شهود يهوه
ينكرون عقيدة الثالوث القدوس
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
معتقدهم:
ماداموا يعتقدون أن الابن مخلوق,وأن الروح القدس ليس أقنوما,وإنما هو مجرد قوةكما أشرنا إلي ذلك في مقال سابق,إذن هم ينكرون عقيدة الثالوث القدوس.ويقولون في كتابهمالغنيص193:
عقيدة الثالوث أخذت عن الديانات القديمة التي هي ديانات إبليسية.
ويهاجمون عقيدة الثالوث أيضا في كتابهمليكن الله صادقاص106,105 حيث يقولونوما برح الإكليريكيونأي رجال الإكليروسعلي اختلاف المذاهب والمشارب يتمسكون ويتشبثون بهذه العقيدة المتشابكة التي ابتدعها إبليس زارع الزوان المعروف.وفي ص117 من نفس الكتاب يقولونإنهم تسلموا هذه العقيدة من الوثنيينويقولونما خطرت عقيدة التثليث علي بال يسوع علي الإطلاق.ولم تخطر علي بال أحد من مسيحيي القرون الأولي.
وشهود يهوه لهم كراسة بعنوانهل يجب أن تؤمنوا بالثالوث؟
Should ylou believe in Trinity?
ويقولون في هذه الكراسة إن الامبراطور قسطنطين تدخل في إنشاء هذه العقيدة,كما يهاجمون قانون الإيمان الذي أصدره مجمع نيقية المقدس.
الرد عليهم:
1- الرد الأول الذي لايقبلونه هو ماورد في1يو5:7الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة:الآب والكلمة والروح القدس.وهؤلاء الثلاثة هم واحدفيقولون في كتابهمليكن الله صادقاص108إن هذه الآية التي يتذرع بها الثالوثيون هي من أنصع الأمثلة علي ما أضافه إبليس علي كلام الله من الأقوال الباطلة التي يشجبها الله.
ومع عدم موافقتنا علي إنكارهم وجود هذه الآية نذكر الآتي:
2- ورود عقيدة الثالوث في قول السيد المسيح عن المعموديةوعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدسمت28:19.ونلاحظ أنه قال عن الأقانيم الثلاثةباسموليسبأسماءمما يدل علي أن الثلاثة واحد.
3- البركة التي نختم بها كل اجتماعاتنا,المأخوذة من2كو14,13,يقول فيها الرسولنعمة ربنا يسوع المسيح,ومحبة الله,وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.ووارد هنا أسماء الأقانيم الثلاثة.
4- ما أكثر الآيات التي وردت فيها أسماء الآب,والابن,والروح القدس,كل منهم علي حدة.ولكن مانود شرحه هنا هو:
اثبات أن هذه الأقانيم الثلاثة هي كيان واحد.
الثلاثة واحد:
سنحاول في هذا المجال أن نثبت أن الآب والابن والروح القدس عبارة عن لاهوت واحد.وأن الآب والابن هما واحد.وأن الروح القدس واحد مع الآب,وواحد مع الابن أيضا.
* الله واحد بعقله وروحه.
* فالابن هو اللوجوس أي عقل الله الناطق,أو نطق الله العاقل.وطبيعي أن الله لا ينفصل عن عقله,وأن الله وعقله كيان واحد.
وقد ورد في1كو1:24..المسيح قوة الله وحكمة الله.ولايمكننا أن نفصل الله عن قوته وحكمته.فبلاشك هو وحكمته كيان واحد.ولانستطيع أن نقول إنه خلق لنفسه حكمة لم تكن له من قبل,أو خلق لنفسه قوة لم تكن له من قبل.
كذلك قال الابنأنا والآب واحديو10:30.وهذا نص صريح لم يحتمل اليهود سماعه,فأمسكوا حجارة ليرجموه.
ومما يؤكد وحدانية الآب والابن,قول الابنأنا في الآب,والآب فييو14:11,10الذي رآني فقد رأي الآبيو14:9.
مادام الآب والابن واحد,فماذا عن الروح القدس.
الروح القدس والآب واحد.
فهو روح الربأش11:2أش61:1وطبيعي أن الرب وروحه كيان واحد.ولا يمكن أن نفصل الله عن روحه,أو أن نقول إنه مر وقت كان فيه بدون روح!أو أنه خلق لنفسه روحا!والسيد المسيح يقول عنهالله روح..يو4:24.ويقول عنه للتلاميذروح أبيكممت10:20.ويقول عنه داود النبي في المزمورروحك القدوس لاتنزعه منيمز51:11.كما يقول أيضاأين أذهب من روحك,ومن وجهك أين أهرب؟إن صعدت إلي السماء فأنت هناك.وإن فرشت في الهاوية فها أنتمز139:8,7
ومادام الله إذن واحدا مع عقله وحكمته,وواحدا مع روحه.إذن هؤلاء الثلاثة هم واحد.ولاداعي للهروب منه1يو5:7.
وما يؤكد هذه الوحدانية أيضا أن الروح القدس كما أن روح الآب,هو أيضا روح المسيح,كما قال الرسول1بط1:11.
ولذلك كل واحد من الأقانيم الثلاثة هو الله.
الآب هو الله,عقيدة لايختلف فيها أحد.
الابن هو الله.فبالإضافة إلي ما قلناه نورد ما جاء فيكو2:9,8..المسيح الذي يحل فيه كل ملء اللاهوت جسديا.فمادام في تجسده كان يحل فيه كل ملء اللاهوت,إذن هوالاله الظاهر في الجسد1تي3:16.
الروح القدس هو الله,كما يظهر في قصة حنانيا وسفيرا.قال بطرس الرسوللماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب علي الروح القدس..أنت لم تكذب علي الناس بل علي اللهأع5:4,3.إذن الروح القدس هو الله..
الروح القدس هو الله.
هيكل الله:
بمقارنة ماورد في1كو3:1,16كو6:19.
فقد ورد في1كو3:16أما تعلمون أنكم هيكل الله,وروح الله يسكن فيكمبينما ورد في الآية الأخري1كو 6:19أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم...
إذن فيما نحن هيكل الروح القدس,نحن أيضا هيكل الله.
وبهذا يثبت أن الروح القدس هو الله.
مواهب الله:
من جهة المواهب.هي مواهب الله,وهي مواهب الروح القدس.
ماورد في1كو12يثبت ذلك إذ يقولأنواع مواهب موجودة,ولكن الروح واحد.أنواع أعمال موجودة,ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل.ولكن لكل واحد يعطي إظهار الروح للمنفعة.فإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة,ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد.ولآخر إيمان بالروح الواحد..ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه,قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء1كو12:4-11.
إذن هي مواهب الروح القدس,قاسما لكل واحد كما يشاء.
ومع ذلك ففييع 1:17يقول الرسولكل عطية صالحة,وكل موهبة تامة هي من فوق,نازلة من عند أبي الأنوار.فهل المواهب إذن هي من الله الآب أم من الروح القدس؟أم من الآب والروح القدس,لأنهما واحد.
الوحي:
ننتقل إلي نقطة أخري وهي الوحي:من الله أم الروح القدس؟
يقول القديس بولس الرسولكل الكتاب هو موحي به من الله,ونافع للتعليم..2تي3:16.ويقول القديس بطرس الرسول:لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان,بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس2بط1:21.لذلك نقول عن الروح القدسالناطق في الأنبياء.كما قال السيد المسيح لرسله القديسين:لأن لستم أنتم المتكلمين,بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكممت10:20.
الوحي إذن من الله الآب,أم من الروح القدس,أم من كليهما؟لأنهما هما واحد في اللاهوت.
أم نتطرق إلي العلاقة بين الروح القدس,والابن الذي قال لرسله عن الروح القدسيأخذ مما لي ويخبركميو16:14,15.
المغفرة:
*واضح أن مصدر المغفرة هو الله وحده,كما يقول الكتاب بوضوحمن يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحدهمر2:7.
* ومع ذلك فإن الرب يسوع قد قال للخاطئة التي بللت قدميه بدموعهامغفورة لك خطاياكلو7:4.وقال للمفلوجمغفورة لك خطاياكمر2:5.وقال بعدهالكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا علي الأرض أن يغفر الخطايامر2:10.
* والسيد المسيح منح لتلاميذه الروح القدس الذي به يغفرون الخطايا.فنفخ في وجوههم بعد القيامة وقال لهم:اقبلوا الروح القدس.من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم..يو20:23,22.
من يغفر الخطايا إذن:الآب أم الابن أم الروح القدس؟
أم الثلاثة معا لأن هؤلاء الثلاثة هو واحد.
الخلق:
* واضح أن الله الآب هو الخالق.كما ورد في أول سفر التكوينفي البدء خلق الله السموات والأرضتك1:1.
والابن أيضا هو الخالق,كما قيل عنه في إنجيل يوحنا:كل شيء به كان,وبغيره لم يكن شيء مما كانيو1:3.
*وقيل عنه في الرسالة إلي كولوسي:فإنه فيه خلق الكل:ما في السموات وما علي الأرض,ما يري وما لايري سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلقكو1:16.
ومن جهة الروح القدس,قيل في سفر أيوب الصديقروح الله صنعني,ونسمة القدير أحبتنيأي33:4.
وفي مزمور 104 يقول المرتل لله عن المخلوقاتتنزع أرواحها فتموت,وإلي ترابها تعود.ترسل روحك فتخلقمز104:30,29.
فمن الخالق:الآب أم الابن أم الروح القدس؟
أم نقول إن الثلاثة هم واحد.
المعرفة:
واضح أن الله الآب كلي المعرفة,يعرف كل شيء,الخفيات والظاهرات,ويفحص القلوب والكلي ويقرأ الأفكار.
ومن جهة الابن,هو اقنوم المعرفة,وكان أيضا يعرف أفكار الغير ويرد عليها دون أن يتكلموا.وقيل عنه أيضاالمذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلمكو2:3.
وقيل عن الروح القدسلأن الروح يفحص كل شيء حتي أعماق الله1كو2:10.والله يعلن لنا بروحه1كو2:10.والروح هو الذي يعلمنا كل شيءيو14:26.
ما موقف هذه الأقانيم الثلاثة من العلم والتعليم؟أم نقول ببساطة أن الثلاثة واحد.
الرد شهود يهوه
في إنكار الثالوث القدوس:
نتعرض في هذا الرد إلي النقاط الآتية:
1- فكرة الثالوث القدوس لم تؤخذ من الديانات الوثنية.
2- نحن نؤمن بالثالوث,وفي نفس الوقت بإله واحد.
3- لماذا لم تذكر كلمة ثالوث في الأناجيل.
4- عقيدة الثالوث موجودة قبل مجمع نيقية المسكوني.
xxx
وسنتناول الآن هذه النقاط بالتفصيل:
العقائد الوثنية:
المعروف أن العقائد الوثنية تؤمن بتعدد الآلهة وليس بالثالوث
فقدماء المصريين كانوا يؤمنون بعدد كبير من الآلهة,تحت قيادةرعإله الشمس وليس بثلاثة آلهة.وحتي في قصة إيزيس وأوزوريس وابنهما حورس,كان هناك ابن آخر هوستالإله الشرير.وهكذا كانوا أربعة آلهة ولم يكونوا ثلاثة أو ثالوثا.
واليونان كانوا يعبدون آلهة كثيرينأع17:23,16.وكان زيوس هو كبير الآلهة.والرومان أيضا كان لهم الكثير من الآلهة تحت قيادة جوبتر كبير الآلهة.وما كانوا يعبدون ثالوثا أو ثلاثة آلهة.
والآلهة الوثنية كانت تجمع الكثير منهم قصص زواج وتوالد جسداني.
الأمر الغريب عن العبادة المسيحية والثالوث القدوس.فمثلا في الديانة المصرية القديمة أوزوريس تزوج إيزيس,وأنجب منها حورس وست,وفي مثل هذا الاعتقاد يوجد تفاوت في السن بين الابن,والآب,والأم.مادام الابن أصغر,إذن مر وقت لم يكن فيه موجودا.وهذا لايتفق مع الألوهة,ولا يتفق مع الأزلية.وكله غريب تماما عن عقيدة الثالوث في المسيحية التي لايوجد فيها زواج ولاتناسل جسداني,حاشا...
وفي العقائد الوثنية آلهة تمثل صفات معينة,أو بعضا من الطبيعة.
فمثلا الآلهةفينوسهي آلهة الجمال,بينمامارسهو إله الحرب.وأوزوريسهو إله الموتي.ورعهو إله الشمس,ويعوزنا الوقت إن أحصينا صفات أو وظائف الآلهة.أو إن تحدثنا عن إله الخير,وإله الشر.وعبادة النار,وعبادة الأرواح,وعبادةفرعونكإله..!
ومن غير المعقول أن تقتبس المسيحية عقيدة من الوثنية.
بينما الوثنية حاربت المسيحية,والمسيحية حاربتها حتي الاستشهاد.
وبخاصة أن المسيحية نادت بالتوحيد منذ نشأتها.وحتي قانون الإيمان الذي قرره مجمع نيقية المسكوني سنة 325هوالذي وضحت فيه عقيدة التثليث,يبدأ بعبارةبالحقيقة نؤمن بإله واحد.
التثليث والتوحيد:
ونحن حينما نقولبسم الآب والابن والروح القدسنقول بعدهاإله واحد,آمين.والسيد المسيح حينما قالوعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدساستخدم عبارةباسموليسبأسماءلأن الثلاثة واحد.والقديس يعقوب الرسول يقول في رسالته:أنت تؤمن بإله واحد,حسنا تفعل.والشياطين أيضا يؤمنون ويقشعرونيع2:19.والقديس يوحنا يقولالذين يشهدون في السماء هم ثلاثة:الآب والكلمة والروح القدس,وهؤلاء الثلاثة هم واحد1يو5:7.
ومع أن شهود يهوه-في تحريفهم للكتاب المقدس,ينكرون هذه الآية,إلا أن آيات.
أخري تثبتها.
فالابنالكلمة-اللوجوسيقولأنا والآب واحديو10:30.ويقول:أنا في الآب والآب فيمن رآني فقد رأي الآبيو14:10,9.وهذا طبيعي,لأنه إن كان الابن هو حكمة الله1كو1:24,23.وإن كان باعتباره اللوجوس هو عقل الله الناطق,أو نطق الله العاقل,فالله وعقله ونطقه كيان واحد.
كذلك مادام الروح القدس هو روح الآبمت10:20,وهوروح السيد الربأش61:1,وهوروح اللهأع5:4,3.إذن الله وروحه كيان واحد.
وهكذا فإن الله يقولأسكب من روحي علي كل أحديوء2:28.ويقول له المرتل في المزمور:أين أذهب من روحك..؟!مز139:7هل تري نستطيع أن نفصل الله عن روحه؟!مستحيل بلا شك.إذن الله وروحه واحد.
ومادام الآب والابن واحد,والله وروحه واحد,والابن والروح واحد لأن الروح القدس هو روح الابن أيضاغل4:6,روح المسيح1بط1:11.إذن الثلاثة واحد.
كلمة ثالوث:
يقول شهود يهوه إن كلمةثالوثلم ترد في الأناجيل.فلماذا؟
والجواب هو أن الآباء الرسل نادوا بالمسيحية وسط الأمم,في عالم وثني ينادي بتعدد الآلهة.فكانوا يتحاشون كلمة ثلاثة أو ثالوث.ولكن يوحنا الرسول وهو آخر من عاش من الرسل,استخدم هذه العبارة في قوله:وهؤلاء الثلاثة هم واحد1يو5:7.
|