{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لو قدر للوحدة العراقية-السورية أن تتحقق !..
هملكار غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 977
الانضمام: Feb 2002
مشاركة: #1
لو قدر للوحدة العراقية-السورية أن تتحقق !..
لو قدر للوحدة العراقية-السورية أن تتحقق !..
د.حسن قايد الصبيحي : الوطن القطرية 7/5/2005
في عام 1979 وقبيل تولي صدام حسين حكم العراق‚ تطابقت وجهات نظر زعيمين عربيين كبيرين كانا يديران اكبر دولتين عربيتين تواجهان اسرائيل هما الرئيس العراقي احمد حسن البكر‚ والرئيس السوري حافظ الاسد‚ فقد كانت مصر السادات تعلن خروجها من المواجهة مع اسرائيل‚ وكانت الآمال في تقوية جبهة الصمود والتصدي ترشح الدولتين لزعامة الأمه في غياب مصر القوة الرئيسية التي تحملت مسؤولية قيادة الامة قرابة ثلاثين عاما آنذاك..
وكما تكشف أسرار هذه المرحلة وتؤكد عليها المعلومات توصل الرئيسان الى قرار سياسي بمعيار تاريخي ثقيل يتمثل في قيام الوحدة الشاملة بين سوريا والعراق ويكون فيها منصب الرئيس من نصيب احمد حسن البكر ويكون منصب رئيس الوزراء لصالح حافظ الاسد‚ ولو قدر لهذا المشروع أن يتم في حينه لتمكنت الدولتان من تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لا حصر لها‚ ومزايا استراتيجية لا حدود لها‚ وبالنتيجة سوف يحصد العرب ثمار هذه الوحدة مشرقا ومغربا وربما يقبل للالتحاق بها العديد من الدول العربية القائمة آنذاك‚ وهناك العديد من الفرص التي كان بمقدور هذه الوحدة أن تحققها:
على سبيل المثال‚ أولا سوف يكشف النظام الحزبي العربي عن امكانات هائلة للعمل والنجاح في قيادة الأمة واستثمار قدراتها وطاقتها والتعبير عن نزوعها للوحدة والحرية وهو الشعار الذي كان يرفعه البعث كهدف عند ولادته الاولى‚ وسوف يقتنع الانسان العربي بأن روح المقاومة والنضال التي دفعت ببعض الطلائع العربية لتأسيس تجمعات حزبية دفاعا عن حقوق الأمة وتصديا للطامعين في ثرواتها بدأت تعبر عن نفسها بصيغ متطورة من العمل الميداني والمكاسب المحسوسة ومكسب الوحدة في طليعتها.
الثاني: أن قيام الوحدة بين قُطرين متجاورين يشتركان في كون عاصمتيهما الآن كانتا ذات يوم عاصمتين لأكبر خلافتين في التاريخ العربي‚ الخلافة الأموية والخلافة العباسية‚ الأمر الذي يضمن استمرارها وصلابة عودها‚ من مفهوم أنها ستكون دولة ذات ارث تاريخي بارز‚ وتراث سياسي ممعن في الأصالة والريادة‚ وسوف لا تترك الفرصة لبعض المتخصصين في اجهاض المشاريع العظيمة الادعاء بالأهلية لقيادة الأمة والجدارة بإدارة شؤونها ومن ثم فان دولة الوحدة المقترحة سوف تجد المناخ الجماهيري الملائم لنموها وازدهارها وجني ثمارها لصالح الجماهير العربية مشرقا ومغربا.
الثالث: أن الدولتين تشتركان في الصياغة الفكرية للإنسان العربي في العراق وسوريا‚ فالبعث حاكما في سوريا وفي العراق‚ والبيئة الثقافية ترتكز في البلدين على أدبيات الحزب الواحد نظاما والحزب الواحد هوية‚ والتقبل المزاجي والعاطفي حالة قائمة وشعور متبادل بين الشعبين‚ فليس هناك بلد أقرب لسوريا من العراق ولا اقرب للعراق من سوريا‚ فالوطن العربي رغم أنه ضمن تمسك شعوبه بالهوية وبالانتماء القومي‚ ألا ان حالة فائقة من التقبل المشترك يمكن ان تحل بين شعبين بأكثر من شعوب عربية اخرى‚ فعلى سبيل المثال هناك انسجام اكبر بين العراقيين والسوريين كما هو الحال بين المصريين والسودانيين‚ وبين العمانيين واليمنيين وبين شعوب مجلس التعاون وهكذا دواليك.
الرابع: أن الوحدة لو قدر ها أن تتم فان دولة عملاقة اقتصاديا سوف تقوم مستخدمة موارد العراق البشرية والمادية‚ وحيوية سوريا وموقعها المشرف على بحر التجارة والحضارة (البحر المتوسط) والحنكة الحرفية والتجارية للسوريين‚ وسوف تبرز الى الوجود دولة عملاقة تضع قدما على الخليج والمحيط الهندي وقدما أخرى على ضفاف البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى المحيط الأطلسي ولنا أن نتخيل البعد المكاني وما يتركه من مؤثرات على مستقبل المنطقة وامكاناتها وثرواتها وادوارها وتأثيرها الاقليمي والدولي.
الخامس: أنه لو قدر لهذه الوحدة أن تتم فسوف يكون حال الأمة مختلفا عما هو عليه الآن‚أقلها أنه لن يكون محتما أن تقوم الحرب العراقية - الايرانية‚ ولن تقوم حرب اجتياح الكويت وتحريره‚ ولن تقوم الحرب الاميركية لاجتياح العراق وإسقاط نظامه السياسي‚ ولن تهدر طاقة هذه الأمة في حروب ومواجهات لا طائل منها‚ ولن تجد اسرائيل الفرصة للتفرد بشعب أعزل تنزل عليه العقوبات كل يوم على مرأى ومسمع من أنظمة عربية عاجزة وشعوب عربية أشد عجزا وانعدام حيلة.
السادس: ولو قدر لهذه الوحدة أن تتم وتنجح في الاستمرار والاستقرار ومنح النموذج الصالح للوحدة فان شعوبا عربية كثيرة سوف تلتحق بها وتنعم بالاستقرار في ظلها‚ فدوافع الوحدة بين العرب كثيرة ومقوماتها قوية والعرب يعيشون حالة من الانتظار لوجود النموذج الذي يمكن أن يحتذى به ويتبناه الجميع.
فماذا حدث وكيف تم إجهاض هذا العمل ومن المتسبب في إيقاف هذا المشروع الوحدوي والحضاري العربي الكبير؟ الرد أتى على لسان عضو قيادة الثورة الأستاذ عمر العلي الذي كتبت له النجاة من بين 54 قياديا بعثيا أنهى حياتهم صدام حسين في وجبة واحدة تناولها فور وصوله لقيادة حزب البعث ولحظة وصوله إلى الحكم‚ والقصة كما حدثت يعرفها الكثيرون‚ بعضهم ألم بها عند حدوثها عام 1979‚ والبعض الآخر غرق في تفاصيلها بعد الكشف عن حقائقها المؤسفة في مراحل لاحقة.
وملخصها: أن البكر والاسد كانا زعيمين بعثيين حريصين على ان يظل حزبهما في موقع القيادة للعالم العربي‚ وكانت الآلية المهيئة لهذا الدور تتمثل في تحقيق حلم العرب بتحقق الوحدة‚ واتفق الرئيسان على مشروع الوحدة دون استشارة صدام حسين الذي كان يلعب دور الرفيق الوفي للبكر‚ وربما لأن الاسد يعرف حقيقة صدام بأكثر من رئيسه البكر فقد اشترط ابعاده عن المفاوضات وان يتم التكتم عليه خوفا عليها وحرصا على تحقيقها‚ وحين علم صدام بالخبر عاجل البكر باستخدام الأغلبية داخل الحزب في محاولة لتقديم استقالته‚ ولدى عرض الأمر على قادة الحزب ومجلس قيادة الثورة رفضت استقالة البكر بالاغلبية الأمر الذي سبب ازعاجا كبيرا لصدام حسين وقابل هذا الرفض بتنصيب نفسه رئيسا للجمهورية خلفا لاحمد حسن البكر بعد ان جرده من كافة سلطاته الحزبية والسياسية على السواء‚ ولم يشأ ان يضيع وقته حين اختلق قصة المؤامرة التي ألصقها بسوريا وادعى فيها وجود مخطط سوري لقلب نظام الحكم بالتنسيق مع عدد من قيادات البعث العراقي‚ وتعمد ان يضع في القائمة كل المؤيدين لهذه الوحدة حتى يسهل عليه الايقاع بهم والتخلص منهم فور ازاحته للبكر وتوليه شؤون ! الحكم في العراق.
وما حدث بعد ذلك معروف للجميع‚ فقد اقدم على اجراء يتسق مع النزعة الدموية لصدام‚ فقد بدأ وجبته الدموية الاولى حين استدعى الجميع الى اجتماع حزبي دعا اليه الرموز المطلوبين وعددهم كما تشير الوثائق 54 قياديا بعثيا من الصفوف الاولى وسارع بتنفيذ حكم الاعدام بهم بليل ودون محاكمة حزبية اما التهمة التي وجدها الجميع جاهزة فقد كانت تهمة التخطيط لقلب نظام الحكم‚ وهي تهمة كان يفترض ان تلصق به شخصيا بعد ان خطف السلطة من البكر رئيس الجمهورية والامين العام لحزب البعث.
لقد كانت تلك المجزرة ايذانا بظهور طاغية لم يعرف له التاريخ العربي قديمه وحديثه مثيلا بما في ذلك الحجاج بن يوسف الثقفي رغم ما اشتهر به من عنف وظلم وطغيان‚ فبحساب القتل وسفك الدماء يعتبر الحجاج تلميذا بليدا في مدرسة الموت‚ نموذج صدام حسين ! فالطريقة التي لجأ اليها لتنفيذ الاعدام بزملائه ورفاق دربه‚ وهي فكرة لا يجيدها الا محترف يجيد القتل والتخفي وهي صفات لا نجدها لا نجدها رجالات المافيا وافراد عصابات التهريب‚ لقد جمع كل القيادات البديلة المرشحة من قبله لقيادة الحزب وامرهم باطلاق النار على المطلوبين دفعة واحدة حتى تتوزع دماؤهم على الجميع اسوة بما قامت به قريش لدى محاولتها لاغتيال الرسول () وهو نائم بهدف توزيع دمه الطاهر على العشائر المختلفة من قريش.
وهكذا نجح صدام حسين في اجهاض مشروع الوحدة بين سوريا والعراق مثلما اجهض الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958‚ وبعدها توالت جرائمه الوطنية والقومية فأصبح الدكتور كلوفيس مقصود طاغية يحمل ضغينة على شعبه وأمته‚ وقد شاهد بلاده تحترق مرة وهو بمثل ما كان نيرون يعزف هذه المرة على الآلة الموسيقية العربية الاولى‚العود! لا شيء سوى انه وضع شعبه رهينة للولايات المتحدة ووضع معها كما نرى هذه الأمة التي عانت مرتين وفي عقدين متتاليين الاولى عام 90 حين شق صفوف العرب وكبدهم خسائر بلغت 700 مليار دولار‚ والثانية باحتلال أميركا للعراق ووضع المنطقة رهينة بأيدي قوات المارينز.
ان النزعة الدموية والاستبدادية كانت وراء ورقة الحساب المخيفة التي قدمها للتاريخ قبل ان يتم القبض عليه في جحره الشهير‚ انها ورقة حساب لم يسبقه اليها احد حتى الخليفة العباسي الأخير الذي سلم بغداد لجحافل التتار‚ ان المحصلة النهائية لكشف هذا الحساب كما تقول الاحصائيات تشير الى ابادة اكثر من مليون انسان في الحروب واكثر من اربعة مليون مشرد هاموا على وجوههم في بقاع الارض بحثا عن الامن والامان وتدمير الاقتصاد العراقي وتدهور الدينار الذي كان من اقوى العملات الصعبة في العالم أما صفحته القومية فقد منحها من ارثه التاريخي المؤسف الكثير‚ فقد فتح العالم العربي على مصراعيه للجيوش الغازية من الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وسواها بما في ذلك استراليا التي لم تكن لتحلم بأكثر من تصدير الخرفان المذبوحة والحية للاسواق العربية‚ فاذا بها تشارك في رسم مستقبل العراق وربما دول عربية اخرى‚ لقد بات العالم العربي بجهود صدام المضنية وأخطائه الفادحة غير القابلة للتصحيح رهينة بيد الاميركان الى اشعار آخر ودون وجود ادنى مؤشر للفكاك من هذه القبضة المحكمة وفرض السيطرة واملاء السياسات على كافة الانظمة ا! لعربية دونما استثناء.
والمؤسف المؤسف حقا ان تفقد هذه الامة مثل هذه الوحدة التي ربما كان بمقدورها ان تغير موازين القوى كلها في الشرق الاوسط وتقلب الموازين رأسا على عقب‚ ومن حق أي مخلص ان يبكي على ضياع مثل هذه الفرص برغم ان الفرص المهدرة في تاريخنا القومي الحديث لا تعد ولا تحصى‚ ان العزاء الوحيد الذي ينبغي ان يظل راسخا في وجدان هذه الامة هو انه وبرغم المشهد الحزين الذي وضعها فيه ابناء هذا الجيل بحيث تبدو وكأنها تعاني سكرات الموت‚ الا انها بالقطع قابلة للشفاء والتعافي فليس هناك في تاريخنا اسواء من الحقبة التركية وعهود الاستعمار وهزيمة 67 واخيرا جور وظلم صدام حسين.
05-13-2005, 01:32 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رسائل الثورة العراقية الشعبية الكبرى..................!!!!!!!!!!!!!!!!! زحل بن شمسين 13 1,443 09-29-2014, 04:31 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb هكذا كان تأثير المقاومة الوطنية العراقية قبل تسع سنوات...وهكذا سوف يستمر حتى التحرير زحل بن شمسين 5 1,704 06-12-2013, 07:01 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Question المعارضة السورية في مؤتمرها هل تواكب ام تشرخ الثورة السورية؟؟؟ تموز المديني 5 2,397 06-28-2011, 12:08 AM
آخر رد: تموز المديني
  خوف و رعب من المصالحة العراقية Awarfie 1 855 03-20-2009, 11:48 AM
آخر رد: Awarfie
  هل تنجح الانتخابات العراقية ؟ Awarfie 15 2,788 01-31-2009, 11:01 PM
آخر رد: احلامو ادوماتو

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS