لطالما انشغلت بتحطيم قوالب السلطة.. كل السلطات: المشكلة وبالمايونيز والجبنة، وتلك المصوب عليها زيت اللوز أو الزيتون :)
سلطة الرجل ذات شرائح الخبز الخشنة.. وسلطة السياسية المدعوكة بقطران رذاذ سعال المسلولين.. وسلطة الدين المائية الهوائية ذات الثقوب اللزجة النفاثة.. وغيرها من السلطات التي لا تحصر، ومنها: سلطة الكلمة وابنها المدلل الشعر (بكسر الشين) :)
لم أكن يوماً جيدة في صنع الجُمل ولا في صرفها ومجاريها وصحتها الهيجينية :) .. لم أكن يوما مندهشة أو منجذبة لسحر الكلام الذي لا يحمل فكرة تنجح في الوصول إلى رأسي عبر متاهات غابة الشعر (بفتح الشين هذه المرة) التي تكسوه في الأعلى..
إلا أنني دائما ما أصادف الكلمات قصائدا وأقاصيص ومقالات وغيرها.. هكذا هي تحاصرني بالصدفة أو بإلحاح صديق/ـة على الأكل منها.. كثيراً ما ألتهمها مجاملة.. وقليلة جدا تلك المرات التي تلتهمني دون هوادة، تلكم الكلمات..
اليوم،
البسطامي ومن غيره.. من حمل على كتفه راية النضال من أجل "عربية سعيدة مثقفة في العام 2010 :23: ".. يأتيني باسم شاعرين أحدهما أعرفه وقد عرفتكم عليه في النادي (وديع سعادة) أما الثاني فلا أعرفه.. وكحالي في رفض قوالب السلطات تلك التي حدثتكم عنها في مستهل حديثي.. أنهره للبسطامي.. وأرفض قبول ملفه الذي يحمل ديوان شعر (جمالك كافر) لذلك الشاعر المجهول الذي سيصبح بعد لُحيظات من أهم أصدقائي دون أن أدري أو يدري أو حتى يدري البسطامي :cool2:
في البدء تعذرت بعدم قدرتي على قراءة الشعر أو الرواية من ملف الكتروني أو ورق مطبوع.. أحبذ قراءتهم في ورق من سلوفان منمق تحضنه دفتي كتاب قابل للامساك وللحضن والنوم سويه.. ثم تعذرت بأن المزاج اليوم لا يسمح لقراءة الشعر أو غيره.. ثم لم يتح لي البسطامي فرصة لعذر ثالث اخترعه.. فأرسل لي أبياتاً قصيرة.. فجرت كل ضحكاتي المخزونة منذ بداية صباحي المكتوم بالجدية.. وأفرغت كل ما يملك بؤبؤي عيني الصغيرين من مواد خاصة بالرؤية واللمعان.. ونقلتني تلك الأبيات القليلة وكلماتها المقتضبة إلى صديق عزيز لي تشابهه في طريقه حديثه اليومي العادي روحاً وتفصيلاً.. فأحببت الكلمات أكثر..
ثم طالبت بإعادة إرسال الملف الذي رفضته.. وغطست وسبحت، بل وأبحرت فيه.. واخترت لكم هذه الأبيات، أولاً، لأنها مختلفة - من وجهة نظري- وأظنها تشاطرني العداء للمألوف ولسلطة اللغة وقوالبها الدسمة الحادة، وتنتصر للفكرة.. وثانياً، لأنها تخاطب امرأة.. فكل سنة وكل نساء الأرض بخير.. ولك يابسطامي هذه القبلة :kiss2: ولصديقي الجديد الشاعر
عماد أبوصالح ألف خسة :wr:
[CENTER]
عيناكِ
كلام مضحك جداً
هذا الذي يقوله الشعراء
في العيون.
لو كانتا طبقي عسل
سيعيش الذباب فيهما.
لو نافذتان من الليل
سترشحان دموع الأطفال
المرعوبين من الأشباح
في الظلام.
لو بحيرتان زرقاوان
ستعوم فيهما جثث الغرقى
ويفقؤهما الصيادون بصنانيرهم.
لو شجيرتان خضراوان
سيتعشى بهما خروف صغير.
هكذا يمكن لأي شاعر مبتديء
،اليوم،
مسخرة هذه الرومانسية الزاعقة.
أنتِ عيناك قاذفتا قنابل
ورموشهما متاريس.
حاربي لأجلنا
اصطادي بهما اللصوص والقتلة
وأقيمي العدل في العالم.
ما عاد يجب أن نخجل
، نحن الرجال،
من أن نختبيء خلف امرأة.
شَعرك
لماذا تحبسين شعرك
في هذا القيد
أيتها السجانة الجميلة؟
من أين شربت يداكِ
كل هذا الحنان القاسي؟
أمك؟
سامح الله أمك.
أنا حزين لهذه الأرملة الصغيرة
التي كانت تربط كل شيء بإحكام
حتى لايخطفه الموت منها
مرة ثانية.
كانت فاهمة خطأ
أمك هذه.
على العكس.
بأي شيء يمكن أن نقتل الموت
سوى بطلقة من رشّاش ضحكاتك
بأي شيء سنهزمه
سوى أن نترك شعرك
، هذه الخيول السوداء،
تفر منه على راحتها؟
في يوم
وأمك نائمة تخنق الأحلام
سأصعد شجرة إلى شرفة بيتك
وأفكّه لكِ
بأصابعي النحيلة.
سنبتسم
،أنا وأنتِ،
لوردة
تلفظ أنفاسها في المزهرية
سنرد إليها الحياة
ونزرعها فيه.
لنجمة
ستصنع منه ليلاً صغيراً
بعد أن طردتها أخواتها من السماء
لأنها تضيء بطريقة مختلفة.
لمشط
يكز على أسنانه
، على الكوميدينو،
لئلا يصرخ من الفرح
ويفضحنا.
للهواء
الذي دفع الباب
ودخل دون استئذان
ليرقص معه
، على مسرح كتفيك،
رقصة
الحرية.
يدكِ
أحب يدك.
صديقة الأواني والأكواب والملاعق
الناعمة
من دهان السمن في الطاسات
الدافئة
من لسعات الطواجن
الراقصة البارعة مع السكين.
ملكة المطبخ.
أحب يدك.
يدك التي لا تكتب
ولا تعزف
ولا ترسم
يدك التي بلا قبلة ولا وردة
بلا مانيكير
ولا خواتم.
أحبها تحديداً
لهذا الوسخ الخفيف
تحت الأظافر.
شِرش الجزر
مغرفة الأرز
صحن القطة
منفضة المخدات
فرشاة البلاط
لوفة ظهري
بطة طشت الغسيل.
وأنا أمشي معك
أمسك بها بقوة
أعرف أنك ستطعمينها
، دون تردد،
لطفل جائع.[/CENTER]