Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
لماذا تركت المسيحية ... و علاقتي بها الآن
في البداية أحب أن أقول أن ترك الإنسان لعقيدة تربى عليها و تشرب بها و تعلم أن يضع بها المعايير بل أن تصبح هي معياره و أسلوب حياته هو امر صعب جدا … و خصوصا في بلادنا.
ففي بلادنا يتسيد الدين و يفوق الجميع مكانة و عظمة بعكس البلاد الغربية أو بلاد شرق آسيا (و ليس آسيا الوسطى) …
فأن يترك المرء دينا بعد كل هذا الشحن العقيدي و التعصب الطائفي السائد يحتاج قدرا لا بأس به من الشجاعة و الثقة بالنفس و الإستقلالية في التفكير و القرار و الأسباب ما يؤهله ليتخذ هكذا خطوة.
قد يترك المرء أي دين لأنه لم يستطع ان يستوعبه باي شكل كان …
قد يترك عمليا و بدون أن يصارح نفسه لأنه لا يقوى على أن يقف وقفة مع نفسه و يقول كفى ..
انا لم أستطع التكيف مع هذا الدين و آن الآوان إعلان إفلاسه و تصفيته في روحي و عقلي ..
آن أوان الطلاق ..
الكثيرون قد يتحملون حياة زوجية بها من المشاكل و الكوارث الكثير بدون ان يكونوا قادرين على إتخاذ تلك الخطوة الشجاعة و يقولوا أن تلك النوعية من الحياة المتعبة يجب ان تنفض بإنفضاض العلاقة التي تؤرقه … هذا الزواج.
و أول ما يحض المرء على التمسك بدينه هو سؤالين :
1- و ما البديل .. إذا إفترضنا أن هذا الدين خاطئ و سئ فما البديل ؟
و هو هنا غالبا ما يتجه لللادينية لسببين :
أ) لأنه غالبا ما يرى عيوب نفس الدين الذي تركه في الدين المقترح البديل ..
فأنا مثلا حين تركت المسيحية كنت قد قرأت كتبا عن الطوائف المنشقة عن المسيحية و كنت أتأذى جدا حين أقرا كتبا للرد على الأدفنتست (السبتيين) و يستعملون آياتا ضد المرأة من الكتاب المقدس و ضد أن تكون إمرأة نبية كما في الأدفنتست ..
و بقدرة قادر إختفت الآيات التي تتحدث عن أن المرأة مثل الرجل من الكتاب المقدس و لم تعد هناك إلا الآيات التي تدينها ..
و من نفس الشخص الذي يدافع عن مكانة المرأة في المسيحية هو الذي يهاجم الأدفنتست لانهم قد تقبلوا نبوة إمرأة … و اللي تلعب به أغلب به.
من وقتها بدات أقرأ عن مكانة المرأة في المسيحية و الإعتراضات عليها و الرد على الإعتراضات ..
طبعا لم تعجبني ..
و لكني حين كنت أقرأ أو أسمع الخطاب الإسلامي العادي و السائد أصاب بالقرف حقا … لم يكن الإسلام يمثل بديلا إيجابيا في أكثر النقاط التي رفضتها في المسيحية.
ب) الشحن الرهيب ضد الدين المنافس أو البديل ..
المشكلة الثانية أنه من الصعب على الإنسان أن يتغلب على كمية الشحن المحرض ضد الآخر ..
في بعض الأحيان اكتشف أنني لم أفقد كل ما لدى من حصيلة الشحن للمسيحية و ضد أضداد المسيحية … و الإسلام كضد أساسي.
فلا يعرف المرء مقدار ما يتعرض له المرء من شحن ضد الإسلام ما لم يتعرف عليه بنفسه أو يتلقى شحنا مماثلا ضد المسيحية …
المشكلة هي أنك تتعرض إلي تعظيم حجم المساوئ و تقليل حجم المحاسن بطريقة تجعلك حتى لو فكرت مستقلا لا تستطيع الإستغناء الطريقة القديمة التي تعلمتها في التقييم ..
فمثلا إكتسبت الحياة الجنسية لمحمد رسول الإسلام إلي أهمية فائقة في طريقة تفكيري في البداية و تطرف المتطرفين منهم أيضا … بطريقة منفرة لا تجعلك تقوى على محاولة تقبل الآخر لو كان للعقيدة بشكل عام تلك المكانة المهمة في عقلك.
و في النهاية يقرر المرء انه لا يقوى على ان يتحمل الدين القديم و لا يقوى في نفس الوقت على أن يقوم من حفرة ليقع في خية … فيتجه بسلام إلي اللادينية.
و في البداية يشعر بالتهديد بالرجوع .. لانه في كل الاحوال سيستمرأ الحرية و ستعجبه و لكن سيضايقه جدا الشعور بالذنب المصاحب للحرية كما تربينا ..
الحرية سيئة ..
الحرية مهلكة ..
الحرية لا أخلاقية و حقيرة ..
حتى أنك حين تستعمل تلك الحرية في أي شئ فإن الشعور بالذنب غالبا ما يصاحبك مع انك قد لا تكون قد آذيت أحدا ..
و على هذا فإن هذا التهديد بالرجوع للدين القديم المصاحب للشعور بالذنب الذي يستتبع الحرية الجديدة يجعل المرء في صراع وجود مع دينه القديم بالذات …
فيبحث عن مساوئه و غلطاته و تجده يضخمها و يهول منها و لا يكتفي بالغلطات التي أخرجته أصلا عنه ..
و هناك من لا يقوى على هذا الصراع …
يعلن الإستسلام و يرجع إلي دينه القديم شاعرا بان له مكانة خاصة و حرية إختيار جعلته يختار دينه ثانية دونا عن كل أديان الارض ..
و هناك من يظل يسب و يعلن هذا الدين شاعرا بأنه مازال يهدده و قد تطول معه الحكاية …
و هناك من يتجاهل دينه القديم و لا يحب الحديث عنه شاعرا و خوفا من ان يحن إليه ..
و قد يكره جدا أن يخبره احدهم بأن هذا الدين جميل أو أن له وجها جميلا بأي شكل كان او ان من الممكن تجميله حتى …….. فهو لا يريد الدين و يراه سيئا و قبيحا في كل الأحوال فلا يقوى عن الحديث طويلا عنه و ربما يصب جام غضبه على الدين المنافس بلا جريرة حقيقية سوى أن هناك إرتباط عاطفي بينه و بين دينه القديم و هو يريد ان يساعد دينه القديم بأن يكيل الضربات لخصمه و لكن بعيدا عن معسكره …
فهو و إن لم يجتمعا على المحبة فليجتمعا على العداوة …
و هناك من ينفض يده من المواضيع الدينية كلها و يهملها و يعتبرها شيئا تافها و بليدا ..
و هناك …. و هو ما أعتبره الإتجاه الاكثر نضجا و ما احاول التمسك به.
أن يتقبل المرء دينه القديم و يحترمه …. يتقبل محاسنه بقدر ما يتقبل مساوئه
و ان يتقبل أيضا المنافس التقليدي له … و يتقبل محاسنه و مساوئه أيضا
و ألا يشعر أن هذين الدينين هم الذين يقتسمان بقية الناس .. فهناك غيرهم الكثير.
و ان أي دين ما هو إلا تراث إنساني و محاولة إنسانية باسلة لفهم الكون بدون مجهر و تليسكوب .. بدون الفيزياء و الاحياء.
الدين هو محاولة الطفل الصغير للوصول إلي أكرة الباب بدون كرسي … و بعد ان كبر الصغير و إمتلك الكراسي فعليه أن يحترم ماضيه و يتقبل مراحلة العمرية السابقة و محاولاته و يكفيه أنها إنسانية ..
الدين هو لسان حال المجتمعات و قصة تطور الحضارات … نستخدمه للغجابة على أسئلتنا و تنظيم حياتنا و حين نكبر عليه نحتقره و نهينه ؟!!!
أكبر خطأ نفعله …
فالدين و برغم كونه أصبح آداه بالية للفهم الإنساني مثله كمثل القطار البخاري و القوارب البخارية إلا أنه أصبح تاريخا الآن و تراثا لنا … على الأقل بالنسبة للدينيين.
== أقول أن هذا الموقف يعبر قمة النضج في التعامل مع الدين كوسيلة قديمة للفهم و التقييم ==
و أنا أحاول أن أتمسك به الآن بعد أن عرفته …
و أحاول أيضا أن أعرف عليه من إختاروا ان يستخدموا الوسائل الحديثة لفهم الوجود و الكون و تقييمهما … إخواني اللادينيين.
طبعا أنا لا أنكر أن الأديان تختلف .. غير أن تقييمي الآن ليس أي الأديان أسوأ.
لأنها بحكم كونها وسائل قديمة فإن لها العديد من المساوئ … مثل القطار البخاري.
أنا الآن أركب قطارا مغناطيسيا (قطار ياباني) … و لن أحتقر ركاب قطارات الدرجة الثالثة في القطارات المصرية, تلك ليست أخلاقي.
فسؤالي لمن يحتقرون الأديان … هل يضع الناس القطارات القديمة في الزبالة كخردة ام يضعوها في المتاحف ليعرف الناس الآن كيف كان الناس القدامى يعيشون, هكذا يجب علينا ان نتعامل مع الأديان .. أن نضعها في المتاحف لا المزابل.
و بما أن كل الأديان بها الكثير من المساوئ فإن أسوا ما في الدين هو إهانته للإنسان أو جوره عليه او إرتكابه جرائم بحقة.
سواء كانت تلك الجرائم نفسية أو دموية او قيمية ……. و كلها مرتبطة ببعضها.
فأنا لا أقيم الأديان الآن بأيها أكثر ترويجا للخزعبلات لأن هذا بديهي في دين نشا منذ 1400 سنة او 2000 سنة أو أكثر …
هذا طبيعي جدا ..
و لكني أقيم الدين بالحضارة و الثقافة التي صنعتها … و حملتها للدين.
أقيم الدين بالقيم و الاخلاق التي يحملها … و التي صنعها المجتمع الذي ولد فيه.
انا الآن أتعامل مع حقيقة "ان الدين صناعة بشرية" كحقيقة مسلمة و بديهية و بالتالي فغن الدين يحمل ما في نفوس الناس الذين إخترعوه و يعبر عنهم و عن أحلامهم و آمالهم.
أقيم الدين الآن ببلد المنشأ … و هل يتساوى دين صناعة ياباني مع دين صناعة تايواني أو صيني.
الدين بالنسبة لي مثل السيارات يعبر عن ذوق و تفضيلات سكان بلد المنشأ ..
فالسيارات الأمريكية تلتهم البنزين بينما السيارات الأوربية تراعي البيئة و الإستهلاك أكثر فبنزينها أقل.
كل الاديان كانت تتناقل العقائد و الآلهه مثل تتناقل الشعوب التكنولوجيا الآن …
و لكن هناك أديان ساحلية و هناك أديان منغلقة فالأديان الساحلية أكثر إنفتاحا.
و هناك أديان حضرية زراعية و هناك أديان بدائية رعوية …. و الأولى أكثر تحضرا.
و هناك أديان تقبل العلمانية و هناك أديان لا تتيقها .. فالأولى أكثر حداثة.
أقيم الأديان الآن على هذا الأساس الذي تعلمته في كتب سيد القمني القليلة التي قرأتها … "كتبه أسعارها نار".
و كما اتمنى أن أقرا "لفراس السواح" الذي عرفني عليه الصديق "سواح" …
على أنني تعلمت أن الأشياء القديمة لا تستحق أن تستهلك الكثير من التفكير لان حياتنا الحاضرة و المستقبلة أهم و أبقى …
كانت تلك مقدمة طويلة … لتجربتي لترك المسيحية احببت ان أفتتح بها أسبابي لترك المسيحية و أسباب كل من تركها في النادي.
أنتظر تعليقات و ردود من أعضاء جمعية "تاركي المسيحية" بالذات …
و تحياتي للجميع.
|
|
04-25-2005, 11:50 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
The Godfather
Banned
المشاركات: 3,977
الانضمام: Apr 2004
|
لماذا تركت المسيحية ... و علاقتي بها الآن
انا تركت الاسلام وصدقني ايضا صعب جدا كوني شرق اوسطي
وكون الاسلام لدينا دين حياة ويدخل في كل تفصيل بسيط من حياتنا
فهذا ما جعل الامر صعبا نوعا ما
لكن ما زلت اتعايش بشكل طبيعي وليست لدي مشكلة في تركي للدين بل بالعكس انا بعد تركي للدين ارتحت نفسيا اكثر
|
|
04-25-2005, 06:59 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}