زعم بيان منسوب إلى أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، وتلقت "العربية.نت" نسخة منه الخميس 28-7-2005، براءة التنظيم من قتل كل من رئيس البعثة المصرية في بغداد السفير ايهاب الشريف، ورئيس البعثة الجزائرية علي بلعروسي وزميله الملحق الدبلوماسي عز الدين بلقاضي.
وأضاف البيان الذي لم يتسن التحقق من صحته أن "المجاهدين في عاصمة الرشيد يتبرؤون كليا مما نسبه إليهم أعداء الله من سفك دماء المسلمين الثلاث، ويعزون أهاليهم في مصر والجزائر ويسألون الله أن يغفر الله ويسكنهم فسيح جناته إنه غفور رحيم".
ويتناقض هذا البيان مع ما تعهد به الزرقاوي بقتل المزيد من الدبلوماسيين في العراق. فقد ندد بيان بإسم الزرقاوي على شبكة الانترنت بالزعماء الذين استنكروا قتلَه لرئيس البعثة الدبلوماسية الجزائرية بالعراق علي بلعروسي والملحق الدبلوماسي عز الدين بلقاضي. هذا ويذكر أن جماعة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين لم تعتمد أسلوب إرسال بياناتها بشكل مباشر بل دأبت على نشرها في مواقع على شبكة الانترنت .
ولوحظ أن البيان الذي تلقته "العربية.نت" احتوى على ما يشير إلى أن الزرقاوي لا يزال يعاني من الاصابة التي لحقت به منذ عدة شهور واعترف بها التنظيم، حيث استخدم عبارة " عجل الله شفاءه".. كما أنه قال إنه موجه " إلى المسلمين كافة حول الأحداث الأخيرة المتعلقة بسفك دماء الدبلوماسيين الثلاث المصري و الجزائريين".
ونقل البيان عنه التبرؤ من قتل الثلاثة، وأن "كل تصريح أو شريط فيديو يخص هؤلاء الثلاثة نسب إلى جماعة الزرقاوي، محض إفتراء و كذب و نبرأ من كل قول أو شخص ينسبه زورا إلينا".
كما لوحظ أن البيان استخدم سمى الحرب التي يشنونها بأنها "جهاد و الجهاد لا يكون إلا ضد الكفار و من يتولاهم" مقصرا اعداء الجماعة على "المحتلون كافة و الحكومة العراقية بجيشها و شرطتها و عملائها".
ووصف كل "رصاصة أو قذيفة تطلق على كل مواطن عراقي" بانها "يد مجرمة".. كما زعم أن كلا "من المخابرات المصرية و الجزائرية تعلم أن لا دخل لجماعة الزرقاوي لا من قريب و لا من بعيد في هذه القضية".
وزعم البيان أيضا أنه جرى "لقاء سري بين الجزائريين والجماعة في أحد مخابئها في بغداد" وأن الجماعة "أقسمت على برائتها من التهم المنسوبة إليها وعاهدت على تقديم يد المساعدة"
وجاء في البيان أيضا أن تلك "الجلسة موثقة بالصوت و الصورة" وان الجماعة "اقتربت من كشف خيوط الجريمتين، حيث قامت باختطاف أحد عناصر الجيش العراقي".. وزعم البيان أن هذا العنصر "اعترف أن فريقا مكلفا بمراقبة شخصيات سياسية محددة، هو من قام باختطاف الضحايا و تسليمهم للقوات الأمريكية مباشرة بعد نقلهم إلى منطقة قرب مطار بغداد"
وعبر البيان عن "مفاجأة الجماعة بنبأ اغتيالهم، والإدعاء بأن جماعة أبو مصعب الزرقاوي هي المسؤولة عن ذلك".. متحديا الاتيان "بدليل يربط الجماعة بالقضيتين".
واتهم البيان "الأمريكان بقتلهم" مشيرا إلى أن "أشرطة الفيديو دليل على ذلك، فكلا من الشريطين لا يظهر فيهما أي من رجال الجماعة الخاطفة" واعتبرت الجماعة أن هذا "يخالف سلوكها المعتاد حيث تظهر في كل شريط العنصر المسؤول مباشرة عن العملية و هو يقرأ بيانه ملثما".
وذكر البيان "أنهم لا يعصبون أبدا عيون المخطوفين أمام الكاميرا" زاعما أنه "لا جدوى من ذلك و هم رهائن، وأنهم يأذنون للمخطوفين دائما بمخاطبة شعوبهم و رؤسائهم، و هذا لم يحدث في الشريطين".
وتساءل البيان عن "صور قتلهم لأن الجماعة تصور عملية القتل دائما" مشيرا إلى أن قتلهم كان "رميا بالرصاص كما أخبرهم من وصفه بالأسير لدى الجماعة" .. واستطرد بأنهم يملكون قاضيا شرعيا او محكمة شرعية" كما جاء في بيان قتلهم، وأن " طريقة إخراج و تصوير الضحايا تختلف كليا عما تفعله الجماعة وأن أشرطتها متوفرة لمن يريد التحقيق في الأمر".
ووصف البيان الهدف من العمليتين بأنه لتشويه " صورة المجاهدين و الجهاد على أرض الرافدين في العالم الإسلامي" قائلا إن المصريين " أدرى بالفرق بين الجهاد و الإستعمار، و الجزائريون أعلم الناس بدسائس الكفر ، وأن استهداف دولتين عربيتين كبيرتين لدليل على ذلك" مضيفا بأن "الجماعة لو كانت هي الفاعلة لبدأت بسفراء الدول غير المسلمة".
وكرر البيان استهدافه "لجنود الإحتلال و الحكومة العراقية و جيشها و كل شخص تربطه علاقة بهم فقط، و كل عملية تستهدف مراكز الشرطة و الجيش فنحن من نفذها حتى و لم نتبناها" مكررا براءته من "استهداف الأبرياء من النساء و الأطفال و العزل في المساجد و الأسواق".
واعلن التنظيم الذي يرأسه ابو مصعب الزرقاوي الذي خصصت الولايات المتحدة 25 مليون دولار مكافأة لمن يساعد في القبض عليه، مسؤوليته عن كثير من الاعتداءات وعمليات الخطف والقتل في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في ابريل/نيسان 2003.
عن قناة العربية
http://www.alarabiya.net/Articles/2005/07/28/15365.htm