{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
صورة الذات والآخر‏:‏ دراسة حالة لرواية‏'‏ موسم الهجرة للشمال‏'‏
Obama غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 347
الانضمام: May 2008
مشاركة: #1
صورة الذات والآخر‏:‏ دراسة حالة لرواية‏'‏ موسم الهجرة للشمال‏'‏
صورة الذات والآخر‏:‏ دراسة حالة لرواية‏'‏ موسم الهجرة للشمال‏'‏
إيمان شادي
باحثـة في العلوم السياسية



إلي‏'‏ الذين يرون بعين واحدة‏,‏ ويتكلمون بلسان واحد‏,‏ ويرون الأشياء إما سوداء أو بيضاء‏,‏ إما شرقية أو غربية‏'.‏

الطيب صالح علي لسان بطله‏'‏ مصطفي سعيد‏'‏ في رواية‏'‏ موسم الهجرة إلي الشمال‏'‏

تمثل المدخلات العنصر الأول في التحليل الذي نحن بصدده الآن‏,‏ ستكون هذه المدخلات المنفذ الذي نطل منه علي الرواية‏,‏ كيف نري الغرب وكيف يرانا هو‏,‏ من نحن ومن هم؟

إذن فلنبدأ بتعريف الروائي السوداني الطيب صالح‏,‏ ويقول عن نفسه أنه متفائل أو علي وجه الدقة هو ليس سوداويا كما يدعي البعض أنه كذلك وأنه قد ورث ذلك عن أمه‏,‏ كما أنه يري أن رواية‏'‏ بندر شاه‏'‏ أفضل بكثير من رواية موسم الهجرة إلي الشمال‏.‏

فكلام الطيب الصالح فيه عذوبة اللغة العربية الفصحي‏,‏ ولا يعطي أي إحساس بأنه غير ذلك‏.‏ أما إذا اتجهنا للتعريف بالرواية ذاتها‏,‏ فنجد رواية‏'‏ موسم الهجرة إلي الشمال‏',‏ كتبت في فترة الستينيات التي كانت فترة أو بقايا فترة الاحتلال‏,‏ كما أنها أولي رواياته‏.‏

الرواية وعلاقة الشرق بالغرب‏:‏

صورة الذات والآخر‏,‏ والذات هنا هي الشرق بحضارته وأصالته متمثلا في الرجولة‏,‏ هذا الشرق الذي تعرض للاستعمار من قبل الغرب المستنزف لثرواته المستغل لها والمحتكر لقدرات هذا الشرق‏.‏ بل وما يميز الذات هنا هو الازدواجية فهو عربي‏(‏ شرقي‏)‏ إفريقي وليس فقط شرقيا فكانت هنا‏'‏ الشرق الأسود‏'‏ وهو ما لم يتعرض له كثيرا‏.‏

أما الآخر‏:‏ فهو الغرب الأوروبي بحضارته الغربية كما يصورها الروائي مثلا‏(‏ الذي يتجسد في جانب منه في المرأة الأوروبية‏).‏

وهكذا تمثلت العلاقة بين الشرق والغرب في علاقة الرجل بالمرأة‏,‏ وهو ما تعبر عنه روايات أخري كثيرة‏,‏ علي أنها علاقة جنسية بين رجل وامرأة‏(‏ الرجل الشرقي والمرأة الأوروبية‏)‏ علاقة جنسية ينقلب فيها الفراش ليصبح ساحة صراع ثقافة لابد للشرق أن ينتصر فيها في النهاية وهو ما غالي البعض فيه‏.‏

فيمثل في النهاية أن الشرق هو الذي ينتصر ويسبب الهزيمة والجرح لهذا الغرب الإستعماري‏,‏ وهو إن كان مغالي فيه إلا أننا نلتمس للراوي ولغيره أنه أنه شرقي أحس بمرارة الاستعمار وعايشه وشهد نهب ثرواته‏,‏ بل وأيضا أمله في أن ينتصر‏,‏ فلا يجب علينا وإن كان الواقع أن نحرمه من آماله وأحلامه التي يتمني أن تتحقق‏.‏

في هذه العلاقة تلعب إشكالية المواطنة والهوية الدور المهم بالأساس في توضيح مثل هذه العلاقة‏,‏ فما دفع هذا الروائي يقول علي لسان بطله‏:‏

'‏إنني أسمع في هذه المحكمة صليل سيوف الرومان في قرطاجنة وقعقعة سنابك خيل النبي وهي تطأ أرض القدس‏,‏ البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز وسكك الحديد أنشئت أصلا لنقل الجنود وقد أنشأوا المدارس ليعلمونا كيف نقول‏'‏ نعم‏'‏ بلغتهم‏.‏ فهم جلبوا إلينا جرثومة العنف الأوروبي الأكبر الذي لم يشهد العالم مثيله من قبل في السدم وفي فردان‏(1)‏ ثم يظهر أمله في قوله‏:‏

'‏انهم سيخرجون من بلادنا إن عاجلا أو آجلا كما خرج قوم كثيرون عبر التاريخ من بلاد كثيرة‏,‏ سكك الحديد والبواخر والمستشفيات والمصانع والمدارس ستكون لنا وسنتحدث لغتهم دون إحساس بالذنب ولا إحساس بالجميل‏,‏ سنكون كما نحن قوما عاديين وإذا كنا أكاذيب فنحن أكاذيب من صنع أنفسنا‏'(2).‏

فهو في البداية صور كيف هو الاستعمار وما هدفه ثم يطل بصيص من شعاع النور ليجد طريقه إلي قلب الروائي بأنه سيخرج كما حدث لغيره بل وستظل انجازاته لنا نحن‏.‏

كل هذا الحب والإحساس بمعاناة الشرق‏,‏ إنما ينبع بالأساس من مشاعر الهوية وانتمائه للوطن والذي عبر عنه الروائي في قوله‏:'‏ إنني عدت ولي شوق عظيم إلي أهلي في تلك القرية الصغيرة عند منحني النيل‏'(3).‏

وليس هذا فحسب بل ويصور مدي حبه لعشيرته وهو ما نراه في قوله‏:'‏ ذاك دفء الحياة في العشيرة‏(4)‏ ويتبعها بقوله‏:'‏ فراشي الذي أعرفه في الغرفة التي تشهد جدرانها علي نزهات حياتي في طفولتها ومطلع شبابها‏'(5).‏

فهو يحس بجذورها ويحن إليها‏,‏ هذه هي أرضه‏,‏ هؤلاء هم أهله‏'‏ لكنني مثل تلك النخلة مخلوق له أصل له جذور له هدف‏(6).‏

علاقة الشرق بالغرب تتضح من خلال وجهة نظر أهل قريته عند حضوره من الخارج وعودته وهم يسألونه عن الغرب وما فيه وذلك في قوله‏:‏

'‏سألوني عن أوروبا‏:‏ هل الناس مثلنا أم يختلفون عنا‏,‏ هل المعيشة غالية أم رخيصة ماذا يفعل الناس في الشتاء‏,‏ يقولون أن النساء سافرات يرقصن علانية مع الرجال‏,‏ وسألني الريس‏:‏ وهل صحيح أنهم لا يتزوجون ولكن الرجل منهم يعيش مع المرأة بالحرام‏(7).‏

وسألوه عن أهل أوروبا فقال إن منهم مزارعين وصناع‏..‏ وغيرهم ولم يزد أكثر من ذلك حتي لا يقولوا عنه متكبر أو شيء من هذا القبيل‏.‏إذن هم أناس عاديون‏,‏ لماذا يتخيل أهل القرية أو يفترضون غير ذلك هل بسبب جهلهم أن تفسير الغرب في نقل صورته للشرق أم تقصير من الشرق نفسه أسئلة كثيرة‏.‏

وإذا تطرقنا بعد ذلك لنصل إلي أبطال الرواية‏,‏ فنجد أنه لم يكن بطل وحيد بل جعل الروائي من نفسه بطلا مع بطله‏'‏ مصطفي سعيد‏'‏ هذا البطل‏,‏ ليس بطلا ينتقل من المشرق العربي فقط إلي الغرب بينما هو الشرق الأفريقي الذي يمثل ببشرته السوداء‏,‏ آخر بالنسبة للغرب إن جاز التعبير بمعني آخر‏,‏ أن الذات هنا مزدوجة‏,‏ بعد شرقي وبعد أفريقي‏,‏ خاصة وأن إفريقيا هذه التي عانت من ويلات هذا الغرب المستعمر الذي استغلها أكثر استغلال ممكن‏,‏ وعمل علي نهب ثرواتها وتركها فضاء خاوية لا زرع فيها ولا ماء بعد أن دمرها بكل ما فيها‏.‏ وإن كنا لا ننكر فضلهم في إنشاء المدارس والسكك الحديدية ولكن كما سبق وأشرنا من قبل لقد أنشأها ليعلمونا كيف نقول نعم بلغتهم وأتوا بالسكك الحديدية لنقل الجنود‏,‏ وهذا ما يضيف للرواية تميزها‏,‏ عن سائر الروايات الأخري سواء‏'‏ الحي اللاتيني‏'‏ لسهيل إدريس‏,‏ أو‏'‏ قنديل أم هاشم‏'‏ ليحيي حقي وغيرها الكثير الذي كان البطل فيها شرقيا عربيا‏,‏ ولم يكن اللون عنصرا أساسيا لدي أحد من هؤلاء الكتاب‏.‏ وإن كان ما لا يخفي علينا‏,‏ أن الروائي له حق في ذلك‏,‏ فهو كما نعلم من الخرطوم وقد عايش كل هذا الاضطهاد ورآه بعينه وعاصره فلا شك أنه انعكس علي فكره وبالتالي ظهر في روايته هذه‏.‏ هكذا جاء تميز هذه الرواية عن غيرها من الروايات التي تناولت علاقة الشرق والغرب‏.‏

ونجد أن الروائي‏,‏ أيضا البطل الثاني في الرواية فهو كما سنجده في النهاية قد يكون امتدادا‏'‏ لمصطفي سعيد‏'‏ أو مثله فهو كذلك سافر إلي انجلترا ودرس فيها ورجع إلي أرضه مع بعض الفوارق‏.‏

وإذا ما دققنا النظر لوجدنا أن أغلب الروايات كما هو مألوف كانت تبدأ من مركز الأنا أي من الوطن‏,‏ أما هذه الرواية رواية موسم الهجرة إلي الشمال فنجد أن الاحتكاك الحضاري جاء بعد رجوع مصطفي سعيد إلي قرية صغيرة في الريف ليفيدها بما تعلم دونما أن يبدي حقيقة فأصبح مركز البدء هو مركز الآخر والوطن أصبح مكان الاحتكاك الحضاري‏.‏ وهذا أحد سمات الرواية العربية في أعقاب هزيمة‏1967(8).‏

انطلاقا من المدخلات التي سبقت الإشارة إليها‏,‏ وبدءا ببطل روايتنا مصطفي سعيد الذي كما جاء علي لسانه في الرواية‏:‏

'‏أنا الغازي الذي جاء من الجنوب وهذا هو ميدان المعركة الجليدي الذي لن أعود منه ناجيا أنا الملاح القرصان وجين مورس هي ساحل الهلاك‏'(9).‏

يروق لي أن أبدأ من النهاية‏,‏ هل مصطفي سعيد بالفعل كان غازيا؟ هناك الكثيرما يدلل علي ذلك في الرواية منها عبارته السابقة فقد ذهب أو سافر مصطفي سعيد كل هذا الترحال بحثا أو استكمالا للبحث في رحلة الحرية‏,‏ وهو ما أوضحه الروائي علي لسان مصطفي سعيد بقوله‏:‏

'‏أحس إحساسا دافئا بأنني حر‏,‏ بأنه ليس ثمة مخلوق أبا أو أما أو أما يربطني كالوتد إلي بقعة معينة ومحيط معين‏'(10).‏

هذا البطل الذي استوعب عقله حضارة الغرب‏'(11)‏ هل نستطيع أن نقول عنه غازيا‏,‏ لابد أن يكون الدافع وراء رحيله هو بالفعل الغزو فإذا أمعنا في بداية رحيله نجد أن الأمور كانت ميسرة في وجهه فقد دخل المدرسة صدفة وقابل مديرها الإنجليزي الذي يسر له السفر للقاهرة ليقابل مسز روبنسن وزوجها أيضا صدفة‏,‏ كل هدفه كان الترحال‏.‏

وهذا ما أكده الروائي علي لسان البطل‏'‏ كل همي أن أصل إلي لندن جبلا آخر أكبر من القاهرة لا أدري كم ليلة أمكث عنده‏'(12).‏ وأيضا في‏:'‏ ثم أواصل الرحلة إلي غاية أخري‏'(13).‏

فهل كان لدي مصطفي سعيد إحساسه بالوطن وهمومه وهو الذي قال‏'‏ لا يوجد في العالم شيء يهزني‏'(14).‏ وهو الذي يصور أمه‏:'‏ كانت كأنها شخص غريب جمعتني به الظروف صدفة في الطريق‏'(15).‏

ولكن لا يجب أن نكون قساة عليه لهذه الدرجة‏,‏ فهو حتي وقت وصوله إلي لندن كان قد بلغ من العمر خمسة عشرة سنة‏,‏ وأظن مثله لم يكن يشغله القضايا الكبري‏,‏ ولكنه عندما علم وأدرك ذلك بالفعل عمل علي غزو الغرب‏,‏ وإن كان تصور أنه إذا نال من المرأة فقد نال من الغرب‏.‏

هذا هو الوهم الذي يسيطر علي أغلب الروايات التي تتناول علاقة الشرق والغرب‏.‏ نعم لقد كان غازيا‏,‏ فقد تحول فراشه إلي ساحة حرب ثقافية أو إن شئنا حضارية تعكس الصراع الدائر بين الشرق المتمثل في الصندل السندسي الدافئ ومخدات السرير من ريش النعام والند المحروق والعطور الشرقية النفاذة‏,‏ والغرب المتمثل في هذه الفريسة كل ليلة وكل التقدم من أجهزة كهربائية وأضواء صغيرة بألوان معينة وأيضا بزوايا معينة‏.‏

فهل نستطيع أن نطلق علي هذا الصراع مقولة‏'‏ صراع الحضارات‏'‏ التي أطلقها هانتنجتون لقد استغل الغرب كل ما في الشرق أثناء استعماره له‏,‏ وهذا ما بدا جليا لنا كما أشرنا في السابق‏.‏ وظهر العداء‏,‏ والإحساس بالرغبة الانتقامية‏,‏ في عبارات الروائي علي لسان بطله‏:'‏ أقضي الليل ساهرا أخوض المعركة بالقوس والسيف والرمح والنشاب‏,‏ وفي الصباح أري الابتسامة ما نشئت علي حالها‏,‏ فأعلم أنني خسرت الحرب مرة أخري‏'(16).‏

لقد استخدم مصطفي سعيد كل الوسائل لاستدراج فريسته كما يعتبر هو إلي فراشه استخدم الوهم والكذب والشعر فمن حكاياته لإحدي ضحاياه يقول‏:'‏ حكايات ملفقة عن صحاري ذهبية الرمال وأدغال تتصايح فيها حيوانات لا وجود لها‏,‏ قلت لها أن شوارع عاصمة بلادي تعج بالأفيال والأسود‏'(17).‏

وفي حديثه وتصويره لهذا الحديث مع‏'‏ آن همند‏'‏ إحدي ضحاياه‏:'‏ وأنسج لها خيوطا دقيقة مريعة من الأوهام‏'(18).‏ ويستخدم الكذب‏,‏ ففي إحدي محاضراته عن الشعر لأبي نواس قال‏:‏

'‏قلت لهم أن عمر الخيام لا يساوي شيئا إلي جانب أبي نواس‏.‏ قرأت لهم من شعر أبي نواس في الخمر بطريقة مضحكة زاعما لهم أن تلك هي الطريقة التي كان الشعر العربي يلقي بها في العصر العباسي‏.‏ وقلت في المحاضر أن أبا نواس كان متصوفا وأنه جعل من الخمر رمزا لجميع أشواقه الروحية‏,‏ وأن توقه إلي الخمر في شعره كان في الواقع توقا إلي الفناء في ذات الله‏,‏ كلام ملفق لا أساس له من الصحة‏'(19).‏

كل ما كان يهمه ألا يبيت في الفراش دون فريسة في كل ليلة فهل هذا هو الغازي‏,‏ إنه حقا لشيء محير‏!‏ فهو في نفس الوقت الذي جمعه‏'‏ بآن همند‏'‏ يصور عينها فيقول‏''‏ أري في زرقة عينيها بحور الشمال البعيدة التي ليس لها سواحل‏(20),‏ وأيضا‏:'‏ وأنا جنوب يحن إلي الشمال والصقيع‏'(21).‏

كل هذا الغموض الذي أحاط بشخصية البطل قد يكون سببه الأول‏,‏ هو عدم وجود ما يربطه بأرضه مما كانت له تداعيات سلبية الأثر بعد ذلك‏,‏ وهذا ما اكتشفه مؤخرا‏,‏ لذا عزم أن يكون هو الغازي الذي سيحرر الشرق من ذلك الغرب الامبريالي‏.‏ فلا أجد غير هذا مخرجا من ذلك الغموض‏.‏

وهذا ما قد يبدو في عبارته التي يبرر فيها استخدامه لهذه الأساليب في غزوه‏:‏

'‏ ولكن إلي أن يرث المستضعفون الأرض وتسرح الجيوش ويرعي الحمل آمنا بجوار الذئب ويلعب الصبي كرة الماء مع التمساح في النهر‏,‏ إلي أن يأتي زمان السعادة والحب هذا سأظل أنا أعبر عن نفسي بهذه الطريقة الملتوية‏(22).‏

وأيضا عبارته في ساحة المحكمة‏:'‏ وأنا فوق كل شيء مستعمر‏'(23)‏ كل هذا يجعلنا قد نتغاضي عن أنه كما عبر عنه المأمور المتقاعد‏.‏

'‏كان ابن الانجليز المدلل‏'‏ أو‏'‏ الانجليزي الأسود‏'(24).‏

ومقولة الشاب السوداني الذي كان يحاضر في الجامعة عن مصطفي سعيد بأنه‏'‏ تجنس بالجنسية الانجليزية‏'‏ وأنه‏'‏ من أخلص أعوانهم‏(25)‏ فهي كلها غير موثوق بها‏,‏ كتلك الاحصائيات التي أوردها في كتبه عن الاقتصاد‏'‏ احصائياته لم يكن يوثق بها‏(26).‏

ولعل السبب القوي الذي قد يجعلنا نتغاضي عما سبق هو عبارته التي قالها في محاولته لكتابة مذكراته وهي العبارة التي لم يكتب غيرها سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد وهي‏:‏

'‏إلي الذين يرون بعين واحدة ويتكلمون بلسان واحد ويرون الأشياء إما سوداء أو بيضاء‏.‏ إما شرقية أو غربية‏'(27).‏

فلا أدل علي أنه لم يكن غازيا من تلك العبارة‏,‏ ولتدع جانبا كل الشكوك‏,‏ ولنركز حول هل يصدق بذلك مقولة هانتجتون‏.‏

واستمرارا لجملته السابقة ويقول الروائي علي لسان البطل‏:‏

‏'‏الإنسان لمجرد أنه خلق عند الاستواء‏,‏ بعض المجانين يعتبرونه عبدا وبعضهم يعتبرونه إلها‏,‏ أين الاعتدال‏,‏ أين الاستواء‏'‏؟‏(28).‏

وقد ثار هذا التساؤل‏,‏ بعدما تعرف علي إحدي الفتيات والتي بمعرفتها به انبهرت‏-‏ كما ينبهر الغرب بكل غريب وبثروات الشرق وما فيه‏-‏ بالبطل الإفريقي الشرقي وكفرت واتخذته إلها لها‏.‏

ربما أراد مصطفي سعيد أن يري الأشياء بكلتا عينيه وأن يواجه بذلك من يرون بعين واحدة‏.‏

هؤلاء مثل بروفسور‏'‏ ماكسول فستركين‏'‏ الذي قال له‏:‏

'‏أنت يا مستر سعيد خير مثال علي أن مهمتنا الحضارية في إفريقيا عديمة الجدوي‏,‏ فأنت بعد كل المجهودات التي بذلناها في تثقيفك كأنك تخرج من الغابة لأول مرة‏'(29).‏

فهذا مؤشر علي أنه مازال يمت بصلة إلي أرضه وأهله وهو ما ظل يبحث عنه إلي أن استقر به المقام في تلك القرية علي منحني النيل ليستقر ويقيم بيتا ويتزوج بل وينجب وهو ما لم يحدث مع أي من الفتيات التي عرفها أو حتي جين مورسي التي تزوجها وهو ما يدل علي خصوبة الشرق‏,‏ وأن في ذلك إشارة للبعد الاستغلالي الغربي‏,‏ فكل ما كان يهم مثل تلك الفتيات هو إشباع رغباتهن‏.‏

وربما زاد من حبه في الانتقام من ذلك الغرب إحساسه بالذل الذي أذاقته إياه‏'‏ جين مورس‏'‏ وهو ما جاء علي لسانه‏:‏

'‏ أحسست بالذلة والوحدة والضياغ‏,‏ وفجأة تذكرت أين رأيت وجهها واضحا في مخيلتي وسمعتها تقول‏:‏ إنها حياتك وأنت حر فيها‏,‏ وتذكرت نبأ وفاة أمي حين وصلني قبل تسعة أشهر‏,‏ وجدوني سكرانا في أحضان امرأة لا أذكر الآن أية امرأة كانت ولكنني تذكرت بوضوح أنني لم أشعر بأي حزن كأن الأمر لا يعنيني في كثير ولا قليل‏,‏ تذكرت هذا وبكيت من أعماق قلبي‏(30).‏

كل ما يبدو علي مصطفي سعيد من جمود في مشاعره‏,‏ قد يتناقض وبكاؤه في هذا الموقف‏,‏ كما أنه يتناقض عن بحثه عن الاستقرار الذي وجده مع حسنة بنت محمود ومع أولاده محمود وسعيد بعدما كان‏'‏ رجلا أفرد أشرعته وضرب في عرض البحر وراء سراب أجنبي‏'(31).‏

والذي انتهي به بالفعل إلي الهلاك‏,‏ وذلك بقتله جين مورس‏'‏ ها هي ذي سفني يا حبيبتي تبحر نحو شواطيء الهلاك‏'‏ والتي بسببها حكم عليه بالسجن سبع سنوات في سجون انجلترا‏,‏ ولكنه كان يريد الموت الذي كان أمنيته الوحيدة ولكنهم حرموه من هذه الأمنية التي لم يستطع أن يأخذ القرار فيها بنفسه ويحسمه عندما قتل جين مورس‏.‏

ولكن بعد عودته لبلده واستقراره في إحدي قراها علي شاطيء النيل‏,‏ ظلت تراوده أفكار وكأنه كان ينتظر وصول الروائي لكي يسلم له الراية ليكمل مهمته بعد ذلك‏,'‏ ولكن أشياء مبهمة في روحي وفي دمي تدفعني إلي مناطق بعيدة تتراءي لي ولا يمكن تجاهلها‏(32).‏

فموت مصطفي سعيد‏-‏ إن كان قد مات فعلا‏-‏ يثير حوله علامات استفهام كثيرة‏,‏ لقد كتب وصية وأوصي زوجته وجهز كل شيء استعدادا للرحيل ولكن أي رحيل يقصد‏,‏ هل يقصد رحيله عن الدنيا أم رحيله لذلك الغرب ليستكمل مسيرته‏,‏ هذا الرجل الذي شبهه بالعدوي التي خشي علي أولاده منها من عدوي الرحيل‏'(33).‏

ويشير لذلك‏'‏ إنني لا أدري أي العملين أكثر أنانية‏,‏ بقائي أم ذهابي‏'(34).‏

'‏ذلك النداء البعيد لا يزال يتردد في أذني‏.‏ وقد ظننت أن حياتي وزواجي هنا سيسكتانه ولكن لعلي خلقت هكذا أو أن مصيري هكذا مهما يكن معني ذلك‏,‏ لا أدري‏'(35).‏

أيا ما كان فقد رحل مصطفي سعيد سواء كان غريقا أم منتحرا أم مسافرا مستكملا لمسيرته في الغرب‏.‏ فهل هذه هي النهاية التي تليق بمصطفي سعيد ذلك البطل الغازي‏,‏ كان لابد أن تكون نهايته تحت سماء أوروبا علي ذلك الجليد في وسط أناس لا يعرفهم‏,‏ فهكذا تكون‏'‏ نهاية الغزاة الفاتحين‏'(36).‏

وخلف بعده قبل أن يرحل‏,‏ تلك الجرثومة‏,‏ جرثومة العنف الأوروبي وهو ما ظهر فيما فعلته حسنة بنت محمود‏-‏ زوجته‏-‏ فعندما طلبها ولا الريس للزواج رفضت فلما زوجها أخوتها وأبوها له‏,‏ قتلته وقتلت نفسها نهاية مآساوية‏,‏ لقد آثرت أن تموت علي أن تبقي مع ذلك الشخص الذي مثل لها تلك التقاليد التي تجبر المرأة علي كل شيء‏,‏ لقد كان موتها انتصارا للمرأة وانتصافا لها من تلك التقاليد فقد أصبحت كثورة أو بذور ثورة علي مثل هذه التقاليد‏,‏ التي لا تحترم المرأة ورأيها‏,‏ وما يؤكد ذلك هو رغبتها في الزواج من الروائي الذي تمثل أمامنا وكأنه امتداد لمصطفي سعيد‏,‏ فهناك تقارب في طباعهما‏,‏ وهذا ما أحسه مصطفي سعيد بنفسه علي الرغم من صغر الفترة التي تعرف فيها عليه إلا أنه جعله وصيا علي زوجته وأولاده وكذلك أمواله دون غيره من أهل القرية‏.‏

وقبل أن يذهب مصطفي سعيد‏:'‏ لا غرو أن مصطفي سعيد هرب إلي زمهرير الشمال‏'(37),‏ وفي ساحة الاحتكاك الحضاري وهي البلدة أو القرية عمل علي محاربة الاستغلال الذي عمد إليه العمدة والتجار وحاول بفكره معالجة أوضاع كانت سيئة‏,‏ واقترح اقتراحات أفادت القرية وأهلها‏,‏ هذا ما تحتاج إليه القرية‏,‏ بل هذا ما يحتاج إليه الشرق ذلك العقل المتفتح‏,‏ وليس صراعا‏,‏ إنما هو الحوار‏..‏ لابد من الحوار وخلف أيضا وراءه‏,‏ تلك العدوي‏,‏ الوهم ولكن خلفها لدي الروائي حتي بدأ يتشكك في نفسه وهويته‏,'‏ فهل أنا أيضا أكذوبة؟ إنني من هنا أليست هذه حقيقة كافية؟ لقد عشت أيضا معهم ولكنني عشت معهم علي السطح لا أحبهم ولا أكرههم‏.‏ كنت أطوي ضلوعي علي هذه القرية الصغيرة‏,‏ أراها بعين خيالي أينما التفت‏'(38).‏

رغم كل إحساس الروائي بهويته التي حاولنا توضيحها سابقا‏,‏ إلا أنه من كثرة انشغاله بمصطفي سعيد‏,‏ وأصبح هوسا لديه‏,‏ وللتشابه بينه وبين مصطفي سعيد‏-‏ قد يكون السبب‏-‏ بدأ يشك في نفسه وهل أنا أيضا أكذوبة‏!‏ ولكنه يتدارك‏'‏ إنني من هنا‏'(39)‏ ولكنه يعود إلي ذلك الوهم أنه من هنا ولكن عاش معهم علي السطح فهو فقد من كان يراهم بعين خياله‏.‏

'‏الوجوه هناك كنت أتخيلها قمحية أو سوداء فتبدو وجوها لقوم أعرفهم ولكنني من هنا‏'(40).‏

قد تكون هذه العبارة امتدادا للوهم‏,‏ ولكنني أري فيها تأكيدا للهوية ولإحساسه لأرضه وأهله حتي أنه أوهم نفسه أنه يعيش بينهم ويتصور وجوه الغرب وجوها قمحية فهي وجوههم‏.‏

ماذا نريد رحيل الاستعمار أم بقاءه؟

لا يعجب الشعب ذلك الوضع الذي لا يجب أن يكون موجودا ففي فترة الانتخابات تري المرشحين ببرامجهم البراقة ووعودهم الخيالية‏,‏ وما تلبث أن تمر فترة الانتخابات فلا تري وجها واحدا منهم‏.‏

وهو ما لم يكن موجودا أيام الاستعمار‏.‏ ففي فترة الاستعمار لم يكن هناك انتخابات من الأساس‏,‏ فأيهما أفضل؟‏!!‏

هذا ما أثارته عبارة عبد المنان عم الروائي‏:'‏ كل الذي يفلحون فيه يجيئون إلينا مرة كل عامين أو ثلاثة بجماهير هم ولواريهم ولافتاتهم‏..‏ يعيش فلان ويسقط علان‏-‏ كنا مرتاحين أيام الانجليز من هذه الدوشة‏'(41).‏

هل نسي عبد المنان سياسة الاستعمار فرق تسد‏,‏ التي يتبعها في كل مكان يوجد فيه‏,‏ وهو ما أوضحه المأمور المتقاعد في حديثه للروائي في القطار‏:‏

'‏يتذمر الناس منا ويشكون إلي المفتش الانجليزي وكان المفتش الانجليزي طبعا هو الذي يغفر ويرحم‏.‏ هكذا غرسوا في قلوب الناس بغضنا نحن أولاد البلد‏'(42).‏

هكذا كانت سياسة المستعمر في كل تصرفاته تبدو جلية علي الحدود الإفريقية والصراعات التي تسببت فيها‏.‏

ضمن الرموز التي استخدمها الروائي لتوضيح هذه العلاقة كان النهر والصبح؟

لقد أشار الروائي أكثر من مرة للنهر وأنه يتحول‏-‏ مساره‏-:‏

'‏النهر بعد أن كان يجري من الجنوب إلي الشمال ينحني فجأة في زاوية تكاد تكون مستقيمة ويجري من الغرب إلي الشرق‏'(43).‏

وأيضا‏:'‏ النهر قد يعترضه جبل فيتجه شرقا وقد تصادفه وهدة من الأرض فيتجه غربا‏,‏ ولكنه إن عاجلا أو آجلا يستقر في مسيره الحتمي ناحية البر في الشمال‏'(44).‏

هل يعني ذلك حنينه إلي الشمال ذلك الغرب‏,‏ هل لديه نفسه ميول مصطفي سعيد للغرب‏,‏ أم أنه أصبح مصطفي جديد‏,‏ ويريد أن يغزو ذلك الغرب ويحاول توجيه سفنه لتبحر إلي الغرب؟‏!!‏

هل هذا ما أشار إليه في أن هنا‏'‏ تباشير الفجر في الشرق‏'(45)‏ هل سيكون الصبح هو رمز الحضارة وانتصار الشرق وما قصده أيضا في وأخذت أسبح نحو الشاطيء الشمالي‏'.‏

'‏استقر عزمي علي بلوغ الشاطيء الشمالي هذا هو الهدف‏'(46).‏

و‏'‏إنني يجب أن اتحرك إلي أمام لا إلي أسفل‏'(47).‏

وأخيرا قرر‏:'‏ إنني أقرر الآن انني اختار الحياة سأحيا لأنه ثمة أناسا قليلين أحب أن أبقي معهم أطول وقت ممكن ولأن علي واجبات يجب أن أؤديها لا يعنيني إن كان للحياة معني أو لم يكن لها معني‏'(48).‏

هو إذن سيحيا حتي وإن كان ليس هناك معني لهذه الحياة التي يحياها إذن فلن يفعل مثلما فعل مصطفي سعيد لن يكون ذلك الغازي لن يكرر تلك المأساة‏.‏

تمثلت التغذية العكسية في المدخلات الجديدة التي تمثلت بدورها في استجابة الروائي في نهاية الرواية واتخاذه القرار باستمرار حياته وهو ما يمثل استمرارا للرواية‏.‏

وكذلك تمثلت في استمرار الهوية وعملها كمدخل جديد للنظام‏,‏ واحساس الروائي بالمواطنة وأنه سيعيش من أجل من يحبونه‏.‏

كذلك تباشير الفجر التي لاحت في الشرق‏,‏ هي نور الصباح الذي سيوضح ويضع حدا لهذه الصورة النمطية‏,‏ قد يكون ذلك بانتصار الشرق أو استمراره في المعركة‏.‏

لذا لابد من أساليب جديدة للانتصار‏,‏ كذلك أساليب جديدة لمعالجة هذه الصورة النمطية فكل من الغرب والشرق لا يري إلا نفسه ولا يعترف بالآخر ولا يسمح بالحوار أو حتي إبداء رأيه‏,‏ وهو ما يجب السعي لإصلاحه‏,‏ فيجب أن يستمع كل من الجانبين لوجهة نظر الآخر‏,‏ ويتقبلها أو يرفضها بعد ذلك‏,‏ فهذا هو التسامح الذي تدعو إليه جميع الأديان السماوية‏.‏

وكذلك لابد وأن هناك أبعادا أخري كثيرة تتمثل في علاقة الشرق والغرب غير العلاقة الجنسية‏,‏ إذن لابد من البحث عن مثل هذه الأبعاد لكي نحاول بها ومن خلالها تناول ومعالجة هذه العلاقة‏.‏

ولكن لن يحدث ذلك إلا بوجود الأرضية المشتركة التي يجب أن يقف عليها كلا الطرفين للانطلاق أيضا نحو نهاية مشتركة مؤداها الاعتراف بالآخر‏.‏

هذه الأرضية المشتركة قد تكون احترام حقوق الإنسان ومباديء التسامح والخير وكذلك احترام حريات الرأي والتعبير‏,‏ ليسمح كل طرف للآخر بالتعبير عن رأيه وقبل هذا للجلوس علي مائدة واحدة يكون فيها الحوار وليس الصدام كما يدعي ويدعو البعض لذلك فيقول المولي عز وجل في كتابه العزيز‏'‏ وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا‏'(49).‏

هكذا خلقنا مختلفين ومتنوعين للتعارف وليس الصدام والصراع‏,‏ لابد من التكامل بين الجهود البشرية لكي ترقي هذه البشرية وكي نعالج المشكلات التي لا يمكن التصدي لها من خلال دولة واحدة أو مجموعة صغيرة من الدول هذا التكامل أو التكاتف سيخلق بالطبع ثمارا جديدة لتعاون كل هذه الحضارات والثقافات ستعود بالنفع علي كل الشعوب‏.‏

الهوامش
‏(1)‏ الطيب صالح‏,'‏ موسم الهجرة إلي الشمال‏',(‏ الخرطوم‏:‏ دار العين‏,2005,‏ ص‏100).‏

‏(2)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏53.‏

(3)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏5.‏

(4)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏5.‏

(5)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏6.‏

(6)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏6.‏

(7)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏7.‏

(8)‏ فتحي أبو العينين في‏:‏ الطاهر لبيب‏(‏ محرر‏),‏ مرجع سبق ذكره‏,‏ ص‏817.‏

(9)‏ الطيب صالح‏,‏ مرجع سبق ذكره‏,‏ ص‏160.‏

(10)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏24.‏

(11)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏36.‏

(12)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏30.‏

(13)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏27.‏

(14)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏26.‏

(15)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏23.‏

(16)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏37.‏

(17)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏40.‏

(18)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏146.‏

(19)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏143.‏

(20)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏146.‏

(21)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏33.‏

(22)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏44.‏

(23)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏99.‏

(24)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏56.‏

(25)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏59.‏

(26)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏61.‏

(27)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏151.‏

(28)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏12.‏

(29)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏99.‏

(30)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏159.‏

(31)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏68.‏

(32)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏70.‏

(33)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏71.‏

(34)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏70.‏

(35)‏ الصفحة نفسها‏.‏

(36)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏71.‏

(37)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏112.‏

(38)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏52.‏

(39)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏53.‏

(40)‏ نفس الصفحة‏.‏

(41)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏68.‏

(42)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏57.‏

(43)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏66.‏

(44)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏73.‏

(45)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏165.‏

(46)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏166.‏

(47)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏166.‏

(48)‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏167.‏

(49)‏ سورة الحجرات‏,‏ جزء من أية‏(13).‏

10-17-2008, 06:06 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  المرأة العربية وكتابة الذات coco 7 2,179 10-21-2010, 01:08 PM
آخر رد: coco
  صورة رومانسية ديك الجن 3 1,149 07-10-2010, 02:12 AM
آخر رد: ديك الجن
  حالة انتظار عادل نايف البعيني 2 1,181 09-15-2009, 09:00 PM
آخر رد: عادل نايف البعيني
  مجرد جنون.....نصوص مبعثرة على قارعة الذات youssefy 9 1,711 04-24-2009, 03:05 PM
آخر رد: youssefy
  صورة و شعر حسام يوسف 2 1,305 12-20-2007, 02:02 AM
آخر رد: مظفر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS