[
اقتباس:quote] Timothy كتب/كتبت
أخي العزيز داعية:
تحياتي الصادقة و الحارة لك،
شكرا على ترحيبك و لطفك الفائق الذي يدل على أنك فعلا إنسان يسلك "بثقافة" و راقي فعلا.
بالمناسبة، خد راحتك تناديني مباشرة بإسمي "إبراهيم" و بدون كلمة "أستاذ" (f)
اقتباس:سأخبرك بموضوعه اجمالا وان اختلف مع ثقافتك , وربما لا يضر ذلك لانك كما ارى رجل عالمي التفكير ترحب بالاستماع للرأي الاخر .
أنا فعلا أريد أن أتحاور مع كل ما هو مختلف عن ثقافتي و يجعلني أتسع خارج ما هو مألوف و تقليدي بالنسبة لي فخد راحتك جدًا. قل كل ما تريد فالحوار الناضج أساسه الحرية التامة و سقوط الحواجز.
هذا هو الظن فيك ياابراهيم .
اقتباس:معك حق فيما يخص كتاب الأستاذ محمد قطب بأن الموضوع ذو شجون لكل مسلم و أيضا لكل عربي بصرف النظر عن انتمائه العقائدي لأن هم أهل الشرق واحد. هل تعتقد تقهقر المسلمين عما وصلوا إليه يرجع لأسباب ترتبط بالدين؟ كثيرا ما لامت الجماعة المؤمنة هزيمتها على تخليها عن "طريق الله" فحدث هذا أيام شعب إسرائيل و يحدث في الولايات المتحدة حيث يقولون أن الخذلان أصابهم لمجرد التخلي عن الكتاب المقدس و طريق الإنجيل و كما نرى الشيء نفسه يتوارد لخواطر مؤمني العقيدة الإسلامية، أو بعضا منهم إنْ جاز لنا القول.
الحقيقة ان هذا الموضوع الكلام فيه صعب الى حد ما مع من لا توجد بينك وبينه ارضية فكرية او حسور فكرية مشتركة , ولكن الجسر موجود بيني وبينك .................
هذا الموضوع مبني على أصل ماهو ؟
ان الانسان لايقوم وحده .................وهذه ايضا مبنية على اصل آخر :
ان الانسان مخلوق اصلا لعمارة الارض تحت راية محبة الله وتعظيمه .
اذا ابتعد الانسان عن هذا الاصل فانه لابد ان يقع خلل في علاقته ببني جنسه : لافرق بين الامرين .....................لماذا ؟
لان العدل واقامته في الارض وحقوق الانسان وهذه الاشياء لايمكن تحقيقها ( بجد مش كده وكده ) الا في ظل عاطفة عميقة بالايمان بالغيب واحترام امر مقدس يجب التضحية من اجله لتنفيذه , والا :
فماذا يجبرني انا ان اخرج من فلسطين والا ادنس المصحف والا اقتل اطفال الحجارة والنساء الثكالى اذا كنت آخر تمام ولا ضرر لي الا في حالة واحدة هي خروجي او حتى عدلي مع هؤلاء , والانصياع لاعلان حقوق الانسان المزعومة !!
الامر اعمق من مجرد ان يكون مجرد نظام مدني او شرعية دولية نعتقد اننا بكتابة بنودها نكون قد ادينا الامانة ورفرفنا بحمامة السلام على اركان البسيطة !
الامر لابد له من اعتقاد راسخ بشيء مقدس كاعتقاد دولة اسرائيل انها شعب الله المختار المدلل ( الواد اللي على الحجر ) .
ولذلك فهي تصدر وتنطلق من هذا التصور في كل حرف يخرج من فم قادتها الخونة .
أعتقد مثلا أنه تم في هذه الحقب التي قالوا فيها بانتصار المسيحية و مجدها في عصور التقوى إلخ خذلان شديد لحقوق الإنسان و لنا في قصة مايكل سرفيتس مثال و الذي أعدمه جون كالفن لخلاف حول عقيدة الثالوث و أيضا Anne Marie Hutchinson فيما أذكر و التي أعدمها Cotton Mather أو تسبب في مأساتها باسم الله و الإنجيل لمجرد أنها أرادت وعظ النساء. باعتقادي شجوننا حلها في الرجوع إلى مدى تقييمنا لقيمة الإنسان و حكم الأفراد لأنفسهم دون الحط من قيمة فرد أو فردة لسبب من الأسباب.
اعتقادك صحيح مائة في المائة واضيف لك ايضا انه لا يتعارض مع مبدأ الحكم بشريعة السماء ,
ولكن مع فارق هام جدا :
ان الحكم لايكون بصورة الحكم الثيوقراطي الذي تم في العصور الوسطى وان نجعل القدسية للحاكم فهو ليس بشيء , هو خادم للشعب كماقال ابوبكر الصديق يوم صعوده على المنبر وانتخابه للخلافه دون سعي منه لها :
ايها الناس ! اني وليت عليكم ولست بخيركم , القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه , والضعيف فيكم قوي عندي حتى آتي بحقه له .............او كلاما قريبا من هذا .
وكما قال مثله الفاروق عمر بن الخطاب يوم انتخابه ايضا :
وان رأيتم فيّ اعوجاجا فقوموني ! فقام عمار بن ياسر من وسط الناس فقال له : والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد السيف !
فقال عمر : الحمد لله ان جعل في امة محمد من يقوم اعوجاجي بحد السيف .
امرأة من اوساط الناس تقوم لعمر بن الخطاب ( جبار الجاهلية وفاروق الاسلام ) وتقول له : انق الله ياعمر ! فان الله يقول كذا وكذا ( ترد عليه في مسألة فقهية ) فيقول : كل الناس اعلم منك ياعمر .
مبعوث دولة فارس يزور المدينة ليقابل عمر ( الخليفة - الامبراطور ) فيبحث عنه فلايجده الا نائما تحت شجرة متوسدا ذراعه مرقعا ثوبه ليس حوله حراس ولا ( body gard ) لحمايته من الاغتيالات كما هي عادة الملوك حتى اليوم:
فقال قولته المشهورة : حكمت فعدلت فنمت .
هنا فقط يكون المعنى الحقيقي للمساواة .
اقتباس:أعتقد أن التدهور سببه فساد سياسي و حب السلطة و الجشع و تهميش الشعب من زاوية الفهم الصحيح للديموقراطية.
بالنسبة لأعمال اسماعيل مظهر فللأسف أعماله غير موجودة على الشبكة و كنت أتمنى أن نضع على عاتقنا نقل كتبه فندع العالم أجمع يرى إلى أي حد تصل إليه العبقرية المصرية المفكرة على جميع الأصعدة. لو أنت مقيم بمصر، اقترح تروح لدار كتب كبيرة و تسأل عن كتب اسماعيل مظهر. أخبرني و ممكن نتعاون بشكل أو بآخر. عندما قرأت اسماعيل مظهر بصراحة زاد من افتخاري بمصريتي جدًا و ليس لحد التعصب، آمل.
اقتباس:............والحقيقة ان الشعور بالرغبة في نشر السلام هو يدل على رقي فكر صاحبه وسلامة قلبه للناس كلها وتمني الخير للبشرية جميعا ...............نسأل الله سبحانه وتعالى ان نكون منهم .
معك مائة في المائة ...............وسبب هذا العرض مرض اعمق منه اسمه الطغيان والكبر على شريعة السماء .
اقتباس:بالمناسبة، كنت أبحث عن كتب أبو الأعلى المودودي و تقريبا لم أجد له على النت سوى كتاب أو 2 بالأكثر و لكن كتبه الأساسية لا أعتقد أنها غير موجودة مع أني قرأت في كتاب لـ Giles Kepel أنه الأب الشرعي تقريبا لما يعتبره البعض بـ حركة الصحوة resurrgence. أنا مهتم عامة بالبحث في تاريخنا الحاضر و القديم عن عوامل الصحوة و ما دفع الناس إليها.
المودودي هذا هو استاذي :)
احبه كثيرا ...............عقلية فذة فعلا .
لو وجدت كتبه على النت سأخبرك بها .
تحياتي لك ياابراهيم .
اهلا بك دائما .