الشاهد الملك» في قبضة العدالة
محمد علي رستم : ( كلنا شركاء) 24/10/2005
ألقي القبض مؤخراً على محمد زهير الصديق في باريس بناءً على طلب من المحقق الدولي بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس وعلى طلب مشابه من المدعي العام اللبناني محمد سعيد ميرزا للمثول أمامه والتحقيق معه.
فمن هو محمد زهير الصديق والذي اعتمد المحقق الدولي ميليس على شهادته بشكل أساسي لبناء تقريره الذي قدمه إلى مجلس الأمن الدولي حول تحقيقاته بحادثة اغتيال الحريري؟ ولماذا انقلب ميليس ضده بعد أن وعده خلال استجوابه في النمسا باعتباره "شاهد ملك"؟
ورغم أن أحداً لم يطلع على الملف الذي قدمه المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي إلى ميليس حول حقيقة وشخصية محمد زهير الصديق ، إلا أن التقارير الصحفية التي وردت من بيروت وباريس وبون تشير إلى أن هذا "الشاهد الملك" ليس أكثر من شخص محتال ورفعت عليه 96قضية احتيال، حكم بـ33قضية منها. وكان مجنداً فاراً من الخدمة الإلزامية في القوى الجوية في سورية، عمل حاجباً في مكتب أحد الضباط عام 1988، وسرح من الخدمة في هذا العام، وهو شبه أمي لأن دراسته دون الابتدائية، تزوج سبعة مرات آخرها من فتاة لبنانية من بيت آل الغصيني – أقرباء النائب اللبناني مروان حماده. وخلال وجوده في لبنان مارس الصديق أعمالاً متعددة معظمها وقع في دائرة الاحتيال والنصب بما في ذلك واقعة الاحتيال على أحد السياسيين اللبنانيين الذي ابتز منه 52 ألف دولار أمريكي. انتحل الصديق صفات متعددة أحدها ضابط في الأمن السوري برتبة رائد وبقي على هذا الحال حتى حدوث جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وخروجه من لبنان خلسةً وانتقاله إلى سورية.
أما قصة دخوله مجال التحقيق الدولي باغتيال رفيق الحريري فقد بدأت بخبر سربه هو إلى صحيفة السياسة الكويتية أدعى فيه أنه ضابط سوري ويملك معلومات هامة عن الجريمة..
كما لعبت زوجته اللبنانية دوراً في ترتيب لقاء له مع أحد السياسيين اللبنانيين – ويعتقد أنه مروان حماده – في خلده والذي اعتبره كنـز معلومات حول القضية. ولإعطاء قصته نوعاً من المصداقية، زور الصديق بطاقة عسكرية له باسم "محمد إبراهيم صافي"، وقد فبرك مع السياسي اللبناني قصة عن تورط الأجهزة الأمنية السورية اللبنانية في جريمة اغتيال الحريري مدعياً أنه استضاف في منـزله في خلده اجتماعاً ضم قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية للتخطيط لعملية الاغتيال. كما تحدث عن اجتماعات لهؤلاء القادة الأمنيين في شقة في حي معوض في ضاحية بيروت الجنوبية. وقد عمد هذا السياسي اللبناني إلى تلقين الصديق خبراً مفاده أن المتفجرات التي استخدمت في تنفيذ الجريمة قد استوردت من سلوفاكيا عن طريق تاجر سوري يعمل في تركيا، الأمر الذي لم تثبت التحقيقات السلوفاكية صحتها. وبعد أن جمعه "السياسي اللبناني" مع قطب لبناني سياسي بارز في بيروت وزوده بجواز سفر لبناني. وبتاريخ 1/4/2005 سافر محمد زهير الصديق من سورية إلى السعودية، واستجوب هناك من قبل المخابرات السعودية، وسافر من السعودية إلى باريس في 28/8 في الرحلة 119، ومن ثم نقل ا! لصديق إلى ماربيا (اسبانيا) حيث حل في فندق رويال بلازا في الغرفة رقم 207 باسم وئام الحسن، وهناك اجتمع مع رفعت الأسد الذي يقيم في ماربيا، الذي طلب منه أن يضم في روايته إلى اللائحة التي أدعى أن أصحابها خططوا ونفذوا اغتيال الحريري كلاً من رئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء آصف شوكت ورئيس فرع الأمن الداخلي اللواء بهجت سليمان وطلب من السلطات الفرنسية اللجوء السياسي، ثم عاد إلى فرنسا وأجرى لقاءات مع سياسيين لبنانيين وأمنيين فرنسيين، ونقل فيما بعد إلى النمسا حيث قابل المحقق الدولي ميليس واعتبرته لجنة التحقيق الدولية "شاهد ملك". وتقول أسرته في دمشق أن آخر اتصال أجراه معها كان في الثلاثين من شهر آب، ونقل عنه شقيقه قوله أن قبة السماء فتحت له، في إشارة إلى حصوله على الكثير من المال.
بدأت قصة الصديق تتكشف فصولها مما آثار الشكوك لدى القاضي ميليس الذي طلب من السلطات القضائية والأمنية الفرنسية إلقاء القبض عليه . وما زال الصديق في قبضة العدالة حتى الآن بانتظار ما سيحدث لاحقاً

السنيورة والسنيور :h:
الله جمع ووفق :lol2: