في يوم المرأة العالمي تتعالى الأصوات المنددة و المستنكرة والفاضحة والشاجبة والمنبهة والمتحسرة على أوضاع النساء المزرية و حقوقهن المهدورة و كرامتهن الممتهنة وتعلو الأصوات الداعية إلى تحريرهن , وفك قيدهن و سن القوانين الداعية إلى إنصافهن والتوقف عن التمييز العنصري تجاههن , وفك عقدة التفوق الذكوري الممارسة ضدهن و ترتفع الأصوات الدينية القائلة أن أفضل حل لهن هو الدين وتعاليمه وأن الإسلام قد أنصف المرأة وأكرمها ولكن على شرط أن تقبع في بيتها و تغطي رأسها وفرجها وأن لا تظهر زينتها إلا لبعلها وأن ترضخ بملىء إرادتها إلى الأحكام الشرعية القائلة بأنها ناقصة عقل و دين . ومن ناحية أخرى ترتفع أصوات مقابلة من المثقفين القائلة بأنه يجب على المرأة أن تنتفض على عبوديتها وتغادر سجنها ولو كان وردياً وأن تتوقف عن زينتها فلا لأحمر الشفاه ولا للكحل ولا للبكيني فهذا كله يحول المرأة إلى سلعة يجب أن ترتدي ثياب العمل وتسوق تركتور وتعمل في المصانع و تقوم بكل ما يقوم به الرجل من أعمال فهكذا يقتضي التحرر .

الدينيون يريدون تغطية المرأة و بعض المثقفون يريدون تشليحها . وهؤلاء غير المثقفون الذين ذكرتهم من قبل والذين يريدون خلع عباءة أو حجاب المرأة وإلباسها "بدلة عمل "


لكل هؤلاء أقول في عيد المرأة : "حلوا عن ضهرها " وعن سمانا". فكما لا نرغب في التعامل مع خيمة أو شيء لا كيان له , وكما لا نرغب في أن نرى شعر المرأة الجميل مخفياً تحت قطعة القماش هذه ولا أن نمارس الجنس من خلف غطاء بدون أن نرى نهود وتفاصيل جسدها أيضاً لا نرغب في التعامل مع منظرة وداعية حربوية ولا نرغب في ممارسة الجنس مع عامل يرتدي بدلة العمل الملوثة بالشحوم ولا مع فلاح يسوق ترتكتور .


وتحية لهؤلاء وللمرأة في عيدها .(f)