قانون اجتثاث البعث في العراق، ظهر ردا على مذابح واضطهاد واستبداد حزب البعث، وبالتالي فهو رفضا ليس للبعث تحديدا، بل لكل الممارسات المشابهة. ان الرفض موجه ضد ممارسة الاقصاء والاضطهاد وفرض الحزب الواحد والحقيقة الواحدة والفكر الواحد والاحادي وقمع الاخر وتصفيته. وهو موجه ضد استلاب السلطة من قبل فئة من فئات الوطن، معرضة الوطن للتمزق والولاء الوطنة للضعف. الايعني ذلك انه من الواجب تطبيق مثل هذا القانون ليس فقط على حزب البعث، بل على كل حزب يدعو او يمارس الاقصاء والاضطهاد والتصفية وتمزيق اللوحدة الوطنية لاسباب سياسية وفكرية او دينية؟
اليس من الواج اعتبار التمييز الطائفي هو اضطهاد غير مقبول؟
اليس من الواجب اعتبار الدعوات الطائفية هي دعوات لتفتيت الوطن والمصالح الوطنية، ولسيطرة فئة على اخرى على اساس المميزات الدينية وليس الكفائة والاخلاص للوطن؟
الايعني ذلك ان الاولوية بالولاء للطائفة وليس للوطن الواحد؟
يقف الان العراق على ابواب انتخابات، ويشارك فيها احزاب دينية تدعو الى تقسيم ابناء الوطن الواحد على اسس ولاء طائفية سنية او شيعية، ليصبح الجميع في معارضة الواحد للاخر، معرضينالوحدة الوطنية للخطر والتمزيق.
يقول الياور:
"نحن أمام طريق طويل وشاق حيث نحتاج لبناء كيانات سياسية وطنية يكون ولاؤها للشعب العراقي وتلتزم بتحقيق مصالحه بعيداً عن المصالح الشخصية والاعتبارات الحزبية والطائفية. معبراً عن أمله بإنجاز خطوات حقيقية على طريق النمو والاستقرار خلال الفترتين الحكوميتين القادمتين".
فهل يمكن اعتبار الكيانات السياسة الطائفية هي كيانات وطنية لكل العراق؟ اليس إدخال الدين في الصراع وتسيسه هو ضد مصالح الوطن والاسلام؟
إن تجربة العام الماضي في العراق تشير الى ان بناء العراق الجديد يجري على اسس طائفية ستعمق بالتأكيد الانقسام وتجذره، ليضع مستقبل العراق الموحد قيد التساؤل. فقد ذكر الياور ، ان الطريقة التي تتم فيها تأسيس الجيش العراقي الجديد التي قال أنها تساهم في ترسيخ الطائفية وتكريس الفرقة والاختلاف بين أبناء الشعب الواحد.
كما ان قانون اجتثاث البعث اصبح يستغل من قبل الاحزاب الطائفية لتوضيد منافع حزبية والاستيلاء على السلطة وقد اشار الياور بأن عملية اجتثاث البعث شابها الكثير من المخالفات والممارسات السيئة التي تشبه ما حدث خلال محاكم التفتيش في أوروبا دون مراعاة لأن "هؤلاء أبناؤنا وأهلنا وعلينا أن لا نحملهم جريرة ذنب لم يقترفوه".
ان الاحزاب الاسلامية ذات المصداقية الحقيقة عليها ان تكون ذات شفافية وبعيدة عن الاستغلال من قبل الدول المجاورة، وفي طريقها لتعديل طروحاتها الطائفية، من اجل تمثيل الشعب وليس الطائفة.
إن كراهية البعث لايجب ان تأخذ مظهرا شكليا، بل يجب ان توجه للقضاء على امكانية إعادة احياء اساليبه من قبل اي جهة، بما فيها الجهات الاسلامية، وإلا فأننا سنكون في انتظار قانون استئصالهم قريبا