أدان مجس الأمن الدولي بالإجماع قتل رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في العراق السفير إيهاب الشريف.

كما استنكر الأعضاء الخمسة عشر جميع الهجمات الإرهابية في العراق بما فيها محاولة اغتيال دبلوماسيين من البحرين و باكستان .

وفي القاهرة أعلن وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، إن مصر تعتزم تقليص عدد أعضاء بعثتها الدبلوماسية في بغداد، وذلك بعد يوم من تأكيد القاهرة مقتل رئيس بعثتها في العاصمة العراقية، إيهاب الشريف.

وقال الوزير المصري إن تقليص البعثة مرده الحرص على حماية الدبلوماسيين وسيستمر الى أجل غير محدد.

لكنه لم يحدد عدد الدبلوماسيين الذين سيتم سحبهم من العراق الا أنه يعتقد ان العدد قد يصل الى ستة.

وكان القائم بأعمال السفير المصري قد اختطف يوم السبت الماضي وأعلنت، يوم الخميس، الجماعة التي تطلق على نفسها "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" قتل الدبلوماسي المصري.

وقد أدانت مصر قتل الشريف، وقال مكتب الرئيس المصري حسني مبارك: "لن يُثني هذا العمل الارهابي مصر عن موقفها الحازم دعما للعراق ولشعبه."

وأعرب الرئيس العراقي جلال الطالباني عن إدانته لعملية قتل السفير المصري، وقال في برقية لنظيره المصري إن هذا الحادث "لن يمنع بلدينا من مواصلة دورهما في تعزيز الــتضــامن والعمل العربي المشترك للوقوف بوجه الإرهاب".

ووصفت الحكومة العراقية خطف الشريف وقتله والهجمات على دبلوماسيين آخرين هذا الاسبوع بانه محاولة لعزل الحكومة العراقية الانتقالية.

ودعت جميع الدول إلى إرسال سفرائها الى العراق، وقالت وزارة الخارجية العراقية ان "المجرمين" ارادوا بذلك ارهاب الدول العربية والاسلامية ومنعها من رفع مستوى التمثيل في بعثاتها الدبلوماسية بالعراق.

حماية أمريكية
من جهة أخرى، قال مسؤول عسكري أمريكي في العراق إن القوات الأمريكية قد تساعد في حماية الدبلوماسيين في العاصمة العراقية.

وأوضح المسؤول وهو الجنرال وليام وبستر قائد القوات المتعددة الجنسية في بغداد، إنه يبحث مع الحكومة العراقية سبل حماية الدبلوماسيين التي قد تتضمن إشراك القوات الأمريكية.

لكن الخطة التي لم يتم التوصل بعد الى صيغتها النهائية، لا تعني أن الجنود الأمريكيين سيتولون حراسة الدبلوماسيين.

ويقول المراسلون الصحفيون إن الجيش الأمريكي كان يتردد في الماضي بإلزام قواته بحماية الدبلوماسيين الاجانب.


اضغط للاطلاع على صور لبطاقات هوية الدبلوماسي المصري المختطف والتي نشرها تنظيم القاعدة على الإنترنت


كبر الصورة

بطاقات الهوية
وجاء نبأ مقتل السفير في بيان نشره موقع لمتشددين إسلاميين على شبكة الإنترنت.

وأرفقت الجماعة، التي يتزعمها المتشدد الأردني، أبو مصعب الزرقاوي، مع البيان تسجيل فيديو يظهر فيه الشريف معصوب العينين وهو يؤكد هويته وعنوان محل إقامته في مصر.

وكانت الجماعة قد نشرت صور بطاقات هوية على شبكة الانترنت بينها رخصة قيادة الشريف وبطاقة عمله بوزارة الخارجية وأخرى خاصة بالتأمين الصحي، وتحمل اسم الشريف ومنصبه وصورا له.

وكان "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" الذي يتزعمه المتشدد الأردني المولد، أبو مصعب الزرقاوي، قد أعلن يوم الثلاثاء مسؤوليته عن خطف الشريف، الذي كان يتوقع أن يكون أول سفير عربي في بغداد منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع صدام حسين.

وتكهن دبلوماسيون بأن خطف الشريف ثم قتله يهدف لتوجيه رسالة للدول العربية مفادها أن عليها أن تتجنب تعزيز علاقاتها مع الحكومة الانتقالية في العراق.