[CENTER]عــودة الملك الضليل

قـَــتَـــلُــوا أَبــي
وأنا الصَّغيرُ الــعابثُ الـمَجْنونُ
يحَمْـِلُني الصَّـدى يـَرْمي رُفــاتي
يَكْسِرُ الزمنَ الحزيـنَ
على شَـواهِد في
عَسِيبْ
***
قتلــوا أبــي
وأنـا الذي أسلمتُني لــِظـِلالِ أَمْسِــي
أَبـْـَتنـي مِنْ عَتْمِــها عَرْشــاً
غَرِيــبْ
***
آهٍ أبــــــي

ضيَّعْتـَنـي و أَنـا الصَّــغيرْ
حمَّلْتَنــي حِـمْــــلاً كَبــــيرْ
مَهْـــلا رَبــيــعَةُ لا تجـُـزَّ قَــصِيدتي
دَعْني وَ كَأْسي باحِثـاً عَنْ غُرْبـَتـي
في بيتِ شعرٍ في شِفاهٍ
مضّها الشوقُ
الخَصِيْبْ
***
آهٍ أبـــــي
ضيَّعْتَنــي وَ أَنا الصَّغيرْ
ووجدتـُني في كأْسِ خَمْــرٍ
في خِبَــاءِ صبيّـــّـةٍ من دُونِ
أمــرٍ دُونِ رَسْــمٍ
أو حَسِــيْبْ
***
قَــتَــلُـوا
أبــي قتــلُـوا الـحَبيبَ
تَـجَـلّدا لا تَبْكِيا اليـومَ خَـمْرٌ

يا رفيقي فاِمْــــلأِ الكأْسَ
الشَّجيَّ مواجِعــاً
وَغداً لنَـَاظِرهِ
قــَريبْ
***
سـَـرقُوا أبــي
بيّــارَتي زَيـْــتـُونــَتي
وأنــا الضَّـليلُ على مَداخِلِ بـَـلْدَتي
تتحجّــرُ الكَلِمــاتُ يَحْضُنهــا
الصَّليْــبْ
***

سـَرقُوا أبي وقَصِيدَتي
سـَـــلـَبُوا غُبــــــارَ عبــَاءَتي
داسُوا على أوْراقِ عُمْري
مرَّغوا خَـــدَّيَّ في
جَمْـرِ الغُـروبْ

مـَـــهْــــلا أبـــي
اِمْنَحْنـي وَقـْــتاً كيْ أعودْ
صدِئَتْ جـمـيعُ مــرايا ضــوْئِيَ
أصْبحَتْ طـَـلـَـلاً يُــلَمْلِمُــني
يشــيرُ مـِـنَ البَـعـيدِ إلى
القَريـبْ
***
آهٍ أبــي
اليومَ لا لهـــوٌ ولا خمــرٌ
ولا طيبٌ لخدرٍ
أو حَـبــيبْ

آهٍ أبــي
بَــيـَّـارَتي ســتعودُ ناضِرَةَ الــجُذُورْ
زَيـْتُــونــَتــي ســتضــيءُ تــاريــخَ
الحُضُـــورْ
وَعَباءَتي سألـُمُّ غَبْرَتـَهاأُكَـوْكِبُ حَوْلها

وأبــــلســمُ الزَّمَــنَ الـجَــريــــحْ
كَغَريـْـبةٍ تـَحْنُو على نـَبْضٍ
غَريـب****
محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

مـَـــهْــــلا أبـــي
اِمْنَحْنـي وَقـْــتاً كيْ أعودْ
صدِئَتْ جـمـيعُ مــرايا ضــوْئِيَ
أصْبحَتْ طـَـلـَـلاً يُــلَمْلِمُــني
يشــيرُ مـِـنَ البَـعـيدِ إلى
القَريـبْ

كالعادة الشعر هنا يتحول إلى مشهد مسرحي ... فني ... ثري بنصه
وبابداع ممثليه
هل الشعر يقرأ فقط ؟ لا
لماذا ؟ لانه عندما يكون مرئياً ومجسداً امامك تتلمسه وتمسكه وتضمه
وتشم عبقه هذا ما سيوصلك إلى أغوار روحه لتمار س معه كل رغبات
الحواس المتعطشة لهذا الفعل .

وأنت يا سنديانة الشعر امنحني وقتاً كي اعود معك ... كي نعود سوياً
من الشتات إلى .........................

(f)

اقتباس:  محمد القدّاح   كتب/كتبت  
مـَـــهْــــلا أبـــي
اِمْنَحْنـي وَقـْــتاً كيْ أعودْ
صدِئَتْ جـمـيعُ مــرايا ضــوْئِيَ
أصْبحَتْ طـَـلـَـلاً يُــلَمْلِمُــني
يشــيرُ مـِـنَ البَـعـيدِ إلى  
القَريـبْ

كالعادة الشعر هنا يتحول إلى مشهد مسرحي ... فني ... ثري بنصه  
وبابداع ممثليه  
هل الشعر يقرأ فقط ؟ لا  
لماذا ؟ لانه عندما يكون مرئياً ومجسداً امامك تتلمسه وتمسكه وتضمه
وتشم عبقه هذا ما سيوصلك إلى أغوار روحه لتمار س معه كل رغبات
الحواس المتعطشة لهذا الفعل .

وأنت يا سنديانة الشعر امنحني وقتاً كي اعود معك ...  كي نعود سوياً  
من الشتات إلى .........................  

(f)


 

الزميل محمد (f)
لكم أسعد بك وأنت تشاركني الهم في ما أكتب وما أقرأ وأُقرئ....
الربط بين القديم والجديد يؤكد على أن لا انفصال بين الماضي والحاضر فها هو يتجدد باستمرار..
أسعدني رأيك وأرجو منك أن تظل ملتصقا بالبحث عن المعرفة.

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

تقنية القناع في القصيدة
للشعراء وسائل عديدة في صياغة تجاربهم الشعرية منها وسائل التصوير البلاغية المعتادة من استعارة وتشبيه بأنواعه المختلفة .. إلخ
هذه الوسائل وسائل جزئية تنشأ في البيت أو البيتين لكي تلبس الأفكار الجزئية ثوبا جماليا
مع التطور في الشعر الحديث بدأت تظهر تقنيات خاصة للتعبير ولكن مجال عملها ليس الجزئي في البيت أو البيتين وإنما المجال كلي يستبي القصيدة كلها لحسابه منها الرمز الكلي واستلهام الأسطورة ومنها ما نحن بصدده وهي تقنية القناع

فما هي تقنية القناع
يقول الدكتور جابر عصفور : القناع رمز يتخذه الشاعر العربي المعاصر ليضفي علي صوته نبرة موضوعية تنأى به عن التدفق المباشر للذات دون أن يخفي الرمز المنظور الذي يحدد موقف الشاعر من عصره وغالبا ما يتمثل رمز القناع في شخصية من الشخصيات تنطق القصيدة صوتها وتقدمها تقديما متميزا يكشف عالم الشخصية في مواقفها أو هواجسها أو تأملاتها أوعلاقتها بغيرها فتسيطر هذه الشخصية علي قصيدة القناع وتتحدث بضمير المتكلم إلي درجة يخيل إلينا معها – أننا نستمع إلي صوت الشخصية , ولكننا ندرك – شيئا فشيئا أن الشخصية – في القصيدة – ليست سوي قناع ينطق الشاعر من خلاله . فيتجاوب صوت الشخصية المباشر , مع صوت الشاعر الضمني تجاوبا يصل بنا إلي معني القناع في القصيدة
( راجع هذه الدراسة المتميزة للدكتور . جابر عصفور , أقنعة الشعر المعاصر في مجلة فصول العدد الرابع يوليو 1981 الهيئة المصرية العامة للكتاب , القاهرة ص 123 وما بعدها )


فالقصيدة تتقنع بشخصية امرئ القيس الشاعر العربي القديم وهو شخصية تاريخية عاشت في العصر الجاهلي وكانت لها حوادث يذكرها الرواة والإخباريون
والقصة علي النحو الذي رويت به أن حياته الأولي مضت في لهو وعبث بين الصيد ومصاحبة أخلاط من شذاذ العرب وشرب الخمر والقصف ومعابثة النساء إلخ فلما قتل أبوه الملك حجر وكان يملك علي بني أسد وغطفان حمل له الخبر وهو في مجلس خمر فلم يقم عن الشراب وقال قولته الشهيرة ( اليوم خمر وغدا أمر ) وظل طوال حياته يحاول أن يدرك ثأر أبيه
( راجع أخبار الشاعر في الأغاني للأصفهاني )
( وشرح القصائد السبع الطوال الجاهليات )
هذا هو الصوت التاريخي ( القناع ) فما هو الصوت المعاصر الذي يتقنع بصوت الشاعر الجاهلي القديم ؟
إنه صوت الفلسطيني الذي يحاول أن يسترد أرضه الضائعة من المغتصبين الذين قتلوا الأباء والأجداد
وما يرشح لهذا الفهم هو هذه الإشارات القليلة في النص مثل :
( سـَـرقُوا أبــي
بيّــارَتي زَيـْــتـُونــَتي
وأنــا الضَّـليلُ على مَداخِلِ بـَـلْدَتي )

ومثل
(آهٍ أبــي
بَــيـَّـارَتي ســتعودُ ناضِرَةَ الــجُذُورْ
زَيـْتُــونــَتــي ســتضــيءُ تــاريــخَ
الحُضُـــورْ )

وهذه الإشارات قد ترشح للصوت الفلسطيني بنوعية المفردات التي يطرحها الشاعر في النص ولكنها تستوعب أيضا صوت كل من أغتصبت أرضه .

ووجه العلاقة بين الصوتين هو الذي يحدد مدي نجاح التقنية المستعملة في القصيدة ذلك أن تلك التقنية ( القناع ) المقصود منها هو خلق درامية في القصيدة في تبادل الرؤي بين الصوتين في القصيدة
ولكننا نلاحظ أن القصيدة غلبت عليها الغنائية في المقاطع الأولي ولم تستطع استثمار تلك التقنية الاستثمار الكامل
يقول د. عصفور : والقناع – لذلك وسيط , يتيح للشاعر أن يتأمل – من خلاله – ذاته في علاقاتها بالعالم فيبطئ القناع من التدفق الآلي لانفعالات الشاعر ويسهم في تحويلها إلي رمز له وجوده المستقل

ويقرر أيضا : ويبرر هذا التفاعل من هذه الزاوية ما نلمسه في قصيدة القناع عادة من توتر يدنو من الدراما
( راجع الدراسة المشار لها أعلاه )

لي ملاحظات بسيطة علي التعبير ,
1 – (يَكْسِرُ الزمنَ الحزيـنَ
على شَـواهِد في
عَسِيب )ْ
أفضل أن تكون ( من عسيب )
2 – وأنــا الضَّـليلُ على مَداخِلِ بـَـلْدَتي
استعمل الشاعر كلمة الضليل والكلمة اللقب هي الضليل
بوزن القنديل أنا لا أعيب استعمالها بالوزن الأول ولكن كان من الأفضل استعمالها بالوزن الثاني
مع تطويع الميزان الشعري

3 - حمَّلْتَنــي حِـمْــــلاً كَبــــيرْ
تكرار نفس المادة في الفعل والاسم غير موفق

أرجو أن تستمتعوا بتذوق القصيدة فهي قصيدة جيدة وفيها تطور في مسيرة زميلنا الشعرية
ولو كان لدي الوقت لحللتها تحليلا


كوكو

قصيدة جميلة ومؤلمة...
وردة للعزيز الدرة.

(f)

العزيز كوكو، ماذا تعني الضلّيل بوزن قنديل ؟
وهل الضليل بتخفيف اللام هي الضائع أم أنني لم أفهمها ؟

(f)

عزيزي / أبو إبراهيم :97:

من لسان العرب مادة ضلل

(ورجل ضِلِّيل: كثير الضَّلال. ومُضَلَّلٌ: لا يُوَفَّق لخير أَي
ضالٌّ جدّاً، وقيل: صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع
للضَّلال. والضِّلِّيلُ: الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة، وكان امرؤ القيس
يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل. وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعرالشعراء
فقال: إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل، يعني امْرَأَ القيس،
كان يُلَقَّب به. والضِّلِّيل، بوزن القِنْدِيل: المُبالِغ في الضَّلال
والكثيرُ التَّتبُّع له. )

( أرجو أن تكبر بنط الخط إذا كان صغيرا في متصفحك حتي تري تشكيل الحروف )

كوكو

شكراً على الشرح.

اقتباس: أرجو أن تكبر بنط الخط إذا كان صغيرا في متصفحك حتي تري تشكيل الحروف

الخط كبير ولكن ومع التشكيل فإنها معلومة جديدة علي.

(f)

الزميل العزيز كوكو(f) المحترم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لي ملاحظات بسيطة علي التعبير ,
1 – (يَكْسِرُ الزمنَ الحزيـنَ
على شَـواهِد في
عَسِيب )ْ
أفضل أن تكون ( من عسيب )
2 – وأنــا الضَّـليلُ على مَداخِلِ بـَـلْدَتي
استعمل الشاعر كلمة الضليل والكلمة اللقب هي الضليل
بوزن القنديل أنا لا أعيب استعمالها بالوزن الأول ولكن كان من الأفضل استعمالها بالوزن الثاني
مع تطويع الميزان الشعري

3 - حمَّلْتَنــي حِـمْــــلاً كَبــــيرْ
تكرار نفس المادة في الفعل والاسم غير موفق

أرجو أن تستمتعوا بتذوق القصيدة فهي قصيدة جيدة وفيها تطور في مسيرة زميلنا الشعرية
ولو كان لدي الوقت لحللتها تحليلا


كوكو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكم يشوقني أن أقرأ ما يجود به حسك النقدي من إشارات بالغة الأهمية.
وقد كنت قد أشرت في غير مكان بأننا في هذا المنتدى محظوظون بناقد شفاف ومرهف مثلك. لذا أرجو منك ألاّ تبتعد عنّا كثيرا.

يشرفني ما أبديت من ملاحظات...
وإذا سمحت لي بالرد فأقول
مع كل تقديري لرأيك وتفضيلك بخصوص ( في عسيب ) وتفضيل ( من عسيب ) فلعلني قصدت من ( في ) الظرفية المكانية. بينما ستكون (من ) تعني التبعيض وهذا ما لم أرده مع أنّ ( من ) أكثر شاعرية من ( في ).

بخصوص كلمة ( الضِلّيل ) فهي تعني الكثير الضلال صيغة مبالغة اسم الفاعل . ولقد استعملت الصفة المشبهة هنا للمرمر من مشكلة الوزن وحتما لو استعملت الضِلّيل لكانت أكثر ملاءمةً.
وفي رؤيتك ( ترادف الفعل والاسم ( حمّلتني حملاً ) فهي من باب الجناس اللفظي. وردت هكذا ويمكن لو جاءت مثلا ( حمّلتني عبئا كبير لكانت أكثر جمالاً.
على كلًّ أشكرك كل الشكر على مرورك الذي أتمناه دائما.
محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

اقتباس:  أبو إبراهيم   كتب/كتبت  
قصيدة جميلة ومؤلمة...
وردة للعزيز الدرة.

(f)

العزيز كوكو، ماذا تعني الضلّيل بوزن قنديل ؟
وهل الضليل بتخفيف اللام هي الضائع أم أنني لم أفهمها ؟

(f)

شكري وامتناني لك على رأيك الذي أعتز به يا أبا ابراهيم (f)
تحياتي
محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة