اقتباس: Jupiter كتب/كتبت
أريد في الاشهر القادمة أن أنشغل بالديانة المسيحية أريد أن أفهمها فهما يشبه ويتطابق مع فهم المسيحيين لها
(f)
ما هي اللغات التي تعرفها؟
أنا شخصيا أنصحك بشراء الكتاب المقدس، النسخة الكاثوليكية، حيث ان الكنيسة الكاثوليكية برأيي هي أفضل مصدر للكتاب المقدس من ناحية التعليقات الاكثر حيادية من ناحية تاريخية. في كتاب التكوين مثلا، تظهر النسخة الكاثوليكية خارطة الكون حسبما فهمها العبرانيون القدامى نقلا عن المصريين، و عندما ترى الخارطة و تقرأ النص، ينبثق أمامك فهم رائع للنص المكتوب، على عكس التفسير الحرفي الاعمى الذي يتبعه البروتستانت مثلا.
حين تحصل على النسخة الكاثوليكية، أنصح بقراءة سفر
التكوين . بعدها يمكنك أن تتجاهل بقية العهد القديم الى حين.
الرائع في النسخة الكاثوليكية هنا هو أنك اذا قرأت مقدمة كل سفر من أسفار الكتاب، تجد فيها شرحا سريعا للخلفية التاريخية التي تجري فيها الاحداث، و بهذا تتكون لديك صورة سريعة لتاريخ الشعب اليهودي الذي انبثقت منه المسيحية، و قضية انتظار اليهود لمخلص ينقذهم من وطئة الاحتلال الاجنبي لأرض الميعاد.
انتقل بعدها الى العهد الجديد. أكثر الاناجيل كمالا من ناحية الرواية هو انجيل
لوقا، . يعني لوقا يهتم بالاحداث و روايتها كلها، بينما يوحنا يهتم بما وراء الاحداث و تفسيرها، فلا يرويها كلها بل يعلق على أهمها فلسفيا. لذلك أعتقد انه يجب قراءة هذين الانجيلين و يمكنك تجاهل مرقس و متى الى حين حيث انهما تكرار لمعظم ما يرد في لوقا (مع ورود بعض الاشياء الغير موجودة في لوقا).
اقرأ بعدها اول عشرة اسفار من كتاب
أعمال الرسلالتي قد تمثل لك خاتمة لجميع ما سبق من ناحية أنها تشرح على لسان بولس بعض العناصر التي تقوم عليها الكنيسة المسيحية على ضوء كل ما سبق من تاريخ اليهود و الاحداث المتعلقة بيسوع المسيح. حيث ترى حينها أن الشر الحقيقي ليس هو الاحتلال الاجنبي بل النفس البشرية الساقطة، و أن أرض الميعاد ليست اسرائيل، بل هي الجنة بقرب اللـه، و أن المخلص الحقيقي ليس ملكا أرضيا و لا ثائرا سياسيا، بل شخص يضحي بنفسه من اجل البشر.
====
هناك عدة مراحل رئيسية مرت بها الكنيسة المسيحية بعد تكونها، تتلخص فيما يلي:
1- المشكلة التي بدأت بين الكنيسة العبرية و كنائس الأمم الاخرى، حيث تمسكت الكنيسة العبرية بشريعة موسى و ضرورة الختان و الالتزام بمبادئ الشريعة.
2- بعد ذلك بكثير المشكلة بين الكنيسة الشرقية و الغربية، و تكون سلطة أسقف روما و إعلانه السلطة الروحية على كل الكنيسة العالمية (أي البابا).
3- المشكلة بين الكنيسة الكاثوليكية و الكنائس الانفصالية (البروتستانت) و أسبابها و دواعيها، ما لها و ما عليها، و انتقال هذه الكنائس الانفصالية الى اميركا. الخطوط العريضة للكنائس الانفصالية قامت على رفض هذه الكنائس لموروثات الكنيسة الكاثوليكية الفكرية، و تمسكوا بالكتاب المقدس كمصدر وحيد اوحد للديانة المسيحية (مثلهم مثل القرآنيين الذين رفضوا الحديث)، و تمسكوا بحق كل مسيحي ان يقرأ الكتاب و يفهمه لوحده بدون تدخل الكهنة بينما الكاثوليك يؤمنون بمصادر اخرى غير الكتاب المقدس، و أيضا الفرق الاخر هو اعتقاد هؤلاء ان الخلاص يتم بالايمان فقط بدون اعمال، بينما الكاثوليكية تعلم ان الخلاص يكون بالايمان و بالاعمال معا (هناك ايات في الكتاب المقدس تدعم كلا الموقفين فلا تضيع وقتك :lol: ).
4- هناك مشاكل عديدة اخرى نتجت عنها تكون كنائس اخرى، مثل الكنيسة الانجليكانية و كنيسة شهود يهوة.
====
أنا نشأت على الدين الكاثوليكي، و لكن بحكم وجودي في الشرق، تعرفت عن كثب على الكنيسة الشرقية، و بحكم أني كنت مراهقا ساذجا، تأثرت بأحاجيج المبشرين الغربيين و أصبحت من البروتستانت. يعني تنقلت بين الكنائس الثلاث الرئيسية و عشت في كل منها لفترة طويلة عن كثب و قرأت كتبهم و احاجيجهم.