جهات طائفية مشبوهة وراء حملة معادية مسعورة ضد الفلسطينيين المقيمين في العراق
عدد القراءة : 288
Thursday ,19 May - 2005
غزة-دنيا الوطن
يواجه الفلسطينيون المقيمون في العراق حملة معادية مسعورة في الأيام القليلة الماضية من بعض القوي والجهات السياسية المشبوهة التي تتهمها بالتورط في أعمال العنف المنتشرة في المدن العراقية وخاصة في العاصمة بغداد وذلك علي أثر اتهام وزارة الداخلية لأربعة فلسطينيين بتنفيذ عملية تفجير سيارة مفخخة وسط سوق شعبي في منطقة بغداد الجديدة وسط العاصمة العراقية راح ضحيتها العشرات من الناس البسطاء.
وأدي قيام قناة التلفزيون الرسمية العراقية بعرض الفلسطينيين الأربعة علي الشاشة واعترافهم بالتورط مع عراقي آخر في تنفيذ تلك العملية وأنهم قاموا بها بتكليف من الفلسطيني سيد ابراهيم عيدي المقيم معهم في العمارات السكنية في البلديات وبدفع من سورية، أدي إلي تفجر حملة منظمة قامت بها جماعات مسلحة تنتمي إلي بعض الأحزاب والتنظيمات الطائفية المشاركة في الحكومة الحالية ضد الفلسطينيين المقيمين في بعض مناطق بغداد، حيث قامت مجموعة غاضبة بإحراق محل الحلاقة العائد لأحد الفلسطينيين الأربعة المعتقلين والموجود في منطقة بغداد الجديدة، وقامت مجموعة مسلحة أخري بإطلاق النار عشوائياً علي مجمع العمارات السكنية المخصصة للفلسطينيين في منطقة البلديات القريبة من مدينة الصدر كما قُتل المدرس الفلسطيني يوسف ابراهيم القارور أمام المدرسة التي يعمل فيها علي يد مسلحين مجهولين في منطقة العبيدي، إضافة إلي مجموعة من المضايقات التي يتعرض لها باقي أبناء الجالية الفلسطينية المقيمة في العراق منذ الأربعينيات من القرن الماضي والذين يصل عددهم إلي 20 ألف شخص تقريباً يتركز معظمهم في العاصمة. وتأتي تلك المضايقات بالرغم من نفي السفارة والجالية الفلسطينية لمزاعم تورط الفلسطينيين الأربعة وهم الأخوة عامر وعدنان وفرج عبد الله ومسعود نور الدين محمد في أية أعمال عنف مسلح في العراق كونهم أناسا فقراء لا هم لهم سوي السعي لتأمين المعيشة لهم ولعائلاتهم، ومع إعلان هيئة علماء المسلمين وديوان الوقف السني عن ثقتهم بعدم مشاركة المذكورين في تلك العملية وبراءتهم من تلك المزاعم وإدانتهم لتصرفات بعض الجهات الجاهلة والحاقدة علي أبناء الأمة العربية والساعية لعزل العراق عن محيطه العربي.
وفي لقاء لـ القدس العربي بالقائم بالاعمال الفلسطيني في بغداد السيد دليل القسوس اشار أن تصعيد الأوضاع تجاه الجالية الفلسطينية حدث بعد حادثة تفجيـر السيارة المفخخة في بغداد الجديدة واعتقال اربعة من أبناء الجالية وظهورهم علي شاشة التلفزيون واعترافهم بالتورط في الحادث، حيث جرت هجمات مسلحة من قبل الحرس الوطني وجماعات ومليشيات تابعة لبعض التنظيمات علي المجمع السكني في منطقة البلديات وقامت باعتقال عدد من الفلسطينيين المقيمين فيــه وسط اطلاق النار علي العمارات السكنية وتهديدات بالانتقام لقتلي حادث التفجيـــر المذكور، وأكد القسوس أنه اضطر إلي الاتصال بالقوات الأمريكية لحماية المجمع السكني من الاعتداءات المتكررة كونها المسؤولة قانونياً وفق الشرعية الدولية عن الحفاظ علي المدنيين في الأراضي المحتلة، وقد استجابت القوات الأمريكية للطلب وأرسلوا قوة من جنودها اشتبـــكت مع المسلحين وأجبرتهم علي الفرار، كما اشار القائم بالأعمال إنه أبلغ الحكومة العراقية من خلال وزارة الخارجية للتدخل لحماية المقيمين من الاعتداءات والتجاوزات، وبين القسوس أن السفارة اتصلت بالعديد من الجهات والهيئات العراقية التي عبرت عن موقف رائع من التضامن مع الجالية الفلسطينية ومنها هيئة علماء المسلمين والوقف السني والحزب الإسلامي والمواطنون العراقيون وأبدعوا قناعتهم ببراءة المعتقلين من تلك التهمة. وعبر القائم بالأعمال عن أسفه لوقوع مثل هذه الحوادث ضد الفلسطينيين الذين عاشوا مع إخوانهم العراقيين منذ أكثر من خمسين عاماً كإخوة ولم يحصل ما يعكر العلاقة بينهم، كما أشار بان وضع الجالية سييء للغاية بعد تلك الحوادث وأن الكثير من أبناء الجالية فكروا بالسفر خارج العراق ولكن السفارة منعتهم، علماً بأن ذلك لو حصل لترك أثر سلبي علي سمعة الحكومة العراقية الحالية. أما عن الفلسطينيين المعتقلين فقد عبر السيد القسوس عن ثقته ببراءتهم وطالب بتقديمهم إلي المحاكم الرسمية للتحقيق بالأمر لأنه يثق بالقضاء العراقي، كما أن السفارة ستحاول اللقاء بالمعتقلين إذا سمحت الجهات المعنية بذلك، وفي كل الأحوال فلا يجوز معاقبة شعب بأكمله علي جريمة أفراد حسب قوله.
وفي جولة لـ القدس العربي بين الفلسطينيين المقيمين في مجمع البلديات السكني تحدث العديد منهم عن أجواء الرعب والخوف التي سببتها الاعتداءات المتكررة التي تعرضت لها المنطقة وأثرها السيء علي العائلات وخاصة من النساء والأطفال واسلوب اقتحام العمارات والشقق وسط إطلاق النار علي الشبابيك والأبواب، واكد سكان المجمع أن المهاجمين كانوا من قوة لواء الذئب التابعة للحرس الوطني ترافقها عناصر من قوات بدر التابعة للمجلس الأعلي للثورة الاسلامية الذين كانوا يسبون ويهددون الفلسطينيين بالانتقام منهم لقيامهم بالعمليات الإرهابية حسب زعمهم، في الوقت الذي أكد فيه هؤلاء السكان أن المعتقلين الأربعة كانوا أناسا مسالمين ولا يمكن أن يقوموا بأية أعمال ارهابية.
كما بينوا أن الهجوم تكرر لأكثر من مرة علي المجمع من قبل قوات الشرطة أيضاً، وأطلق الحرس الوطني النار في الهواء لتفريق مظاهرة سلمية للفلسطينيين داخل المجمع عبرت عن الاستنكار للعملية الارهابية ونفي تورط الأربعة المعتقلين فيها حيث أبلغوهم بعدم السماح لهم بالتجمع أو التظاهر. وكانت آثار إطلاق النار واضحة علي الجدران والسقوف وأبواب الشقق في عمارات المجمع.
ويذكر أن مصدر في وزارة الداخلية سبق وأن أعلن أن إلقاء القبض علي الفلسطينيين الأربعة المتهمين بالتورط في عملية تفجير السيارة المفخخة وسط سوق شعبي، جاء بناء علي معلومات قدمت إلي وزارة الداخلية من قبل منظمة بدر وهي الذراع العسكري للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية الذي يرأس أحد كوادره وهو بيان جبر صولاغ وزارة الداخلية، وتعتبر هذه المنظمة أحد مصادر المعلومات الأساسية التي تعتمد عليها الوزارة في الحصول علي المعلومات عن المشتبه بهم بالمشاركة في أعمال العنف المسلح أو المقاومة، كما لوحظ أن الفلسطينيين الأربعة الذين ظهروا علي شاشة التلفزيون وهم يدلون باعترافاتهم قد بدت عليهم علامات الخوف وظهرت عين أحدهم وهو عدنان عبد الله متورمة مما يخلق انطباعاً بتعرضهم لضغوط أجبرتهم علي الاعتراف.
وفي كل الأحوال تعتبر الحملة الأخيرة علي الفلسطينيين المقيمين في العراق جزءاً من الحملة ضد المقيمـين العرب ومنهــم السوريون والاردنيون ضمن مخطط تقوم بعض الجهات المشبوهة والمرتبطة بقوي خارجية بتنفيذه لإجبار العرب علي ترك العراق ولعزله عن عمقه العربي، وهو أمر يقتنع الجميع بأنه بعيد عن أخلاق العراقيين الذين طالما عاملوا إخوانهم العرب بروح المودة والعلاقة التاريخية المصيرية، وتبقي الحقيقة الواضحة التي تخفف من الأمر وهي أن معاناة الفلسطينيين هي جزء من معاناة إخوانهم العراقيين منذ وقوع العراق بين براثن الاحتلال حيث اصبحت معاناتهم مشتركة بخضوع بلديهما للاحتلال.
http://www.alwatanvoice.com/articles.php?g...ticles&id=21973
الجالية الفلسطينية في العراق تتعرض للتنكيل والاغتيالات على يد الحرس الوطني التابع للواء بدر الشيعيّ
عدد القراءة : 401
Wednesday ,18 May - 2005
غزة-دنيا الوطن
وصلت اليوم رسالة مناشدة من الجالية الفلسطينية في العراق إلى المجلس التشريعي الفلسطيني تستعرض المخاطر المحدقة بهم.
وقالت الجالية في رسالتها، التي تلاها النائب الأول الدكتور حسن، إنّ اللاجئين الفلسطينيين في العراق يعيشون حالةً من الخوف والرعب بعد أنْ تمّ اعتقال أربعةٍ منهم بتهمة التفجير في منطقة بغداد الجديدة وبعد ظهور المتّهمين على شاشة التلفزيون العراقية، واتهام الفلسطينيّين بأنّهم همْ خلف هذه الأحداث وسادت منطقة البلوبات حالةٌ من الخوف والقلق على حياتهم.
وجاء في الرسالة أنّه في اليوم التالي لحادثة الانفجار 15/5/2005 تمّ اغتيال المدرّس كريم القاروط في منطقة اللطيفية، وبعدها قامت قوّةٌ من الشرطة العراقية والحرس الوطني التابعة للواء بدر الشيعيّ بإطلاق النار على التجمّع الفلسطينيّ في منطقة البلديات.
وتابعت الرسالة أنّه بعد ذلك حضرت قوةٌ من الاحتلال الأمريكيّ، وبعد اللقاء معها من قِبَل ثلاثة محامين فلسطينيّين برئاسة المحامي محمد عبد المطلب وتم شرح الوضع العام للشعب الفلسطيني في بغداد، وافق الضابط الأمريكيّ على تأمين الحماية الخارجية للحيّ الذي يقطن فيه حوالي 15 ألف فلسطينيّ.
وأكّدت الرسالة اأنّه رغم ذلك ما زالت حالة الخوف والترقّب وعدم تمكّن المواطنين من مغادرة منازلهم أو الطلاب إلى مدارسهم، وكذلك تمّ إغلاق كافة المحلات التجارية والمساجد في المنطقة.
وختمت الرسالة بالقول: "نطرح على سيادتكم باسم الشعب الفلسطيني في العراق مناشدة الهيئات الدولية وهيئة الأمم المتحدة والمنظّمات الإنسانية بالسعي لوقف هذه الحملة ضدّ الشعب الفلسطيني في بغداد والاتصال بالجهات المعنيّة لحمايتهم".
http://www.alwatanvoice.com/articles.php?g...ticles&id=21950
اقرا تعليقات القراء على الخبر فهى معبرة جدا