صفات الآلهـــــــة
سأركز الآن على الإله الواحد الذي يشكل جوهر التصور الاسلامي.
ولكن معظم هذا الكلام ينطبق على "كبير الآلهة" في الأديان الأخرى.
هناك ظاهرة لافتة للنظر هي "شخصنة" الاله.
فالاله يشبه الانسان في كل الامور ولكنه يتجاوزه بمقدرته.
فنرى الاله يهتم بما يهم البشر، يقضي وقته مشغولا بأمورهم وتفاصيل حياتهم،
يحقق لهم طلباتهم (الدعاء)، أو يعاقبهم وينتقم منهم (يغضب عليهم).
وقد يقيم محكمة خاصة في نهاية الزمان (يوم القيامة)،
ليكافئ المطيعين ويعاقب المخالفين.
هذه العلاقة بين السلوك الانساني وقوانين الطبيعة والعالم الغيبي،
نراها موجودة أيضا في المعتقدات التي لا تحتاج لاله.
وربما تكون جوهر حاجة الانسان الى الدين.
فنرى مبدأ "الكارما" في البوذية،
أيضا يكافئ متبعيه ويعاقب مخالفيه.
وبعض المعتقدات الفلسفية تفترض وجود الاله بدون شخصنته.
حيث تفترضه خالقا للكون، ولكن بدون أن يتدخل في تفاصيل حياة البشر،
مثل مكافأتهم أو عقابهم أو انجاز المعجزات لادهاشهم.
مثل ذلك إله "اللاهوتيين/الديست" الذي بشكل ما "قرن الزنبرك"،
الذي يشكل مجموع قوانين الطبيعة في بدء الخليقة،
ثم ترك العالم يمشي لوحده.
دون أن يتدخل أو يكترث لما يجري في زوايا هذا الكون.
هناك آلاف الآلهة التي عرفها البشر خلال تاريخهم.
وكل من يؤمن بوجود الاله الواحد يرفض جميع هذه الآلهة.
المسلم ينكر وجود فيشنو (الاله الخالق عند الهندوس)،
وينكر وجود زيوس (كبير الآلهة عند الاغريق) وغيرهم.
الملحد لا يعتقد بوجود جميع هذه الآلهة أيضا،
ويضيف عليهم أيضا ذلك الاله الأخير.
ليس إلا.