محمد يوسف
عضو فعّال
المشاركات: 157
الانضمام: Jun 2008
|
حول تخلف المجتمعات العربية
حول تخلف المجتمعات العربية
مقدمة: تعيش المجتمعات العربية في العالم المسمى بالعربي حالة أنعزال عن العالم الخارجي، و ما يمكن تسميته بأزمة عقول حقيقية و خاصة المجتمعات المتأسلمة، يمكن مقارنتها بالعقلية الاوروبية في ما قبل عصر التنوير، سوف اطرح اهم القضايا و النقاط التي تعيق المسيرة التنموية و التطويرية للمجتمعات الاسلامية للحوار حولها، و دور كلٌ من الطغاة و المجتمعات نفسها ، سوف اكتب مقالي هذا ضمن مراجعات عقلانية عدة حول قيم و اسس المجتمعات التي نعيش عليها .
الخطاب الرسمي
الخطاب الرسمي ، الخطاب الرسمي هو جوهر مشكلة المجتمعات المتخلفة ، فالخطاب الرسمي في تلك المجتمعات يمثل الايدولوجيا الوحيدة التي تسيّر امور الحياة فيها، فمن خلاله يتم تبيين المحظور و المسموح على المستوى الفردي ، فمنذ البداية كان القرآن هو الخطاب الرسمي في أولى المجتمعات الاسلامية ، أي البذرة الأولى و مع تتطور الخطاب الرسمي و اختلاف مسمياته يبقى هو نتاج القرآن المحمدي الاول.
قتل التفكير منذ الظفولة
منذ الطفولة يبدأ الفرد في المجتمعات المتخلفة حياته بمواجهة الخطوط الحمراء التي يفرضها عليه الولاة "الوالدين" عليه ، و بما ان الوالدين هما نتاج مجتمعات تعيش في تبعية خطاب معني موجه ، فالطفل سوف يكون نتاج الملقم من الولاة الى العائلة الى الفرد ، فهناك اسألة كثيرة محرمة على الطفل كالسؤال عن من اين أتى الله ؟ فيجابه بأن هذا السؤال حرام شرعاً و اكبر من يفهمه ، كثيرة هي الادوات القمعية من العيب و الشرف و المُسلمات التي فرضت على المجتمع ، بمرور الايام سوف تحصل عملية تشبه التدجين او الترويض، سوف يخفت اللمعان في عيني الفرد ، ليس من حقه التساؤل لكن من حقه تلقي الاوامر و المعلومات ، فعندما يتم صدّه مراراً سوف لن يقع بالمحظور و يتسائل مجدداً بل ينتظر ما سوف يطرح أليه، مرور الوقت سوف يصبح هذا الفرد هو النتاج الحقيقي لتلك المجتمعات فكما كان يتلقى كل شيء من الولاة الأوائل "الوالدين" سوف يتلقاها بعد ذلك من الولاة الآخرين "السلطة".
الدوغما نتاج المجتمعات المتخلفة
في غياب ذاتية التفكير و الاستقلالية عند شرائح كبيرة في مجتمعاتنا ، و التي اعتادت إتباع الخطاب الرسمي ،سوف يتم التعامل مع عدة امور كمُسَلّمات لا يجوز تجاوزها او نقدها ،ان عقلية القطيع و التلقيم و جعل المجتمع عبارة عن قطعان تقتادها المؤسسات الحكومية و الخطاب الرسمي و ولاة الامور، تعني بالمقابل غياب تحكيم العقلانية تماماً ،و العقلانية هي احد ثمار الحركة التنويرية في الغرب ، و كمثال على المسلمات في مجتمعاتنا اليوم النصوص الدينية السماوية ،و الثوابت الوطنية و القومية او ما تم تلقيمه لأفراد المجتمع عن طريق الخطاب الرسمي المعتاد ، بغض النظر عن تمرد البعض على الخطاب الرسمي المحلي إلا انه سوف يتبع خطاب رسمي آخر - كالغربي مثلاً ، لكن سوف يبقى نتاج المجتمع هو المسيطرعلى عقلية افراده و هو إتباع خطاب رسمي معين أو ملقم معين و التعامل معه على اساس المُسلّمة و القدسية ،فكما ذكرت نتاج المجتمع قد قتل التفكير و أخرج العقلانية من حسابات أفراده ،فمثلاً الحوار الديني الاسلامي المسيحي في مجتمعاتنا كما يحصل بالبالتوك و غيرها من منتديات الحوار الديني المعتمدة ، لم و لن يقدم اي شيء جديد و لا يعدو عن كونه حوار عقيم فقط لا غير ، و من هنا تأتي مقولة كيف تحاور الدوغما دوغما أخرى،و من هنا ايضاً تكمن الخطورة في تحويل الحركة اللادينية الى طائفة او منظومة فكرية معينة مستقلة، عندها سوف تصبح دوغما أخرى من جوهر نتاج المجتمع الاساسي .
غياب النقد الذاتي
مرة أخرى غياب ذاتية التفكير هو بذرة المشاكل، لم تكن دعوات عمانويل كانت و باقي رموز الحركة التويرية لتحكيم العقل مجرد شعارات ، بل كانت هي لب التنوير ، من هنا نستطيع النظر الى قضية النقد من زاوية أخرى ، فكما وضحنا عن ماهية الآفة التي تعيشها مجتمعاتنا بعدم تحكيمها للعقل و برمجتها على أتباع الخطاب الرسمي ، فهي في ذلك لن تستطيع ممارسة حق النقد ، اذ كيف سينقد الولاة أنفسهم ، و المجتمع يتبع الخطاب الرسمي الذي هو من تلقيم الولاة، و من هنا قطعت الحلقة النقدية في مجتمعاتنا المتخلفة ، فالمجتمعات المتطورة تصحح أخطائها عبر النقد و نقد النقد في حلقة نقدية متكاملة .
بالنهاية من اي سيأتي التغيير ؟؟
|
|
10-26-2008, 03:09 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}