د. فضل:

تحياتي،

أرجو أني لا أكون متطفل بدعوتك هنا و لكني أحب أن أسع وجهة نظرك. رأيت أنكم نسبتم الطوطمية لإله المسيحية لمجرد أنه تجسد و نفيتها عن إله الإسلام و وصفته بالـ"مطلق"، و الذي هو فيما أذكر تعبير أرسطو في الأصل. لعلك تعرف أن من بين من تقدموا في إطلاق لقب الطوطم على الإله عامة كان جيمس فريزر صاحب "الغصن الذهب" و "الفلكلور في العهد القديم" و عدة مؤلفات أخرى بالإضافة طبعا لفرويد العظيم.
كيف تعرف الطوطمية؟ و هل بهذا التعريف تعفي إله الإسلام منها؟ أنا لست ضد ردة فعلك بالمرة في الرد على السفهاء الذين يحقرون سيدنا محمد و لكن سيدي هناك أمر هام. هل تعتقد أن كل ما هو مقدس يجب إعفاؤه من الدراسة النقدية؟ لو تم إعفاء كل ما هو مقدس من التحليل النقدي لما تقدم أوروبا و تخطت حقبة العصور المظلمة و ظلت الكنيسة مهيمنة بوجهها القبيح و صار الكاهن هو القيصر في الوقت ذاته. إنْ كنت تريد ما هو فعلا لخير الأوطان و أعلم أن هذه نيتكم النبيلة، فلما لا نسمح المجال لقراءة تراثنا قراءة واعية نقدية بعد أن ننفض عنه الغبار فيصير المسلم أكثر نضجا و المسيحي أكثر نضجا و الملحد أكثر نضجا و هلم جرًا؟

I hope I didn't call you on the spot. (f)

و لك مطلق الحرية أن تتجاهل الرد هنا لو ارتأيت أن هذا مناسبًا، و سوف أفهم جيدًا الأسباب و أتفهمها.

ابراهيم عرفات

كل الفكرة السامية الفرعونية حول الله بدات بعملية عقلية معقدة اسمها التجريد... واخذت مسارا تصاعديا وصل ذروته فى الاسلام

حيث الله حالة مطلقة تعجز الكلمات وادوات العقل عن وصفها وهى ليست امتدادا لاى شىء ولا تتمظهر بذاتها باى شكل من الاشكال فهى اكبر من الاشكال

هو المطلق فى قوته ونحن كلنا امامه ضعفاء
هو الواحد الذى لا يتجزا ونحن امام هذا الواحد موحدين بغض النظر عن اعراقنا وثقافاتنا

الاسلام رفض تجسيد او حتى رسم اى رمز او مظهر دينى لكى لا ينحدر وعينا نحو الوعى المادى التبسيطى للظاهرة المطلقة المجردة

المسيحية مجرد محطة فى هذا المسار التطورى هى دمجت بين الميتافيزيقى والمادى وهو ربط يشكل امتدادا وليس انقطاعا عن التفكير الوثنى السابق للمسيحية

وبهذا تكون المسيحية متخلفة جدا مقارنة بعظمة الاسلام فى فهمها الفلسفى والتطورى لان التجريد العقلى لم يصل فيها لمداه الاقصى ولان الدمج الوثنى بين الميتافيزيقى والمادى البشرى استمر قائما

شكرا جزيلا على ردك. (f)

اهلا بالحوار الواعي

انا هنا مجرد مراقب غير محايد تجاه العقل

وتحياتي لكل الزملاء

الزملاء الكرام

أنصحكم بقراءة هذه الصفحة بعنوان :

شرك التجسيد ذنب لا يغتفر :

http://www.shahrour.org/bookListPages.php?...url=drasat3.jpg

الأخ العزيز takhinen :

تحياتي العطرة لك،

يشرفني حضورك هنا و هو مفاجأة جميلة. أخشى يا صديقي أني أخيب أملك بأني فقدت الأمل في الاستمرار في الحوار لأني لا أريد أن أقول كل ما بداخلي و أصدم شخصا ما و أظهر و كأني المتعديّ. كنت أتمنى من الأخ فضل أكثر من ذلك و لكنه اقصر رؤية الرقي على الفهم الألوهي في الإسلام و نفاه عن المسيحية، و هذا من وجهة نظري إجحاف كبير لمن يريد أن ينظر بشكل محايد و له خلفية في القراءة بأصل الأديان و نشأتها و تطورها. وحده الإسلام فقط، عند د. فضل، هو من وصل للارتقاء في فهم الألوهة، مع أن بحسب علماء الأديان scholars of comparative study of religion مفهوم الألوهة في الإسلام أكثر من بدائي و بالتالي فهو طوطمي.
By all means, Muslims adhere a primitive concept of deity!!


عزيزي thunder75:
أعرف أن التجسيد ذنب لا يغتفر في معتقدك الإسلامي و لكني أريد أن ألمس إلهي كمسيحي و إن لم ألمسه فأشعر أنه في سماه أسير التفكير البدائي من حيث بدأ الإنسان في نظرته للإله المتعالي الذي يسخط و ينتقم و يتطلع من فوق، من عليائه إلى كونه و يغدق عليهم العطايا و يرزق من يشاء و يسخط من يشاء و كله على حساب "من يشاء". لا يا صاحبي! أريد أكثر من هذا من إلهي إذا ارتضيت قبوله كإله خالق لي. التجسد ليس مسألة من باب الغلو و ليست هي من باب أننا نصر على بقايا وثنية في معتقدنا و لكنها ببساطة برهان على تلاحم الله مع بني البشر و أخذه لطبيعتهم حتى يعرفوا يوما معنى أن تكون لهم طبيعته هو فيلبسوا و يصبحوا....شركاء الطبيعة الإلهية! لسبب التجسد، أرى أن المسيحية بلغت رقي حقيقي بالإنسان لأن الإله الخالق يلبس طبيعة الإنسان، و هل هناك شرف أكبر من هذا للإنسان؟!
د. فضل قال إن الإسلام نفى التجسيم عن الله. أنا لا أرى ذلك بل أرى أن القرآن نسب التجسيم لله كما في آية "والتفت الساق بالساق". لا أريد الخوض في جدل إسلامي مسيحي لأنه لا يعنيني بالمرة و لا طائل من وراءه. لكن دائما و حتما يريد الإنسان أن يرسم صورة ملموسة و محسوسة عن الألوهة عبر التاريخ و الإسلام ليس بمعفي من ذلك.

إنْ تجسد الله فكان هذا ذنبا لا يغتفر، فما أحلاه من ذنب و ما أطيبه لحلقي، و أريد العيش أقترف هذا الذنب مدى حياتي. (f)

على فكرة يا ابراهيم

البابا شنودة كان عندنا في الأردن قبل بضعة أيام و قد افتتح كنيسة قبطية في مدينة مأدبا و أقام المسيحيون هناك و في الأردن احتفالا كبيرا لاستقباله و كان الملك على رأس مستقبليه.

نأتي إلى الموضوع الرئيسي

عزيزي ابراهيم

أمهلني بعض الوقت للرد على مداخلتك

طاب يومك

عزيزي thunder75:

مع أن الأردن يحكمها النظام العشائري ففيها لمست تسامح غير عادي و لم أشعر بالفرق أبدًا بين مسلم و مسيحي. في الفحيص قالت لي طبيبة أسنان بشكل طبيعي أمام والدها الذي كان يحاججني بقوة: أبوي ملحد يا إبراهيم. لم تخجل. لم تعتذر. شعرت بإرتياح غير عادي. أحببت شعب الأردن صدقا دونما اعتبار لأي معتقد و تحسرت على أن أجازتي الصيفية قد انقضت و سأفتقد جزء كبير من كياني للأبد.

اقتباس:  إبراهيم عرفات   كتب/كتبت  
 

عزيزي thunder75:

مع أن الأردن يحكمها النظام العشائري ففيها لمست تسامح غير عادي و لم أشعر بالفرق أبدًا بين مسلم و مسيحي. في الفحيص قالت لي طبيبة أسنان بشكل طبيعي أمام والدها الذي كان يحاججني بقوة: أبوي ملحد يا إبراهيم. لم تخجل. لم تعتذر. شعرت بإرتياح غير عادي. أحببت شعب الأردن صدقا دونما اعتبار لأي معتقد و تحسرت على أن أجازتي الصيفية قد انقضت و سأفتقد جزء كبير من كياني للأبد.

أول مرة اعرف إن المسيحى يرتاح راحة غير عادية لما يلاقى شخص ملحد
الشعور الطبيعى للمسيحى لما يعرف إن فيه شخص ملحد إنه يزعل ويتضايق
وليه ياعرفات تفتقد جزء كبير من كيانك ؟ الآردن موجود وعلى الخريطة ، وتقدر تركب طيارة وترجع لكيانك تانى

يا قطقط:

يمكن للمسيحي أن يرتاح بصدق و هو في كامل مسيحيته إذا التقى بشخص ملحد لأنه تعلم أن القبول هو صفة من صفات الكبار و أن شمس الله تشرق على الجميع دون محاباة أو تحيز. يمكن للمسيحي أن يتعلم من الرسول بولس في تقديره للتراث الوثني فيقتبس أبيات كثيرة من الشعر الوثني منها نذكر على سبيل المثال قوله "به نحيا و نتحرك و نوجد" و الذي كان للشاعر أرتيماس. عندما ذهب بولس لأثينا رآهم يعبدون إله مجهول و إذ به بكل ثقة يضع يده على صنم الإله المجهول و يقول لهم: يا جماعة، لقد أتيت هنا لأحدثكم عن و أبشركم بهذا الإله المجهول و الذي قد صار معلنا!! راجع أعمال الرسل إصحاح 17.

هل يقدر المسيحي في الزمن الحاضر أن يصل لمستوى النضج هذا يا قطقط؟ اسمع معي ما قاله جبران خليل جبران بحق مسيح النصارى و رفضه له و اختياره لمسيح الناصرة بالأحرى:
مرة في كل مائة سنة يلتقي يسوع الناصري بيسوع النصارى في حديقة بين جبال لبنان، فيتحادثان طويلاً، و في كل مرة ينصرف يسوع الناصري وهو يقول ليسوع النصارى: أخشى يا صاحبي أنّنا لن نتفق أبدًا أبدًا. ( راجع عمله الرائع: رمل و زبد ).



Once every hundred years Jesus of Nazareth meets Jesus of the Christian in a garden among the hills of Lebanon. And they talk long; and each time Jesus of Nazareth goes away saying to Jesus of the Christian, "My friend, I fear we shall never, never agree."