أرسل لى أحد القراء الرابط التالى على الإنترنت:
http://switch5.castup.net/frames/20041020_...D=90173&ak=null
وهو تسجيل لمقابلة بالفيديو أذاعتها المحطة الفضائية الدينية (إقرأ) مع طفلة عمرها ثلاث سنوات ونصف!! وتفاجأ بأن الطفلة محجبة!! ولست أدرى ماهوالسر فى أن ترتدى طفلة عمرها ثلاث سنوات الحجاب، وسواء إختلفنا أم إتفقنا مع الحجاب، أعتقد أن حجاب طفلة ثلاث سنوات لا يدخل تحت أى عقيدة، وعلى العموم كما ذكرت من قبل الحجاب هو مسأله شخصية أولا وأخيرا، ولكنه ليس من أركان الإسلام الخمس (الشهادة، الصلاة، الزكاة، صيام رمضان، الحج لمن إستطاع إليه سبيلا)، أما أن يضيف المتأسلمون الجدد أركانا أخرى إلى الدين، أركانا مثل (الحجاب، النقاب، الجلباب، اللحية)، فهذا شأنهم، حتى إن أرادوا أن يعودوا إلى عصر جاهلية ما قبل الإسلام فهذا شأنهم أيضا، ولكنه ليس من شأنهم محاولة فرض تلك الأركان الجديدة على باقى أفراد المجتمع، ومحاولة خلق دولة (طالبان) جديدة فى كل مكان.
نعود إلى شريط الفيديو وهو حوار مع الطفلة (بسملة) وقد تعجبت من هذا الأسم الجديد الذى لم أسمعه من قبل، ماذا حدث لأسماء أمهات المؤمنين مثل: خديجة، فاطمة، عائشة، حفصة، صفية، زينب، إلخ، ما علينا الأسماء لا تهم والناس أحرار فى تسمية أولادهم وبناتهم ما يريدون، ولكن الدروشة والهوس الدينى وصل إلى الأسماء ووصل إلى أن يفرض الحجاب على طفلة فى الثالثة من عمرها.
وتقوم المذيعة بصوتها (العورة!!) بتقديم الطفلة "بسملة" على أنها إبنة الممثل (التائب) وجدى العربى، وأنها تعتبر نموذجا لكيفية تنشئة أطفالنا كيف يكونوا مسلمين حقيقيين وكيف يتعرفوا على أعدائهم، تخيلوا طفلة فى الثالثة ما زالت تتعلم كيف تتعلم وتمشى وتتلقى الحياة وتضحك وتبكى وتبول على نفسها أحيانا!! نبدأ بتعليمها عن أعدائها وواجب محاربتهم وقتالهم وقتلهم!!
.... ويجرى الحوار التالى بين المذيعة والضيفة الطفلة الجميلة البريئة( والتى أراد لها أهلها أن تفقد براءتها قبل أن تبدأ فى المشى والتعلم):
المذيعة: السلام عليكم.
الطفلة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاتو
المذيعة: إسمك إيه؟
الطفلة: بسملة
المذيعة: ما شاء الله، عندك كام سنة
بسملة: ثلاث سنين ونص
المذيعة: إنت مسلمة
بسملة: أيوة
المذيعة (تبدأ سؤال بدون إحم ولا دستور): إنتى بتحبى اليهود؟
بسملة: لأ
المذيعة: ليه؟
بسملة: علشان هم قرود وخنازير
المذيعة: ومين قال عليهم كدة؟
بسملة: ربنا
المذيعة: قال عليهم كده فين؟
بسملة: فى القرآن
المذيعة: واليهود بيعملوا إيه كمان؟
بسملة: هما عندهم شركة بيبسى!!
المذيعة: ياه ده إنت كمان عنكم فكرة عن المقاطعة.
.....
وتمضى المذيعة الحوار مع الطفلة البريئة (بسملة) ذات الثلاث سنوات عن العداء بين اليهود والرسول وعن تاريخ قتال اليهود!!
والحقيقة أن الحوار أصابنى بالغثيان، كيف أننا فى عصر العولمة ومحاولة التعايش بين الشعوب نحاول أن نغرس فى أطفالنا وهم فى سن الرضاعة الكراهية والقتل.
وتعالوا نتخيل ما الذى يمكن أن يستفيده المسلمون والعرب إذا إختفى اليهود من العالم:
هل يمكن أن يقضى هذا على مشاكل البطالة؟
هل يمكن أن يقضى هذا على مشاكل الفقر والجهل؟
هل يمكن أن يقضى هذا على الفساد المستشرى من القمة إلى القاع؟
هل يمكن أن يجعل المواطن أكثر إحتراما فى وطنه؟
هل يمكن هذا أن يوقف حركة هجرة الشباب من العالم العربى والإسلامى إلى عالم (الكفار)؟
....
وفى نهاية الحديث تقول المذيعة الشابة الجميلة أن (بسملة) هو النموذج لما يجب أن يكون عليه أطفالنا!!
وأقول للجميع، إتقوا الله فى أطفالكم، وتذكروا أن اليهود كانوا يهربون من ظلم الكنيسة الكاثوليكية فى عصور الظلام فى أوروبا إلى العالم الإسلامى المتنور عندما كان أكثر تقدما وأكثر رحمة وعندما كان يقدم شيئا للإنسانية، وقبل أن ينزلق فى ظلام التخلف والهزيمة والتطرف والكراهية والإرهاب.
....
وأقول للأخوة القراء الذين دأبوا على شتيمتى فى ردودهم (المهذبة جدا!!)، لقد أثبتوا لى حقيقة أنهم نتاج ثقافة كراهية الآخر وغياب العقل، وإن كان لديهم شئ يمكن أن يناقش بالمنطق والعقل، أهلا وسهلا، وإن لم يكن لديهم سوى الشتيمة فأقول لهم أن الشتيمة تزعجنى بشكل وقتى، وكما نقول فى مصر (الشتيمة ما بتلزقش، وبتلف وتلف وترجع لصاحبها)!!، وأنا أشفق لحالتهم كما أشفقت على الطفلة البرئية (بسملة).
samybehiri@aol.com
منقول من إيلاف :
http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/...5/12/110428.htm