>>


من المناسب القول أنه ليس مفاجئا تماما ما حدث في موريتانيا الأيام الماضية ..

ما أصبح يعرف بإنقلاب الثالث من أغسطس .. وربما لاحقا "ثورة الثالث ... الخ الخ " لم يكن أكثر من خطوة مؤجلة برسم توافر الظروف المناسبة والرجال المناسبين لهذا البلد العربي السيء الحظ منذ زمن بعيد !

العقيد ، ترى لماذا هم دائما عقداء ؟ ، معاوية ولد الطايع كان يحكم البلاد كسائر "أخوانه" من العسكر العرب الذين أطلوا على حياتنا وتملكوا مقدرات أمتنا خلال الخمسين عاما الماضية .. فترة ما بعد الإستقلال !

لم يكن فيه أو في فترة حكمه شيء شخصي أو عام مميز ...
انها القصة القديمة المعروفة ذاتها ..
موريتانيا في عهده كانت "إقطاعية" كبيرة له ولأفراد من عائلته وأنسبائه... بهم وطد حكمه عبر نظام امني بوليسي مارس الإرهاب والنصب السياسي على شعبه لأكثر من عشرين عاما ..

وفي الخارج كان "حكيما" بدرجة أنه لم يفوت مناسبة التطبيع الرسمي مع دولة "إسرائيل" ومبكرا جدا ... قبل الهنا بسنة كما يقولون ... فكان لها معه سفارة وتعاملات تجارية وصفقات مشبوهة و"إشاعات" طالته شخصيا وأحد اقربائه في ما عرف بفضيحة دفن النفايات النووية في الصحراء الموريتانية ..

على كل ؛ في خضم هذه الأحداث لا يجب ان يفوت المرء هنا جو النكتة والكوميديا السوداءالتي يصر العسكر في موريتانيا على ايصالها لنا مؤكدين أن اجمل النكات تلك التي تولد من رحم الأحزان !

فلم يكد "الرئيس" معاوية يغادر كرسيه الكرتوني لأداء "واجب" العزاء حتى قفز عليه عقيد آخر معلنا إنتهاء مهمته ... والغريب أن الرئيس معاوية يقول أنه فوجىء رغم أنه آخر من يجب أن يفاجئه هذا الأمر ..

موريتانيا على يديه وبفضل حكمه المجيد لم تكن أكثر من خرابة دستورية ... قوانين معطلة ، حقوق مصادرة ، انتخابات مزورة ومعارضة إما في المنفى أو في السجن والمؤسسات لم تكن أكثر من هياكل ورقية ..

وإذ سعى البعض من "زملاء معاوية " الى التجمل والترقيع الدستوري في الدول المجاورة فإن موريتانيا بفضل غياب الرؤية والمنهج كانت ، بإمتياز ، حارة "كل مين ايده اله" ..
ثم بعد كل هذا يقول الرئيس أنها كانت مفاجأة .. !
أليست هذه بحد ذاتها .. مأساة ؟

ثم كانت النكتة الإجمل من الإتحاد الأفريقي الذي امتلك الجرأة أن "يندد" بالإنقلاب واعلن عدم إعترافه بالأنظمة الإنقلابية وغير المنتخبة شرعيا ... رغم أن القاصي والداني يعرف أن النظم الشرعية في أفريقيا لا تكاد تعد على اصابع اليد الواحدة ... هنا يحق لولد محمد فال أن تؤلمه بطنه من كتر الضحك إزاء هذا البيان .

المفارقة الأخرى ، وكأن هناك ما يشبه الإصرار على تحويل النكتة الى ملهاة ..
هو أن الإنقلابيين ، في غمرة حملة الدعاية والترويج القائمة حاليا ، شكلوا مجلسا عسكريا ..
وسمّوه المجلس العسكري للعداااالة والدييييمقراطية .. !!!
لم يكن ينقص هذه النكتة ، بصراحة ، الا اضافة الجملة المعهودة .. للعدالة والديمقراطية وتحرير فلسطين !!

الا ليتهم تركوا العدالة والديمقراطية في حالها ..
لكن يبدو أن منهم من يصر على الإستخفاف بعقول الناس وكأننا بعد كل هذه العقود من حكم العسكر لم نتعلم بعد أن العسكري بالسليقة وبالتكوين النفسي الذي يتكون فيه خلال خدمته بالجيش لا يمكن له أن يتعلم شيئا لا عن العدالة ولا عن الديمقراطية ..
كيف لصاحب "نفذ ثم اعترض" أن يتفهم جو حرية الرأي والتعبير الذي لا تزدهر العدالة والديمقراطية الا من خلاله ...

وبعد ؛ أما آن للعسكر في بلادنا ان يعودوا لثكناتهم وأن يمارسوا ولو لمرة شيئا من التدريب العسكري ؟!

للأسف ؛ على طول المخاض الذي سبق إزاحة هذا الرئيس الردىء الا أنه لا يوجد ما يبشر في هذا العهد الجديد .. الواقع أن هذا العهد لا يوجد فيه أي شيء جديد الا إسمه .. هم كانوا من بطانة النظام القديم ورؤوس حربة له وهم بلا شك مسؤولون عن تردي الأحوال السياسية والإقتصادية للنظام السابق .. وما هذا التغيير الا أنهم أدركوا ان الطوفان القادم لن يُبقى منهم أحدا فكان هذا الإنقلاب كالضربة الإستباقية وما معاوية الا رأس تتم التضحية بها في سبيل إستمرار النظام والمصالح لنفس الشلة من المنتفعين ..

حتى معاوية نفسه ، بعد ان تزول آثار صدمة فقدان العلاقة مع الواقع ، ستتم دعوته لكي يعود الى موريتانيا إذا أراد حيث سيسمح له أن يعيش معززا مكرما محصنا كرئيس سابق ..

الى ذلك الحين والى أن يستتب الأمر للحكام القدماء – الجدد سيكون من المفيد ان تستغل أطياف المعارضة هذا الكرم الإنقلابي من عذوبة في الكلام وإغداق للوعود في سبيل إطلاق الحريات وفتح المجال واسعا أمام إعادة هيكلة المؤسسات تمهيدا لإنتخابات حرة ونزيهة تأتي بمن ينتخبهم الشعب حكاما ومسؤولين .. وتُعيد العسكر الى ثكناتهم لكي يؤدوا دورهم في حماية الوطن من الأعداء لا أن يكونوا هم أنفسهم أعداء الوطن ..

ليس مطلوبا ما هو أكثر من ذلك ..

<<

اقتباس:لم يكن ينقص هذه النكتة ، بصراحة ، الا اضافة الجملة المعهودة .. للعدالة والديمقراطية وتحرير فلسطين !!

:lol::lol::lol:

غصت في كلماتك...ضحكت...ثم سرحت...ثم ..لا أدري أي قدر ينتظرنا


شكرا النديم (f)

مرحبا دكتور

عاش من شافك

اقتباس:العقيد ، ترى لماذا هم دائما عقداء ؟ ، معاوية ولد الطايع كان يحكم البلاد كسائر "أخوانه" من العسكر العرب الذين أطلوا على حياتنا وتملكوا مقدرات أمتنا خلال الخمسين عاما الماضية .. فترة ما بعد الإستقلال !

أنا بحكيلك

خلافا لما يعتقده الناس فإن الذين يقومون بالإنقلابات هم ضباط الصف الثاني و الثالث و لا تنسى رتبة عبد الناصر في الجيش المصري كانت بكباشي.

أختلف معك في تشاؤمك من نوايا الانقلابيين فهم كما أعلتوا يريدونها انقلابا و ليس ثورة و هنا نقطة هامة لا يجب ان تفوتنا
هم تعهدوا بعدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية و هذا بحد ذاته اظهار لحسن النوايا.

صحيح انا كنت مستاء و متخوفا من فترة العامين لأنني أعتقد ان 6 شهور تكفي و زيادة و كنت متخوفا في البداية من انهم يريدون عمل حكومات خفية تحكم من وراء الستار و لا يحاسبها أحد و لا يعينها أحد كما هو الحال في العديد من الدول العربية و في العالم الثالث حيث تكون هذه الحكومة الجيش او القصر الملكي او القوى الدينية المحافظة كما في ايران.

لكني الآن متفائل و اتمى للدول العربية انقلابات على الطريقة الموريتانية.

سلام يا صاحبي

>>

اقتباس:غصت في كلماتك... ضحكت... ثم سرحت... ثم ..لا أدري أي قدر ينتظرنا

سعيد بإطلالتك فرات ..

نعم ؛ ربما تلك هي أحد أكبر مصائبنا ...

نحن شعوب لا تعرف كيف تصنع قدرها .. لما لا نذهب نحن اليه بدلا أن نكتفي بالجلوس والإنتظار !

أتطلع على العالم من حولي فيحزنني مآلنا وقلة حيلتنا .. !

هم مشغولون بالمستقبل يرسمونه وفق أحلامهم وتطلعاتهم وأهدافهم ..

اما نحن ؛ فالعنصر الوحيد الفاعل عندنا ... عنصر ظلامي آت من الماضي السحيق ..

اللهم لا إعتراض !




العزيز ثندر ..

البكباشي هي نفسها رتبة العقيد ..

ربما السبب أنها كانت الرتبة التي تخولك ما يكفي من السلطة لكي تقود كتيبة مدرعات نحو الإذاعة لتعلن بيانك الأول !!


عن التفاؤل والتشاؤم ..
فالواقع أن الشواهد لا تبشر بخير ...

لا شيء جديد في هذا التغيير ...
والعسكر ، ما خلا سوار الذهب أعجوبة زمانه ، لا يملكون أن يحققوا شيئا من العدالة والديمقراطية لمواطنيهم ..
أنهم فقط يقومون بحملة ترويج ودعاية لتعزيز أركان النظام ... بعدها

ستتغير قواعد اللعبة ... تحت أي ستار وحسب الذرائع ..

لن يقنع هؤلاء بمجرد العودة للثكنات ..

طالعت اليوم سحنة رئيس الوزراء المعين فأحسست أنه الشخص المناسب للمكان المناسب ..

الرجل يشبه ما يسميه أخواننا المصريون " الشخشيخة " لعبة الأطفال التي كيفما أدرتها تصدر لك الصوت الذي تريده ...

ربما هم يفكرون في استيراد النموذج التركي للحكم أو الجار الجزائري ..

حيث الديمقراطية يمارسها الشعب كما يريد وبشكله الديمقراطي الكامل ولكن من تحت مظلة العسكر وبموفقتهم وسيطرتهم التامة ..

بمعنى آخر استحمار الكل ... وهذا أضعف الإيمان !

فقط لو كنت املك ؛ لبنيت تمثالا لسوار الذهب أمام بوابة كل ثكنة من ثكنات جيوشنا العربية السعيدة ..


تحياتي

<<

هل كان انقلاب أم استقلاب يا نديم ؟!

ثم : ما المشكلة لو قال تحرير فلسطين ؟!
أتعرف يا نديم ؟ هؤلاء " العاهرات " جعلوها ممسحة لدماء عفتهم .. حتى طالباني لم ينس أن يتلو الآية الكريمة في خطاب التنصيب " القضية الفلسطينية هي القضية العربية المحورية " .

ثم ترجمها المتجرم :
round & round & round


تحياتي

(f)

اقتباس:نحن شعوب لا تعرف كيف تصنع قدرها .. لما لا نذهب نحن اليه بدلا أن نكتفي بالجلوس والإنتظار !

أتطلع على العالم من حولي فيحزنني مآلنا وقلة حيلتنا .. !

عزيزي الدكتور نديم

لا أعرف هل اقسو على أهلي وشعبي ام أقسو على زماننا،فينطق علينا حينها قول الشاعر :
نعيب زماننا والعيب فينا

-لا أعرف...احيانا وفي لحظات حنق اهاجم هذه الشعوب،واوقل انها شعوب لا تستحق اكثر من هذا القدر البائس على اعتبار انها لو كانت تستحق أفضل منه لعملت لتغييره.
-لكن أعود ..فأقرأ عن المعتقلين والقتل والتنكيل والتعذيب...اذا قال أحد الناس كلمة،يتم "شحط" اسرته كاملة،اذا اعترض احدهم يتم تذويبه بالأسيد وحرقه بالنار وكيه بالحديد...


-الكثير صار لا يخاف على نفسه...بل يخاف على اسرته واخواته وابنائه...ذلك انه لا عدل في تعذيبهم....


-معاوية في موريتانيا سقط تقريبا في العام 2004 حينما حاصر كتائب المدرعات القصر الجمهوري القابع فيه،لكن بقدرة قادر تكلم الناس عن قصف جوي بالطائرات للدبابات المحاصرة القصر...!!!


-بعد حادثة معاوية الاخيرة صرت مقتنعا من أنه لا شيء يجري هنا الا وله حسابات هناك.

وهناك هذه هي الغرب


تحيتي (f)