دبي- العربية.نت

رغم تحريم رجال الدين الإسلامي والمسيحي "القاطع" لما يُعرف بـ "تأجير الرحم"، إلا أن ذلك لم يمنع سيدة لبنانية من "تأجير" رحمها لصديقتها، لتحمل لها توأمين من الأطفال، بعدما تأكد، طبياً، استحالة حمل الصديقة وإنجابها.

بدأت القصة في 8 يونيو 1998، حين تأكد الزوجان (أ.ن) و(ح.ن) من استحالة إنجابهما أطفالا، إثر خضوع الزوجة لعملية استئصال للرحم بعد إصابته بالورم.

وكان سبق للزوجين محاولة إنجاب الأطفال، من خلال عملية طفل لأنبوب، لكن المحاولات الخمس التي كرراها خلال 3 سنوات، باءت كلها بالفشل.

بعد تأكد استحالة حمل الزوجة، لجأ الزوجان لاستئجار رحم "أم بديلة"، لتجدها في صديقتها (ع.ع)، التي قبلت بالخضوع لتلقيح اصطناعي، وحملت بتوأمين. في بداية الشهر التاسع من الحمل، خضعت الصديقة الحامل لعملية ولادة قيصرية، لتنجب طفلتين دون أية مضاعفات صحية.

اليوم، تعيش الطفلتان، وقد بلغتا السنة الواحدة من العمر، مع عائلتهما الأولى، بينما تعيش الصديقة، التي "أجّرت" رحمها، مع عائلتها الأساسية، المؤلفة من زوج وأولاد.

الصديقة (ع.ع)، تحدثت لصحيفة "القبس" الكويتية، الاثنين 9-1-2006، مؤكدة أنها لم تتلقَ المال مقابل حملها، مشيرة إلى أنها قامت به لشعورها "بالحزن العميق" على صديقتها التي حُرمت من الإنجاب.
عودة للأعلى

الحمل

عن المشاعر التي انتابتها خلال فترة الحمل، تقول: "كنت أشعر بأحاسيس مختلفة. أغلبها خوف من عدم اكتمال اشهر الحمل، أو فشل العملية والإجهاض، إلى جانب ترقبي للقاء وجه جديد سيولد في حياتي، لكنه ليس لي" وتضيف: "كنت أدرّب نفسي على مواجهة شعور الأمومة نحو الطفل القادم. لأني أعرف مسبقاً أنني أم الطفل القادم، لكنه لزوجين، لست أنا احد طرفيه".

وبين الضحك والبكاء تقول: "كلّفني هذا الشعور الكثير من العذاب النفسي والتعب، وتعب الجسد كان سهلاً أمام الشعور الرهيب، بأني أحمل جنيناً في أحشائي، لكنه، بعد تسعة أشهر، لن يستمر ابني".

وتؤكد (ع.ع) أن الشعور الذي انتابها حين رأت التوأمتين لأول مرة كان "شعوراً هائلاً، مختلف عن أي شعور آخر، ويختلف حتى عن شعوري حين رأيت أطفالي".

وتقول: "كنت دائما أتساءل عما يعنيه أن أنجب طفلا ليس ابني. وقد حيرني ذلك، حتى شعرت أني أعيش داخل جسدين، جسد للحياة وجسد للإنجاب".

وتؤكد (ع.ع) أنها لا تستطيع الابتعاد عن التوأمتين، "فهما مني. إنهما مع أهلهما، لكنهما في بالي وأيامي دائماً". ولا تنكر صعوبة شعورها، "فحين ازورهما اتمسك بإرادتي جيدا وأقاوم عاطفة الأمومة التي تنمو في داخلي".
عودة للأعلى

"لا أمانع تكرار التجربة"

وعن الأم التي تربي الطفلتين، تقول (ع.ع) إنها تتعامل معها "بكل حب وامتنان، وتحاول مراعاة شعوري وعاطفتي نحوهما". وتضيف: "أفرح لرؤيتها سعيدة، مع طفلتين تشعر انها بالأمومة والحياة".
كما يظهر الزوج امتنانه للصديقة التي حملت طفلتيه، "وهو دائما يقول لي، لولاك لما كنا في هذه السعادة".

ورغم قوة المشاعر التي انتابتها لا تنفي (ع.ع) إمكانية أن تكرر "تأجير رحمها"، رغم اعتراضها على التسمية، مشترطة أن تكون الحالة "إنسانية حقيقية ويكون دوري فيها من اجل إسعاد من حرم من السعادة، سعادة الأبناء والحياة العائلية التي أوصى الله بها".
عودة للأعلى

نظرة طبية

ويقول الطبيب النسائي المتخصص بالجراحة النسائية والتقنيات المساعدة للحمل زاهر نصار، الذي أشرف على حال الأم والتوأمتين منذ ولادتهما، أن "التقنيات المساعدة للحمل، خاصة التي تشمل طرفا ثالثا Third Party Donation، كوهب البيوضات أو الحيوانات المنوية أو استئجار الأرحام، تعتبر تحدياً بالغاً، لما تتسبب به من إشكالات اجتماعية ودينية وقانونية". ويركز نصار على أنه من المهم التمييز بين نوعين من عملية استئجار الأرحام:

1 - الحالات التقليدية Traditional Surrogacy، حيث يلجأ الزوجان للاعتماد على امرأة أخرى لوهب البويضات، وحمل الجنين داخل بطانة الرحم. ويجري ذلك، عادة، بعد حقن السائل المنوي داخل رحم المرأة، من دون اللجوء إلى إجراء عملية طفل الأنبوب حيث تجري مراقبة الإباضة لتحديد اليوم المناسب للحقن.

2- حالة Gestatconal Surrogacy، والتي تكون فيها المرأة حاملة للجنين فقط أو حاضنة له. وذلك بعد إجراء عملية طفل الأنبوب عبر تنشيط الإباضة للمرأة العاقر، لمدة تتراوح بين 8 الى 14 يوما. بعدها تُسحب البويضات وتُلقح بالحيوانات المنوية للزوج.

وخلال هذه الفترة تعطى المرأة ذات الرحم المستأجر العقاقير الهرمونية لتحضير بطانة الرحم، وتجري متابعة الاثنين عند إجراء تصوير صوتي وفحوصات مخبرية. وبعد سحب البويضات، بفترة يومين إلى 4 أيام، تُنقل الأجنة إلى بطانة رحم المرأة وتعطى حقن Progesterone لمدة أسبوعين، حتى تاريخ إجراء فحص دم الحمل.
عودة للأعلى

محرمة في الإسلام والمسيحية

وفيما لم تعرف على وجه الدقة ديانة الأم وصاحبة الرحم المستأجر إلا أن رجال دين إسلامي ومسيحي في العالم العربي عبروا عن رفضهم لما يُعرف بـ "الرحم المؤجَّر"، ففي الثاني من ابريل 2001، أصدر مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، برئاسة الشيخ محمد سيد طنطاوي، قرارا بتحريم تأجير الأرحام، حيث إن وضع ماء الرجل وبويضة المرأة في رحم أجنبية كطرف ثالث أمر يرفضه الشرع.

وجاء التحريم بعد مناقشات استمرت أكثر من ثلاث ساعات، وأيدته هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف "مجمع البحوث الإسلامية"، والمجمع الفقهي بمكة المكرمة، والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الكويت، وأيضا المؤتمرات الإسلامية الدولية التي تناولت قضايا الإخصاب الطبي. وهو أيضاً رأي أيدته الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية برئاسة البابا شنودة بابا الإسكندرية.

اثنى عشر قاريء
وحتى الآن لا يوجد وجهة نظر :emb:
هل الكل في حيرة من هذا التصرف الجديد على حياتنا البشرية ؟؟؟؟؟!!!!

قصّة محيّرة فعلاً .. قرأت عنها قبلاً ..
ولم أجد أي داعٍ للإعتراض عليها ..
مع أنها لم ترقني كثيراً ..


في حال حاجة أي زوجين لطفل كامتدادٍ إليهما .. وعدم قدرتهما على ذلك .. فلا أجد مانعاً لمثل هذا الحمل طالما هناك طرف ثالث قبل المساعدة ..


المجتمعات تجد صعوبة في تقبّل تقنيّات جديدة كهذه .. لكنني لا أفهم بالضبط (المانع الشرعي الصالح لكل زمان ومكان) الذي حرّم هذا الأمر ..
!!

خوليو

شكرا خوليو
فكرت بهذا الأمر ووصلت الى الآتي
طالما أن البويضة من الأم الحقيقية والحيوان المنوي من زوجها ..
ورحم المرأة الحامل ...في هذه الحالة ليس الا وعاء ...
أي لم يدخل على الجنين أي جينات أو مكونات لهذه المرأة الحامل
وشبهتها بالضبط مثلما كان بالسابق
حينما يكون هناك يتيم أو أم مريضة لا تستطيع ارضاع الوليد من حليبها
كما حصل للرسول محمد حينما كان يتيم وأرضعته المرضعة حليمة ...
حسب ما ذكرت الكتب والقصص ...
هذا رأي ...
أرجو من العلماء أو الأطباء أن يشاركونا ويوضحوا الأمر
لك تحية عطرة :97:

:23:

اقتباس:  نسمه عطرة   كتب/كتبت  
شكرا خوليو  
فكرت بهذا الأمر ووصلت الى الآتي
طالما أن البويضة من الأم الحقيقية والحيوان المنوي من زوجها ..
ورحم المرأة الحامل ...في هذه الحالة ليس الا وعاء ...
أي لم يدخل على الجنين أي جينات أو مكونات  لهذه المرأة الحامل  
وشبهتها بالضبط مثلما كان بالسابق  
حينما يكون هناك يتيم أو أم مريضة لا تستطيع ارضاع الوليد من حليبها  
كما حصل للرسول محمد حينما كان يتيم وأرضعته المرضعة حليمة ...
حسب ما ذكرت الكتب والقصص ...
هذا رأي ...
أرجو من العلماء أو الأطباء أن يشاركونا ويوضحوا الأمر  
لك تحية عطرة :97:

طبعاً نسمة ..
ليس هناك أي اختلاط جيني بالموضوع ..
مجرّد توفير بيئة مناسبة لنمو الجنين ..

ومن هنا ينبع استغرابي لتحريم هذه العمليّة ..


كما أنّ قول المرأة التي حملت التوءمين بأنّها تشعر بمشاعر الأمومة تجاههما .. يدعو للتفكير فعلاً ..
يبدو أن مشاعر الأمومة تنبع من عذاب المخاض .. وعذاب الحمل لمدّة 9 أشهر ..
لا لاستمرار جيني ..

وهنا أجد أنّ شعور "الأبوّة" أكثر سمواً .. فهو ليس لعذاب أو تعب .. بل هو شعور فطري صافٍ :23:

خوليو

ربما رجال الدين يرون ان هذا فيه نوع من الزنى، حيث ان الحيوان المنوي من رجل غريب يتم وضعه في رحم امرأة غير زوجته.

أنا شخصيا لا أرى أي مشكلة في الموضوع و أعرف فتاة قامت بهذا الأمر لأجل صديقتها بدون أي مقابل (صديقتها فقط قامت بدفع رسوم الاطباء و مستشفى الولادة و الادوية اللازمة).

رجال الدين لا يتعاملون بالمنطق بل بالاحكام المطلقة الغريبة. مثلا الكاثوليك يحشرون أنفسهم بين عضو الرجل و رحم زوجته، و يقولون أنه لا يحق له او لها استعمال أي مانع للحمل.

وحياتكم عمركم شفتم ناس حشريين بهالشكل؟؟

مشاعر الأمومة فعلا تأتي نتيجة تعب الحمل وألم الولادة، كما عن مصاحبة الروح للروح واحتواءها تسعة أشهر، يسمع فيها صوتها ودقات قلبها وتشعر بحركته/ها داخلها، ولذلك يصعب على المرأة أكثر مما يصعب على الرجل التخلي عن ابن الزنا مثلا.. كذلك فإن جزءا من شخصية الإنسان وصفاته تتشكل أثناء الحمل وليس بسبب الجينات، من خلال التغذية والهرمونات ومكونات دم الأم التي يتعرض لها الجنين وتدخل جسمه في مرحلة التكوين، وحتى بمزاج المرأة الحامل، لذلك يحذر الأطباء من أن تتعرض الأم الحامل إلى متاعب نفسية قوية وإلا أدى ذلك إلى تشوه الجنين! هناك أحاديث وآثار تزعم أن ( لا ترضعوا أولادكم لبن الحمقاء) !
وحتى التوائم المتماثلة التي أتت من نفس البييضة والمني ليسا متطابقين بل لكل منهما شخصيته وصفاته فمن أين أتت هذه الشخصية وتلك الصفات؟
بعض علماء الدين المسلمين يعتبرون العملية حلالا بشرط ألا يدخل المني أو البييضة الملقحة رحم امرأة غير الزوجة، أي أن الزوجة تكون السيدة التي تحبل وليس السيدة واهبة البييضات ، والأم الحقيقية هي صاحبة البييضة وإن كانت الحامل أما أيضا "إنما أمهاتكم اللاتي وضعنكم.." كما في آية الظهار .
شخصيا أرى أنه يجب أن تسن القوانين بحيث لا تحمل بهذه الطريقة إلا امرأة سبق لها الإنجاب، وتعرف ما ينتظرها، وحتى في هذه الحالة أن يكون لها الحق إذا غيرت رأيها وقررت أن تحتفظ بالطفل أن تحتفظ به، فليست الأمومة أمرا يهدى أو يمنح أو يباع أو يقدم كخدمة لصديق!
فإذا كانت الزوجة لا تشعر أن الزوج خانها لمجرد أن ماءه دخل رحم امرأة أخرى طالما أنه لم يتزواج معها فكيف تشعر بأمومتها لطفل لمجرد منحها البييضة طالما لم يحدث فيها حمل؟
اختلف رجل وامرأة على طفل فقال: "حملته قبل أن تحمله ووضعته قبل أن تضعه"، فقالت :"حمله خفا وحملته ثقلا، ووضعه شهوة ووضعته كرها ".

كلما زاد الانسان في فهمه للطبيعة كلما برزت اسئلة اخلاقية كهذه.

الموضوع ببساطة ان قيمنا الاخلاقية الحالية اضيق من قداراتنا العلمية ، وهو مالم يحدث في التاريخ البشري من قبل.

الانسان مندهش انه ليس مقدساً وغير اعتيادي بالشكل الذي كان يعتقده ، وهو مرعوب من فكرة انه كتلة بروتينية مفهوم تماماً كيفية وجودها.

اظن ان علينا ان نناقش القيم الاخلاقية فقي ضوء القدرات العليمة الجديدة ولا ضير في ذلك.

تحية

هذه العملية أبسط من أن توصف بأنها "قدراتنا العلمية" .
إنها قدرات تقنية تطبيقية في أحسن وصف .
يعرف الإنسان منذ وقت طويل أن عملية الحمل والأمومة تختلف عن عملية منح الجينات، عبّر الرجل عن هذه الفكرة حين وصف المرأة أنها وعاء ، لأنه يرى أن الطفل يأخذ أنف أو شفتي أمه كما يأخذ عيني أو شعر أبيه في أسمى صورة تجسد خلود الحب والإتحاد بينهما .
تقتضي الحكمة تقبل التقنيات الجديدة التي تجعل التصور النظري واقعا عمليا بحذر، قبل أن تنشأ عنها مشكلات اجتماعية أو أخلاقية بعيدة المدى ومعقدة .
مرت البشرية بفترات من التقدم وفترات من التأخر، حين تتراجع المعرفة قد يورث علم الأسلاف عن طريق الوصايا التطبيقية والنصوص القديمة الأسهل حفظا وبقاء في الذاكرة لكونها ذات طابع غنائي .
العلم أيضا يقدس الإنسان ويكتشف في الإنسان قدرات لم يكن يعرفها عن نفسه من قبل، فبعض الحلول الجراحية الحديثة التي لم تكن مطبقة فيما ورثناه من علوم القدماء بينت قدرة الجسم البشري على الإستغناء عن اجزاء منه أو تعويضها بأجزاء أخرى، ودراسة قدرات الدماغ تدعي كل يوم نسبة أصغر في القدر الذي يستخدمه الإنسان مقارنة بكامل إمكاناته .

الجسد ملكية خاصة