وفاة ادمون نعيم تفتح معركة بعبدا على مصراعيها
مجلس الأمن يصدر بيان أسف لعدم تنفيذ الـ1559

تكتل التغييـر والإصلاح - أمانــة الســرّ - مكتب الإعلام 24 كانون الثاني 2006



1- الوضع الداخلي العام:
لم يكد نبأ وفاة النائب الدكتور ادمون نعيم يسري حتى سارعت وسائل الإعلام إلى افتتاح معركة الانتخابات الفرعية في بعبدا عاليه، معتبرة إياها "معركة كسر عظم" أو "حرب الردّة" بين تحالف جنبلاط و14 آذار و"القوات" والكتائب من جهة والرئيس ميشال عون في الجهة الأخرى، مع الترجيح أن "حزب الله"، الذي أنقذ التحالف في الانتخابات النيابية العامة الأخيرة من هزيمة ساحقة وكاملة، سيكون هذه المرة إلى جانب من يرشّحه عون.

ورغم أن ملامح المعركة الأساسية، أو أسماء من سيخوضونها، لم تتضح بعد، فإن المراقبين يرون أنها ستكون فرصة مناسبة لإعادة رسم حجم القوى التي ستتواجه، وسط تساؤل عما إذا كان رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط سيغامر في خوض هذه المعركة أم سيلتزم جانب "الحياد الإيجابي" تاركاً الحرية لحلفائه المسيحيين، بهدف تجنيب نفسه هزيمة شبه مؤكدة.
ورغم أنه من المبكر بعد تكوين صورة واضحة عن خريطة التحالفات والقوى التي ستخوض غمار هذه المعركة، فما هو ثابت حتى الآن أن التيار الوطني الحرّ مصرّ على خوضها في وجه المرشح الذي ستعلن عنه "القوات" التي ترى أن هذا المقعد الشاغر بوفاة إدمون نعيم يجب أن يبقى "قواتياً، فيما أكدت الأرقام التي أفرزتها نتائج الانتخابات السابقة أن اللائحة "العونية" استأثرت بكثرتها المسيحية الساحقة.

وفي هذه الصدد، وفي الجانب "القواتي"، ترددت أسماء مي شدياق، نادي غصن، صلاح حنين ودوري شمعون وسواهم، فيما أعلن النائب أنطوان زهرا أن "القوات ستخوض المعركة ولن نسعى إلى التوافق على مرشح للجنرال عون". أما الجنرال فقال "سيكون للتيار الوطني الحرّ مرشحه" و"هناك أكثر من خيار من بين الذين قدموا طعوناً أمام المجلس الدستوري في الانتخابات السابقة". ومعلوم أن بين هؤلاء حكمت ديب وبيار دكاش وشكيب قرطباوي، لكن قراراً في هذا الشأن لم يصدر بعد عن الرابية في انتظار المزيد من التشاور وتقدير موازين القوى، كون المعركة ستكون قاسية في كل حال.
وتردد في هذا المجال أن هناك مسعى للقاء بين عون وجعجع، إلا أن كلام النائب زهرا يوحي بأنه قطع الطريق مسبقاً على كل تسوية محتملة، علماً بأن بعبدا عاليه تعتبر عرين التيار الوطني الحرّ.

أما مصادر "حزب الله" فرأت أنه من المبكر الخوض في هذا الملف لأن "الوضع السياسي القائم اليوم سيكون له تأثير على تحالفاتنا التي تختلف عن السابق حين التزمنا بدعم المرشح الذي اختاره الحزب التقدمي الاشتراكي على خلفية تحالفنا معه ومع سعد الحريري. الجو مختلف اليوم".

وترى أوساط مراقبة أن الدكتور سمير جعجع قد يترشح شخصياً إذا ما رأى أن ترشيحه قد يكسبه المعركة، وإلاّ فسيخوضها إما بصلاح حنين المستند إلى إرثه العائلي أو الإعلامية مي شدياق استناداً إلى العطف الذي قد تكتسبه نتيجة تعرضها لمحاولة الاغتيال.

الحزب التقدمي الاشتراكي ما زال في موقع التريث إلاّ أنه – وفق مصادره – لن يتخلى عن تحالفاته السابقة إذا لم يتم التوافق على مرشح واحد.