{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
شــخــابــيــط
الزعفراني غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 216
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #1
شــخــابــيــط
[CENTER](f)[/CENTER]

[CENTER]هذا أنا

عدت كهلا تجره الأربعون فأجيبي أين الصبا والفتون
ملء روحي الظمأ فأين عذاري وبقلب الهوى فأين الجفون
ماتغيرت انت ليلى التي أعشق لكن تغير المجنون.....!!! *[/CENTER]

* غازي القصيبي

03-07-2006, 01:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الزعفراني غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 216
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #2
شــخــابــيــط
سوزانا......صديقتي اليهوديه !!
……فتاة كأي فتاة تعيش في مجتمع غربي متحرر تعتمد على نفسها في تأمين احتياجاتها ، قد ننظر الى هذا الامر بشكل عادي جدا ولكن حين نعلم ان سوزانا مقعدة وقد نتج هذا عن حادث مروري تتغير نظرتنا إليها، نحن ننظر لذوي الاحتياجات الخاصة أو المعاقين كما نسميهم في مجتمعاتنا العربية بنوع من الشفقة تتحول في بعض الاحيان وبالتدريج الى النبذ وبث احساس بغيض في ان هذا الشخص أو المعاق اقل درجة من الناس الاسوياء ولكن سوزانا ترفض مثل هذه البادرة وترفض حتما الشخص الصادرة منه بل وتعتبره هو من يحتاج الى الشفقة بل هو المعاق.

……لفتت انتباهي بجديتها وحرصها الشديد على المحاضرات كانت متمكنة وبشكل مذهل من الكتابة بطريقة الاختزال او الاختصار كما هو شائع فكانت تكتب كل كلمة تخرج من فم المحاضر وكانت بعد كل يوم دراسي تقوم باعادة كتابة المحاضرات على اوراق مفردة مستخدمة الكمبيوتر وتقوم بتصويرها وبيعها على من يرغب من الطلاب وتلقى هذه المحاضرات رواجا عند الطلاب الاجانب الذين لايجيدون الانجليزية بطلاقة أو من لا يستطيعون الكتابة السريعه ، وبالرغم من انه لم يكن يمثل لها هذا الدخل الشيء الكثير لان عائلتها من أثرياء تكساس الا انها كانت مواظبة على الكتابة والتصوير ومن ثم البيع لمن يرغب !

…… بسبب اعاقتها واستخدامها لكرسي متحرك لم يكن هناك من يحاول التودد اليها او ملاطفتها بالرغم من انها تتمتع بمسحة جمال رائعة وشعر اسود طويل متناثر وابتسامة ساحرة تلاشت بعد الحادث وبالرغم من ان الكل كان يحترم فيها مثابرتها وجدها الا ان تعاملهم معها رسميا أو لنقل شبه رسميا ، ولم تكن تبدي أي نوع من التذمر او الاكتراث حول هذا الموضوع فهي تعرف ان الشبان يبحثون عن فتيات سويات ان جاز التعبير.

……كانت علاقتي بها كزميلة لاتتعدي التحية او طلب نسخة من احدى المحاضرات الا انني وبطبعي كنت احاول احيانا كسر هذا الحاجز وان ادخل معها في حديث غير التحية او طلب محاضرة وكانت تجامل في كثير من الاحيان الا انها وبذكاء تشعرك بعدم رغبتها في ان تتوسع في الحديث .

……كانت لها سيارتها الخاصة وكانت تقودها بنفسها ولاتسمح لأحد بمساعدتها اثناء صعودها او نزولها ! وقد رفضت المساعده والعون من كثير من الطلاب الذين حاولوا ان يعينوها على ذلك.

……فتاة بمثل هذه المواصفات وبطريقة العيش هذه لايمكن لأحد أن يفكر بالاقتراب منها فقد صنعت حاجزا بينها وبين الاخرين ربما بسبب ظروف اعاقتها ؟

......مر فصل دراسي آخر وكانت تشاركني احدى مواد التخصص وكان استاذ المادة مصري الاصل امريكي الجنسية وكنت من وقت لأخر اتبادل معه أحاديثا جانبية طبعا في غير وقت المحاضرة وعادة يكون بعد انتهاء المحاضرة وكان انسان رائع بحق ، كانت في كثير من الاحيان لاتزال بالقاعه وكنت اراها تتابع حوارنا باهتمم او لنقل بنوع من الفضول ، ربما كان لمفردات اللغة العربية وسرعة التحديث اثر في جذب اهتمامها
......وحينما تلتقي اعيننا كانت تبتسم ابتسامة خفيفة تضيف على وجهها نوع من الغموض ! ......مر جزء كبير من الفصل الدراسي وكلفنا احد الاساتذه بتقرير عن موضوع من المواضيع التي تطرق لها خلال تدريسه للماده على ان يكون هذا التقرير شامل وموثق .

......كانت علاقتي مع سوزانا لاتتعدى ماذكرت الا ان نظراتنا لبعض ازدادت عمقا ! وهذه وجهة نظري الخاصه ، من شروط اعداد التقرير وتقديمه للمناقشة ان يشترك فيه طالبين وكانت علاقتي ببقية الطلاب الاخرين من الجنسين ممتازة ، وبحكم اننا كعرب نصنف من الملونين فقد انهالت على العروض من الاسيويين وبعض الطلاب السود للمشاركه في اعداد التقرير لأن الكثيرين يقولون وهذه حقيقة إن العمل مع الطلاب العرب يضفي على الجو نكهة خاصة !

...... بعد نهاية احدي المحاضرات في ذلك اليوم وبعد ان لملمت اوراقي وهممت بالخروج للكفاتيريا لألحق بركب عبدة الشاي فأنا واحد منهم ان لم اكن امامهم و(عبدة الشاي هذا مصطلح اطلقه أحد الاخوة العمانيين وهو من الاصدقاء الرائعين فعلا و يتمتع بروح مرحة ) ...سمعت سوزانا تقول .. هل تقبلني شريكتك في اعداد التقرير ومناقشته ؟ نظرت اليها باستغراب و تداركت هذا الاستغراب بابتسامة تدل على الدهشه فهذه اول مره اسمع فيها سوزانا تطلب من احد طلب وبمثل هذا النوع من التودد ، ثم اردفت قائلة ان كان هذا لايزعجك ! لم اتوقع منها ان تطلب مني هذا الطلب في يوما من الايام لالشيء ولكن لانني اعرف انها متقوقعة ان صح التعبير على نفسها وبالرغم من انني كنت اتمنى ان اتعرف عليها كزميلة في السابق الا ان اسلوبها في التعامل يجعلك تجزم بانها لاتريد ان تكون صداقات حتى ولو كان الحد الادنى منها.

......مرة لحظات وبدون ادنى تفكير اتجهت اليها مباشرة ودفعت عربتها خارجا بها من قاعة المحاضرات لم تمانع ! وبعد خروجنا من القاعه كان الكل ينظر الينا ! فهذه هي المرة الاولى التي يرون فيها شخص يدفع مقعد سوزانا المتحرك ! .....سالت الى اين ؟ فقلت الى الكفاتيريا.... لم تعقب وانا بالرغم من الحيرة التى المت بي لم احاول الكلام ! دخلنا الكفاتيريا...فتحولت الانظار الينا ، نظرات استغراب ، دهشة ، نظرات حائرة كلها اسئلة تبحث عن اجابة . ...توجهت الى اخر قاعة الكفاتيريا وبعد ان اوقفت المقعد سالتها ماذا تشربين فقالت من سيدفع ؟ قلت انا قالت أي شيء قلت اذا انت...ضحكت ضحكة خفيفة استشعرت منها نوع من الرضى فقالت وهي تبتسم..... حسنا... قهوه ...... شعرت بنوع من الارتياح...بالرغم من النظرات المزعجه لبقية الزملاء وبعض الهمهمات والتعليقات وكان احد الطلبه مشهور بتعليقاتة اللآذعه وهو امريكي اسود حينما شاهدني قادما نحو كاونتر الكفاتيريا صاح قائلا ...هي ...يارجل....جدتي ترفض الخروج من غرفتها منذ ان اغتيل كندي...هل تسدي لأمي معروفا وتخرج جدتي لتتمكن امي من تنظيف غرفتها ..... وتعالت ضحكات الطلبة حينما عقب قائلا اشك ان تكون قديسا ولعلك ممن يستخدم السحر الاسود ، أظن هذا.... اسد لي معروفا وساعدنا في اخراج اعجوز ......هي المرة الاولى التي اجلس مع سوزانا على طاولة واحدة واعتقد انها كانت المرة الاولى التي تجلس مع شخص ولنقل من بعد الحادث ، كانت جلسة عادية جدا لم احاول ان اوجه اليها أي سؤال شخصي وكان حديثنا منصب على موضوع التقرير وكيفية اعداده بالرغم من اني متشوق لفك طلاسم حياة هذه الفتاة الا انني احترمت خصوصيتها وذلك بعدم الخوض فيها.

......انتهت جلسة الشاي وتفرق الجمع وبقيت ملابسات الاجتماع بسوزانا معلقة بمخيلتي ، لماذا انا بالذات ؟ ......في اليوم التالي كانت التحية اطول وكذلك الحديث ، وقررنا ان نجتمع في مكتبة الجامعه لوضع النقاط على الحروف في عملية اعداد التقرير ، كان اجتماعا عاديا كسابقه الا انه كان اكثر عمق فاستاذ الماده له طلبات محدده يجب ان يستوفيها التقرير ويجب ان يقسم العمل بحيث ياخذ كلا حصته ولنجتمع يوميا لمناقشة ما تم انجازه ، وتم الاتفاق على كل التفاصيل الخاصة بالتقرير وخطة البحث والعمل وبدأ المشوار.

...... كان كل يوم يمر وكل اجتماع يحدث وكل تقدم في انجاز التقرير بمثاية لبنة جديدة لصداقة كانت اجتماعاتنا الاولى في المكتبه ، ثم تحولت الى حديقة الجامعة ، ثم في السكن. .... حينما طلبت منها ان تزورني في البيت أحسست بانها متردده فتركت لها حرية القبول او الرفض وبالرغم من ان علاقتنا لم تتوطد بعد بشكل كبير وانها لم تطمئن لي كثير او هكذا خيل لي الا انها لبت الدعوه!

......كنت اسكن في مجمع سكني يتكون من طابقين وكنت اسكن شقة في الطابق الثاني تتكون من غرفة وصالة فسيحة وتعرف بلأستوديو مؤثثة تأثيثا كاملا ولم يكن بهذا المجمع مصعد ، وفي زيارتها الاولى حاولت الاستعانة باحد الاصدقاء لحملها وكرسيها الى الدور الثاني الا انها رفضت واشارت على بان احمل الكرسي في حين بدأت برفع نفسه معتمدة على الحاجز الحديدي !!

......لقد حدثت المعجزه ! سوزانا في شقتي ، لو ان احدا اخبرني بان هذا سيحدث لقلت انه يهذي ! ... جلست على مقعدها المتحرك واخذت تجوب ارجاء الشقه قائلة ...انها رائعة ، ومرتبة ، ولم تعلم المسكينه انني امضيت ليلة كاملة في الترتيب والنظافة ، قاتل الله العزوبيه. ......طبعا وكعربي وجب علينا اكرام الضيف سالتها ماذا تشربين ؟ فقالت أي شيء ...صنعت الشاي كالعادة شاي عربي ماء يغلي واضافة السكر والشاي الفرط ( كما يسمى) وبجانبه النعناع وبعض البسكوت ، كان انطباعها الاولي مشوب بالحذر ولكن مع مرور الوقت وتجاهلي التام لطرح أي سؤال اشعرها بنوع من الراحة النفسية ، بدانا بشرب الشاي ومن ثم تجاذب اطراف الحديث حول الجامعة والدراسة والتخصص واليوم الدراسي وضغوطه ، ثم اخذنا الحديث الى التقرير ، لم يكن الموضوع بالموضوع السهل ولكن مع توفر مصادر المعلومات والمراجع كانت صعوبته تتلاشى مع تقدمنا في ترتيب الموضوع وربط عناصره بعضها ببعض .

......استغرقت جلستنا في الشقه قرابة الساعتين احسست بانها خلال هذه الفتره الوجيزه قد تخلت فيه عن حذرها الشديد وتحفظها ، انتهت الجلسة ان صح تسميتها بذلك واستأذنت للمغادره وبنفس الطريقة التي صعدت بها كان نزولها ، اوصلتها للسياره وتبادلنا التحيه ورحلت.

......كانت علاقتنا ببعض قد خلقت نوع من العلاقه بينها وبين بقية الطلاب ، حتى انها وفي كثير من الاحيان تتجاذب الاحاديث معهم ،بدأنا في اعداد الصيغة النهائية للتقرير وكنا متقدمين على كثير من الطلاب وهذا بفضل الجهد الذي تبذله سوزانا كانت تستخدم الكمبيوتر بمهارة عالية ، وكذلك عدد من برامج الاحصاء وبرامج الرسومات الخاصة به وهذا اضفى على التقرير نوعا من الرسميه .

.....سلمنا التقرير وجاء يوم المناقشة وكان يوما رائعا بالفعل والاروع كانت ردة فعل الطلاب حينما انهت سوزانا بالتعليق والشرح لبعض فقرات التقرير فالجميع يسمعها تقريبا لأول مرة ، فقد اثبتت فعلا انها متحدثة بارعة ، ومحاورة ليست بالسهلة ،فهي تمتلك طريقة سهلة في عملية الاقناع واثبات وجهة نظرها.

......كان تقريرنا من التقارير التي حازت على درجة عالية ولم يخف استاذ المادة اعجابة وتقديره للجهد الذي بذل فيه ، وكنت ارى الرضى يتمثل في عينيها حينما تتلاقى نظراتنا.

......اصبحت لقاءاتنا لاتلفت الانظار كما كانت في السابق وكثير ما ادفع عربتها ونحن متجهان الى حديقة الجامعه ، ازدادت احاديثنا ، وبدأت احشر اسئلتي واستفساراتي من خلال الموضوعات التى نتحدث فيها.

...... كانت تستفزني في كثير من الاحيان لطرح الاسئلة ! وكنت احاول جاهدا أن اتحاشى توجيهها بشكل مباشر ، عرفت عن حياتها الشيء الكثير ، وهذا ما جعل علاقتنا تترسخ كأصدقاء يوما بعد يوم وكان تلاشي الحذر في الحديث عن حياتها وبأدق تفاصيها قد احال الخطوط الحمراء الى خطوط واهية من السهل تجاوزها .

.…عائلتها المكونه من أم واب وأخ وأخت وجدة طاعنة في السن هم محور حياتها ، وبالرغم من الثراء الذي تتمتع به هذه العائله الا ان كل فرد منهم يتمتع باستقلالية ماليه وبدعم شبه محدود من الاب ، وبالرغم من انها تسكن مع العائله الا ان هذا لم يمنعها من ان يكون لها مسكنها الخاص تنفرد فيه بنفسها في كثير من الاوقات ولا يقطع وحدتها الا خادمة تاتي من وقت لأخر لتنظيف المنزل والعناية به .

……كانت كثيرة التردد على سكني وكنا نقضي وقتا طويلا مع بعضنا البعض ، وكان من نتائج هذه الصداقه زيادة حصيلتي اللغويه ، وتمكني من اللغه بشكل كبير ، بالرغم من أنني أحمل مؤهلا جامعيا من جامعة قديرة في وطني الا ان لغتي لم تكن بالمستوى المطلوب في ظل انعدام المناقشة والحوار ، كذلك ارتفاع معدلي الاكاديمي بشكل مذهل ! لاننا كنا وبشكل مستمر نقوم بالدراسة مع بعضا البعض ، وخلق هذا ليس نوعا من التحدي فحسب بل نوع من الاصرار على الالمام بالمواد الدراسية بشكل اكبر واعمق وهذا ما جعلني احصد درجات عالية في الامتحانات والتى كانت تعتمد على مدى الالمام بالماده وطرح افكار جديده لشرح وجهة نظر في قضية معينة او خلافه ، وهذا بعيد عما تعودنا عليه في وطننا من انتهاج نهج الحفظ والمرجع المحدد الوحيد .

……تعرفت خلال هذه الفتره على الاخ والاخت وكان الجميع ينظر الى تعاملي مع سوزانا بنوع من الاعجاب في حين انني لم اشعر مطلقا انني اعاملها معاملة خاصة او انني ابالغ في تقبلها كشخص سوي ، وكان الاخوان يستشعران ان هناك تقارب ما بيننا ولعل هذه النظره هي السائدة في مجتمعهم نظرا الى هذه العلاقة الحميمية التي نشأت بيننا ، والتحول الذي طرأ على نهج اختهم في الحياة فقد أصبحت اكثر تقبلا لمن حولها واصبحت تحرص على الظهور معهم ومشاركتهم تفاصيل حياتهم بكاملها ، وكان الابوان يلمسان هذا التغير والذي لا يعرفان له سبب ، وفي نهاية احد الاسابيع دعتني سوزانا الى بيت عائلتها لتعرفني على العائله وبعد الحاح منها وافقت

……كان الموعد الذي حددته هو مساء السبت حيث تكون كل العائلة مجتمعة لتناول طعام العشاء فهم يحرصون على التواجد مع بعضهم البعض قي هذه الليله وتقوم الام باعداد وجبة طعام دسمة تغير من طعم المأكولات السريعة التى يتناولونها طيلة اسبوع كامل .

……اتصلت بسوزانا لمعرفة الموعد الذي يفترض فيه ان اكون في منزلهم ، وماهو نوع اللبس الذي يجب ان البسه ، وهل من الافضل ان أجلب شيء معي كورد او غيره ؟ علت ضحكاتها بشكل متقطع لاهث تحاول فيه استجماع انفاسها الا انها لم تستطع وبعد ان انتهت قالت …الافضل ان تكون طبيعيا…مابك هل انت متوتر؟…قلت لها نعم انا كذلك ،
..........وصلت الى البيت استقبلتني الام ومن ثم الاب والجده وقدمتني لهم هنا دخلت الاخت والاخ اللذان رحبا بي بتودد فهما يعرفاني. ...…بيت كبير ، فخم ، منظم ، اثاثه لوحاته الوانه اختيرت بعناية فائقه تجعلك تقف احتراما لهذا الذوق الرفيع ، مرت اللحظات الاولى وكأنها دهر بالنسبة لي ومع بداية الحديث قلت حدة التوتر التي اصابتني تكررت عبارات الترحيب من الجميع وبدا الاب حديثه عن مواضيع عامة جعلتني اشعر بنوع من الراحة النفسية فهو متحث لبق ويعرف كيف يدير دفة الحديث والنقاش وأظن ان سوزانا كسبت هذه الصفة من ابيها.

……تحدث طويلا عن دول الخليج وقال انه في اوائل السبعينات حينما كانت شركتة تعمل في الخليج كمقاول من الباطن لبعض المشاريع وكيف هي طبيعة هذه البلاد وبعض عادات اهلها ، وتاتي مداخلاتي كرد على استفسار او تصحيح لمعلومه ، تشعب الحديث حتى وصل الى الصراع العربي الاسرائيلي ، واختلاف الاديان ، كان حديثه يتسم بالرقي وكانت أم سوزانا تشاركنا في التعليق من حين لأخر على بعض الامور المطروحه.

……لم اكن اكترث كثيرا بديانتهم ولكنني شعرت بنوع من عدم الارتياح لأ ادري لماذا حينما فهمت من مجمل أحاديثهم بان ديانتهم هي اليهودية وهي المرة الاولى التي اعرف انهم ينتمون للطائفة اليهودية بالرغم من انني اعرف كثير من تفاصيل حياتهم ، وقد أدركوا هذا الا أن الاب عقب بكثير من اللطف بانهم يدينون باليهودية ولا يؤمنون بالصهيونية ويعتبرونها حركة خارجة عن الدين وانما يحدث على ارض الواقع لايمت لليهودية كدين بصلة ابدا ، او لنقل على الاقل ما يعتقدونه هم كعائلة مسالمة تنتمي مجرد اسميا لطائفة او ديانه

......كان هناك كم كبير من الموضوعات التي تطرقنا لها ورغم الارتباك الذي حدث لي الا انني كنت احاول ان اجيب على أي سؤال يوجه لي بحذر وكنت احاول جاهدا انتقاء الكلمات التي تفي بالغرض ، حدثتهم عن عائلتي ، عن عملي ، عن دراستي ، وكانت المفاجئة انهم كانوا يعرفون قصة تعرف سوزانا بي ، وقد كانوا يراقبون التبدل في حياتها بحذر واهتمام الى أن عرفوا انني انا السبب في هذا او انني من جملة الاسباب التي ادت الى تغير نظرتها للحياة ،وكانوا يعتبرونني كمخلص لأبنتهم مما كانت تعانيه وبين الضحكات والتعليقات الساخره من طريقة سوزانا في التعامل مع الطلاب الى قصة بيع المحاضرات ذابت كل الحواجز التي كانت تحول دون الاستمتاع بهذا الجو العائلي الحميمي الرائع.

……كان العشاء لذيذ والحق يقال انها المرة الاولي التي اتذوق طعاما بهذه الروعة في ديار الغربة وبعد العشاء استاذن الاب والام لانهما يريدان قضاء بقية السهرة خارج المنزل ، كذلك الجدة ايضا ذهبت الى غرفة نومها ، وبقيت انا وسوزانا وماري وكارل وكانت احاديثنا تتراوح بين الدراسة والعمل والحياة بشكل عام ، استأذنت ماري لانها ستذهب برفقة صديقها لقضاء بعض الوقت اما كارل فسيذهب للنوم لانه يعمل يوم الاحد.

……بقيت انا وسوزانا نتحدث تارة ونشاهد التلفاز تارة اخرى ،كانت تجلس بقربي وكان حديثها عفويا صريحا تجعلك تتابع كل كلمة كل همسة تحس بان هناك عاطفة تتدفق مع كل حرف تنطق به مع كل ايمائة تصدر منها ، تذكرت سوزانا التي اعرفها من قبل وسوزانا التي تجلس بقربي الفارق لاشك كبير ، مرالوقت سريعا فطلبت منها ان تاذن لي في الانصراف ورافقتني الى خارج المنزل.

......استمرت علاقتي بها وبعائلتها طيلة وجودي واصبحت سوزانا اكثر تعلقا بي قد يكون لطريقة معاملتي لها اكبر الاثر في توطيد هذه العلاقة وبالرغم من لحظات رومانسية عابرة الا ان هذه العلاقة لم تصل أبدا الى علاقة جسدية . ......أنهيت دراستي وعدت للوطن فكان الهاتف وسيلة للتواصل بيننا ، ياتي صوتها المتعب احيانا للشكوى... و...المرِِحِ المفعم بالحيويه للنجوى ،وبعد ان دخلت خدمة الانترنت الى الوطن اصبح الماسنجر هو صلة الوصل......سوزانا انك فتاة رائعة

11-12-2006, 09:27 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الزعفراني غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 216
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #3
شــخــابــيــط


[CENTER]"دندشه" والأنسه "ماريان" وجلسة حوار وطني[/CENTER]

لاتخلو أي عاصمة اسيوية من الخليجيين عامة ومن السعوديين خاصة ، فمنهم رجل الأعمال ومنهم السائح ومنهم من ينطبق عليه القول " حج وبيع سبح" ، ولعل مانيلا هي العاصمة الأسيوية الوحيده التي تشد إنتباهك بأمرين ، أولهما أن مفردات اللغة العربية أصبحت مألوفة ومنتشره هناك وبشكل كبيرفستسمعها حتما في كل مكان تذهب اليه او تترد عليه ولعل أول ما ستسمعه من العربيه- إن كنت محظوظا- في مطار مانيلا الدولي على لسان رجل الجمارك الشاب " إبراهيم" حينما يرحب بك بلغة عربية سليمه ويتمنى لك قضاء وقت سعيد في مانيلا ومن ثم يطرح عليك سؤال تعود أن يطرحه وبكل أدب هل تحمل معك سيدي أي شئ يخضع لقانون ا لجمارك الفلبيني ؟


ثم تتوالى الكلمات العربيه المكسره تارة والصحيحة تارة أخرى تتسرب الى أذنك من سائق التاكسي وهو يعرض خدماته التي لاتنتهي عليك و موظف أو موظفة الاستقبال في الفندق مرورا بمن يعمل في مكاتب تأمين العماله إن توجهت صوب"ملاتي" أو " أرميتا" ومن يقوم بالخدمه في المطاعم العربيه هناك او المطاعم ذات الأسماء العالميه ، وحتى أكشاك الصرافه المنتشره وبكثره ستجدهم يجيدون الحد الأدني من الكلمات التي يحتاجونها لعملهم ، وستجد الحرص اكبر على الإلمام بالمفردات العربيه وبشكل ملفت للنظر لمن يعمل كبائع أو بائعة في المحلات المنتشره في الاسواق والمجمعات الكبيره بل إن بعض المحلات في مجمعات الأسواق مثل " ربنسون" و " قلوريتا" أو " قرين بلت" قد علق لافتات كتب عليها " نتحدث العربيه".


ولعل أكثر من يجيد العربيه هناك الخادمات فإن كنت ممن يهوى السكن في الفنادق التي توفر الشقق الفندقيه والتي تحتوي على مطابخ متكامله فستجد من ستأتي للعمل عندك " بلبل عربي متحرك" فمعظمهن قد عمل في الخليج لسنوات طويله ويجدن وبشكل مميز كل الطبخات الخليجيه المشهوره ومايهمنا كخليجيين هو " المكابيس " بانواعها ! ، ناهيك عن الشاي ، وإعداد رؤوس المعسل بكل إقتدار ، بل إن بعضهن خبيرات في إعداد رؤوس الجراك !


أما الأمر الثاني فهو ملهى ليلي إسمه " دندشه" وهوأحد ستة ملاهي يملكها امريكي و استرالي وفلبيني وكان يعاني هذا الملهى بالذات من مصاعب ماليه سببها قلة الرواد والمترددين عليه الى أن أوكلت إدارة هذا الملهى لفتاة اسمها " ماريان" فحولته من ملهى خاسر يعجز عن سداد تكاليف تشغيله الى ملهى يدر أعلى عائد ليلي بين ملاهي مانيلا الكبرى ، وماريان هذه فتاة تتمتع بكل مواصفات المدير الناجح ناهيك عن أنها أنثى من الطراز الأول تحرص على مظهرها بشكل كبير ، لبقة ، ذات إبتسامة تصاحبها ضحكة تشعرك بإرتياح كبير، تتحدث العربيه بلكنة خليجية واضحة ساعدتها كثيرا في عملها وكان لها أثر كبير في استقطاب العملاء او لنقل الزبائن ! ، و "ماريان" هذه تدهشك بعلاقاتها العربية عامة والخليجية خاصة الواسعه فمعرفتها تتعدى السائح العادي ورجل الأعمال " النص كم" الى دبلوماسيين خليجيين و عرب وأجانب والصفوه من رجال الأعمال ومن جنسيات مختلفه ، حتى أن أحد الأصدقاء أقسم ممازحا لها بعد أن ضربها على مؤخرتها وهو في حالة سكر بأن لها نشاطات استخباراتيه تتمثل في جمع المعلومات عن السكارى السعوديين وما يقولونه لتقديمها الى السفاره ! .


.......ومريان هذه تربطها صداقات مع معظم مالكي مكاتب تأمين العماله حيث عملت جاهدة بعد أن تولت إدارة الملهى على استقطاب عملاء هذه المكاتب عن طريق اصحابها لقضاء سهراتهم لديها في دندشه " وعلى قولة المثل الخليجي ...لايخدم بخيل " فإنها تقدم لأصحاب هذه المكاتب معاملة خاصة تتمثل في الخصومات وأفضلية حجز الأمكنه وفي بعض الأحيان تتعداها الى قضاء ليالي مجانية في دندشه إن كان عملائهم " عليهم القيمه" .


وقد أطلقت ماريان على الملهى إسم " دندشه" بعد أن طلبت النصح من بعض الأصدقاء السعوديين هناك وتوجت هذا الإختيار بلوحه صفراء كبيره كتب عليها دندشه بخط عربي وبلون أزرق !.
الملهى ليس بذاك المكان الفخم فهو متواضع إذا ماقارناه بـ " فوكسي" أو " مونتانا" مثلا ، لكن من حيث الدخل وكما اسلفت فيمثل الملهى الأول على قائمة الدخل الليلي ، ولهذا كان التقدير لماريان وماتقوم به من أصحاب الملهى وقد أطلقوا يدها في كل شئ تقريباً ، ولعل الثقة والتشجيع دفعا بها الى مزيد من الإبتكار والخطط الشيطانيه لإصطياد مزيد من الزبائن فقد قررت أن تشترط في من يقوم بوظيفة الــ" دي جي"أن تكون له معرفه بلأغاني العربيه ، وأسماء المطربين وجنسياتهم ! وحرصت عن طريق الأصدقاء على تزويد الملهى بكل جديد من الأغاني العربيه حتى تلبي حاجه الرواد وطلباتهم ، بل إن بعض الأغاني لاتكاد تطرح في الأسواق العربيه حتى تجد طريقها الى مكتبة الملهى الموسيقيه ، و"دندشه" هو الملهى الوحيد الذي يمتد دوامه حسب رغبة الزبائن والرواد بمعنى أن كافة الملاهي تقفل مابين الساعه الثانيه صباحا الى الخامسه ، أما "دندشه" فيستمر عمله حتى يخرج آخر زبون أي الى الساعه السابعه صباحا تقريبا ! وهذه ميزه لاتتوفر الا في دندشه .

معظم رواد دندشه وغالبيتهم العظمى سعوديين، ثم الكويتيين في المرتبه الثانيه ثم العراقيين ، كما يتواجدون من وقت لأخر بعض المصريين والسودانيين والفلسطينيين والاردنيين والذين يعملون او يدرسون في مانيلا .
مايهمنا في هذا السرد أن ملهى "دندشه " يعتبر ملتقى السعوديين وعشهم الآمن فيه ترتعش الأيادي بكؤوس الراح وتهتز الأرداف وتميل الخواصر على أنغام عربية تارة وغربية تارة أخرى أو محليه ولعل من أشهرها أغنية ( أوشو أوشو) ذات الصبغة الجنسيه ، و " دندشه" يوفر الخصوصية التامه فيتيح لزبائنه إمكانية إستئجاره بالكامل لإقامة حفلات خاصه لايدخلها إلا المدعوون اليها من الرجال والجميلات من الفتيات !!

.......لعل ماسبق يكون مدخلا مناسبا لما شهدته في هذا الملهى من حوار وطني بحت يلامس مايطلبه المواطن لرقي الوطن وما يتطلع إليه!! ، فقد دعيت لحفلة عيد ميلاد أقامها أحد العربان ذو الــ ( 55) خريفاً لصديقته ذات الــ ( 17) ربيعاً فهذا العربي الستيني الشامخ متقاعد من وظيفة مرموقة إختار أن يقضى مابقي له من أيام متنقلاً بين وطنه وبين الشرق عموما إلا أن مانيلا لها طعم خاص عنده كما قال وكما لاحظت من خلال مقولة يكررها باستمرار ( ياخوي هذولا الله راضي عليهم أي والله الله راضي عليهم ) ! ، كان هناك عدد كبير من السعوديين بعضهم من المدعوين والبعض الآخر سمح لهم بالدخول بحكم أنه قد حجز الملهى كاملا و بالرغم من أنه لايعرفهم وهم أيضا لايعرفونه ولعل الكرم العربي والنخوة العربيه لعبت دور هام في السماح لهم بمشاركته هذه الفرحه في هذه الليلة المباركه ، كان هناك بعض معارف هذا الرجل من عرب وفلبينيين ناهيك عن كثير من الفتيات وهن صديقات للمحتفى بها .


جلس من جلس ، ورقص من رقص ، وأختلط الحابل بالنابل ، وأخذت القدود تهتز وتتمايل على أنغام .... أخصمك آه ، وياسيدي مسي ، لا والله ماني ماني ، و امانيه ، ومشكلني ، تارة وتارة أخرى على أغنية ( أوشو أوشو ) و ( السكسي اليدي ) ، دارت خلالها الأقداح تطفح بالراح وأخذ البعض يعب عباً وكأنه في سباق مع الزمن ، ومابين.... قدح... و..قد.. تعارف العربان ، وأخذت الكؤوس تدق بعضها بعضا ، من وين الأخ ؟ من الرياض ....والنعم ....تشير ، من وين الأخ ؟ من جده ....والستة أنعام ...تشير، من... الطائف، ...من أبها، ...من تبوك ،...من الرياض ،...من الحسا ،...الدمام ....، من جده......من الرياض ،.....من بريده ......من المدينه .... من الخبر....من تشير ، تشير ، تشير ، تشير تشير


كانت ماريان تتنقل كنحلة بين الزبائن ، تداعب هذا تارة ، وتقبل هذا تارة أخرى ، وتراقص آخر ، و تقوم بالتعليق على البعض بتعليقات ساخره تتعالى بعدها الضحكات ، كان الجميع مبتهج فقد تلاشت الحواجز تقريبا وأصبح الكل يتحدث بكل إرتياح وكأنه يعرف الجميع من فترة طويلة .
تقدمت ( إيمي) وهي المحتفى بها وراعية الحفلة ووقفت خلف مقعد صديقها وطوقت رقبته بذراعيها وهمست في أذنه ببضع كلمات وقف بعدها... أبوراشد... وأخذ يدق على كأسه بملقط الثلج كارستقراطي عتيد محدثاً نغما ناعما سكت على إثره الجميع .....فقال : يسعدني ويشرفني تواجدكم معي إخواني الأعزاء في هذه المناسبة العزيزه على قلبي ألا وهي عيد ميلاد صديقتي ( إيمي) ونيابة عنها أرحب بكم مجددا متمنياً أن تقضوا أوقاتا سعيده ! وأتمنى أن تشاركونا إطفاء الشموع ....
نهض البعض والبعض إكتفى بالمشاهده من بعيد محاولا كتم ضحكاته
وصدح الجميع بصحبة الموسيقى
هبي بيرث دي تو يو
هبي بيرث دي تو يو
هبي بيرث دي تو إيمي
هبي بيرث دي تو يو
تعالت الأصوات المصحوبه بالتصفيق وتبودلت القبل بهذه المناسبة السعيده ، وأخذت الهدايا تنهال على صديقتنا ايمي، وكانت هدية أبو راشد - والتي أصر علي أن تفتحها - لها وقع كبير جدا عليها وعلى صديقاتها - بل وحتى علينا - فقد جحظت عيونهن من هول ما رأينه وكانت عباره عن طقم ذهب وملحقاته من الحجم الكبير إنطبعت عليه ثقافة الصحراء – مساحة ووزناً- احضره أبو راشد خصيصا لهذه المناسبه .
تعالت الصيحات والهتافات ، وذرفت إيمي دموع الفرح لهذه الحفاوة من أبو راشد والتي لم تقتصر على تبنية حفلة عيد ميلادها والانفاق عليها بل تعدته الى هذه الهديه والتي تعتبر ثروة بحد ذاتها!!


ذهل بقية العربان وأنا احدهم مما رأيت ! وعلق أحد الأصدقاء وأقسم أنه متأكد من أن هذا ( ال) أبو راشد لو طلبت منه زوجته أم عياله بـ (ريال خبز) لن يحضره بل وسينظر اليها بكل إزدراء وهاهو يهدي... لصديقته... ؟! وعلى حد زعمه - والتي قد لايمثل أبو راشد لها حقيقة إلا مصدر دخل ورقم في قائمة صداقة مزعومه وحب وهمي - عقد بملحقاته قدر قيمته أحد الموجودين بأكثر من عشرين الف ريال !؟!
أخذ أبو راشد مكانه بيننا ، ورفع كأسه قائلا في صحة الجميع بمناسبة عيد ميلاد إيمي وهذا التجمع الطيب !


إستمرت الحفله مابين رقص وغناء وشرب الى أن أخرج أحد الحضور ورقة تم نسخها من الإنتر نت وكانت عباره عن خبر نشرته جريدة الوطن ويحتوى على صور للمطلوبين في قضايا التفجيرات الأخيره في الرياض او من هم على علاقه بها ، بدأ الحديث عن هؤلاء يلفت أنظار الحضور وبدت الورقه تتنقل من يد لأخرى وبدأ الهمس بين الحضور يتحول الى جهر وأخذ الكل يتحدث ويدلي بدلوه .


قال أبو راشد.... وهو يضحك... والله لو يولوني عليهم لأمصع رقابهم واصلبهم على اشارات المرور وش يبون الله يبلاهم والله السبب من هالمطاوعه ودجتهم !
عندي والله ولد مطوع جايب لي ولأهله الغثا يوم ماشفته بيتسنع طردته من البيت ولا عاد شفت خشته !
...........عندها رد عليه واحد من الحضور ...وش لون تبي تشوف خشته وانت في مانيلا ؟
........... ضحك الجميع بمن فيهم أبو راشد وعقب قائلاً والله لعرضت عليه يجي معي لمانيلا بس رجعت أنا في كلامي خفت على الطيبين ذول من بهذلته وخفت يفكر نفسه بالرياض ويقوم يصيح الصلاة الصلاة ...والا تغطي يامره ....وأخذ يضحك بشكل متواصل لا يقطعه الاسعال شديد وبعد أن يتوقف عن الضحك يرفع كأسه مرة أخرى ويقول في صحة الكل والليله الطيبه هذه .

تأتي ماريان اليه وتداعبه قائله اش رايك لوتزوجته؟ يرد أبو راشد ...أنت تتزوجين الدحمي ...؟!
نعم أنا اتزوجه ليش لا ؟
قال ابوراشد بس ترى بالرياض مابه دندشه ولادسكو ؟
ولابكيني ولا( تي باك) كله تظليل في تظليل.
قالت مش مشكله نفتح واحد أنا وانت و( الدهمي) ضحك الجميع باصوات مرتفعه وعقب أبو راشد والله يامريان انت طيبه وعلى نياتك يعني لوكان فيه مثل هذا بالرياض بتشوفين خشتي والا هالوجيه الكلحه ؟
....... ...تعالت الضحكات وبدأ الجميع يلتفون حول الطاوله للإستمتاع بــ ( حوار المرفعين) وعاد أبو راشد الى حديثه والله ياجماعه الحكومه مقصره في حق المواطنين يعني لو الله يهديهم ويفتحون في كل حي بار ، وجنب البار مركز هيعه وأي واحد يطلع يسوون له المطاوعه إختبار مثل إختبارات الشرطه بامريكا يحطون له خط بالشارع ويخلونه يمشي عليه إذا مشى ولاقام يتطيوح ويتطوطح يمين ويسار يهدونه واذا ما مشى على الخط زين يقيمون عليه الحد ثمانين جلده.....تعالت ضحكات الشباب ....قال أحد المتواجدين طيب والبنات ؟ وهم ترى أهم شئ !! عقب أبو راشد ...أمممممم أي والله هذه البلشه يعني خط للسكاري وجلد هاذي مقبوله بس حفرة مندي وكوم حجاره للي يبي البنات للبنات ... لا لا لا لا أنا اسحب إقتراحي ترى والله ماهي مخارجه لا وانا أبوك العمر مش ( بعزءه ) على قولة أخواننا المصريين.......تتعالى ضحكات الجميع ...خلنا عساك سالم نطقها عشر ساعات طيران وإلا عشرين ونجي عند هذولا الطيبين ولانوقع بين أيادي المطاوعه القشر!! .
........إنتقل الحديث عند أحد الحاضرين وبدا أن الشراب أخذ منه بعض تركيزه فقال والله يا أخي عشر ساعات كثير كثير والله كثير يعني لو ان الله حاط المغرب مكان السودان كان أزين كلها ساعه وانت بوسط الدار البيضاء او جايب هذولا الطيبين مكان اليمن كان ياسلام ساعه ثانيه وانت وسط مانيلا ....تشير يلعن أبو الفقر تشييييييييررررررررر .....تعالت الضحكات ، وكانت ماريان تراقب الموقف وتهمس من وقت لاخر للبعض وهي تضحك ، وكان أحد الشباب متلهف للكلام وقال والله ياجماعه أنا الحل عندي وأنا أبو ساري المغرب خلهم مساكين بمغربهم أحس ماينتقلون مكان السوادنه والله ينقردون والناس الطيبين هذولا خلهم مكانهم الحل هو أن الحكومه الله يعزها تستحدث مناطق صياعه حره !! أي والله مناطق صياعه حره دأخل أسوار ومعزوله يعني لاشرطه ولاهيئه ولا مطاوعه وتسلمها لشركات عالميه أو حتى محليه أو عربيه وتسمح ببناء البارات والمراقص والملاهي والمسارح ودور السينما على ضوء المناطق التجاريه الحره ، وتقول للدشر من أمثالنا اللي يبون الوناسه والطقطقه هجو وبلاش السفر يعني زي مايقولون " دهننا في مكبتنا" أو " زيتنا في دقيقنا" ....تشيرررررر... يعني نقول مثلا نخلي منطقه من هالمناطق اللي ماحد يعرف وين هي زي – الخرخير ، أو عقلة الصقور ، راس أبو قميص ، شروره ، أو حتى في الربع الخالي ........تتعالى الضحكات...من الكل ...قال أحد الحضور معلقا ...عز الله انك جبتها يعني الحكومه تضرب عصفورين بحجر ...تنمي هالمنطقه الخايسه واللي ماحد يعرف عنها شئ، وتحافظ على دشيرها ، وتدعم السياحه الوطنيه .....اهاهاهاهاهاهاها....تشيييييررررررر تتعالى الضحكات .

ينادي أحد الحضور على ماريان ويهمس في إذنها ثم تنصرف وماهي إلا لحظات حتى يصدح محمد عبده بـــ ...فوق هام السحب وإن كنتي ثرى ..... وتتعالى الصيحات ويهب القوم وقوفاً للرقص ، البعض يرقص وحيداً والبعض الأخر يرقص وهو يحتضن الـ " مهال" أي " الحبيبه" واكتفى البعض بالوقوف ممسكا الكأس بيد وقارورة الشراب باليد الأخرى .


إنتهت الأغنيه ، وأخذ الجميع أماكنهم فيما إستمر عدد من الفتيات بالرقص على أغنية فلبينيه " أوشو أوشو" وإجتمع العربان مرة أخرى على الطاوله وقد زاد عددهم هذه المره ولعل الحديث المرح والجو و" المود" العالي كان له أكبر الأثر في جذبهم الى طاولة أبوراشد ولا يزال أثر الضحك ظاهرا عليهم ، عندها قال أبو راشد تعرفون ياشباب ان جيتي لمانيلا ماهي بسبب الشرب والا البنيات ، الشراب وبكل الأنواع والله موجود وتحصل عليه بكل بساطه والبنيات ومن كل جنس ونوع بس قرقش وانت تشوف اللي ماشفته ، الموضوع والله موضوع راحه نفسيه ، يعني لما تسافر لأي مكان مهوب شرط للفلبين تحس انك حر مانتب مراقب مافيه واحد يتصيد عليك الزلات تدخل وتخرج تلبس طويل تلبس قصير تمشى عريان مالأحد عندك شئ يعني انا بديت اجي لمانيلا من سنة 82 م والله مامليت هذا البلد ولامليت أهله .... ، مثل ماتشوفون إنسان مستقيم الى أبعد الحدود من البار للفندق ومن الفندق للبار يعني أكثر من كذا استقامه مافيه .........تعالت الضحكات ودارت الأقداح وصاح أبو راشد ....تشيرررررررررررر.


قال أحد الحاضرين يعني يا أبو راشد لو رشحت نفسك للبرلمان الفلبيني كان نجحت ....يضحك الجميع أعتقد أن كل بنات مانيلا سيصوتون لك الان وخاصة بعد أن شافو كرمك في الهدايا ...تتعالى الضحكات ، ويعقب آخر قائلا....على هذه الهدايا ..( عليه الطلاق بالثلاث )... ليفوز برئاسة الفلبين ، وتصبح قلوريا أوريو في مهب الريح ......تتعالى الضحكات مرة أخرى ، وتأتي ماريان وتقول لأبوراشد أنها ستكون الى جانبه وستتولى رئاسة حملته الإنتخابيه وستدعمه كل فتيات الفلبين تتعالى الضحكات مره أخرى عندها يقطع أحد الحاضرين الحديث بسؤال ....إلا ياجماعه صحيح يبي يسير إنتخابات عندنا بالسعوديه ؟! .....يصمت الجميع ثم ينفجرون ضاحكين ....يبتسم ثم يعقب وراكم تضحكون صحيح أنا سمعت ان هناك إنتخابات بلديه ستجرى !! يرد عليه أبو راشد ...خلك بالفوتكا أبرك ، ماريان كثري له من الأيس خلي دماغه يبرد شوى تراه سخن ....تتعالى الضحكات ....أي إنتخابات الله يهديك..... هادي الدجاجه للديك......تتعالى الضحكات مرة أخرى ...يقف عندها أحد الحضور ، ويطلب من الجميع السكوت ثم يقول ....نيابة عنكم جميعا يسعدني أن أعلن ترشيح أبور اشد كمرشح وحيد عن هذه المجموعه بمختلف توجهاتها وأطلب منه قبول هذا التكليف ليكون ممثلنا والناطق باسمنا أمام الجهات المختصه ، وأطلب منه الآن أن يقدم لنا مشروعه الإنتخابي ...يهتف الجميع وتتعالى صيحات الإستحسان والتأييد ...وتزداد طاولة أبو راشد تضخما فقد أحاط معظم من في الملهى بطاولتة وأنظم عدد كبير من الفتيات اللائي تركن ( بست ) الرقص وجلسن الى الطاوله إما منفردات أو في أحضان أصدقائهن ....


عندها تنحنح أبو راشد وشكر الجميع قائلا ..شكرا ...شكرا...شكرا....
....تقاطعه ماريان ، وتطاب منه الإنتظار حتى تحضر الميكرفون......، يمسك أبو راشد بالميكرفون ويبدأ قاتلا:
إخواني المواطنين ، أخواتي المواطنات... بنات مكاتي وملاتي وأرميتا العظيمه ....تعالت الضحكات وهو يشير الى الفتيات ..... أشكر لكم شعوركم النبيل هذا ، وحسكم الوطني ، وإنني إذ اعاهدكم على هذه النعمه ( يشير ضاحكا الى كأسه) ...يضحك الجميع ....بأنني ساكون عند حسن الظن وأن أسعى جاهدا لتحقيق كل ماتصبون اليه ، ولعل أيها السيدات والساده مايميز برنامجي الإنتخابي هو البساطه نعم البساطه والدعوه الى المحبه وتكريس جهودنا الى خلق مجتمع متحاب متفاهم متعاون لايفرق بين شماله وجنوبه ولاشرقه أو غربه ، ولا بين شيعته وسنته إخوة متحابين متعاونين ، وجهدي سينصب على مطالب أساسيه أرى أنها هامه و يمكن تلخيصها في النقاط التاليه :
أولاً : إعتماد نظام الإختبار في إختيار أعضاء مجلس الشوري ، ويكلف السيد/ جورج قرداحي صاحب برنامج من سيربح المليون والسيده / ريتا خوري صاحبة برنامج الحلقه الأضعف بإعداد برنامج على غرار برنامجيهما ليكون مقياس لمن يستحق أن يكون عضو في المجلس على أن يفوز بالمقعد من يجيب على كل الأسئلة ، واقترح أن يطلق عليه ( من سيربح الكرسي) ...يصفق الحضور و يرفعون كؤوسهم عاليا باتجاه أبو راشد .
ثانياً : تبني إقتراح الأخ أبو ساري بإنشاء مناطق للصياعه الحره ، ويكلف الأخ أبو ساري بإعداد صيغة هذا الإقتراح كاملة لتقديمها للجهات المختصه ....تنتاب الجميع موجة ضحك عارمه تتلوها عاصفة تصفيق ، يقابلها أبو راشد بإنحناءه من قامته الفارعه .
ثالثاًً: السماح للنساء بقيادة السياكل من فئة الثلاث عجلات والعجلتين كمرحلة أولى يتم بعدها السماح لهن بقيادة دبابات البحر ، على أن يتم تفويض محلات " البنشر" أو " صيدليات النهدي " المنتشره بكافة أرجاء الوطن بإصدار هذه الرخص ويراعى أن تردف السائقه معها محرمها أثناء قيادتها للوسائط السابقه ....يتواصل الضحك والتصفيق .
رابعاً : منع استخدام الأقمشه ذات اللون الأسود في صناعة العباءات النسائية والطرح وإقتصارها على الألوان الزاهيه ، كما يمنع إرتداء ( الجونتيات النسائيه ) القفازات.....تتعالى الضحكات مرة أخرى
خامساً: منع قطع شجر الأراك أو أجزاء منها والذي يمثل المصدر الأساسي للمساويك ووضعها تحت إشراف الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطريه وإنمائها وتغريم المخالف بشراء 1000 فرشة أسنان صناعة وطنية لتوزعها على المواطنين مجاناً اثناء خروجهم من الصلاة......تتعالى الضحكات
....ويصيح أحد الحضور ...وأصل زاك الله خير وأصل.... يبتسم أبو راشد وينحني للجمهور ...ويتعالى التصفيق
سادساً :أخذ تعهد على محلات الخياطه الرجاليه بعدم تفصيل الثياب القصيره أو بيع الجاهز منها وإعتماد أخذ المقاس من أعلى الكتف الى أسفل الكعب ...... ويعزر من يرتدي ثوب قصير بتلبيسه بنطلون إسترتش وردي وفلينه علاقي لمدة شهر .......
سابعاً: بحث إمكانية دمج العقال وربطه بالشماغ أوبالغتره ...وهذا من أجل الحد من لبسها بدون العقال ........يتواصل الضحك والتصفيق ...والمطالبه بلإستمرار
ثامناً : حث كلاً من لبنان وسوريا والمغرب على طلب عضوية مجلس التعاون الخليجي ودعم طلباتهم .....يستمر الضحك ....، والوقوف في وجه كل الضغوط الأقليميه لإنظمام اليمن والأردن للمجلس .....
تاسعاً : المطالبة بأن تكون الأيام التالية ضمن برنامج الإجازات الرسمية للدولة وهي كالتالي :
اليوم الوطني ( 1 يوم)
رأس السنة الهجرية ( 1 يوم)
المولد النبوي الشريف ( 1 يوم)
يوم عاشوراء (1 يوم)
الكرسماس (1يوم)
رأس السنة الميلادية ( 1 يوم)
عيد الحب ( 1 يوم)
عيد الأم ( 1 يوم)

عاشراً : نظرا لما نلمسه من ظروف دوليه راهنة وتداعيات إقليميه مقلقة ورغبة منا في تهيئة الجبهة الداخليه يتم الرفع لوزارة الإعلام ممثلة في التلفزيون لإعادة بث حلقات المسلسل الكرتوني المدبلج عدنان ولينا ...... تتعالى الضحكات وبشكل كبير ...
عندها يعقب أبو راشد ، وهناك طروحات أخرى لعلي أحدثكم عنها في وقت لاحق ...تتعالى الضحكات ويتواصل التصفيق لبو راشد على روح الدعابه التي يتمتع بها .


قاربت الساعة الخامسة صباحاً ، عدن الفتيات للرقص والغناء ، وقد شاركهن بعض الحضور وإكتفى البعض الأخر بالمشاهده والشرب ، فيما غادر البعض الآخر الملهى ، وبينما الكل منهمك سواء بالرقص او بالشرب او بالمشاهده .
وفجأه إنهال أحد الحضور بزجاجة فارغة كان يمسكها بيده على رأس شخص كان يجلس أمامه - وقد بدت عليه علامات السكر الشديد- تناثرت بعدها قطع الزجاج الملطخة بالدماء في كل مكان أغمي عليه من شدة الضربه ، ولم يفيق إلا بعد قرابة العشر دقائق كانت كافية لخلق نوع الذعر والإرتباك لدي الجميع خوفا من أن تكون إصابته خطيره أو أن يكون قد مات .


حاول الجميع وعلى رأسهم أبو راشد إحتواء الموقف والسيطره على الوضع وتم إحضار شنطة إسعافات أوليه وقامت إحدى الفتيات بتضميد جروح المصاب والتي لم تكن بالخطيره وكان الآخر لايزال منفعلا وفي غير وعيه يكيل الشتائم والسباب للجميع وبدون إستثناء ويتوعد الشخص الأخر بالثبور وعظائم الأمور، وكان طوال الوقت يحتضن فتاة بدت عليها علامات الخوف منه وكانت تحاول التملص والهروب من قبضته إلا انها لم تستطيع ، ذهب أبو راشد اليه - بعد أن إطمئن على الشاب المصاب وبعد أن تأكد أنه بحاله جيده وأن جروحه ليست بالخطيره وأن الضمادات كانت كافية - وقام بتهدئته وبعد أن هدأ نوعا ما سأله قائلا ً:
وش بلاك بغيت تقتل الرجال وش سوى لك ؟!
فقال : يستاهل ليش يغمز لحقتي ؟!


























12-02-2006, 04:43 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS