أعاصير من الخارج.. وزوبعة فى الداخل




إن العام الحالى يعتبر أصعب عام فى تاريخ مصر على مدى نصف قرن من الزمان.. أصعب حتى من عام 1967 الذى شهد الهزيمة الفادحة التى كسرت نفوس الجميع، وأصعب أيضا من عام 1973 الذى شهد حرب التحرير التى توقف عليها كيان مصر بأكمله والتى أشعلناها - واستمررنا فى معاركها - على العكس تماماً من إرادة القوتين العظميين! والسبب وراء صعوبة وحساسية هذا العام - والكلام هنا على لسان مسئول سياسى كبير وقدير لم أستأذنه فى نشر اسمه وبالتالى لا أذكره هنا ـ هو أن مصر فتحت حصنها العتيد وانفتحت بالكامل على العالم كله بكل تكتلاته وكل تياراته، وهنا انقضت علينا قوى خارجية مختلفة تسعى بانتهازية لاستغلال هذا الموقف لأقصى حد ممكن خدمة لمصالحها الذاتية دون غيرها! والهدف من وراء ذلك - والكلام مازال على لسان هذا المسئول السياسى الكبير - [SIZE=6]هو أن العالم كله يدرك جيدا أن مصر هى محور المنطقة بأكملها وأن تغيير اتجاه مصر هو تغيير الاتجاه العام فى المنطقة..
:lol2::lol2::lol2:

إلى هذا الحد وصل تفكير أشهر قائد عسكرى على مر التاريخ، اتفق الجميع على مكانة مصر وعلى أهميتها البالغة للسيطرة على المنطقة، وإنها السبيل الوحيد لذلك وأيضا العقبة الوحيدة أمام هذا الهدف، ومن هنا كانت مصر مستهدفة على الدوام، وفى ذلك فإن أقرب الأمثلة وأكثرها إيلاما لذاكرتنا الوطنية هى هزيمة يونيو 1967 التى كانت تهدف بالدرجة الأولى للقضاء على مكانة مصر داخل العالم العربى وإخضاع هذا العالم العربى الفاحش الثراء من خلال ضرب القوة المصرية وتشويه صورتها ومكانتها أمام هؤلاء الذين يستندون عليها ويحتمون بها! لم تكن تلك المواقف جديدة على مصر، فقد تكررت كثيرا حتى تعودنا عليها، أما الجديد فى هذه المرة فإنه يتمثل فى تزامن خروج البعض من الداخل فيما هو أشبه «بالهوجة» الفوضوية شاهرين حناجرهم وأقلامهم مستهدفين النيل من كل رموز الدولة وتشويه كل الإنجازات وتلطيخ الصورة العامة لصورة وطن كافح وضحى كثيرا للوصول إلى المكانة التى يستحقها داخل المنطقة... وعلى مستوى القارة التى ينتمى إليها... وعلى خريطة العالم الذى نتربع فى قلبه.. تحرك غريب من جانب هؤلاء وأداء أكثر غرابة هو أشبه بزوبعة صاخبة تهب علينا من الداخل فى ذات الوقت الذى نواجه فيه أعاصير وضغوطاً عديدة من الخارج، والأكثر غرابة أن يعتبر البعض عندنا هذا الوضع الخطير بمثابة «نافذة فرصة» يسعون من خلالها لتحقيق مصالح ذاتية بحتة، لا تتناسب مع إمكانياتنا ولا تتفق مع القوانين أو الأعراف، وأكثر غرابة من هذا هو أن يتحول هؤلاء لاستغلال الدين والمشاعر الدينية العميقة للمصريين ويمزجونها ببدع استعراضية جديدة لم نسمع عنها من قبل عندما يخرجون بالشموع المضيئة تارة، وتارة أخرى يخرجون لكنس ضريح السيدة زينب - رضى الله عنها - على حكومة مصر التى تلهث لإصلاح أحوال الوطن وكل طوائفه وأبنائه الكادحين الذين لا وقت لديهم لإضاءة شموع لا فائدة منها فى وضح النهار، أو «كنس الأضرحة» على طريقة جهلاء القرون الوسطى! والأكثر غرابة من هذا وذاك أنهم يعتمدون كلية وأساسا على أن أحدا لن يقترب منهم لأن العالم الخارجى سيتحرك ويعتبر ذلك انتهاكا للحريات وانتكاسا للديمقراطية مع أن ما يقومون به لا علاقة له بالمرة بحريات أو ديمقراطيات، فالحرية مشعل نور وليست شعلة حرائق، والديمقراطية نظام حكم حضارى عصرى يحترم القوانين والضوابط إلى حد القداسة، وليست أبدا سبيلا للفوضى والعبث وضرب مصالح الوطن وتجاهل إرادة الغالبية.. كذلك فإن التطاول على الكبار والرموز الذى أصبح «موضة» أقلام الهدم والدمار.. هذا التطاول المريض ليس شجاعة أو بطولة، ولكنه انفلات يصل فى معظم الأحيان إلى حد البذاءة المنفرة التى يتعفف المرء عن الخوض فى أوحالها! وبالتسلسل المنطقى فإن السؤال الذى يفرض نفسه علينا بعد ذلك هو: هل تنجح هذه المخططات وهذا الأداء فى التقليل من مكانة مصر وأن تنال من قوتها الدافعة؟ والإجابة بأمانة شديدة هى أن كل ما يحدث الآن على المستوى الخارجى لا يخرج عن نطاق المناورات وما يسمونه بـ «سبر الأغوار» والتحقق، وعلى مستوى الداخل فإنه لا يخرج عن نطاق الشوشرة والإعاقة الفوضوية المحدودة.. وكلاهما لا يرقى إلى مستوى المساس بمكانة مصر وقوتها.. وأن مصر بأبنائها وكوادرها الذين لا يضيئون شموعا تحت أشعة شمس ساطعة، ولا يكنسون أضرحة الأولياء استغلالا لمشاعر البسطاء.. مصر هذه تستطيع دائما - كما يقول لنا تاريخ طويل - أن تنهض.. وحينذاك تختفى وتتبدد كل العواصف والزوابع.. وكل الأشباح الذين خرجوا علينا تباعا من مقابرهم العتيقة.. خرجوا علينا، وللعجب، يتحدثون عن ضرورة وحتمية التغيير!.

محمد عبدالمنعم

[SIZE=5]الغاية من نشر المقال ليس لاتفاقي معه بل أوافقه بأن الأعوام 2005 الى 2008 من أخطر الأعوام على الشرق الأوسط وبالنسبة لسوريا فالخطر أكبر...

http://rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=1585

في الدراسة الامريكية الذائعة الصيت التي اصدرها عام 1996 من اصبح الان مستشارو بوش (اي ديك شيني و ريتشارد بيرل و الاخرين من المحافظين الجدد)
هذه الدراسة ترسم السياسة الواجب اتباعها في الشرق الاوسط و هي تتطبق الان بحذافيرها بدءا من احتلال العراق و تأليب المعارضة اللبنانية لاخراج سوريا ثم ضرب حزب الله ثم ضرب ايران و قلب النظام فيها وصولا الى الجائزة الكبرى -كما يسميها المحافظون الجدد- مصر ووضع اليد عليها...

لمزيد من المعلومات:

A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm.” [Chicago Sun-Times, 3/6/03; Guardian, 9/3/02; Washington Times, 10/7/03]

الاخ فوود كتب فى تعليقه الاتى :

--وصولا الى الجائزة الكبرى -كما يسميها المحافظون الجدد- مصر ووضع اليد عليها...

س}ال ارجو الا يؤاخذنى عليه
هل الاخ فودوووو مصرى؟؟

سيدى الفاضل


مصر سلمها السادات تسليم مفتاح لامريكا منذ عام 1972

اظنك تابعت زيارة كوندى رايس لمصر والتعليمات التى كانت تلقيها علنا على حكومة مبارك فى كل المجالات

ويفيدك ايضا ان تراجع تصريحات كيسنجرمن خمسة وعشرين عاما

وملفات الخارجية الامريكية وملفات المعونة الامريكية لمصر والحديث عن الابنود السرية والاتفاقيات غير المعلنة

هل ستكره امريكا لهذه الاسباب ؟؟

تكون غير واقعى ولا عملى !!

بدون المساعدة الامريكية مصر ستشحذ وتتسول على الابواب

وبدون السلاح الامريكى جيش مصر سيكون جيشا تشريفاتيا بعصاية

وبدون الخبرات الامريكية التكنولوجية و الدعم الامريكى الاقتصادى والعسكرى المباشر والضمانات الامريكية الاقتصاديةلمصر لدى دول اوروبا لأفلس الاقتصاد المصرى تماما منذ عشرات السنوات

مصر حصلت على اكثر من مائة مليار دولار امريكى من اموال دافع الضرائب واعفيت من ثلاثين مليار اخرى ديون

والمصيبة بعد هذا

مصر اكثر دولة تسب وتلعن امريكا يوميا على الاذاعة والتليفزيون والصحف المصرية وتحرض عليها ارهابييها

والمثل المصرى نفسه يقول حسنة وانا سيدك

الخراب والدمار الذي حل بمنطقة قلعة الكبش في السيدة زينب ، علي يد ميلشيات بلطجية الحزب الوطني ، بسبب صراع الكبار داخل الحزب ، ويتحمله فقط الغلابة والمطحونون المكويون بنار الغلاء كما فرضت قوات الأمن حظر التجول بحي السيدة زينب.

واصلت أجهزة الامن أمس فرض حصار مشدد علي منطقة قلعة الكبش بحي السيدة زينب في القاهرة، لمنع تجدد الاشتباكات الدامية التي وقعت بين ميليشيات مرشحي الحزب الوطني لمجلس الشعب في الانتخابات القادمة.. وذلك في فضيحة سياسية للحزب الحاكم عندما تحولت دائرة رئيس مجلس الشعب إلي ساحة للصراع بين كبار قيادات الحزب. واصبحت الشوارع مسرحا لتصفية الحسابات بين هذه القيادات.
وأكد أهالي المنطقة ان طرفي الصراع يساندهما قيادات الحزب الوطني. وكانت مليشيات وبلطجية الحزب الوطني قد واصلت مساء أمس الاول ارتكاب اعمال العنف والبلطجة والارهاب التي تضاف إلي سجل الحزب الاسود، الحافل بأعمال فاضحة ارتكبها البلطجية يوم استفتاء 25 مايو الماضي. اغار البلطجية علي منطقة السيدة زينب والناس نيام وحطموا اكثر من 10 محلات و10 سيارات وامتدت اعمال التحطيم والدمار إلي نوافذ وابواب المنازل الآمنة بعد اقتحامها علي من فيها وضربوا من طالتهم ايديهم.
وفرضت اجهزة الامن حظر التجول بمنطقة قلعة الكبش في محاولة للسيطرة علي اعمال العنف والبلطجة. وكشف تحقيق اجرته الوفد ان وقائع الاحداث المؤسفة ترجع إلي يوم الجمعة قبل الماضي عندما عقد انصار نائب الدائرة ـ عمال ـ عبدالفتاح محمد علي الشهير بمجدي محمد علي مؤتمرا لاعلان تأييده لانتخابات مجلس الشعب القادمة بمساندة بعض قيادات الحزب الوطني وتسببت الخلافات داخل الحزب الوطني في انه اصبح غير مرغوب فيه خاصة من الدكتور احمد فتحي سرور نائب الدائرة ورئيس مجلس الشعب والذي يساند المرشح الجديد لمقعد العمال سمير الدمرداش. وتسبب هذا الصراع في قيام بلطجية الحزب الوطني المؤيدين له بحملة تأديب لاهالي المنطقة الذين حضروا واعلنوا تأييدهم للنائب مجدي محمد علي.
وتسود حاليا المنطقة حالة من الذعر والغليان ووجه الاهالي انتقادات حادة لقيادات الحزب الوطني خاصة ان اهالي المنطقة بسطاء يكافحون من اجل لقمة العيش ولا تعنيهم السياسة في شيء، وكل علاقاتهم بأعضاء مجلس الشعب تقوم علي من يقدم لهم الخدمات البسيطة.
وكان المواطنون قد هرعوا إلي قسم شرطة السيدة زينب لانقاذهم، وفوجئوا بموقف سلبي من المباحث التي تخاذلت عن نجدتهم من البلطجية. وتم احتجاز شباب المنطقة داخل درب الساقية بقلعة الكبش حتي ينتهي البلطجية من معركتهم.
وأعرب أهالي المنطقة لمندوب »الوفد« عن استيائهم الشديد من هذه التصرفات التي ارتكبتها ميليشيات الحزب الوطني خاصة بعد تحطيم زجاج النوافذ في الطرقات والشوارع وتحطيم واجهات المحلات وضياع أرزاق البسطاء من اهالي المنطقة واشعال النيران بالسيارات، وفرض حظر التجول بالمنطقة.
كما اعرب الاهالي عن استيائهم الشديد من المجزرة التي وقعت للاهالي ومصرع المواطنين تامر عطية وصابر جو متأثرين باصاباتهما في المعركة. واتهم الاهالي اجهزة الأمن بالتقصير والفشل في حمايتهم. واعربوا عن دهشتهم من وصول قوات الامن إلي موقع الاحداث بعد ما يقرب من حوالي 18 ساعة مما اعطي الفرصة أمام البلطجية لتنفيذ مخططهم الارهابي.
كما اتهم الاهالي مسئولي الحزب الوطني باشعال اعمال الشغب بالمنطقة.
وألقت الشرطة القبض علي 33 مواطنا بتهمة إثارة الشغب.
وتمارس حاليا ضغوط علي المواطنين للتنازل عن المحاضر التي حرروها ضد الحزب الوطني كما تجري مساع لاجراء الصلح واحتواء الازمة في محاولة لتحسين صورة الحزب الوطني والحكومة.

http://www.alwafd.org/front/detail.php?id=8422

اقتباس:  zyadzayed   كتب/كتبت  
 
الاخ فوود كتب فى تعليقه الاتى :

--وصولا الى الجائزة الكبرى -كما يسميها المحافظون الجدد- مصر ووضع اليد عليها...

س}ال ارجو الا يؤاخذنى عليه  
هل الاخ فودوووو مصرى؟؟

سيدى الفاضل  


مصر سلمها السادات تسليم مفتاح لامريكا منذ عام 1972

اظنك تابعت زيارة كوندى رايس لمصر والتعليمات التى كانت تلقيها علنا على حكومة مبارك فى كل المجالات

ويفيدك ايضا ان تراجع تصريحات كيسنجرمن خمسة وعشرين عاما  

وملفات الخارجية الامريكية وملفات المعونة الامريكية لمصر والحديث عن الابنود السرية والاتفاقيات غير المعلنة

هل ستكره امريكا لهذه الاسباب ؟؟

تكون غير واقعى ولا عملى !!

بدون المساعدة الامريكية مصر ستشحذ وتتسول على الابواب
 
وبدون السلاح الامريكى جيش مصر سيكون جيشا تشريفاتيا بعصاية  

وبدون الخبرات الامريكية التكنولوجية  و الدعم الامريكى الاقتصادى والعسكرى المباشر  والضمانات  الامريكية الاقتصاديةلمصر  لدى دول اوروبا لأفلس الاقتصاد المصرى تماما منذ عشرات السنوات  

مصر حصلت على اكثر من مائة مليار دولار امريكى من اموال دافع الضرائب واعفيت من ثلاثين مليار اخرى ديون  

والمصيبة بعد هذا  

مصر اكثر دولة تسب وتلعن امريكا يوميا على الاذاعة والتليفزيون والصحف المصرية وتحرض عليها ارهابييها  

والمثل المصرى نفسه يقول حسنة وانا سيدك  

اخي العزيز انا لبناني....

نقلت حرفيا ما ورد في دراسة المحافظين الجدد و هي مشهورة و لولا اهمية مصر لما وضعت ك"الهدف الكبير"...

معك حق و لكن تقديري ان مصر بثقلها السياسي و البشري الهائل تشكل وزنا هائلا في المنطقة... و ما يجري الان هو فقط تحييد هذا الثقل و ابعاد تأثيره مقابل شيئين هما المساعدات و كرسي مبارك...
فمبارك و السادات من قبله يلعبونها بطريقة المارد الذي يقبض مالا مقابل قعوده و تظاهره بالمرض... و لكن قواه ما زالت كامنة...

اما مالذي يمكن ان يكون مخططا و اسوء من الوضع الحالي؟
اعتقد بان تعود مصر الى زمن الاحتلال البريطاني و الخيدوي...

مصر: احالة رؤساء شركات عامة الى القضاء بتهمة الفساد
GMT 22:45:00 2005 الثلائاء 28 يونيو
أ. ف. ب.



--------------------------------------------------------------------------------

القاهرة: أمرت النيابة العامة المصرية اليوم الثلاثاء باحالة خمسة رؤساء ادارة شركات عامة الى القضاء بتهمة اختلاس ملايين الدولارات و ذلك في احدى أهم عمليات الفساد هذا العام.
[SIZE=6]و يتهم الالأشخاص الخمسة باستغلال مراكزهم للاثراء غير المشروع و اختلاس 850 مليون جنيه استرليني (حوالى 145 مليون دولار).


:angry::flam::flam:
و من بين المتهمين : علي حلمي السعيد، رئيس مجلس ادارة شركة الحديد و الصلب و هي احدى الشركات الوطنية المصرية الكبرى . و في حال ثبتت التهم الموجهة إليه فقد يصدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة.
و احدى التهم الموجهة إليه هي مساعدته لرجل الأعمال حاتم الهواري على الحصول بشكل غير شرعي على 200 ألف طن من الحديد بقيمة 86 مليون دولار من محلات تابعة للشركة.
و سيحاكم الهواري غيابيا لانه فر من البلاد. و لم يحدد موعد بدء المحاكمة.
و في ايار/مايو، حكمت المحكمة الجنائية في القاهرة بالسجن 15 عاما على الرئيس السابق للجنة الاقتصاد في مجلس الشعب عبد الله طايل الذي كان ايضا رئيسا لأحد المصارف و كذلك على مساعده ، لتحويلهما أموالا و اثرائهما بشكل غير مشروع.

اقتباس:ختلاس 850 مليون جنيه استرليني (حوالى 145 مليون دولار

عذرا للمقاطعة حكيم و لكن كيف يساوي 850 مليون استرليني 145 مليون دولار؟

الجنيه الاسترليني يساوي 1.8 دولار...
اي مليار و نصف دولار!! فعل ذلك معقول؟ دوختنا يا زلمي...؟؟؟؟؟

الحمار كاتب المقال خربط بين الجنية المصرية.:baby:..عفوا الجنيه المصري والجنيه الاسترليني وشو جاب الطز ..لمرحبا...
:lol2::lol2::lol2:

كفاية .. من أم العواجز إلى أم النور
GMT 10:00:00 2005 الخميس 30 يونيو
نبيل شرف الدين



--------------------------------------------------------------------------------


الحركة المصرية... مظلة من لا مظلة له
"كفاية" .. من أم العواجز إلى أم النور


نبيل شرف الدين من القاهرة: بدا الفرق واضحاً بين "حجم" مظاهرة حزب التجمع اليساري المعارض، ذات الحضور المتواضع على رغم تصريح السلطات لها بالسير وسط القاهرة وصولاً إلى مقر البرلمان، وغياب رئيس الحزب عنها، وبين "أربعائية" الحركة المصرية من أجل التغيير المعروفة باسم (كفاية)، أي المظاهرة التي تعهدت الحركة بتسييرها مساء الأربعاء من كل أسبوع، للتذكير بالاعتداءات التي شهدها يوم "أربعاء الاستفتاء" في أيار (مايو) الماضي، والتي وصلت إلى حد هتك عرض بعض الصحافيات والمحاميات، في سلوك غير مسبوق.

"أربعائية كفاية"، تنتقل ـ بذكاء وتلقائية ـ من رمز مصري إلى آخر، فمن ضريح سعد باشا زغلول أحد أبرز رموز مصر الليبرالية التي غيبت وشوهت منذ وصول العسكر للسلطة عام 1952، إلى ضريح "أم العواجز"، أي السيدة زينب، التي يتفنن المصريون في إطلاق الصفات النبيلة عليها، فهي أم العواجز، وهي رئيسة الديوان، وهي نصيرة المظلومين ومقصد المكلومين، وصولاً إلى كنيسة "أم النور" في إشارة إلى السيدة مريم العذراء، التي تتجلى كلما ألمت بمصر الملمات، كما حدث حين ضربت الهزيمة مصر في مثل هذا الشهر، حزيران (يونيو) عام 1967، التي هزت المجتمع المصري بعنف .

وفضلاً عن القيمة الرمزية لمغزى التظاهر بالشموع أمام كنيسة "السيدة العذراء"، فإن هناك دلالات سياسية واجتماعية أخرى غير خافية، فبعد "كنس" ضريح السيدة زينب، تأتي خطوة جديدة لتؤكد على روح التسامح، ونبذ الطائفية، والتأكيد على أن الحركة التي ولدت خارج رحم الأحزاب والدولة، والتي تضم في عضويتها إسلاميين معرفين مثل محمد عبد القدوس وعبد المنعم أبو الفتوح، لكن منسقها العام هو القبطي جورج اسحق، وبهذه الترتيبات التي تبدو عفوية، فإنها تتجاوز بالفعل أوزان كافة أحزاب المعارضة التي تحظى بالشرعية منذ أكثر من ربع قرن، لكن هاهو حزب (الوفد) يلغي المظاهرة التي سبق وأعلن عن تسييرها، وحزب (التجمع) اليساري يخرج بمظاهرة "هزيلة" تستحق الشفقة أكثر مما تثير السخرية، بينما تحشد الحركة التي لم يتجاوز عمرها شهوراً معدودة الآلاف في سياقات ودلالات تستفز الحزب الحاكم، إلى حد التحرش بأعضائها وضربهم وهتك عرض عضواتها، أو حتى من يظن أنهن من عضواتها، بينما يتضح لاحقاً أن المصادفة وحدها هي التي قادتهن إلى مكان المظاهرة، كما حدث مع الصحافية المصرية نوال علي، ولعل هذا ما يؤكد أن انعدام الثقة الشعبية لم يعد حكراً على الحكومة وحدها، بل نافستها فيه أحزاب المعارضة، التي طالما عبر البسطاء في الشارع عن أنها "جزء من النظام"، تؤدي دوراً ما لصالح تجميله، ولكنها غير قادرة على تحديه فضلاً عن تغييره، وهي التي تعيش على عطاياه وهباته وتستمر برضاه ودعمه .

أم النور
إذن .. لبى مئات من أنصار (كفاية) التي يبدو أنها صارت "مظلة من لا مظلة له"، ونواة تجمع شعبي يتجاوز الأيديولوجيات والتنميط والتدجين، وتوجهوا إلى حيث تقع كنيسة السيدة العذراء، في حي الزيتون شرق القاهرة، وهي واحدة من أشهر كنائس مصر، واكتسبت شهرتها من إعلان البطريرك الراحل البابا كيرلس رسمياً في نيسان (أبريل) من العام 1968، أن السيدة مريم العذراء تجلت عدة مرات في الكنيسة، وخرجت صحيفة (الأهرام) الرصينة شبه الرسمية بهذه الرواية في حينها التي تقول إن "الخفراء حسن عواد، وعبد العزيز علي، ومأمون عفيفي مدرب السائقين، وياقوت علي، وهم من العاملين في جراج عام تابع لهيئة النقل العام، الذي يقع في شارع طومانباي أمام كنيسة العذراء بالزيتون، لفت نظرهم وجود ضوء باهر يخرج من القبة الرئيسية للكنيسة، وإذا بهم يشاهدون فتاة بثياب بيضاء وساجدة فوق القبة فتسمرت أقدامهم وأصيبوا بالدهشة من هول المشهد وإذا بالفتاة التي رأوها تسير على سطح الكنيسة بالقرب من حافتها، فتصور فاروق محمد عطوة أنها فتاه تريد الانتحار بإلقاء نفسها من فوق سطح الكنيسة، وكانت تقف في بعض الأحيان على القبة شديدة الانحدار فأشار إليها وصاح بأعلى صوته: " حاسبي يا ست، حاسبي ياست، حاسبي لحسن تقعي"، و"البقية معروفة"، كما علق على هذا التقرير الخبري التاريخي موقع "منال وعلاء" الذي أسسه مصري وزوجته كأحد منابر التعبير الإليكتروني عن حالة الحراك السائدة في مصر .

واللافت في سلوك قوات الأمن المصرية أنه شهد تحولات واضحة، فمن المواجهة الحادة لفض هذه المظاهرات، والتحذيرات التي أطلقها وزير الداخلية من عدم التسامح مع أي خروج على الشرعية، والنداءات التي أطلقها صحافيون وكتّاب محسوبون على دوائر الأمن بعدم التظاهر حتى لا يضرب الارتباك العاصمة المصرية المزدحمة أساساً، مروراً بتسامح قوات الأمن مع المتظاهرين المعارضين والاكتفاء بدور سلبي حيال ما قد يقع من اعتداءات من جانب من يحشدهم الحزب الوطني (الحاكم) من "جمهور مصطنع"، وصولاً إلى مرحلة "ضبط النفس"، التي تصل في بعض الأحيان إلى "حوار ودي" بين رجال الأمن ونشطاء حركة (كفاية)، مع الاكتفاء فقط بحصار المتظاهرين ضمن حيز محدود، حتى تنفض المظاهرة في سلام، ويتفرق المتظاهرون من تلقاء أنفسهم، من دون وقوع مصادمات إلا في أضيق نطاق ممكن، وهو ما عبر عنه أحد أبرز قادة (كفاية) هاني عنان بقوله إن الحركة اكتسبت حق التظاهر كأمر واقع .