- عام ألف : أيّ وقت يا أحمق؟.. ألا ترى أنني مسجونٌ عند العرب منذ ألف سنة؟
- عام ألفين : دعك من المزاح.
- عام ألف : انجُ بجلدك يا أخي، فإنني لا أدري ماذا سيحل بك إن أمسك بك العرب.
فإن هم لم يطلقوا سراحي منذ ألف عام، فأنت قد يبقونك عندهم ألفي عام أو أكثر.
- عام ألفين : لقد أخفتني.
- عام ألف : حتى أنهم غيروني أنا،
فقد كنت أقول الشعر وأوقفوني عنه،
وكنت أنتصر لهم فكبّدوني الهزائم الواحدة تلو الأخرى،
وكنت أدرِّس الطب فصرتُ مريضاً مزمناً،
وكنتُ أصدِّر الحضارة فصرتُ تخلفاً مستورداً.
وقس على ذلك ما شئت مما قد يفعلونه بك إن هم أمسكوك وسجنوك عندهم.
- العام ألفين : إن لم آخذ مكانك ستبقى مسجوناً عندهم إلى الأبد.
- العام ألف : أنا نالني ما نالني من تشويه وتزوير وتلفٍ وضياع.
ولم يبق فيّ ما يستحق الحفاظ عليه. أما أنت فما زلتَ شاباً واعداً فتياً.
- العام ألفين : أشكر لك تضحيتك، ولكنْ لي عندك طلب قبل أن أودعك إلى الأبد.
- العام ألف : أنا في خدمتك.
- العام ألفين : لا تخبرهم أنني مررت كيلا يحسوا بي ويتبعوني فيصيبني ما أصابك. :cry:
11-10-2005, 07:16 PM
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
الثاني: يا أخي هذه حقيقة، أنت أمام النافذة، ولست أمام فيلم.
الأول: ولكنني دخلت السينما ودفعت أجرة الفيلم.
الثاني: لا بد أنهم خدعوك.
الأول: مستحيل ... إنه أنت من تخدعني ...أأأأ انظر إلى ذاك الرجل يضرب الآخر،
وذاك الطفل يتهاوى من الجوع والفقر، مستحيل، هذا فيلم إثارة أمريكي.
الثاني: بل الحقيقة، ولا شيئ غير الحقيقة.
الأول: ولكن، تلك السيارة التي ضربت البطل وفرّت،
وذاك المحامي الذي يدافع عن المجرم،
وذاك الشرطي الذي يحمل مسدسه ويجري وراء الأبرياء،
وتلك السحابة السوداء التي تلفّ المدينة،
وتلك الأمراض التي تفتك بالناس،
والمشافي المقفلة في وجوه المرضى،
والمحتالون المنتشرون هنا وهناك ؟
لا .. لا .. لا بدّ أنه فيلم رعبٍ لهيتشكوك.
الثاني: سمِّه ما شئت، ولكن هذه هي الحقيقة، ولا شيئ سوى الحقيقة.
11-11-2005, 11:32 PM
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
- المؤرخ : ما بالك ؟ مائة عامٍ وأنا أكتب، لم تنطقي ولو لحظةً واحدة.
- الآلة الكاتبة : سئمتُ من كتابة تاريخك الكاذب. تتحدث عن النصر وقد انهزمنا،
وتتكلم عن الحضارة وقد تخلفنا،
وتمدح بلغتنا وقد نسيناها،
وتذم بالغرب وقد عبدناهم،
وتصف نظافة مدننا ونحن نغرق في القمامة والماء الآسن.
تكذب، وتلفق، وتخدع الجيل المقبل.
تكتب لنا تاريخاً مشرقاً، تخترع القصص المشرفة والأساطير عن حاضرنا.
- المؤرخ : هل تقترحين أن أكتب التاريخ بأمانة؟
- الآلة الكاتبة : نعم.
- الرقابة : تابع عملك كما كنت تفعل، ونحن سنشتري لك آلةً كاتبةً جديدةً لا تتذمّر.
11-14-2005, 02:07 AM
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
- العصفور: لست إلا حجراً، وستأتي الأمطار قريباً فتزيل ما خلفت.
- التمثال : احترم قيمتي وتاريخي النضالي.
العصفور : وماذا فعلت في حياتك ؟
- التمثال : بقيت أناضل طيلة عمري.
- العصفور : وماذا جنيت من هذا ؟
- التمثال : وماذا سيجني المرء من النضال غير النصر ؟
- العصفور : أنت مخطئ.
لأنك لو انتصرت فعلاً لما بقيت مناضلاً طيلة عمرك.
ولأصبحت كغيرك تنام مساءاً وتصحو صباحاً لتذهب إلى عملك اليومي، تبني وتصنع.
ولوجدت مكان تمثالك قوساً للنصر أو صرحاً للحرية.
النصر لا يحرزه رجلٌ واحد، النصر تحرزه شعوبٌ بأسرها.
- التمثال : ابتعد أيها العصفور !!!
11-15-2005, 01:57 AM
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004