اقتباس:ولو أنّ هذه الزاوية انفردت مثلا بميزة جديدة كأن تكون خالية من إضافة رد، على مبدأ ( موضوع مغلق ) لقلنا أن الكاتب اختلى بنفسه ودوّن ما يريد دون تدخل أحد.
هي بالضبط كذلك يا عزيزي محمد الدرة ...
خاصية هذه الساحة الرئيسية، والتي تجعلها مميزة جد التميز عن ساحات النادي، هي أن العضو فيها لا يستطيع أن "يتدخل" في موضوع "لعضو" آخر؛ لا برد ولا بتعليق ولا بسؤال ولا برمز ولا بإشارة ... "فالمدونة" ساحة لا ترتجي النقاش ولا تروم الحوار ولا تبتغي الجدل. فهي تحاول أن تضم إليها من يريد أن يعلن رأيه بهدوء وسكينة. إنها مائدة عامرة يستطيع عابر السبيل أن يأكل ويشرب منها ما لذ له وطاب، ولكنه لا يستطيع أن يشارك في "إثراء" هذه المائدة.
هذه الساحة مفتوحة للجميع ومغلقة في نفس الوقت. مفتوحة لكل من يريد أن يكتب موضوعاً ما، ومغلقة في وجه أي تعليق أو رد لغير صاحب الموضوع.
حاول أن تعلق في هذه الساحة على أي موضوع غير موضوعك يا صديقي ولسوف تخرج لك رسالة تخبرك بعدم جواز ذلك. أما لو قلت لي بأنني أكتب الآن مداخلة في موضوعك أنت، فذلك لأنني استعملت "صلاحياتي الرقابية". فالساحة مفتوحة لصاحب الموضوع وللمراقبين والمشرفين، بقصد التدخل إذا ما جنح أحد الكتّاب إلى مخالفة وثيقة النادي من خلال موضوع في هذه "المدونة".
"المدونة" ليست "ضد" أي ساحة أخرى، وأنى لها أن تكون. فهي ترتكز على فكرة رئيسية جديدة لا تلبيها أي ساحة أخرى في النادي، إنها مع "التفكير والتعبير" علناً وعلى رؤوس الأشهاد، ولكن
بدون "الحوار" و"الجدل" و"النقاش". أما لو كان هناك من يريد نقاش صاحب الموضوع في فكرة ما، فإن باستطاعته أن ينقل هذه الفكرة في موضوع له إلى ساحة من ساحات النادي الأخرى حيث يتم النقاش فيها هناك.
"المدونة" إذاً تحاول أن تعطي للنادي ما كان النادي محروماً منه حتى الآن؛ أعني مساحة للتعبير عن النفس علناً، دون الخوض في أي نوع من الجدل. وهي، في حين تثري النادي، فإنها لا تغض من طرف الساحات الأخرى بل تقويها وتغنيها، لأن الأعضاء الذين لا يتفقون مع صاحب رأي في "المدونة" يستطيعون - كما أسلفت - أن ينقلوا الموضوع إلى ساحة من ساحات النادي ويناقشوه.
بقي أن "المدونة" ليست حكراً على "الأدب والفن"، فهي قد تكون في أي موضوع معرفي يريد صاحبه أن ينأى به عن "معمعة" النقاش. ولا شك بأنني أنتظر من الزملاء الأعزاء مواضيع تحتوي على قدر كبير من الفلسفة والسياسة والعلوم وغيرها من المجالات الثقافية المتنوعة.
هنا، عزيزي الدرّة، دعني أهتبلها فرصة، كي أدعوك، أنت الشاعر المفلق والكاتب النحرير، الى مضافتنا الهادئة هذه، كلما رمت أن تسجل خواطرك، أفكارك، شؤونك وشجونك، دون تدخل من الآخرين في محتواها أو طريقها.
دمت سالماً
الياس الخوري