سيريانا .. اسم عنوان ل فيلم قمة في الروعة. انه فيلم عظيم و لكنه معقد في نفس الوقت. انه يسلط الضو ء بوضوح على إيقاع و دوافع الشخصيات.
الفيلم تم عرضه اولا في كندا و بالتحديد في فانكوفير منذ حوالي شهر, و حاليا يعرض في الولايات المتحده و على ما اظن في شباط 2006 في صالات الاوروبيه
انه ليس فيلم ليبرالي او فيلم محافظ من الناحية السياسية. انه حتى اكثر من استكشاف للنظام السياسي الحالي في الولايات المتحدة و الذي تطور عبر السنين.
لا يوجد في الفيلم و لا لقطة واحدة ل جورج بوش, الجمهوريين, أو الديموقراطيون بشكل عام. في الحقيقة لم يتم ذكر ولا كلمة واحدة مما ذكرت سابقا في الفيلم. الفيلم ليس قائم على نظرية او فكرة يسار/يمين, ولا على حتى احمر/ازرق. ايضا لم يتم ذكر من هو الحزب الحاكم في الادارة الاميركية.
في الحقيقة سوا ء جمهوري او ديموقراطي فإن هذا العالم يعتمد على النفط...
و الولايات المتحدة على الرغم من إنقسامها على كيفية او على طريقة الحصول على النفط, سوف تفعل ما بوسعها لكي تضمن عدم قطعه.
الفيلم يثير نقاط حساسة في الاقتصاد العالمي, حيث يضع الملامه على الفساد العالمي سوا ء كان اوروبيا, اميركيا او شرق اوسطيا. ايضا يصور النظام الا ميركي الملئ بالفاسدين و المفسدين و ذلك منذ عهود طويلة.
ايضا يلقي الملامة على الشرق الاوسط كيف انه لم يستفد او بالاحرى كيف يضيع و يبذر عائداته و ايراداته. و في نفس الوقت يسليط الضو ء على الصين و كيفة تأثيرها على السوق الاستهلاكي.
و اي شخص يقول بان الفيلم قائم او تم اخراجه لدوافع سياسيه انما يكون جاهل ..
لا يوجد في الفيلم ابطال, فقط اناس عليهم ان يقرروا ما هي خياراتهم في الحياة. فيلم متشابك, بقصص عديدة حيث يلعب جورج كلوني ( George Clooney ) دور بوب بارنس و هو MR Fix-it
في ال CIA حيث عند قيامه بآحد المهام الموكلة له في بيروت يتلقى ضربة موجعة تؤثر عليه سلبا و في نفس الوقت تكون بدايه اكتشاف ل سلسه من العاب قذرة تمارسها ال CIA .
مات ديمون ( Matt Dymon) يلعب دور شخصية برايان ودمان ( Bryan Woodman) و هو محلل و خبير طاقه و نظم يعيش مع زوجته و ولديه في جنيف. و حادثة مأساوية تحدث له فتربط مصيره بمصير الامير العربي ناصر المتفتح و ذو عقلية متنورة متمرد على الواقع الراهن و رافض لافكار باليه في مجتمعه. و هو في نفس الوقت الوريث الاول لعرش امارة منتجة للنفط في الشرق الاوسط.
في نفس الوقت في واشنطن هناك مدعي عام يحقق في عملية دمج اكبر شركتين للنفط و معرفة عمق الفساد و ابعاد هذه الصفقة.
عندما يصور الفيلم هؤلا ء المدرا ء النفطيون و غيرهم من المتورطين في قضية الفساد و هم يتنقلون و يتعاملون في الغرف الخلفية و في الفنادق الفاخره. في نفس الوقت هناك شاب باكستاني بسيط يعمل في احد تلك الشركات في الشرق الاوسط يتم طرده من عمله و يعاني من عدم وجود دخل منتظم فينضم الى احد المدارس الدينية و يجد فيها ملاذ و ملجأ لما يعانيه لكنه يقع ضحية ل المتزمتين السلفيين.
ان مخرج الفيلم (Stephen Gaghan ) غاغان ... قام بعمل مميز من حيث اداره الشخصيات. لقد نجح هذا المخرج بتسليط بقعة ضو ء على كيفية ان قادة الدول العربية الغنية بالبترول اصبحوا مديننيي بالفضل الى الولايات المتحدة اكثر من الاميركيين انفسهم. ايضا ركز على ان عدم الاستقرار في الشرق الاوسط دائما يصب في مصلحة الغرب و منافعه.
و مع تقلص انتاج النفط, فان الدول المنتجة للنفط سوف تجد نفسها ضمن هذه الديناميكيه العالميه و التطورات في ورطة حقيقة و سوف تزول بسبب عدم تطورها و اعتمادها الوحيد على النفط فعند ذلك لن تنفعهم يخوتهم.
بعباره اخرى هذا الفيلم عباره عن صرخه صادقه و جاده من مخرج انصف العرب اللذين لم ينصفوا انفسهم بعد. صرخه انسانيه من مخرج انسانيته غلبت مصالحه و انصفت شعوب. و كانت رسالته واضحه .....
"لا دما ء من اجل النفط '' ...
http://syrianamovie.warnerbros.com
دمتم و دامت الانسانيه:97: