رسالة الى الوطن

شاعر وقصيدتي عاهرة تغازل الغرباء

تعود مع المساء والكآبة متعبة

تبصق في وجهي
وتناولني كأسا فارغا فيه بقايا خمر وياسمين
ومدن موحشة
و وجوه فقيرة
وشاعر سمين يقتله السعال والماضي
............
وانا
أنام باكرا
اهرب من كفر الكلمة
كي لا يغتالني قلم قواد
يفتح لي ابواب الجحيم والحانات

أحب التمدد على سريري الملئ بالكتب
والمسكون بشياطين الكلمات

ينزف شعراء من الشرق والغرب
بغايا لهم اثداء من مطر وكذب

تجتاحني هناك .........
اشجار الرمان وسور من الحجارة المتقهقرة
وطفل ردئ مهترئ تتقاذفه الاقدام والشتائم
وكآبة بليدة.........

تمر هنا على وطني جهة القلب
صحف وقصائد وصالونات بغاء ذهبي
.............
انا بليد يا وطني......... فأرحل عني
وأمنع خيولك والحرية عن مهاجمتي
كهجوم اللصوص حين النوم
واغلق حدودك في وجهي
وكف عن اغتصابي
وقل للفتيات في شوارعك المهشمه كذاكرتي
ان يخفين النهود عن الاقدام الجائعة
للخبط على كتب التاريخ واربابه

انا جائع يا وطني..........
فاقطع عني أنهار الاشجار
والجلوس على الحجارة المؤلمة

أيها الهم القادم من شوارع دمشق وليلها العذب
رفقا بقلبي المتعب كارصفة الشرق
ارحل عني
هناك
الى العيون الزرقاء والعيون الصفراء
الى بطون الفرسان
وحفلات الشرف وفض الابكار
الى القلوب البليدة
تأكل كي أجوع وتقتلني عيون الغرباء
تلبس كي اتعرى واتعثر في الصحراء
ابحث عن سرير ولقمة ونهاية

أيها الارق المزدحم كالاغتيالات
أغلق الباب دون جيوش العقارب العطشى
فأنا اليوم
اعلنت سريري وطني

ورممت قلمي الذي اكسره كل يوم
وكتبت شعرا ابيضا مخططا بالذهب
ساقدمه عند السرير
لفتاة عراقية ساحرة النهدين
لا تشبع شعرا وشهوة
وساعلنك يا وطني
رقما في ذاكرة مشرد سكير
وساكتب عن صراخك وأفضحك

كفاك انفجارا
مع كل نظرة أو غطاء سرير,
مع كل رائحة جميلة,

اركع امامك وادعوك:
ارحمني.............
اقتلني ...........
أو مت في سبيلي.