لنرى بعض هذه الملاحظات:
[CENTER]
1- خاتمة إنجيل مرقس 16: 9-20
http://bible.oremus.org/?passage=Mark+16
من الغرابة أن يكون لنا الخيار في تحديد خاتمة إنجيل مرقس. حيث نجد أن العلماء الاثنين و الثلاثين مدعومين بخمسين من الطوائف المسيحية قد نشروا "خاتمة قصيرة" و "خاتمة طويلة" معاً. و بالتالي فإن لنا حرية الاختيار بما نفضل أن يكون "كلمة الله الموحى بها"
لاحظ:
THE SHORTER ENDING OF MARK
THE LONGER ENDING OF MARK
في نهاية العدد 16: 8 يوجد نجمة .. ضع المؤشر عليها ليأتيك التعليق التالي:
Some of the most ancient authorities bring the book to a close at the end of verse 8. One authority concludes the book with the shorter ending; others include the shorter ending and then continue with verses 9-20. In most authorities verses 9-20 follow immediately after verse 8, though in some of these authorities the passage is marked as being doubtful
و ترجمته:
بعض المخطوطات الأكثر قدماً تختم السفر في العدد /8/. بعض المخطوطات تختم السفر بالخاتمة القصيرة، و البعض الآخر يذكر الخاتمة القصيرة ثم يتابع الأعداد /9-20/. في أغلب المستندات نجد الأعداد /9-20/ بعد العدد /8/ مباشرة، إلا أن بعض المستندات تشير إلى الفقرة على أنها مشكوك فيها.
هل هذا كل شيء ؟ كلا!
ضع المؤشر على النجمة عند العدد 16: 14 لتجد التعليق التالي:
Other ancient authorities add, in whole or in part, And they excused themselves, saying, ‘This age of lawlessness and unbelief is under Satan, who does not allow the truth and power of God to prevail over the unclean things of the spirits. Therefore reveal your righteousness now’—thus they spoke to Christ. And Christ replied to them, ‘The term of years of Satan’s power has been fulfilled, but other terrible things draw near. And for those who have sinned I was handed over to death, that they may return to the truth and sin no more, that they may inherit the spiritual and imperishable glory of righteousness that is in heaven.’
و ترجمته:
مخطوطات أخرى قديمة تضيف النص التالي ككل أو أجزاء منه : و التمسوا العذر لأنفسهم بقولهم: ((إن هذا الزمان الخارج عن الشريعة و الإيمان يخضع للشيطان الذي لا يسمح لحقيقة و قوة الله أن تسود على الأشياء المنجسة من قبل الأرواح. لهذا السبب قم بالكشف عن صلاحك الآن)) – هذا ما قالوه للمسيح، و أجابهم المسيح: ((إن زمان سلطة الشيطان قد انتهى، و لكن ثمة أمورٌ رهيبة أخرى قد اقتربت. و من أجل هؤلاء الذين أخطؤوا سُلّمت للموت، لعلهم يعودون للحق و لايخطؤون بعد ذلك، و لعلهم يرثون مجد الصلاح الروحي الخالد الذي في السماء)).
و السؤال هنا .. إن كان مرقس قد ختم إنجيله بوحي من الروح القدس عند العدد 16: 8 فمن له الحق في أن يضيف أو يغير هذه الخاتمة ؟ فتراهم مرة يختمون بخاتمة قصيرة و مرة بخاتمة طويلة و مرة نجد نصاً ليس موجود في ترجمات الكتاب المقدس المنتشرة في العالم !
لماذا أضاف النساخ ما لم يكن أصلاً في الإنجيل ؟ لماذا يضعون كلاماً ليس من الأصل و ينسبونه إلى مرقس؟
[CENTER]
2 – الصعود المزعوم
من أعظم المعجزات التي أتى بها يسوع في الأناجيل هي صعوده للسماء. هذا الحدث قد ذُكر في مكانين اثنين فقط في العهد الجديد:
- مرة في مرقس 16: 19 : و قد بينا في الدليل رقم /1/ أن هذا العدد ليس من المتن الأصلي لإنجيل مرقس، و إنما هو أضافة لاحقة له من قبل الكنيسة.
- و أخرى في لوقا 24: 51-52 وهو موضوع نقاشنا في هذا الدليل ..
المصدر:
http://bible.oremus.org/?passage=Luke+24
يقول العدد لوقا 24: 51-52
وبَينَما هوَ يُبارِكُهُم، اَنفَصَل عَنهُم ورُفِـعَ إلى السَّماءِ، فسَجَدوا لَه، ورَجَعوا إلى أُورُشليمَ وهُم في فرَحٍ عَظيمٍ.
و النص في النسخة القياسية المنقحة الجديدة:
While he was blessing them, he withdrew from them and was carried up into heaven. And they worshipped him, and returned to Jerusalem with great joy
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /51/ فتجد التعليق التالي:
Other ancient authorities lack and was carried up into heaven
و ترجمته: مخطوطات أخرى قديمة لا تذكر ((ورُفِـعَ إلى السَّماءِ))
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /52/ فتجد التعليق التالي:
Other ancient authorities lack worshipped him, and
و ترجمته: مخطوطات أخرى قديمة لا تذكر ((فسَجَدوا لَه))
و بالتالي فإن العدد السابق في لوقا ينص في صياغته الأصلية:
وبَينَما هوَ يُبارِكُهُم، اَنفَصَل عَنهُم ورَجَعوا إلى أُورُشليمَ وهُم في فرَحٍ عَظيمٍ.
لقد لزمهم الأمر قروناً من التصحيحات الموحى بها من قبل الكنيسة لكي يظهر هذا العدد في هيئته الحالية. فإن كان النص الأصلي لإنجيل لوقا لم يذكر القيامة و سجود التلاميذ له، فبأي حق تقوم الكنيسة بإضافة هذه الأعداد على لسان لوقا؟ أهكذا يكون موقفهم تجاه أكثر الكتب قداسة في نظرهم؟
في العدد لوقا 24: 1-7 نقرأ:
وجِئنَ عِندَ فَجرِ الأحَدِ إلى القَبرِ وهُنَّ يَحمِلْنَ الطِّيبَ الّذي هَيَّأنَهُ. فوَجَدْنَ الحجَرَ مُدَحرَجًا عَنِ القَبرِ. فدَخَلْنَ، فما وَجَدْنَ جسَدَ الرَّبِّ يَسوعَ. وبَينَما هُنَّ في حَيرَةٍ، ظهَرَ لَهُنَّ رَجُلانِ علَيهِما ثِـيابٌ بَرّاقَةٌ، فاَرتَعَبْنَ ونكَّسنَ وجُوهَهُنَّ نحوَ الأرضِ، فقالَ لهُنَّ الرَّجُلانِ: ((لِماذا تَطلُبْنَ الحَيَّ بَينَ الأمواتِ؟ ما هوَ هُنا، بل قامَ. أُذكُرنَ كلامَهُ لَكُنَّ وهوَ في الجَليلِ، حينَ قالَ: ((يَجبُ أنْ يُسلَّمَ اَبنُ الإنسانِ إلى أيدي الخاطِئينَ ويُصلَبَ، وفي اليومِ الثّـالِثِ يَقومُ)).
في نفس المصدر أعلاه، ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /5/ و تجد التعليق التالي:
Other ancient authorities lack He is not here, but has risen
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى لا تذكر ((ما هوَ هُنا، بل قامَ))
و النص الأصلي للعدد يقول:
فقالَ لهُنَّ الرَّجُلانِ: ((لِماذا تَطلُبْنَ الحَيَّ بَينَ الأمواتِ؟))
فلا ذكر للصعود إلى السماء في النصوص الأصلية للأناجيل الأربعة، فمن أين أتت هذه النصوص على لسان كتبة الاناجيل؟
[CENTER]
3- المرأة الزانية في إنجيل يوحنا 8: 1-11
المصدر:
http://bible.oremus.org/?passage=John+8
في الإصحاح الثامن من إنجيل يوحنا نقرأ قصة المرأة التي قبض عليها اليهود و هي تزني. و يعترف المسيحيون أن هذه المرأة هي مريم المجدلية.. و لكن ما هو رأي علماء الكتاب المقدس الاثنين و الثلاثين في هذه الرواية؟
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد 8: 11 .. فتجد التعليق التالي:
The most ancient authorities lack 7.53—8.11; other authorities add the passage here or after 7.36 or after 21.25 or after Luke 21.38, with variations of text; some mark the passage as doubtful
و ترجمته: المخطوطات الأكثر قدماً لم تذكر [7: 53 – 8: 11]، بعض المخطوطات الأخرى أضافت الفقرة في مكانها هذا أو بعد العدد [7: 36] أو بعد العدد [لوقا 21: 38] مع اختلاف في النص – و بعضهم يشير إلى النص على أنه مشكوك فيه
لاحظ أن المخطوطات الأكثر قدماً لم تذكر هذه الرواية .. فهي بالنتيجة رواية ملفقة على كاتب هذا الإنجيل قامت الكنيسة بإضافتها لسبب أو لآخر مقتبسة الرواية من مصادر أخرى.
لاحظ أن بعض المخطوطات قد وضعت هذه الرواية بعد العدد 7: 36
يمكن تبرير هذا الخطأ في سهو الناسخ، ولو أن السهو في نسخ كلمة الله يعتبر أمر كبير. إلا أننا مع ذلك نفترض حسن النية في هؤلاء النساخ ..
إلا أن التعليق الذي يليه يقول لنا أن هذه الرواية وضعت في بعض المخطوطات الأخرى في إنجيل لوقا!!
لا يمكن تفسير ذلك بحسن النية إطلاقاً، بل هو مكر مكروه! فما دخل الخطأ في نسخ إنجيل يوحنا بإنجيل لوقا؟ لا يمكن تفسير هذا التخبط إلا محاولة منهم لإدراج رواية لم تكن في متن الأناجيل الأربعة. لو لم يشعر هؤلاء النساخ إلى ضرورة إدراج رواية لم تكن في المتن الأصلي للأناجيل لما حدث هذا التخبط. و من الغرابة بمكان أن نجد هذه الرواية بالتفصيل في أحد الأناجيل المرفوضة من قبل الكنيسة – ألا وهو إنجيل برنابا.
[CENTER]
4- الصلاة الربانية:
ورد في إنجيل متى و إنجيل لوقا على لسان المسيح عليه السلام الصيغة التي علم بها تلاميذه كيفية الصلاة. و عامةالمسيحيين يدعونها "الصلاة الربانية"
وردت هذه الصلاة في إنجيل متى 6: 9-15
أبانا الّذي في السَّماواتِ،ليتَقدَّسِِ اَسمُكَ، ليأتِ مَلكوتُكَ لتكُنْ مشيئتُكَ، في الأرضِ كما في السَّماءِ، أعطِنا خُبزَنا اليَوميَّ، واَغفِرْ لنا ذُنوبَنا كما غَفَرنا نَحنُ لِلمُذنِبينَ إلَينا، ولا تُدخِلْنا في التَّجرِبَةِ،لكنْ نجِّنا مِنَ الشِّرِّيرِ.
و لكن ماذا يقول العلماء الاثنين و الثلاثون و الخمسون طائفة مسيحية المساندة عن هذه الصلاة؟
المصدر:
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+6
ضع المؤشر على النجمة بعد العدد /11/ لتقرأ التعليق التالي:
Or our bread for tomorrow
و ترجمته: أو خبزنا للغد.
أي أن العدد /11/ فيه اختلاف بين المخطوطات .. بعضها يقول: أعطنا خبزنا اليومي.. و الأخرى تقول: أعطنا خبزنا للغد.
ضع المؤشر على النجمة بعد العدد /13/ السطر الأول لتقرأ التعليق التالي:
Or us into temptation
و ترجمته: أو لا تدخلنا في الإغواء
أي أن العدد /13/ فيه اختلاف بين المخطوطات.. بعضها يقول: لا تدخلنا في التجربة.. و بعضها يقول: لا تدخلنا في الإغواء.
ضع المؤشر على النجمة بعد العدد /13/ السطر الثاني لتقرأ التعليق التالي:
Or from evil. Other ancient authorities add, in some form, For the kingdom and the power and the glory are yours for ever. Amen.
و ترجمته: أو من الشر. مخطوطات قديمة أخرى تضيف، بشكل أو بآخر، ((لأن لك الملك و القوة و المجد إلى الأبد. آمين))
أي أن بعض المخطوطات أضافت نصاً لم يكن من المتن الأصلي لهذه الصلاة كما ودت في متى، كما أنها اختلفت فيما بينها في بعض الألفاظ.
وردت هذه الصلاة أيضاً في لوقا 11: 2-4
أيُّها الآبُ لِـيتَقدّسِ اَسمُكَ لِـيأْتِ مَلكوتُكَ، أعطِنا خُبزَنا اليوميَّ، واَغفِرْ لنا خطايانا، لأنَّنا نَغفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذنِبُ إلينا. ولا تُدخِلْنا في التَّجربَةِ.
نلاحظ أن لوقا قد سجل لنا نسخة مختصرة عن هذه الصلاة في إنجيله، فإن كان كذلك فإنه قد حذف مما أوصى يسوع به تلاميذه أن يصلوا، و هي الصلاة الوحيدة التي علمها لتلاميذه! فكيف به يحذف منها؟
ما رأي العلماء في هذه الصلاة الواردة في إنجيل لوقا؟ لنرى:
المصدر:
http://bible.oremus.org/?passage=Luke+11
ضع المؤشر على النجمة بعد كلمة Father لتقرأ التعليق التالي:
Other ancient authorities read Our Father in heaven
و ترجمته: مخطوطات أخرى قديمة تذكر: أبانا الذي في السماء
أي أن هنالك اختلاف بين المخطوطات في هذا العدد .. بعضهم اكتفى بكلمة "أيها الآب"، و الآخر أضاف "الذي في السماء"..
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /2/ لتقرأ التعليق التالي:
A few ancient authorities read Your Holy Spirit come upon us and cleanse us. Other ancient authorities add Your will be done, on earth as in heaven
و ترجمته: قليل من المخطوطات القديمة تذكر: لتحل علينا روحك القدس و تطهرنا.. مخطوطات قديمة أخرى تضيف: لتكن مشيئتك في الأرض كما في السماء..
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /3/ لتقرأ التعليق التالي:
Or our bread for tomorrow
و ترجمته: أو خبزنا للغذ.
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /4/ لتقرأ التعليق التالي:
Or us into temptation. Other ancient authorities add but rescue us from the evil one (or from evil)
و ترجمته: أو "لا تدخلنا في الإغواء".. مخطوطات قديمة أخرى أضافت "و لكن نجنا من الشرير" (أو من الشر)
عندما نلاحظ هذه الاختافات في أبسط الشعائر المسيحية يتبين لنا محاولة الكنيسة التوفيق بين نصوص الأناجيل فأضافت و حذفت في محاولة التوفيق بين النصين. من الغريب أن هذه الصلاة هي الوحيدة التي علمها يسوع لتلاميذه، و يفترض من التلاميذ و ممن تبعهم إلى يومنا هذا أنهم يقرؤون هذه الصلاة يومياً. فلا مجال هنا للنسيان و دخول الأخطاء على كلمة الله بشكل غير مقصود طالما أن هذه الصلاة ترددت على لسان المسيحيين لمدة ألفين من الزمان. و لكن للأسف نجد اختلافاً في النص بين متى و لوقا بالإضافة إلى الاختلاف بين المخطوطات القديمة نفسها. و إني أتساءل، ما هو النص الحقيقي الذي أمر به يسوع تلاميذه أن يصلوا به؟
إن هذه الصلاة بالنسبة للمسيحيين هي بمثابة سورة الفاتحة بالنسبة للمسلمين، يرددها الصغار و الكبار ذكوراً و إناثاً منذ زمان المسيح إلى يومنا هذا – كما يُفترض. فلو أنه قُدر الضياع للنص القرآني المكتوب بين أيدينا، أفلن يكون من السهل على طفل عمره /7/ سنوات أن يعيد كتابة سورة الفاتحة، دون خطأ واحد مهما كان صغيراً، مطابقاً للوحي الذي نزل على محمد صلى الله عليه و سلم؟ فلماذا لا نجد مثل هذا الحرص في أكثر الكتب قداسة بالنسبة للمسيحيين؟