{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
خصائص العقل الطائفي
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
خصائص العقل الطائفي

الأحزاب المجتمعية كحل محتمل لأزمة التفكير الطائفي


تبقى الطائفية بصفتها مرضا اجتماعيا المعرقل الداخلي الأساس لأي مشروع نهضوي يهدف إلى بناء المجتمع على أسس علمية منطقية تقوم على تحكيم العقل كمشرّع وناظم للعلاقات في المجتمع.
وعلة الطائفية تكمن في السلوك الطائفي الناتج عن طريقة التفكير(العقل)الطائفي الذي غالبا ما يحمل ذات الصفات عند أغلب الطائفيين على اختلاف معتقداتهم وجماعاتهم.
العقل الطائفي عقل عنصري يقوم غالباً على مبدأ الفرقة الناجية من بين مجموع فرق تمثل كامل البشرية، خارجة عن إرادة الله التي يمثلها صاحب هذا العقل الطائفي بامتياز. لذلك فهو إطلاقي يعتبر كل ما يصدر عنه خيرا وما يصدر عن غيره شرا، وفي أحسن الأحوال يعتبر أن الخير الصادر عن الآخر هو شيء ناتج عن الفطرة الإنسانية التي تتجلى بفكره(أي الطائفي)كما يعتقد.
ولتمييز نفسه يهتم كثيرا بالتمائم والشعائر والأشياء التي تظهر اختلافه مع الآخر كشكل اللباس والأسماء وأي شيء يظهر ارتباطه بالطائفة واختلافه عن الآخر،و بهذا الشكل هو طقسي.
كما أنه سلفي يقوم(بأشكال متعددة ومتنوعة جدا)بربط هذه الفرقة الناجية(وبالتالي نسبه الديني وأحيانا الدنيوي)بجماعات بشرية متسلسلة موغلة في التاريخ لإعطاء نفسه مبررات وجوده وتميزه المزعوم. كذلك يسقط رؤيته لتفكير الآخرين على طريقته في التفكير،فيعتبر أن الآخر لديه نفس الهيكلية الفكرية التي لديه إنما بمعطيات ومبادئ مختلفة(فإن كان لديه مثلا رمز للشر ورمز للخير فإن الآخر لديه ذات الرمزين إنما بشكل معكوس).لذلك فهو إقصائي رافض للآخر معتبرٌ إياه مصدراً من مصادر المؤامرات تجاهه(التي لا تكف باقي المجموعات عن إحاكتها ضدّه حسب زعمه)فيقوم برفض الآخر إما مطلقاً أو نسبياً على قاعدة(فليقبل بي حتى أقبل به).
كما أنه عقل عقيم يفتقد إلى الفحولة والعطاء والخصوبة والتجديد،وسبب ذلك الأهم يعود لكونه عقلاً أصوليا يستند إلى النص المقدس وتفسيراته أكثر بكثير مما يستند إلى التحليل العلمي والعقلي لحركة المجتمع وعلاقة الإنسان بالإنسان.
ونتيجة عقدة الآخر تجد انه عقل جبان يخشى الفكرة المختلفة لدرجة استخدام الترهيب والترغيب الفكريين ضد أتباعه في سبيل عدم قراءة عقائد وثقافات الآخرين تحت تبرير عدم قراءة الكفر.
وهو ذو طريقة قبلية في التعامل مع جماعته ومع الآخرين من حيث علاقته بمراجعه وموقفه من تصرفات أبناء الطائفة،والدفاع عن أخطائهم واعتبارها مشروعة وعادلة مهما كانت.وفي حال العجز عن التبرير فالجواب الجاهز هو(هذا الإنسان لا يمثل الطائفة). وكشيء مرتبط بصفاته السابقة نجد أنه عقل كهنوتي يحتاج إلى وصاية من راعٍ يجعله مغيب التفكير تحت وطأة هذا الراعي المستند على النص المقدس في رعايته .
إن حل المسألة الطائفية في بلادنا يبتدئ أساسا بتغيير طريقة التفكير والاستناد إلى التفكير الناتج عن العقل الذي لا يقبل إلا بالمنطق والتحليل العلمي لحركة المجتمع.
وقد حاولت الأحزاب المجتمعية(أي التي تؤمن بوحدة المجتمع والتساوي الثقافي الحقوقي التام بين أبنائه) التي ظهرت في بلادنا منذ بدايات القرن العشرين،أن تكون بديلا عن الانتماء إلى الطائفة مقابل الانتماء إلى المجتمع الواحد(تحقيق مفهوم المواطنة)، لكن ما حصل هو أن المنتمين إلى هذه الأحزاب لم يكونوا قد تخلصوا تماما من أمراضهم الطائفية من ناحية طريقة التفكير.
فالكثيرون من أبناء هذه الأحزاب انتقلوا إليها مع الحفاظ على هيكلية التفكير الطائفي، حيث تم تغيير الجماعة والرموز فقط.
فهذه الأحزاب بقيت بشكل أو بآخر تتعامل مع فكرها تطبيقيا على أنه:
الحل الوحيد والناجز لكل مشاكل المجتمع(العنصرية)
صاحب عقيدة كاملة متكاملة لا تقبل الغلط(الإطلاقية)
الاهتمام بإظهار شعارات الحزب والتركيز على طريقة خطاب الحزب وتسمية الأبناء بأسماء رموز الحزب(الطقسية)
الاستناد إلى النصوص العقائدية في تفسير الظواهر المجتمعية دون العودة إلى أسباب هذه الظواهر والتي لربما كانت مختلفة عن الأسباب التي يعالجها النص العقائدي(الأصولية)
رفض الأفكار الأخرى في المجتمع باعتبار أنها أفكار ضالة (هرطوقية) ولا مانع من وصفها بالعمالة للخارج أو على الأقل وصفها بالتفاهة(الإقصائية)
التعامل مع أعضاء الحزب على أنهم جماعة تساعد وتحمي بعضها في السراء والضراء (القبلية)
تقديس آراء وأفكار قادة الحزب وجعلها منزهة عن الخطأ(الكهنوتية).
لذلك الحل ليس فقط في وجود أحزاب مجتمعية بل أيضا في اعتماد هذه الأحزاب على فكرة أننا كلنا نتبنى نظريات وأفكار بغاية خدمة المجتمع لتحقيق نهضته، فالخلافات بيننا هي على طرائق تحليل مشاكل المجتمع وكيفية علاجه وليس ماهية المشاكل والهدف المرجو من حلها، ويتم ذلك باعتماد المنهج العلمي في التفكير، فتختفي الأمراض السابقة ونستطيع تحقيق ما نرجوه.

NADEENA.COM
10-03-2005, 04:30 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل تصلح الديمقراطية للشعب العاطفي الطائفي أو الجاهل؟ مؤمن مصلح 25 4,773 03-10-2012, 01:14 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  مغامرة العقل الأخيرة ..والرحيل في الظلام الى الظلام: بقلم نارام سرجون فارس اللواء 0 986 02-28-2012, 08:23 AM
آخر رد: فارس اللواء
  صناعة الأعداء بين الثوابت والنزوع للعنف في العقل الإسلامي فارس اللواء 1 767 01-22-2012, 02:06 AM
آخر رد: فارس اللواء
  الهجوم على برهان غليون: من «اغتيال العقل» إلى «اغتيال السياسة» the special one 1 1,349 12-19-2011, 05:35 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  أزمة العقل الأصولي .. العولقي نموذجا.! بهجت 12 3,772 10-06-2011, 03:56 PM
آخر رد: بهجت

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS