوضيح ما جرى تأكيداً اخر على تكرار الموقف الذي اتخذه في القمة.
وإزاء هذا الاصرار من رئيس الحكومة على موقفه من تجاوز البيان الوزاري كان للرئيس بري رد حازم وحاسم بوصف ما جرى في العاصمة السودانية بأنه وصل الى درجة الخطيئة مذكرا الرئيس السنيورة بأنه كان عليه ان يكون في الوفد اللبناني الواحد. رافضا صيغة الوفدين التي كان انتقدها سابقا يوم رحلة نيويورك.
وحسم الرئيس بري الموقف مؤكدا ما كان قاله في مؤتمر صحفي بعد جلسة الحوار التي اقرت الاجماع على لبنانية مزارع شبعا بان «المقاومة باقية، باقية، باقية» وقال «ان موضوع المقاومة لم يبق على طاولة الحوار، وما بقي هو سلاح المقاومة ضمن خطة دفاعية لاجل حماية لبنان بالاشتراك مع كل اللبنانيين». ثم كرر «ان موضوع المقاومة ليس موضع نقاش على الاطلاق على طاولة الحوار».
وتوجه الى رئيس الحكومة فذكره بانه يحكم بموجب بيان وزاري قائلا له «انك وحدك لا تملك الحق في ان تغيره ولا ايضا مجلس الوزراء له الحق بذلك الا عندما يرجع ويتقدم امام المجلس النيابي. هذا الرد للرئيس بري جاء بعد ان كان اعطى الكلام للنائب علي حسن خليل لاضافة سؤال شفهي على جدول الاعمال الى الرئيس السنيورة لتوضيح ما حصل في الخرطوم.
لكن مداخلة رئيس الحكومة بقيت ملتبسة حول موضوع المقاومة فكان ان استهل كلامه مذكرا بمواقفه التي عبر فيها عن اهمية المقاومة ودورها في تحقيق التحرير وكونها ممثلة في المجلس النيابي والحكومة» عاد ليكرر القول حول عدم استباق نتائج الحوار، معللا طلب تعديل البند المتعلق بالمقاومة في القمة العربية بأنه للحفاظ على «وحدة الصف وعلى المقاومة وعلى عدم استباق نتائج الحوار».
وقال «اعود واكرر حرصي على تثبيت حق لبنان في المقاومة وهذا حق اللبنانيين جميعا وليس حصريا لمجموعة على باقي اللبنانيين وهو واجب للدولة في ان تدافع هي عن لبنان». وتحدث ايضا عن وجوب «عدم القفز على نتائج الحوار وعدم استباق الامور» موحيا ان موضوع المقاومة لم يحسم بعد.
وبعد مداخلة الرئيس السنيورة حاول النائب علي عمار الرد عليه لكن الرئيس بري لم يعطه الكلام، ثم رد هو على رئيس الحكومة بمداخلته الحاسمة قبل ان يرفع الجلسة بعد ان حاول الرئيس السنيورة اخذ الكلام مرة اخرى ثم خرج من المجلس من دون الادلاء بأي تصريح.
وقد حظيت مداخلة الرئيس بري باهتمام بالغ من قبل الكتل النيابية والنواب، وشهدت القاعة العامة واروقة المجلس مداولات تركزت حول مسار الامور بعد التطورات المتلاحقة لا سيما على صعيد الوضع الحكومي ومصير ومسار الحوار.
مصادر السنيورة
وقد ابدت مصادر قريبة من الرئيس السنيورة مساء امس استياءها من رد الرئيس بري في مجلس النواب وقالت ان الطريقة التي تحدث بها خارجة عن الاعراف والاصول في التخاطب مع السلطات. اضافت ان من يدير الجلسات لا يحق له الخروج عن ادارة السلطات واعطاء دروس في الوطنية».
وسألت هذه المصادر «عن فائدة الاتصالات بعد كل هذا الذي جرى».
... ماذا جرى في مجلس الوزراء؟
اما في مجلس الوزراء فان المشهد كان اكثر سخونة مما حصل في مجلس النواب، عندما حاول فريق الاكثرية تنفيذ سيناريو معد سلفا لتطيير الجلسة، من خلال طلب الوزير مروان حماده الكلام خلال وجود المصورين داخل القاعة. مما استدعى ردا من رئيس الجمهورية فساد هرج ومرج لثلاث دقائق قبل ان يخرج وزراء الاكثرية من القاعة وبالتالي تطيير الجلسة.
وفي التفاصيل انه بعد وصول الرئيسين لحود والسنيورة والوزراء جرى استدعاء المصورين، وما ان بدأت عملية تصوير الحضور حتى وقف الوزير مروان حماده طالبا الكلام بالنظام فرد عليه الرئيس لحود قائلا: «لا يمكن الكلام بالنظام انتظر حتى خروج المصورين لان الكلام لا يكون امام الكاميرات، اقعد واسكت فنحن كأننا في مسرحية».
وهنا انتفض الوزير حماده ليقول: «انسجاما مع قرار الاكثرية الوزارية اعلن مقاطعتي للجلسة التي ترأسها وتحضرها...».
فرد الرئيس لحود قائلا: «على مهلك الجلسة لم تبدأ بعد لتتحدث». لكن الوزير حماده وامام الكاميرات بقي مسترسلا بكلامه وهنا تدخل وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت طالبا الكلام فنظر اليه رئيس الجمهورية متسائلا: «هل هذا سيناريو تمثيلي وتابع بلهجة مرتفعة واصفا الاكثرية بانها اكثرية ممثلين».
فرد الوزير فتفت بطريقة تهكمية قائلا: «عادل امام سمى من هو الذي يمثل في لبنان. فرد عليه رئيس الجمهورية انت يا فتفت تتهجم علي وانت تحاول ان تخرب لبنان لكن انا رح فتفتك فرد وزير الداخلية انت من فتفت لبنان»
وهنا تحولت الجلسة الى هرج ومرج وانسحب وزراء الاكثرية معا من القاعة كما غادر رئيس الجمهورية بينما بقي في القاعة رئيس الحكومة ووزراء حركتي امل وحزب الله ويعقوب الصراف الذين حاولوا مع الرئيس السنيورة تهدئة الوضع.
واذ بدا الرئيس لحود منفعلا جدا لدى مغادرته الجلسة اعلن ان فريق الاكثرية تهجم عليه ووجه اليه الشتائم وهو وصف الاكثرية بانها وهمية وانهم لم يعودوا يريدون الحقيقة بل رأس المقاومة ووضع اليد على لبنان، لافتا الى ان ما وجهه لفتفت هو تشبيه سياسي.
بدوره الرئيس السنيورة شرح موقفه معتبراً ان المقاومة ليست حقا حصريا بمجموعة بل حق للشعب اللبناني وعلى الدولة اللبنانية واجب حماية لبنان.
وكما قاد الوزير حماده الهجوم بالداخل تابعه في الخارج رافضا عودة عقارب الساعة الى الوراء. واصفا ما حدث بانه رسالة حقيقية لرئيس الجمهورية ولدمشق واننا لن نقبل اعادة عقارب الساعة الى الوراء الى الهيمنة والتسلط والنظام المخابراتي. نحن ندافع عن المقاومة ولا احد يزايد علينا خصوصا من تاجر بالمقاومة ومؤكدا ان الحكومة باقية باقية باقية.
واعلن الوزير فتفت لدى مغادرته ان رئيس الجمهورية قد هدده واشارت معلومات الى انه سارع الى الاتصال برئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس لابلاغه انه تعرض للتهديد من الرئيس لحود.
كما قرر رفع دعوى ضد الرئيس لحود واوكل الى وزيرالصناعة بيار الجميل التوكل عنه في هذه الدعوى. واسفت مصادر بعبدا لهذا الفصل الجديد من فصول التمثيلية التي شارك في تقديمها في مجلس الوزراء ظنا منه ان قاعة مجلس الوزراء مسرح لتفجير المواهب.
اما وزير حزب الله محمد فنيش فقال لدى خروجه من جلسة مجلس الوزراء: «لم افهم الاسباب التي ادت الى اتخاذ هدا الموقف التصعيدي».
اما الوزير طراد حماده «ان التطرف غير مقبول ولا يمكن ان يدار البلد بهذه الطريقة».
وعن مصير الحكومة قال «الحكومة مصيرها بأن تعود للاجتماع في اقرب فرصة ممكنة». وقال ردا على سؤال اخر «لا يعتقد احد انه بالامكان ان تدار البلد على طريقة الضيعة والادارة المدنية».
مكتب رئاسة الجمهورية
وليل أمس صدر عن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية بيان وصف ما حصل بالفصل الجديد من فصول المؤامرة، وبأن وزراء الاكثرية الموقتة عطلوا جلسة مجلس الوزراء في محاولة لافتعال مشكلة ازمة سياسية تنقل اهتمام الرأي العام من التداعيات السلبية التي خلفتها مواقف رئيس الحكومة من القمة العربية في الخرطوم.
وأسف البيان لأن يتحول وزراء الأكثرية الموقتة الى عاملين لضرب هيبة المؤسسات الدستورية وتحجيمها وتعطيل عملها، وامل من ان يكون ما حصل درساً يتعلم منه الجميع ليضعوا نصب اعينهم مصلحة لبنان، لا مصالحهم الذاتية.
بري يعلق على ما حصل في مجلس الوزراء
واكد الرئيس بري لتلفزيون لبنان مساء امس ردا على سؤال عما حصل في مجلس الوزراء «بأنه صدم بما سمع ويستغرب ان تصل الامور الى هذا الحد».
وعن الخطوة المطلوبة الآن قال: المهم لملمة الوضع.
وسئل ما اذا كان صاحب المبادرة الحوارية خائفاً على الحوار؟ فأجاب الرئيس بري: الحوار ماشي ومن الآن حتى يوم الاثنين المهم ان نلملم الوضع وفي هذا مصلحة عليا للبلد.
وجوابا على سؤال عما اذا كان موقف بعض الوزراء في جلسة مجلس الوزراء رداً على ما حصل في الخرطوم وما حصل في المجلس النيابي، اجاب الرئيس بري: عجيب هذا الربط، كان على الرئيس السنيورة الاعتراف بالخطأ، وبالنسبة لي لقد عالجت الامر في المجلس النيابي، وقلت ما قلته بوضوح، لا بل رفعت الجلسة بعدما منعت الوزير صلوخ والنائبين محمد رعد وعلي عمار من الرد على الرئيس السنيورة.
ورداً على سؤال قال: ما حصل في المجلس النيابي كان لملمة لما حصل في الخرطوم، والمهم الان لملمة ما حصل في مجلس الوزراء.
وقيل للرئيس بري: هناك تحركات في الخارج قد يكون لها علاقة بالحوار، فالرئيس المصري حسني مبارك تحادث مع النائب سعد الحريري، والرئيس الفرنسي جاك شيراك تحادث مع وزير الخارجية السعودية وغداً يلتقي وزيرة الخارجية الاميركية، فأجاب الرئيس بري: كل هذه المحادثات قد تتناول الوضع اللبناني لكن الحوار غير مرتبط بنتائجها فأنا مثلا اتصلت بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مهنئا اياه بتجديد ولايته ومتمنيا له التوفيق ولا علاقة للحوار اللبناني بذلك».
نصرالله يرد بقوة
واكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مؤتمر دعم المقاومة «ان لا احد في لبنان يستطيع ان يناقش في جدوى المقاومة وقال «من يريد نزع سلاحها بالقوة سنقطع يده ورأسه وسنسحب روحه».
وقال نصرالله في كلمته: «... لا يستطيع احد في لبنان او خارج لبنان ان يعاقب المقاومة على انجازاتها ومن يريد ان ينزع سلاح المقاومة بالقوة سنقطع يده ورأسه وننزع روحه. اما اللين فقلنا نحن جاهزون للحوار تفضلوا لنتناقش في الخيارات الكبرى والخيارات الاستراتيجية، حيث نريد ان نحمي بلدنا وشعبنا ونحافظ على سيادتنا وكرامتنا». اضاف ان «الدولة في لبنان لم تتحمّل مسؤولياتها يوما في مواجهة الصراع العربي - الاسرائيلي وفي الدفاع عن لبنان او جنوبه او تحرير حبة من ارض لبنان او اسير من المعتقلين». وقال «لذلك نحن جاهزون للحوار تحت عنوان وضع استراتيجية دفاع وطني وموضوع المقاومة يناقش في هذا الاطار»، مؤكدا ان المشروع الاميركي - الدولي في لبنان وصل في هذه الايام الى طريق مسدود».
وكشف نصرالله ان حزب الله تلقى عرضا عام الفين يقضي بأن يشطب اسمه من لائحة الارهاب وان تفتح امامه ابواب السلطة وان تعاد الارض المحتلة في مزارع شبعا دون ان يطلب تثبيت لبنانيتها مقابل التخلي عن المقاومة والقاء السلاح».
وضمان نصرالله ان لا احد يستطيع ان يمس مقاومة تملك هذه المصداقية وهذه القوة، وكرر التزامه بقضية الاسرى والمعتقلين، معرباً عن امله ان يتحقق انجاز كبير على مستوى الأسرى والمعتقلين هذا العام».
كتلة الوفاء في بعبدا
وفي هذا السياق زار وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد امس رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ونقل الوفد للرئيس لحود تحيات الامين العام للحزب وشكره على الموقف الذي اتخذه خلال القمة العربية لدعم المقاومة. واشار رعد الى ان هذا الموقف عبّر فيه رئيس الجمهورية عن موقف اللبنانيين جميعاً والتفافهم حول المقاومة وتأكيد حقها في تحرير ارضها التي لا تزال محتلة من قبل العدو الاسرائيلي.
جنبلاط يهاجم سوريا وحزب الله
اما النائب وليد جنبلاط فوصف في مقابلة مع الزميل مارسيل غانم على محطة «ال. بي. سي» مساء امس ما حصل في مجلس الوزراء بأنه تغيير في طبيعة الخلاف الذي لم يحل بعد على طاولة الحوار وقال «حسنا فعل السنيورة في الخرطوم وكان له موقف واضح وحسنا فعل انه لم يكن في الصف الثاني».
واتهم جنبلاط الرئيس لحود بأنه كان فاقداً اعصابه بعد جلسة مجلس الوزراء واصفا اياه بـ«الثور الهائج كما في اسبانيا».
وقال جنبلاط اما ان تقرر السلطة ضمن الطائف وبالتالي حصرية حمل السلاح للجيش اللبناني. واما ان نكون امام الامن بالتراضي.
وعن كلام السيد حسن نصرالله امس بأن من يريد نزع سلاح المقاومة سنقطع يده قال «لماذا يهدد السيد حسن نصرالله، ولماذا يذكرنا بأنه يريد استخدام السلاح في الداخل؟ نحن قلنا علينا التوافق حول السلاح وللتوافق على السلاح علينا ان نتوافق حول سيادة مزارع شبعا. اضاف: نريد الاعتراف من الحكم السوري على مزارع شبعا وهنا الخلاف وهنا هاجم جنبلاط العميد امين حطيط ومقالاته في جريدة «الديار».
وقال جنبلاط ان المنظومة الدفاعية لن تكون خارج اطار الدولة ولا يمكن ابقاء جيوب امنية خارج سلطة الدولة. اضاف: لا نستطيع ان نبني دولة ونعمل مقاومة في نفس الوقت. اضاف «نحن لم نقل اننا نريد نزع سلاح المقاومة بالقوة لكن يجب ان تكون منظومة دفاعية ضمن الجيش اللبناني». وقال «حتى الآن سيادتنا غير موجودة على مزارع شبعا ولذلك لا داعي للمقاومة وعندما يوافق النظام السوري على تثبيت مزارع شبعا نبحث مع السيد حسن نصرالله على كيفية تحرير هذه المزارع».
واتهم جنبلاط حزب الله بأنه امتداد للحلف السوري الايراني، كما تحدث عن تهريب للسلاح من سوريا الى لبنان من خلال المعابر المفتوحة بين البلدين.
وقال جنبلاط انه «لن يوافق على رئيس للجمهورية اذا اتى مكبلاً بمزارع شبعا ومكبلاً بالمقاومة ومكبلاً بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومقيداً بالوصاية السورية».
وهاجم جنبلاط النظام السوري بعنف واتهمه باغتيال الحريري ووالده كمال جنبلاط وغيرهما. واتهم اللواء ابراهيم حويجي باغتيال والده.
وقال «النظام السوري ليس عنده اسلوب ثان» اضاف «لن يرتاح لبنان طالما هناك نظام ديكتاتوري بالقرب منه». كما اتهم سوريا بتمويل جماعات تكفيرية واحزاب لبنانية مشيراً الى ان قوى حليفة لسوريا تقيم مخيمات تدريب في «خلوة» بالبقاع الغربي.
وقال «هناك خط بياني من بلاد فارس الى سوريا وامتدادا الى لبنان من اجل اسر لبنان كورقة ضغط». وتحدث عن ان للقيادة العامة بقيادة احمد جبريل 19 موقعا عسكريا في لبنان وسأل عن الغاية من وجود صواريخ في موقع الناعمة ومداها عشرة كيلومترات مضيفا ان الهدف مطار بيروت.
مبارك استقبل الحريري
في هذا الوقت استقبل الرئيس المصري حسني مبارك مساء امس رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري الذي قال بعد اللقاء انه جرى خلال الحوار في بيروت التوصل الى حلول للكثير من القضايا وسيتم التوصل الى حل لمشكلة الرئاسة قريبا.
وذكرت وكالة الانباء المصرية ان مبارك بحث مع الحريري «في سبل وضع حد للأزمة السياسية في لبنان وقالت ان اللقاء بحث الاوضاع على الساحة اللبنانية في ضوء تطورات الاوضاع في المنطقة ونتائج جولات الحوار الوطني اللبناني والاتصالات واللقاءات التي اجراها مبارك».
http://www.journaladdiyar.com/Article_Fron...t.aspx?ID=10578