تعود قصة وجود اليهود في تونس إلى القرن السادس قبل الميلاد، وفقا لكتب يهودية وعربية على حدّ سواء.

ووفقا لكبير حاخامات فرنسا التونسي الأصل جوزيف سيتروك، تعد قصة الوجود اليهودي في تونس من أعرق العلامات في تاريخ هذه الطائفة، حيث أنّهم "اتخذوا من جربة ملجأ لهم مباشرة بعد أن قام نبوخذ نصر، ملك بابل، بتدمير الهيكل الأول عام 586 قبل الميلاد."

ومن جهته، يقول زعيم الطائفة في جربة شلومو الطرابلسي، إنّ أعدادا "كبيرة من اليهود هاجروا حاملين معهم حجرا من هيكل سليمان" ومن ثمّ قاموا ببناء معبدهم.

ويقول اليهود إن كنيس "الغريبة" الذي ترقد فيه واحدة من أقدم نسخ التوراة، ارتبطت نشأته بامرأة قدمت إلى جربة وعاشت فيها بعفة وورع إلى أن ماتت في مكان الكنيس الموجود حاليا.

وشهد المعبد أعمال بناء وتوسيع منذ عام 1920 ليستوعب الأعداد المتزايدة من الزوار واليهود الذين يأتون من كل مكان في العالم لحضور الاحتفال الديني السنوي، وفي فترة الربيع والذي يطلقون عليه اسم "الهيلولة" وهو الإسم الذي يستخدمه التونسيون كذلك، بصرف النظر عن ديانتهم، على أي احتفال يقيمونه.

وفي هذا الاحتفال يتنافس اليهود على دفع ما يعرف بـ "المنارة" التي تحمل الكتاب المقدس ( التوراة) خارج المعبد اتجاه الحارة الصغيرة، ومن يدفع أكثر يكون أوفر حظا.

وفيما لا تشير المؤلفات العربية والتاريخ الرسمي للبلاد التونسية، إلى أي إسهام لليهود في حضارة قرطاج، يقول اليهود التوانسة إنّهم شاركوا في امبراطورية قرطاج التي ساهمت في اغناء الحضارة الفينيقية واليهودية بسمات كلّ الشعوب السامية التي كانت تعيش في الشرق الأوسط.

ومازالت جربة، التي تقع جنوب شرق تونس، ويبلغ عدد سكانها حوالي 120 ألفا غالبيتهم من العرب المسلمين ومن بينهم البربر والأفارقة وأقلية من المسيحيين، تضم 11 معبدا يهوديا يؤمها نحو 1000 من التونسيين الذين يدينون باليهودية، والذين يعيشون في حيّين هما "الحارة الكبيرة والحارة الصغيرة."

ويعترف اليهود بأنّهم يعيشون مع "مواطنيهم" المسلمين في كنف السلام والمواطنة.

وفي الحقيقة يمكن مشاهدة هذا التعايش بالعين المجردة، رغم أنّ مظاهره كانت أكثر وضوحا قبل إعلان دولة إسرائيل، وفقا لمسلمين ويهود على حدّ سواء.

ويقول المطرب والممثل العالمي ميشيل بوجناح "إنّ المجتمع التونسي أثبت أنّ التعايش ممكن بين الطائفتين."

أما عيزرا كوهين، الذي هاجر إلى فرنسا في الستينات ويعود إلى تونس عدة مرات في السنة، فيقول "نحن اليهود أدينا شعائرنا في مساجد للمسلمين في بعض الأحيان ولم يكن ذلك مدعاة استغراب، لاسيما أثناء فترة النازية."

وقال إنّ "تفضيلنا للمساجد يعود لوجود تماثيل ورسومات بالكنائس المسيحية يحرمها ديننا."

والملاحظ ان المسلمين واليهود يعملون لدى بعضهم البعض.

ففي كنيس الغريبة بالذات يعمل رجل مسلم اسمه الهادي الحاج مسعود منذ تقاعده، حيث يقوم بتوزيع "البرنيطة" وهي أغطية الرأس على زوار المعبد نساء ورجالا.

ويقول مسلم من جربة، التي تعتبر من أكثر المناطق محافظة على تراثها الإسلامي في تونس، رفض الكشف عن هويته "على مدى ثلاث آلاف سنة من وجودهم معنا، لم يعان اليهود أكثر مما عانوه على أيدي اليهود أنفسهم، حيث أنّ اليهود التوانسة عانوا من التفرقة التي مارسها عليهم يهود الغرانة."

وينحدر يهود تونس من مجموعتين، الأولى هي التونس التي لجأت إلى البلاد منذ تدمير هيكل سليمان الأول، ويهود الغرانة ذوي الأصول اللاتينية البرتغالية الإيطالية.

وحلّ يهود الغرانة بتونس في القرن السادس عشر بعد أن تمّ طردهم من أوروبا مع المسلمين.

واختار يهود الغرانة إقامة ما يشبه "الغيتو"، حيث منعوا التزاوج مع الطوائف الأخرى، بما فيها يهود التونس.

وانتظرت المجموعتان حتى عام 1944 ليشهدوا ما يشبه الوحدة بعد أن تمّ رفع القوانين التي تحّرم التزاوج بينهما أو الدفن في نفس المقبرة.

ويعود سبب ذلك إلى قيام النازيين بحرق إحدى مقابرهم.

وتضمّ جربة مدارس تلمودية لتعليم الأطفال تاريخ اليهود واليهودية واللغة العبرية.

وحسب يوسف وزّان، رئيس الجالية اليهودية بجربة، فإن هناك اتفاقا بين الجالية اليهودية وإدارة تونس التعليمية، بحيث يتمكن الطالب اليهودي من حضور المدرسة التلمودية - اختياريا - بينما يواظب على حضور المدرسة الحكومية.

وفي القرن العشرين بدأ اليهود موجة من الهجرة إلى إسرائيل. غير أنّ العديد من اليهود فضّلوا البقاء في تونس، لاسيما من أجل عدم التفريط في ممتلكاتهم، وهم الذين ساهموا في الحركة التجارية والاقتصادية في البلاد.

وعند استقلال تونس عام 1956، اختار الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، رجل الأعمال باروخ ضمن حكومته وكلفه بوزارة السياحة.

وفي حرب الأيام الستة، عام 1967 شهدت تونس موجة جديدة لهجرة يهودها إلى إسرائيل وفرنسا، لاسيما بعد أن قام غاضبون بحرق كنيسهم في ضاحية لافيات بتونس.

إلا أنّ من أعجزته الحيلة أو فضّل البقاء، استمرّ في أعماله، ولاسيما في أعمال تجارة الذهب والمطاعم.

وفي إسرائيل كان لليهود التونس حضور فاعل في حكوماتها، ومن ضمنهم الوزير الأسبق موشيه دايان ووزير الخارجية الحالي سيلفان شالوم، وكلاهما من محافظة قابس القريبة من جزيرة جربة التونسية و التي تبعد عن العاصمة التونسية بقرابة 390 كلم.

اضافة مفيدة
شكرا هاجر
ولكن هل تعلمين كم عددهم في تونس؟ وكيف اوضاعهم الاقتصادية؟ وهل حقيقة انهم من كبار التجار هناك؟

ولكن هل تعلمين كم عددهم في تونس؟
------------
حاليا قرابة 3 ألاف يهودي، و لاحظنا أن المهاجرين منهم و خاصة الذين ذهبوا الى اسرائيل يريدون العودة الى تونس و الاستقرار فيها من جديد لأنهم لم يجدوا كرامتهم و لا أمنهم في اسرائيل و يعانون من العنصرية كونهم من العرب الاشكيناز....


وكيف اوضاعهم الاقتصادية؟ وهل حقيقة انهم من كبار التجار هناك؟
------------
مثلهم مثل بقية الشعب فيهم التجار و فيهم الاطارات في الشركات

شكرا يا هاجر على تلك المعلومات
فعلا أجد اليهود القادمون من شمال افريقيا في أوروبا يحنون دائما الى البلاد التي قدموا منها بل ويفضلونها عن أوروبا ....
ولكن كما ذكرت عنصرية الأوروبي البغيضة هي أس البلاء وعلى رأسهم يهودها كما ذكرت تعاليهم وغطرستهم حينما لجأوا الى شمال افريقيا بعد المذابح التي تمت لهم وللمسلمين بعد سقوط الاندلس ...للأسف وقع اليهود ذو الأصول العربية وعلى رأسهم من كانوا يتعايشون بموده بين الفلسطينيين تحت سلطة وجبروت عصابات العنصرية الصهيونيه القادمة من وراء البحر المتوسط ,,,
ومنهم من يعترف ولكنه يخشى الجهر بها وطبع اليهودي جبان أصلا ,,,
الصهيونيه العالمية استغلت سذاجة وعاطفة اليهود الشرقييون أخس استغلال وهم مشهور عنهم النشاط والذكاء والتفاني بالعمل لدرجة مقدسة ....
من يصحي هؤلاء اليهود الطيبون من غفوتهم ؟؟؟؟؟
لك تحية عطرة :97:

شكرا نسمة عطرة على المرور :

اليهود الذين لا علاقة لهم بالسياسة الاسرائيلية و الصهيونية يعني مجرد مواطنين عاديين تجدينهم طيبين جدا و بالامكان معاشرتهم بكل ود، يهود تونس مثلا يعشقون بلدهم و هم يأتون كل صيف في وفود لزيارة البلد و يتابعون كل كبيرة و صغيرة تحصل فيه، كما و أن غالبيتهم يطلبون دفنهم في تونس عند وفاتهم في الغرب....

كل ما أتمناه الان أن لا يحرف كلامي من بعض الزملاء:saint:

شكرا يا هاجر
معاداتي للصهيونيه واضحة بالغرب ....
أتعامل كثيرا مع اليهود العرب الطيبون ويهمسوا ( خوفا) أنهم يفضلوننا ويحبوننا عن الآخرين ,,,,
قامت الصهيونية في الخمسينا ت بزرع الخوف والقاء القنابل على أماكن ورموز اليهود في مصر والعراق مثلا لترهيبهم ودفعهم خوفا وهلعا للاندراج تحت الدوله اليهودية المزعومه غدرا وخسة ...وتعتبر أكبر سرقة شاهدها وباركها الأنذال ....
زاد الطين بله حماسة بعض العرب على طرد ومضايقة اليهود العرب انتقاما عما فعلوه بأهالنا بفلسطين ... مما كان مؤونة وخميرة كبيرة للدولة الفتية ....
اليهودي الطيب يرتعب خوفا من وصمه حينما يقول الحقيقة ا......أنه يخالف التعاليم التلموديه ويستغلون تدينهم وخوفهم من الرب بهذا الهراء ,,,,
كما ظهر من التحقيقات الفرنسية منذ عدة شهور على أن من يقوم بتدمير مقابرهم بفرنسا هي من أعمال الصهاينة لترهيب اليهود الفرنسيون وهروبهم الى اسرائيل وهذا ما يلهث شارون ويسيل لعابه على هذه الوجبة الرائعة ...
لك تحية عطرة :97:

شكرا على معلوماتك نسمة عطرة (f)

اقتباس :
كما ظهر من التحقيقات الفرنسية منذ عدة شهور على أن من يقوم بتدمير مقابرهم بفرنسا هي من أعمال الصهاينة لترهيب اليهود الفرنسيون وهروبهم الى اسرائيل وهذا ما يلهث شارون ويسيل لعابه على هذه الوجبة الرائعة ...
----------------
طبعا هدف شارون الأول هو تجميع أكبر عدد ممكن من اليهود في اسرائيل لأمور سياسية و دينية هامة في عقيدتهم و المشكلة في اليهود الذين يفضلون العيش في بلدانهم الأصلية أو في أوروبا و أمريكا و يرفضون الهجرة لاسرائيل، اذن ما من حل سوى تخويفهم على أساس أنه لا يوجد أمان الا في أرض الميعاد...

سبق و قلت أن الظاهرة الجديدة في تونس هي عودة بعض اليهود اليها و رغبتهم في الاستقرار من جديد في بلدهم، و سأعود الى هذا الموضوع عند توفر المعلومات ...

هاجر
اضافة سريعة هذا لا يعني أن ليس من بين من هم يهود العرب أنه طيبون بل هناك من تحول الى أشرس مخلوقات الله ...
لأنه انتماؤه الصهيوني أنسته أصله والأرض التي رضع منها
خذي عندك مثلا السفاح موفاز أصله ايراني
وفؤاد العازر أصله عراقي
والخبيث الحالي الزائرحاليا الى تونس الخضراء
كما تجدي بالضبط حثالة العرب ممن يطلق عليهم مارينز الجدد,,,فهم أكثر شراسة من المارينز الأصليون ...
يعني لما ألغوله تختار واحد من أصل عربي مثل جون ابي زيد ليس من باب العبط بل هي عارفه هذه الخصله القذره في بعض النفوس ,,,,
ما أخشاه مستقبلا أن يتحول ابناء العرب الذين هاجروا الى الخارج أن يصبحوا أتون الحرب المستقبليه ...
هذه هي الطامه التي تنتظرنا ,,,,,

طبعا أنا أوافقك الرأي تماما، و لنا في شالوم و موشى دايان التونسيان المتوحشان أبرز مثال...