{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مذكّراتي "2" : موعد غرامي أوّل ..
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #1
مذكّراتي "2" : موعد غرامي أوّل ..
في هذه الصفحة .. سأكتب مذكّراتي على طريقتي الخاصّة .. حيث سأتحدّث عن أحداثٍ حقيقيّة جابهتها .. سأصوغها بطريقتي الخاصّة ..
هذه الأحداث غير مرتّبة ترتيباً زمنياً .. أو مكانياً .. بل هي كالإلكترونات في حركتها .. عشوائيّة بكلّ معنى الكلمة ..


ها أنا أفتح لكم صفحات مذكّراتي .. مذكّرة مذكّرة ..
فتابعوها معي ..

واضغطوا هنا إن أردتم التعليق ..



خوليو
02-28-2006, 10:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #2
مذكّراتي "2" : موعد غرامي أوّل ..
[SIZE=5]"1"
دمّرنا السفارة


أنا في الجوّ الآن .. على متن طائرة حلب-ييريفان ..
عليّ أن أحاول لملمة ذاتي المفتته .. وإعادة إحياء ما بدأ يضمر من أفكاري التي بَذَلت الكثير لتبقى متشبّذه بقشرة مخّي .. وصمدت طويلاً كي لا تضيع في عالم اللامبالاة والإهمال ..

في سوريا .. أرسلت لي إحدى صديقاتي* "عبر الإنترنت" تسألني عن رأيي بتداعيات رسوم الدنمارك .. فاجأني سؤالها جداً .. بل وأربكني .. لم أفكّر أبداً قبل هذه اللحظة .. في هذا الأمر .. ولم أحاول اتخاذ رأي محدد ..
على فكرة .. يقول فلاسفة الجبريّة .. كـ"سبينوزا" .. وفلاسفة التشاؤم كـ"شوبنهاور" .. أنّ الإنسان يتّخذ رأياً .. ومن ثمّ يبرر له بأفكاره ..
أي أن الأفكار ليست مرحلة لتكوين رأي .. بل هي وسيلة لفبركة الرأي الذي لم يُتّخذ بالمنطق .. بقدر ما اُتّخذ تحت ضغط المشاعر .. والأحاسيس .. والفطرة ..
على كلّ .. إن كان ذلك صحيحاً .. فذاك يعني .. أني في سوريا افتقدت المشاعر .. والأحاسيس .. بل وفقدت فطرتي ..

حسناً .. حسناً .. عليّ الآن أن أفكّر برويّة .. لأتوصّل لرأي معيّن حول قضيّة الدنمارك .. على الأقل لأتأكّد من أنّ ملكاتي العقليّة لازالت تعمل .. ولم يصبها العطب .. لكن .. لما التحايل .. أبدو مضطرّاً لتأجيل تأمّلاتي لبعد وجبة العشاء .. أنا جائع جداً .. و من الواضح أنّ مضيفات الطائرة السوريّة يشعرن بتقلّبات جهازي الهضمي جيّداً ..
لا .. عليّ أن أكفّ عن هذه النظرة العليائيّة .. لست مركزاً للكون حتّى ينصبّ اهتمام مضيفات الطائرة بأمعائي ومصاريني .. فربّما هنّ يشعرن بتقلّبات جميع الأجهزة الهضميّة .. لكلّ ركّاب الطائرة ..
لا .. لا .. آن الأوان لكي أتخلّص من هذه الأفكار الكرتونيّة .. كيف يمكن للمضيفات أن يعلمن بما لا يمكن أن يروه .. أو يشعروا به .. ثم كيف يمكن لشخص أن يعلم بتقلّبات أمعاء مئتي شخص في وقت واحد .. !!؟؟ .. يستحيل على الإنسان أن يفكّر بقضيّتين في وقت واحد .. فكيف بمئتي قضيّة معقّدة .. !!؟؟
كم هو ذكيّ الله .. إنّه يفكّر بمليارات مليارات القضايا في وقت واحد ..
أوووووووووف .. لكن الله بلا زمان ولا مكان .. لذا هو بلا شكّ .. لا يفكّر .. فالتفكير هو ترتيب للزمان والمكان والتتابع .. فكيف يفكّر الله إذا لم يكن يعيش الزمان ولا المكان .. !!
ثم كيف يكون الله منزّهاً عن الزمان والمكان .. !!؟؟ ..
حسناً .. ليست بالقضيّة الصعبة .. يقولون إنّ الثقوب السوداء في الفضاء تنعزل عن الزمان والمكان .. فلا بدّ أن الله مثلها .. ثقب أسود ..
أو لما السوداويّة .. !! .. ربّما كان الله يعيش في ثقب من هذه الثقوب ..
أوووووووووووووف .. يعيش "في" !! .. هذا يعني أنّي أحدد مكاناً ..
حسناً حسناً .. عليّ أن أضع تعاريف لما أتكلّم عنه .. حتّى أصل لنتيجة منطقيّة ..
فما هو معنى الزمان .. !!؟؟
مممممممممممممم ..

أها .. شكراً .. شكراً .. وكأنّكِ تشعرين بجوعي .. يبدو أنّك حسّاسة جداً .. وأغلب الظن أنّك من عائلة متحررة ..هذه التنّورة القصيرة لا يرتضيها أبٌ لابنته .. إلا لو كان منفتحاً لأبعد الحدود .. فكيف إذا كانت ابنته تعمل مضيفة لطائرة .. مزوّدة بحمّام في آخرها ..
ولك آآآآآآآآآخ .. متى سيرسل الله لي حوريّة مثلك .. أصطحبها معي للحمّام .. وأخرج منه منهكاً .. سعيداً !! .. على كلّ .. ها أنا أدخل للحمام وحيداً .. وأخرج منهكاً سعيداً .. النتيجة واحدة .. فلا داعي للبذخ الجنسي ..
ها ها ها .. يبدو أنّ زيارتي لسوريا .. أكسبتني حساً للفكاهة .. لم أكن أمتلكه .. عليّ أن أبدأ بالطعام .. بدلاً من تضييع الوقت بهذه الطريقة .. ألم يكفني شهر من الوقت الضائع .. !!؟؟

زبدة لورباك .. !!!!؟؟؟
لا أصدّق .. !!
أنا متأكّد جداً .. بأني سمعتهم يعلنون مقاطعة كلّ ما تنتجه الأبقار الدنماركيّة .. والهولنديّة .. والأوروبيّة .. فكيف تدهس السوريّة للطيران بهذه البساطة .. على كلّ ذلك .. !!؟؟
أظن أن ذلك لا يحتمل إلا أحد التفسيرين التاليين .. إما أن تكون نظريّتي صحيحية .. وهي أننا في سوريا نعيش خارج الزمان .. والمكان .. أو أنّ مدير الطيران السوري علماني منفتح لأبعد الحدود ..
بالنسبة للاحتمال الأوّل .. فهو مرجّح جداً .. وهناك دلائل كثيرة تدعمه .. فمثلاً .. أنا متأكّد من أني لم أسمع أحداً في سوريا يتحدّث عن "خدّام" .. أو عن التهديدات التي تتعرّض لها سوريا .. وكأنّهم لم يسمعوا بها أبداً ..
لكنّهم حسبما قالوا في الأخبار .. قاطعوا البضائع الدنماركيّة .. بل وأحرقوا السفارة الدنماركيّة ..!! .. إذا فهم يعيشون في الحدث .. داخل الزمان والمكان ..
لا .. لا .. أنا متأكّد من أنّهم يعيشون خارج الزمان والمكان.. فأنا لم أسمع أحداً يتفاعل مع حدث غلاء البنزين .. وغلاء الإسمت .. بين يوم وليلة .. لم يقم أحد بالمقارنة بين وعود الحكومة بإصلاحات إقتصاديّة تمكّنها من مجابهة الضغوط الخارجيّة .. وبين رفعها لأسعار البنزين .. إذا فهم خارج الزمان والمكان ..
لكن ..هل الحكومة فعلاً كاذبة .. !!؟؟ ..
لا .. لا .. لا أظن ذلك .. الحكومة لا تكذب أبداً .. إنّها كالله تماماً .. والدليل أنّ رجال الدين يحبّونها كثيراً .. ولا ينتقدونها أبداً .. بل ربّما تعاونوا معها في إحراق سفارة الدنمارك .. خصوصاً وأنّ ذلك في سبيل إرضاء الله وأنبيائه ..
إذا .. نظريّتي صحيحة لكن عليّ أن أصوغها بطريقة أخرى مناسبة .. بحيث تصبح رأياً لي أخبره لصديقتي إن عادت وسألتني عن أحداث الدنمارك : نحن نعيش خارج الزمان والمكان .. لكن من أجل الله ندخل الزمان والمكان .. في الأوقات المناسبة .. ولهذا دمّرنا السفارة ..
الله .. !!؟؟
لكنّ الله مثلنا تماماً .. خارج الزمان والمكان ..



-----------

* هذه الصديقة هي دينا الحمصيّة .. زميلتنا في المنتديات ..


خوليو
02-28-2006, 11:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #3
مذكّراتي "2" : موعد غرامي أوّل ..
[SIZE=5]"2"
موعد غرامي أوّل ..


- أحضرت لك معي هديّة صغيرة من سوريا .. فهل تمانعين لو اتفقنا على موعد عشاءٍ لأعطيك إيّاها .. !!؟؟
- لا أمانع طبعاً .. ينتهي عملي في السادسة .. نلتقي عند محطّة المترو .. خرشو .. !؟
- خرشو ..

هذا هو الموعد الغرامي الأوّل لي .. مذ أن تركت سوريا لأوّل مرّة .. يبدو من الحماقة أنّ شاباً مثلي لم يخرج ليقابل إمرأة .. إلا بعد عامٍ ونصف من الإقامة في بلد أوروبي ..
ذوو اللّحى الطويلة غالباً ما يحلقونها هنا .. لأنّها قد تزعج فروج النساء .. وأنا .. أنا الذي أنادي دوماً بالحريّة الجنسيّة .. والإستقرار العاطفي .. وأنا الذي لم يعرفني الله لأعرفه .. تنسّكت وبدأت أطلق لحيتي مذ أتيت هنا ..
الاستقرار العاطفي يبدو لي أساساً لحياة هادئة .. سعيدة .. ومع ذلك .. فأنا خالٍ من الداخل .. أشعر بالوحدة كثيراً .. لا أجد أحداً يستحقّ أن أتعرّى أمامه لأعبّر عن ذاتي .. بل إنّي أشعر أنّ قدرتي على التعرّي تضمحلّ مع الأيّام ..
هذه الفتاة .. لمحتها مرّة .. منذ شهور طويلة في ديسكو الـ "مونتي كريستو" .. وهو مرتع لكل من يريد أن ينسى الحياة الليلة .. لمن يشعر بالوحدة .. للعشّاق .. لمن يبحث عن عشيقة .. للشاذين جنسياً .. وللعاهرات ..
كانت يومها تحتفل بعيد ميلادها هناك .. ويبدو أنّ صديقاتها كنّ قد أثقلن في الشراب وبدأن يزعجنها بتصرّفاتهنّ .. لذا احتضنت خدّها المتوّرد حمرة بكفّها .. وجلست وحيدة .. بثوبها الحريري القصير الذي تماهى بين فخذيها المتشابكين .. وجزمتها التي تلتفّ خيوطها كثعبان يمتلئ بسموم الشهوة حول ساقين بيضاوتين .. ناعمتين ..
لمحتها بينما كنت أتراقص مع إحدى صديقاتي على الـ"بيست" .. تنهّدت يومها كتنهيدة عانس في الأربعين ..

- أين تفضّل أن نذهب .. !!
- كنت أفكّر في أن نجلس في أحد بارات المدينة .. !!؟؟
- حسناً .. دعني أنتقي أنا .. اليوم هو يوم الأحد .. وعلينا ألا نفوّت الـ"candle night" ..
- واو .. اليوم يحيون الـ candle night !!؟؟ .. سيكون الجو مفعماً بالرومانسيّة .. في مغارة مضاءة بالشموع ..

هديّتي كانت .. عبارة عن "بارفيوم" من شركة "أوكسجين" .. وللحقيقة فقد ابتعته من هنا .. لكنني أخبرتها أنني جلبته من سوريا خصّيصاً لها .. لأضيف شمعة رومانسيّة جديدة لجلستنا ..
ولكي أكون أكثر صراحة .. فقد طلبت من شريكي في السكن أن يشتري لي "البارفيوم" ولست أنا من انتقاه .. ولم أكلّف نفسي حتّى عناء الذهاب إلى السوق .. لذا فتلك الشمعة الرومانسيّة الجديدة .. تشتعل بلهب مصطنع بعض الشيء ..

هذه بالتأكيد .. ليست المرّة الأولى التي نجتمع فيها .. فقد سبق وطلبت من شريكي .. والذي اكتشفت لاحقاً بأنّه يعرفها جداً .. بل هي من أعزّ صديقاته .. أقول طلبت منه أن يجمعني بها في جلسة ثلاثيّة .. وبالفعل .. اجتمعنا بها مرّتين في مكانٍ عام .. ومرّة في منزلنا ..

- كم أنا أحبّ الهدايا ..
- ...
- إنّها الهديّة الأولى والوحيدة التي أقبلها على الفلنتاين .. هذا العام ..
- لكن مضى على الفلنتاين أسبوعان ..
- ليست بالفترة الطويلة .. ثمّ إنّك لم تكن هنا حينها ..
- أنت على حق .. لم أكن هنا .. هابي فلنتاين ..

مسكينة هي .. مثلي .. أمضت الفلنتاين وحيدة .. وأستطيع أن أدرك مدى عطشها لما يسقي أنوثتها اليوم ..
هجرها صديقها هذا الصيف .. ويروي لي شريكي بأنّها عانت الأمرّين من الانفصال .. وأن هذه هي فرصتي الذهبيّة لأحظى بواحدة من أجمل بنات أوروبا ..
أما أنا .. فمضى على انفصالي عن صديقتي ما يقارب نيفاً وعامين .. وبعد زمن من موت الفراق .. لازمني كفن الوحدة .. كثيراً .. دون أن يدفعني ذلك جدياً للبحث عن صديقة ..

- ماذا تشربين !!؟؟
- كوباً من الشاي .. وأنت .. !!؟؟
- أنا سأحتسي كأساً من المارتيني .. !!؟؟
- حقاً !؟ .. سأحتسي معك المارتيني .. الأبيض ..
- مع أنّ الأحمر يناسب لمعة شفتيك أكثر ..

تبدو لي الأمور وكأنّها بسيطة أكثر من اللازم .. أشعر وكأنّي في حالة من الذهول .. أجلس مع أجمل نساء الأرض .. أحادثها بكلّ ما تكنّ به نفسي .. وأحتسي معها المارتيني .. ومنذ قليل انتشلت منّي هديّتها .. وطبعت قبلتها على خدّي ..
لا .. ليست هذه الحياة .. إنّها جنّة الله الموعودة .. جنّة الله التي لا نخجل فيها من نكاح أجمل حوريّة .. ولا نخشى أنهار الخمرة ..
بل إنّك لن تجد في جنّة الله امرأة تستطيع أن تتطلّع لشفتيها بحرمان ورمق .. وهي تحتسي المارتيني بعقب لسانها ..
فلا حرمان في الجنّة .. ولا حاجة ..
أما هنا .. فإن شهوتي ستكون محصولاً من محاصيل الحرمان .. والذي لا أظنّه سينضب يوماً مع جميلة كهذه ..

- كنت أجلس هنا عادة .. مع صديقي السابق .. لم يكن يحبّ المكان كثيراً ..
- هل يخاف من الظلام .. !!؟؟
- لا .. لا أظنّ أن هذا هو السبب ..
- أظنّه يحبّ أن يراكِ بشكل أكثر وضوحاً ..

هه .. ماذا أستطيع أن أحدّثك أنا عن صديقتي القديمة .. !!؟؟ ..
أين كنّا نجلس .. !!؟؟
وهل كنا نجلس .. !!
سأُضحِكك كثيراً .. لو حدّثتك عن الطريقة التي ناولتها بها هديّة الفلنتاين .. من تحت الطاولة .. وستضحكين أكثر .. لو وصفت لك الطريقة التي صدّت بها يدي وأنا أحاول أن ألبسها الساعة التي أهديتها إيّاها ..
وماذا عن عدد المرّات التي صادفتها فيها بالطريق دون أن تلقي السلام علي .. !!؟؟
وهل تعرفين كيف تكون احتياطات العاشقة .. حينما تريد أن تكلّم حبيبها على الهاتف .. !!؟؟
لا أظنّك تمتلكين هذا القدر من المكر والخداع .. !!
كنت فيما مضى أشعر أن سعادتي تُلتهم ألف مرّة في كلّ لحظة .. لكنّ عشقي لم يكن لينضب مهما التهموه ..
وهل ينتهي الفضاء مهما حاولنا تعليبه بأكياس .. !!؟؟
أما هنا .. فمن المفترض أن أنعم بسعادة لا يملكها أهل الجنّة .. لكن أيّ سعادة هي وأنا لم أشعر بالعشق بعد .. !!؟؟
ينقصني الكثير .. ينقصني الكثير لأتعلّم كيف أعشق .. في جوّ من الأمان .. من الطمأنينة .. من البساطة .. من الصدق .. من الوضوح .. أظنّ أنّي بحاجة لإعادة تأهيل .. قد تحتاج عاماً أو عامين آخرين ..

- لما لم تملك صديقة بعد هذا الزمن الطويل من وجودك هنا .. !!؟؟
- سؤالك أصعب من أن أجيبك عليه .. يصعب عليّ أن أحدد متى يأتي العشق .. وكيف يمكن أن أجرّه نحوي ..
- أها .. أظن أنّي فهمت عليك ..

أظنّ أنّ العشق هو حالة من تعرّي النفس ومكنوناتها أمام إله المحبّة .. ويبدو أنّ نفسي ومكنوناتها أعقد من تعبّر عن ذاتها أمام إله من ثقافة أخرى .. من حضارة أخرى .. ثقافتي .. هي ثقافة ثوريّة .. يساريّة .. لم تعتد الطمأنينة .. ولم تعهد أن تُجابه ببساطة .. ورقّة .. واستسلام ..
فهل أنت .. أيّها الرقيقة .. البسيطة .. تستطيعين استيعاب تاريخي وتكويني .. !!؟؟
كيف ستفهمين تعقيداتي .. وتشابكاتي !!؟؟
كيف أستطيع أن أشرح لك من أنا .. !!؟؟ .. وكيف تكوّنت .. !! .. ولما أعيش .. !!؟؟
أظنّ أنّ اللغة الإنكليزيّة وحتّى الروسيّة ستعجزان عن التعبير عن مكنونات نفسي الثائرة المولودة في بلادٍ عربيّة ..
إن أحببتني .. فأنت تحبّين القشور التي تلتحفني .. لأنّك أرقّ من أن تغوصي في أعماقي الوحليّة .. كيف أعبّر لك عن ذلك .. !!؟؟ ..
أتكرهين البيض .. !!؟؟ .. أهل بلدي يحبّون البيض .. أما أنا فمثلك أكره البيض .. لكن هذا لا يعني أنّ هناك قاسم مشترك بيننا ..
لا .. ربّما هو قاسم مشترك يا عزيزتي .. لكنّه ليس ذو أهميّة كبيرة .. فهو لا يعني أنّنا نتشابه كثيراً ..
أتحبّين الحريّة .. !!؟؟ أهل بلدي يمقتون الحريّة .. وأنا مثلك أتنفّس حريّة .. وهذا يعني بطريقة ما .. أنّي مختلف عن أهل بلدي .. ومختلف عنك ..
بين الزهرة والصبّار قواسم مشتركة .. لا ينبتان إلا بالماء .. ويتنفّسان الهواء .. أنا نبتة صبّار نبتت في صحراء جرداء .. استخلصت الهواء من العواصف الرمليّة .. وضربت جذورها في الأرض طويلاً لتحصل على قطرة ماء .. أما أنت فزهرة في بستان من الزهور المرتّبة .. نمت في هواء طلق .. وشربت من مياه السواقي .. فأيّ تشابهٍ بيننا .. !!؟؟
نحن لا نتقاسم سوى القشور ..
هل تفهمين .. !!

- وداعاً عزيزي ..
- وداعاً عزيزتي ..
- أراك قريباً ..
- لا أدري إن كانت ستنفعك رؤياي ..


خوليو
03-15-2006, 03:35 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS