بعثوا برسائل إلى الأمم المتحدة وأمريكا لتنظيم استفتاء حول الانفصال


بغداد: عدنان علي، خاص بأخبار الخليج:


في بادرة خطيرة هي الاولى من نوعها منذ احتلال العراق بعث مسئولون اكراد برسائل الى الامم المتحدة طالبين منها إجراء استفتاء لتقرير مصيرهم بالانفصال عن العراق.. وقد حصلت «اخبار الخليج« على هذه المعلومة الخطيرة من اعضاء في الجمعية الوطنية العراقية اطلعوا على صيغة الرسائل التي بعثتها «حركة الاستفتاء في كردستان« الى الامم المتحدة والولايات المتحدة طالبين الاستقلال عن العراق. وقد تضمنت الرسالة الموجهة الى الامم المتحدة نصا يذكر «ان شعب كردستان طالب ويطالب وبإصرار بحقه في تقرير مصيره وفقا للمادة (2.1) والمادة (55) من ميثاق الامم المتحدة واعلان الجمعية العامة للامم المتحدة بشأن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة في 14 ديسمبر .1960

لقد جاء هذا التطور الخطير وفقاً للمصادر البرلمانية التي اعلمت «اخبار الخليج« على إثر رفض الكتل البرلمانية الاساسية: كتلة الائتلاف العراقي الموحد والكتلة العراقية لخريطة اقليم كردستان الجديدة التي قدمها الوفد البرلماني الكردستاني برئاسة الدكتور ممحود عثمان الذي زار بغداد لهذا الغرض، وذلك لأن هذه الخريطة تحاول إلحاق مدن واقضية عربية باقليم كردستان.. فإلى جانب ضمها اربيل والسليمانية ودهوك تضم مدينة كركوك والجزء الشمالي الشرقي من مدينة الموصل الذي يمتد الى قضاء سنجار على الحدود السورية مرورا بمحاذاة نهر دجلة حتى جبل حمرين ثم يصل الى المدن الشرقية لمحافظة ديالي (خانفين ومندلي) حتى مدن (بدرة وجصان) في محافظة واسط. لقد علق بعض النواب العرب على هذه الخريطة قائلاً «ان الاكراد يطالبون بنصف الاراضي العراقية!«. كما رفض اكثر من ثلثي اعضاء الجمعية الوطنية ما سمي بالمشروع الانفصالي الكردي المقدم لهم لما احتواه من مواد غير قابلة للمناقشة ومنها المادة التي تنص على: «يكون لشعب كوردستان العراق حق تقرير المصير بعد مرور ثماني سنوات من العمل بالدستور او في الحالات التالية: اذا تغير النظام الديمقراطي الفدرالي او اذا تعرض للعدوان او للاضطهاد او استقطاع اية منطقة تعرف وفق الحقائق الجغرافية والتاريخية بأنها جزء من كوردستان العراق او الامتناع عن إلحاقها فعند ذلك يجرى الاستفتاء بشكل مباشر«. ويبدو ان السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان قد اشتد غضباً على هذه الانباء، واجتمع بالمكتبين السياسيين للحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وممثلي كردستان في لجنة صياغة دستور العراق الدائم ولجنة البرلمان الكردستاني لاسناد ممثلي كردستان في بغداد، وهاجم بعنف الاحزاب والكتل البرلمانية الرافضة للخريطة الكردستانية وقال بالنص «بعضهم ما زال اسيراً لأفكاره الشوفينية السابقة ولو تمكنوا لقاموا بانفالنا (يشير الى عملية الانفال التي نفذتها قوات صدام حسين ودمرت 4 آلاف قرية كردية) وقصفنا بالسلاح الكيمياوي«، وقال: «اننا توصلنا الى القناعة فيما اذ أرادوا ان يبقى العراق موحدا ويسعد الشعب العراقي عليهم من الان فصاعدا احترام مطالب الشعب الكردي واحترام تمسك الكرد بحقوقهم المشروعة«. وقد سبق ان عبر الاكراد عن رغبتهم في الانفصال عن العراق إبان الانتخابات التشريعية التي جرت في أواخر شهر يناير الماضي، وذلك عندما وزعت حركة الاستفتاء سؤالين على الاكراد في اقليم كردستان الاول: هل ترغب ان يكون اقليم كردستان ضمن العراق، والثاني: هل ترغب ان تكون كردستان مستقلة. واختار 98% من الاكراد الاستقلال بالانفصال عن العراق.

خاص بأخبار الخليج