يعتبر الإله الفارسي ميثرا أحد أهم الآلهة الوثنية القديمة على مستوى العالم القديم, بل أن تأثير هذا الإله الفارسي قد وصل إلى هذا العصر الحديث تحت أسامي جديدة و طقوس تعدلت, و تعتبر عبادة الإله الفارسي ميثرا, أحد أهم الديانات القديمة الذو التأثير على البشرية من الناحية الدينية, وكان الرومان و شعوب الإمبراطورية الرومانية تعبد هذا الإله الفارسي, بل إن الأباطرة الرومان كان في طليعة عبدة هذا الإله و يشجعون على عبادته, و المسيحية حاربت حربا ضارية في أوربا ضد هذا الدين الفارسي, وان كان صحيحاً , إن المسيحية قد تغلبت على عبادة الميثرا, و استطاعت ان تمحو أي ذكر لميثرا, لكنها لم تستطع القضاء عليه كلياً, حيث دخلت طقوس و عبادات مثرائية و حدث امتزاج بين الميثرائية و المسيحية ولد عنها المسيحية بشكلها الحالي, و ما الإحتفال بعيد الميلاد المسيحي إلا نسخة معدلة للإحتفال الذي كان يقيم لولادة ميثرا, حيث كان يحتفل عبدة ميثرا بمولده في 25 من شهر ديسمبر, و يتبادلون الهدايا في مولده.
وبسبب إنتشار المثرائية في كثير من دول العالم القديم فكان اسمه يتخلف من منطقة لأخرى, حيث كانت أسمائه, ميثرا, ميهرا, ميترا, مهر, ميهير, و للمعلومة اللغة العربية استعارت الكلمة الفارسية "مهرجان" حيث كانت تلك الكلمة تعني الاحتفال بميثرا.
ولد ميثرا من الإلهة العذراء أناهيتا المجسدة للماء و الخصوبة, و كان لقب والدته, أم الإله.
كان ميثرا, الإله الحامي للمجتمع الفارسي القديم و كان يعتبر إلاهاً للشمس و النور و الصداقة و الحقيقة و الصدق, و كان يتعبر الوسيط بين البشر و بين الإله أهورا مازدا, لأنه كان يقف بوسط نور إله الخير أهورا مازدا و ظلام إله الشر أهريمان, وكان لديه ألف عين لكي يراقب جيدا أي إنسان يقوم بالكذب و الأعمال الخاطئة و كان ممن زاد من شعبية ميثرا بين العامة, إنه كان يلقب بقاضي الموتى, حيث أي إنسان يتوفى و بعد أن تغادر الروح الجسد, تتجلى الروح أمام ميثرا فيحاسبها فإذا أحسنت الروح عملها فسيدلها ميثرا على طريق الجنة و إذا فسدت الروح عملها فسيلقيها إلى الجحيم, وكان التاج الفارسي الذي يلبسه الملوك الفرس و الذي يعتبر الأصل الأول لكل التيجان في العالم, يعتبر رمزاً لقرص الشمس المقدس لميثرا و الشمس تعتبر عين ميثرا.
قيل أن الإله الأسمى في الميثيلوجيا الفارسية, إله الخير أهورا مازدا, قد خلق ميثرا لكي يكون عظيماو جدير بالعبادة كأهورا مازدا, ولكي يقيم ويراقب العقود و الصداقات بين الناس, بل إن أن روح ميثرا ستحل بجسد المتنظر شاشويانز الذي سيقود جيوش الخير ضد جيوش الشر في المعركة الأخيرة في آخر الزمان.
كان للملوك و طبقة النبلاء تقديسا خاصاً لميثرا, لأانهم كانوا يعتبرونه الحامي المميز لهم و كانوا يسمونه الملك العظيم, و الكثير من ملوك أرمينيا و آسيا الصغرى يسمون أنفسهم بإسمه, بل تذكر النقوش الصينية بأن هذا الإله وصل إلى حدود الصين حيث كان معروف هناك كالإله الصديق الذي يحمي البشر في حايتهم و آخرتهم.
صحيح أن ميثرا بدأ في إيران و كان يعتبر إله فارسي لكنه سرعان ما انتشر و تعدى الحدود الفارسية وليصبح إله عالمي مازال تأثيره واضحاً في الديانة المسيحية.
و الكثير من علماء الآثار وجدوا المعابد المكرسة لميثرا في كثير من الدول مثل إيطاليا, رومانيا, المانيا, المجر, بلغاريا, تركيا, أرمينيا, سوريا, وشمال أفريقيا و فلسطين.
حسين صادقي .
http://www.kitabat.com/i8739.htm