نقلت إحدى الصحف اللبنانية عن مصادرها الموثوقة أن حسابات الضباط الأمنيين الموقوفين في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري تفوق النصف مليار دولار !! نعم نصف بليون دولار !
من أين لأربعة موظفين هذا المبلغ و هم لو حمعوا رواتبهم لمئات السنين لن يبلغ هذا ا لرقم .
و بمعزل عن قضية اغتيال الحريري , لا بد أن يثير هذا الخبر السؤال المهم : من أين لهم هذا , و لمن هذه الأموال ؟

و الجواب البديهي الذي لا يحتاج لديتليف ميليس و لا شرلوك هولمز ليجيب عنه , هو أنها أموالنا -سوريين و لبنانيين - و التي نهبت على مر السنين الماضية .
و اليوم و مع هذا الشرخ في العلاقات على مستوى الشعبين السوري و اللبناني ربما تأتي هذه الأخبار لتؤكد أننا كنا و لا زلنا سوريين و لبنانيين أخوة و أشقاء حتى في التعرض للسرقة و النهب , فهذه أموالنا – و ليست دماؤنا- تمتزج اليوم معاً في نفس الحسابات و نفس البنوك .

و لو كشفوا في المستقبل القريب عن السرية المصرفية لحسابات رستم غزالة , فكم هي الأموال التي نهبها من اللبنانيين هذا الضابط الحوراني الذي يتفق الجميع أنه كان أعلى مرتبة عملياً من الضباط الموقوفين .

هذا الضابط المنتمي لعائلة فقيرة جداً في إحدى قرى حوران الصغيرة و المغمورة بات اليوم يمتلك أرضاً من سهل حوران يمكن رؤيتها بوضوح و بالعين المجردة على خريطة لسوريا بمقياس 1 على 2,500,000 – مع أو بدون لواء اسكندرون مش حتفرق – ناهيك عن القصور الفخمة و استراحة الغزالي الشهيرة على الأوتوستراد الدولي الذي يمر بمحافظة درعا .
أليست تلك أموال اللبنانيين . ؟!

ثم يسألونك عن الدين العام البالغ 40 مليار دولار في لبنان , و يسألونك عن البطالة و الفقر و النصف مليون عامل سوري في لبنان !
كيف وصل بنا الحال إلى هنا , و لماذا ؟
لماذا يحلم الشباب اللبناني و السوري بالسفر و الهرب بعيداً عن هذا الجحيم , و هناك في هذين البلدين من يسرق مليارات الدولارات و لا من رقيب .

لماذا علي أن أحلم بفيزا تنقلني إلى الجنة على أراضي الآخرين , و هناك من ينهب و يسرق في جنتنا كل يوم و في وضح النهار .

نعرفهم جميعهم بالأسماء و بالأرقام و نعرف قصورهم و سياراتهم و عاهراتهم , و لا من يجرؤ على الكلام .
فكيف حصل هذا ؟ و لماذا ؟

سؤال محير , يأتيني جزء من إجابة عليه , عن طريق خبر صغير , يقول بأن الأخبار قد أتت من أرض الجهاد , و قد سقط مجاهد حوراني في أرض الرافدين في عملية انتحارية و أهله يتقبلون التهاني باستشهاده في دارهم الكائنة في درعا سيتي .

مبروك لعائلة الشهيد و للوطن هذا الشرف الرفيع .

يقول مثل شعبي: "من يسرق البيضة، يسرق الجمل أيضاً".
لذلك، فسارق البيضة لا يقل عن سارق الجمل!

بهذا المقياس، فنحن نعيش بين اللصوص ...
حتى الآن، لم أعرف شخصاً لم يسرقني بشكل أو بآخر. سائق التكسي، صاحب الفرن، البقال، صاحب معمل المياه الغازية، أولئك الذين يسرقون مياهي أنا ليبيعوني إياها في قوارير بلاستيكية بأضعاف ثمنها، محلات صيانة الحاسب ومحلات إصلاح الأحذية، صاحب معمل المياه الغازية، صاحب معمل الصابون، ومعمل الألبسة الداخلية، شرطي المرور، مدير الدائرة، مؤسسة الهاتف، شركة المياه، الموظف، مدير المؤسسة، وهلم صعوداً ... لم أشعر أن أي واحد من السابقين ياخذ مني حقاً حقيقياً، الجميع حرامية بشكل ما.

وعندما أضيف إلى ما سبق أمثال من ذكرهم الزميل طرفة، أشعر أنني أعيش ضمن ركّة حرامية غير شكل.

طيّب ...
أنا لا أحلم بالسفر، إن كان حلماً لمثلي
فبماذا تنصحوني أن أحلم؟ :saint:
OK
الجميع حرامية
وبالتأكيد، فالمسؤول الأول والأخير هو النظام
وها هو الحلم يتحقق
ويطير النظام
وأتانا - من يأتينا - بنظام جديد

هل هو قادر على منع 99% من الباقي من السرقة؟

ملاحظة 1: أنا من ال 1% الباقين
لأنه لا مجال للسرقة في محيطي :D

ملاحظة 2: لا أحب أن أستشهد، فالحور هنا أكثر 72 ...

الزميل الفاضل طرفة
أنت في دولة معترف بها سواء لبنان أو سوريا ...
أما الدور والباقي على قطع متفرقة من باقي بواقي فلسطين ....
بعض أفراد السلطة حتى قبل أن تلتم باقي الأراضي وتصبح قطعة واحدة قاموا ببناء قصور وعملوا ريفيرا غزاوية ...
والأدهى والأمر سمعتها بحنق من الأوروبيين أن هذه الأموال التي تبعزق يمين وشمال هي من دافع الضرائب لتذهب الى بناء الدولة ومعونات للغلابة الذين يعيشون بالعراء ....
منبع المشكلة جاء من المحاكاة للغير وأخص بالذكر دول البترودولار ...
أي وزير أو مسؤل ناهيك عن الرؤساء الكل يسعى أن ينافس الملك والأمير والشيخ ...هؤلاء لديهم ...والآخرون ليس لديهم سوى الفساد والسرقة والنهب ...
والنساء دخلت على الخط وبدأ الجميع في حمى التسابق من يلهط أكثر يقوى أكثر ....وهلما جر ا....
لك تحية عطرة :97:

(f)(f)(f) مقال جميل رغم انني لا أحب اللطم يا طرفة

اقتباس:لماذا يحلم الشباب اللبناني و السوري بالسفر و الهرب بعيداً عن هذا الجحيم , و هناك في هذين البلدين من يسرق مليارات الدولارات و لا من رقيب .

فهذا الشاب هو جزء او حلقة في سلسلة تتكون من حلقات تنضح بالنفاق والكذب والدجل

انا لا ألوم النظام،،،
بل ألوم انفسنا التي سمحت لهكذا حثالات ان تركبنا

،،،،


مع أرق تحيتي (f)

الشباب اللبناني يملآ اصقاع الكرة الارضية بالمغتربين منذ عشرات السنين اي قبل الحرب الاهلية وقبل غزاله ومزالة ، الجاليات اللبنانية في انحاء الارض عمرها عشرات السنين (تنظيما) .
اللبناني لايستطيع ان يمضي حياته في لبنان ، السفر هاجسه منذ ان يفتح عينيه على الحياة لأن احلامه (على مايبدو) لاتسطيع بقعة كلبنان ان تحققها له .
اوراق اللعبة ال(52) هم نفسهم في لبنان منذ اعلان دولة لبنان عام 1917 وشقها عن سوريا الام ، تخلطهم السياسة والظروف فقط لكي تبدل مواقعهم انما هم هم ولكن مرة يكون الجوكر بيد الموارنة ومرة يكون بيد الدروز واخيرا ظهر على الساحة (نتيجة الوجود السوري ) لاعبان اضافيان هم الشيعة وبقايا السنة الذين تزعمهم الحريري ليسحب الجوكر السني من آل كرامي .

السوريون ايضا من اوائل شعوب الارض الذين غزوا فنزويلا والارجنتين وهم اول عرب وطأت اقدامهم ارض الكويت وباقي دول الخليج . قبل البعث وقبل غزالة .
سوريا بلد غني بالثروات تناوبت على نهبه احزاب وتيارات تحت مسميات مختلفة ، اوصلتها الى مرحلة انها لم تعد تستوعب لا عقول خريجيها ولا عمالتها . ولكني لا اجد بابا للمقارنة بين سوريا ولبنان اقتصاديا ، فثروة لبنان كلها فوق الارض وبعضها في البحر ، الثروة فوق الارض لايمكن سرقتها الا بالتملك وبالتالي فهي مسروقة محليا منذ عقود اي منذ تأسيس هذه الدويلة في خاصرة سوريا .
قد يكون سوليدير الحريري ومشاريع وسط بيروت لعبا دورا كبيرا في نهب ثروة لبنان المذكورة حيث تحولت نصف بيروت الى ملك خاص للحريري اثناء ولاياته على رئاسة الوزراء ، ولكن لو وضعنا جانبا (افيون) البقاع فلا اظن ان هؤلاء الضباط ورسم غزالة سرقوا من ثروة لبنان مايستحق الذكر .
من هنا نرى ان ما تفضل به الاخ صاحب المقالة عن (وحدة الشعبين) السوري واللبناني تحت مسمى واحد (شعبان منهوبان) ليس دقيقا بالقدر الكافي .
وبس .

اقتباس:  EBLA   كتب/كتبت  
.... البقال، صاحب معمل المياه الغازية، .
.... ومحلات إصلاح الأحذية، صاحب معمل المياه الغازية،  ...

عزيزي إيبلا يبدو أن لديك مشكلة مع المياه الغازية فقد ذكرتها مرتين ... :D

لكنك ذكرتني بأحد الأصدقاء الذي كان يجن جنونه حين يطلب البائع منه ثمن قنينة المياه المعدنية 25 ليرة و تسعيرتها 15 ليرة , و كان مستعداً لأن يعمل مشكلة طويلة عريضة مع سائق تكسي من أجل بضع ليرات , و قرر مرة في ليلة سكر أن يحلق شعره على الصفر جكارة بالحلاقين .. مع أنه لم يكن بخيلاً و لكنه كان يكره السرقة عيني عينك ...


و لكن ألا ترى أن هناك فرق كبير جداً بين سائق التكسي الذي يزيد العداد بضع ليرات ليطعم أولاده , و بين من يسرق لكي يصبح في موقع يسمح له أن يسرق أكثر و أكثر

نحن لا نتحدث عن بيضة و جمل و لا قطيع جمال ’ نحن نتحدث عن أوطان و شعوب

و شتان ما بين سارق و سارق ...


و أما للزرقاوي أقول لك لا تتحدث بما لا تعرف به جيداً , هجرة السوريين و اللبنانيين التي تتحدث عنها كانت لأسباب مشابهة للتي أتحدث عنها و حصل معظمها أيام الاضطهاد العثماني للأقليات , و خصوصاً في لبنان الهجرة الكبيرة أوائل القرن العشرين لأمريكا الجنوبية , و الذين هاجروا كانوا المسيحيين كما هاجر الشيعة و الدروز بسبب اضطهادهم و التضييق عليهم في مراحل مختلفة ... و ليس لأن اللبنانيين و السوريين يحبون ترك أوطانهم ,


أما حديثك عن تحت الأرض و فوق الأرض و ما بعرف شو , فما بعرف من وين بتجيب هالخرابيط ,و إذا كانت لديك معلومات دقيقة و ذات مصداقية حول سوليدير و السرقات التي تسببت بها نرجو أن تفيدنا أو يمكنك مراجعة النائب السابق نجاح واكيم فقد يهتم بتخريفاتك .

أما سرقات الضباط السوريين و اللبنانيين فهي مدعومة بالوثائق و الأدلة و الشهادات , و سوف تتكشف بلاويهم الكبرى قريباً .

و أما للزرقاوي أقول لك لا تتحدث بما لا تعرف به جيداً , هجرة السوريين و اللبنانيين التي تتحدث عنها كانت لأسباب مشابهة للتي أتحدث عنها و حصل معظمها أيام الاضطهاد العثماني للأقليات , و خصوصاً في لبنان الهجرة الكبيرة أوائل القرن العشرين لأمريكا الجنوبية , و الذين هاجروا كانوا المسيحيين كما هاجر الشيعة و الدروز بسبب اضطهادهم و التضييق عليهم في مراحل مختلفة ... و ليس لأن اللبنانيين و السوريين يحبون ترك أوطانهم ,

أوائل القرن العشرين ياسيدي هي نهاية الدولة العثمانية وليست اوجها وأنا اعي ما أقول تماما . وارجو ان لاتقولني مالم اقل فأنا لم اقل انهم يحبون ترك اوطانهم بل قلت أن اللبناني يشعر أن لبنان لا يستوعب طموحاته والدليل بسيط جدا هو استمرار الهجرة رغم العصر المخملي الذي عاشه مسيحيو لبنان ابان الاحتلال الفرنسي وطبعا الى اليوم .
في الحرب الاهلية الاخيرة هاجر اللبنانيون ليس من فساد السلطة ولا ولا من دخول الجيش السوري ، هاجروا كي لايموتوا لا دفاعا عن لبنان ولا برصاص قناص منهم .


أما حديثك عن تحت الأرض و فوق الأرض و ما بعرف شو , فما بعرف من وين بتجيب هالخرابيط ,و إذا كانت لديك معلومات دقيقة و ذات مصداقية حول سوليدير و السرقات التي تسببت بها نرجو أن تفيدنا أو يمكنك مراجعة النائب السابق نجاح واكيم فقد يهتم بتخريفاتك .

تخريفاتي ياصاحب العقل الرزين لاتحتاج الى كثير من تمحيص فلبنان لديه اربعة موارد اساسية : السياحة ، الزراعة ، والصيد ، والاستثمارات الخارجية لا اكثر ولا اقل وهي كما ترى كلها فوق الارض . لا كنوز نهبها رفعت الاسد ولا بترول لايعرف مصيره منذ عشرين عاما .

أما سرقات الضباط السوريين و اللبنانيين فهي مدعومة بالوثائق و الأدلة و الشهادات , و سوف تتكشف بلاويهم الكبرى قريباً .

وانا اقول ايضا ستنكشف ولكنها ستكون مفاجأه للجميع .

العزيز طرفة
نحن نتحدث عن أوطان و شعوب
على راسي

ولكن لماذا؟
هل تعتقد أنني أبارك تلك السرقات الكبيرة التي تحدثت عنها؟
لكنني أريد الهدف من ذلك!
محاسبة؟ ولماذا؟ أهل مكة أدرى ... أنا تهمني السيارة يا صديقي، لذلك تراني أردد مع أم زياد:
"بيروح مختار، بيجي مختار
والسيارة مش عم تمشي"

الرايح والجاي منعرفه، وذكر عيوب فلان وعلان مهما كبرت لا يكفيني، سأملأ لك صفحات المنتدى بذكر أخبار اللصوص الكبار التي تعرف أنني أعرفها ... ولكن المهم عندي هو: "السيارة" أريدها أن تمشي، والاكتفاء بذكر سرقات فليتان وعليتان لا تكفي ...

ما الذي سأستفيده لو قلت لوكر من الصراصير: يا عيب الشوم، في عندكون صرصور كبير كتير؟ البخ باخ (*) هو الأفضل برأيي، ولك هل لدينا بخ باخ يكفي لكل من سرق بيضة؟ أو لكل من يسرقني بالمياه الغازية؟ :D تلك العقدة التي ذكرتني بها؟

بالطبع يا عزيزي لن يختلف معك أحد في أن الموقع يسمح بكبر حجم السرقة، ولكن اسمح لي أن أتحسر حتى على البيضة، لأنني لن أطال الجمل.

وأكرر ... من حولي كلهم لصوص، لا يوجد صادق وشريف سوى بائع اليانصيب عندما يقول يوم الثلاثاء: "اليوم السحب" ولن يمكنه بيع البطاقة بأكثر مما كتب عليها.

شفت أحلامي وين؟
أنا خليني بالبضة
وسأترك الجمل
وسأبقى ألاحق سارق البيضة حتى الموت.

(*).

نحن لسنا هنا في بيضة أو جمل يا إيبلا....

نحن هنا في سرقة عمر كامل منا....
سنوات من العمر تمر هباءً و"نحنا بمطرحنا واقفين.. والسيارة مش عم تمشي"... :15:

ولكن خوفي أن يأتي مكان من يسرق عمرنا حكومة تسرق حياتنا كلها وأرواحنا !!!! :confused:
يومها سندور على الكون كالمليون لاجئاً عراقياً، نشحذ "الحياة" من بقية الناس...

ما الحل ؟

هات لك كاس والحقني يا عالمضافة يا عالخمارة...

لأن النظر إلى "السيارة اللي ما عم تمشي" أو الحديث عنها يقصر العمر أيضاً....

:nocomment:

يقول جبران:

"
وَالعَدل في الأَرض يُبكي الجنّ لَو سَمِعوا ***** بِهِ وَيستَضحكُ الأَموات لَو نَظَروا
فَالسّجنُ وَالمَوتُ لِلجانينَ إِن صَغرُوا ***** وَالمَجدُ وَالفَخر وَالإِثراء إِن كبرُوا
فَسارق الزَّهرِ مَذمومٌ وَمُحتَقَرٌ ***** وَسارِقُ الحَقل يُدعى الباسِلُ الخطرُ
وَقاتلُ الجسمِ مَقتولٌ بِفعلَتِهِ ***** وَقاتلُ الرُّوحِ لا تَدري بِهِ البَشَرُ
"

رأيي مختلف عن رأيي طرفة وإيبلا. مع اتفاقي بوجود جدلية بين المجتمع والفئة الحاكمة، ولكن لا بد من تحديد المسؤوليات لنحدد كيفية الخروج من الحلقة المفرغة التي قد نقع فيها عندما نقع بفخ المقارنة بين طبقة حاكمة وإذاً فاعلة، وبين طبقة غير معرفة بشكل معين ونطلق عليها جزافاً اسم "الشعب".
فنحن نعرف ماهو النظام ونعرف أن نتحدث بشكل واضح نسبياً عن النخب المثقفة (صحفيين، كوادر، كتاب .. الخ)
ولكن كيف نعرف الشعب، وهل نحن منهم أم لا؟
المجتمع هو مفهوم نظري أكثر منه عملي واقعي .. هو لفظ يجمع بين طيات معناه الغامض الضبابي جماعات وطبقات قد تتناقض حد الجنون.

لذا هنا لكي نعرف عماذا نتحدث علينا أن نفصل بين ماهو فاعل وبين ماهو ضبابي.
نعم مجتمعنا متخلف، وانفعالي وغير قادر على شيء . ولكن ما هو السبب وهل هذا يعفي الطبقة الحاكمة الفاعلة من مسؤولياتها؟

إن اللوم الأول باستمرار مشاكل المجتمع يكون على الفاعلين فيه، من نظام ولكن أيضاً من معارضة وطبقات مثقفة تتميز بالجبن وقلة الممارسة. فمن يستطيع تغيير المجتمع هم هؤلاء. هكذا كان حال التاريخ دوماً .. فلا يوجد مجتمع يغير نفسه بنفسه، لأنه ليس كتلة معرفة بشكل جيد لكي تستطيع هذا الفعل.
لا بد من مؤسسات ومن ظروف تاريخية ونساء ورجال نزيهين للقيام بهكذا مهمة تاريخية.
والسؤال هنا: هل هذه الطبقة الحاكمة الأكثر فعالية في سوريا لديها من النزاهة ما يمكنها من هذا التغيير؟
الجواب برأيي: هو أن هذه الطبقة لم تغير شيئاً بل شهدنا خلال حكمها للمجتمع وقيادتها "التاريخية" له تقهقراً على كل الأصعدة.
وإذا كان حاميها حراميها، فماذا تتصور وتنتظر من الإنسان البسيط المحكوم من مافيات فاسدة تسرق الشعب وقوت الشعب ومقدرات الوطن؟
كيف سيتطور مجتمع وطبقته الحاكمة التي قضت أربعين سنة وهمها الوحيد هو قمع هذا الشعب وإرضاحه والتجسس عليه وعلى كل تحركاته وتململاته .. بحيث نسيت في رفوف القانون ما سمح لقاضي منذ سنة أو أكثر بالحكم على شخص فطر برمضان.

بالنسبة للدور للمثقف بتغيير المجتمع، بأن يكون قدوة له .. فهذا لي عودة له لتعقيده.
ولكن المثقف قد يكون قدوة بشجاعته أمام الحاكم الفاسد أيضاً كما فعل فيكتور هيجو، عندما اختار النفي بإرادته لمدة 17 سنة لدى استيلاء نابليون الثالث على الحكم بفرنسا ولم يعد إلا بعد عودة الديمقراطية.

(f)