وجه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي انتقادات حادة للغرب بسبب مقتل عشرات المدنيين في غارات جوية نفذتها طائرات أميركية، وأكد أنه
لن يتردد في اعتراض الطائرات التي تقصف القرى الأفغانية وإسقاطها لو كان باستطاعته القيام بذلك.
وقال كرزاي في مؤتمر صحفي في كابل إن بلاده لا تملك رادارا لوقف هذه الطائرات في الجو ولا تملك مقاتلات، مضيفا أنه من سوء طالع أفغانستان أنها لا تستطيع وقف الحروب التي دارت على أرضها على مدى قرابة ثلاثة عقود منذ غزت القوات السوفياتية البلاد عام 1979.
وكرر كرزاي عرضا بضمان شخصي لسلامة زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر إذا سلم نفسه ووافق على الالتزام بالدستور الأفغاني.
وأعرب عن تذمره من كون القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لم تجعل الحياة أفضل، واتجه الوضع الأمني بوجودها إلى مزيد من التدهور.
تصريحات كرزاي بعد يوم من اجتماعه مع وفد أممي في كابل، حيث دعا المجتمع الدولي لإبلاغ الأفغان بالوقت الذي يحتمل أن تنتهي فيه أعمال العنف التي تنفذها حركة طالبان والقاعدة، وطالبه بالحضور إلى أفغانستان لتحسين الموقف لا لمفاقمته.
وأوضح أنه طلب تحديد إطار زمني لإنهاء الحملة العسكرية على الإرهاب ولم يطلب تحديد إطار زمني لانسحاب القوات الأجنبية.
واستغرب ألا تتمكن قوة كاملة من الناتو، تدعمها المجموعة الدولية، من هزيمة طالبان,
ودعا القوات الأجنبية إلى الكف عن استهداف القرى الأفغانية والتركيز على الإرهاب وملاذاته، على حد قوله.
تهديدات طالبان
ميدانيا أعلن الجيش الأميركي قتل 25 مسلحا واعتقال عشرة في قندهار وبكتيا وباكتيكا في اليومين الماضيين, في وقت هددت طالبان بضرب مصالح الولايات المتحدة وأستراليا والدانمارك وفرنسا وإسبانيا في أفغانستان وخارجها إن لم تسحب قواتها من هذا البلد, حسب إذاعة محلية إسبانية حصلت على التسجيل الذي بثته الحركة.
وقالت إذاعة كادينا سير إن التسجيل -الذي نشرته على موقعها- مدته 42 دقيقة وزع في الـ14 من الشهر الحالي, أي بعد خمسة أيام من مقتل جنديين إسبانيين بتفجير انتحاري في هرات.
وقالت إن أجهزة الأمن الإسبانية تأخذ التسجيل على محمل الجد تماما, ونقلت عن مصادر دولية في مكافحة الإرهاب قولها إن المجموعة صاحبة الشريط -الذي حمل أيضا تهديدا لإسرائيل والأمم المتحدة- من أخطر المجموعات المسلحة في أفغانستان، ويقودها القائد في طالبان الشيخ عبد الباسط.