اليوم قرأت خبرا عن تحطيم الرقم القياسي السابق بالنزول الى داخل الارض. فقد استطاعت مجموعة اوكرانية من الوصول الى عمق 2080 متر في اعماق الارض. هذا الحدث جرى في مغارة اسمها كروبيرا الواقعة في ابخازيا العائدة لجمهورية جورجيا (غروزيا) وكتبت عنه مجلة ناشيونال غيوغرافيك سوسيتي. لقد كان الرقم السابق 2000 متر وحصل حوالي عام 1988 في روسيا.
والغريب ان احد المواقع العربية نقلت الخبر عن الرقم القياسي الاول بشكل غريب، ومنه نرى ان الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الايمان (في قطر على الاغلب) يدعي انه لديه كافة الحقائق الكافية لاثبات انه اكتشف مكان السعير (جهنم)، ووصل اليه اصوات اهل النار ايضا، وقد وثق اكتشافاته العبقرية على شريط تسجيل. وبعد ذلك يتسائل البعض مالذي يشغل مؤساساتنا العلمية واين نتاجاتها.
وهذا الرابط لهذا الاكتشاف الخطير الذي اضحك العالم ولازال:
http://www.almeer.net/News_p/View.php?NewsID=24
الم يآن الاوان لفصل الدين عن العلم؟ ان استمرار سيطرة رجال الدين على المؤساسات العلمية تؤدي الى جعل العرب اضحوكة في العالم، وتهدر اموال الشعب بدراسات سخيفة لاتقوم على اي منطق ولا حتى المنطق الديني. ان محاولة ربط العلم بالدين مناقض للمنطق الديني بالدرجة الاولى. فالدين هو نتاج العقل المطلق في حين العلم نتاج للعقل النسبي، وبالتالي كلاهما يملك منهجا مختلفا لا يلتقيان ولا يجب ان يلتقيان، فلماذا يعاني رجال الدين من عقدة النقص، محاولين التعويض عنها من خلال ربط العلم (العربي على الاقل) بمنهجم الديني؟ ولماذا يصرون على ابقائنا اسرى عقليتهم المتخلفة بشكل مرضي؟
ان الباحث العلمي العظيم ( عبدالمجيد الزنداني ) يختبر على طريقته الساذجة و التهريجية صحة هذا الكشف الذي سيهز العالم بأجمعه من أقصى الشرق الياباني الكافر الى أقصى الساحل الغربي الأمريكي الصليبي الكافر .. فتوصل هذا الباحث الدجال كعادته الى يقين و برهان لن يأتيه الباطل أبدا أن ذلك الأكتشاف هو ( حقيقة علمية صارخة )... والمقصود بالطبع اصوات الكفار الاتية من الجحيم المكتشف!!!
يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني ( حفظه الله و رعاه لنا مكتشفا عظيما و عالما في شتى مجالات العلوم ):
" إن مركز أبحاث جامعة الإيمان اخبره بان احد مواقع الانترنت بث هذا الشريط مع صورة فوتوغرافيا للفريق الروسي الذي قام بالحفر و اكتشف هذه الاصوات و يقول: بقي عندي نوع من الشك حول صحة الخبر فسالت بعض طلبة الروس الذين يدرسون في الجامعة عن صحة المعلومات التي وردت في الشريط و هل صحيح انه اثيرت حوله ضجة اعلامية اواخر الثمانينيات فاكدوا لي ذلك الخبر. بعدها اتصلت بمركز الأبحاث و قلت لهم سجلوا الشريط و انسخوه من الانترنت و احتفظوا به لاني اتوقع سحبه من الشبكة و فعلا تم سحبه و لم يبق له أي اثر على الانترنت و هو موجود لدينا في الجامعة لمن اراد ان يسمعه.و اضاف الزنداني بعدها طلبت اجتماع لمجلس الجامعة و طرحت عليهم ا لشريط و تدارسناه من الناحية الشرعية فخرجنا بنتيجة ان لدينا دليل عنه في القرآن الكريم و هو قول الله تعالى عن قوم نوح ( مما خطيئآتهم أغرقوأ فأدخلوا ناراً ) و قوله تعالى ( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين) حيث فسر ابن عباس معنى سجين بانه مكان اسفل الارض السابعة فيه نار كثيرة و هو محل ابليس و جنوده و ارواح الكفار .."
و اضاف الزنداني : " انه ارسل مندوباً شخصيا من قبله الى سيبيريا للتأكد من الحادثة و هناك سال المختصين فاخبروه ان واحدا من العلماء الذين سجلوا الشريط قد قتل، و اخبروا المندوب بانه اذا لم يتوقف عن البحث حول هذا الموضوع سيكون هناك تصرف اخر معه و نصحوه بالمغادرة ، فلما سالهم عن السبب قالوا له ان هذه الأبحاث تابعة للابحاث الذرية الروسية و لا يمكن الافصاح عنها او عن بعض تفاصيلها."
غير ان مندوبه نسي ان يذكر له ان قوانين الاتحاد السوفيتي السابقة لم تكن لتسمح للاجانب بالتنقل بحرية داخل الاتحاد السوفيتي، وان المواطن الاجنبي يحتاج الى فيزا داخلية للوصول الى سيبريا والى موافقة الامن والمخابرات وتزكية من مواطن سوفيتي، كما ان اماكن التجارب تعتبر اساسا مناطق مغلقة على الاجانب، الامر الذي يدعو للتسائل، هل كذب مندوبه عليه وسرق مصاريف السفر، ام فبرك الزنداني موضوع المندوب من اجل اعطاء ادعائاته ثقلا اكبر؟
يبدو أن هؤلاء الذين روجوا للخبر من أذاعة كاليفورنيا أرادوا أن يضحكوا على عقول العرب و المسلمين و على من يهتم بهذه الخرافات كالزنداني و من لف لفه لكي يمتصوا منه الأموال التي تخصصها جامعة الأيمان العريقة لأبحاثها العلمية جدا والتي تفوقت فيها على كل معاهد و مراكز البحث العلمي في العالم أجمع ...
أن أمة تكون فيها جامعة الأيمان الزندانية الوهابية رائدة البحث العلمي و الأكتشافات العلمية فيها ... هي أمة في طور الأحتضار ... و ربما بعد مئات السنين ستنقرض كما أنقرضت الدايناصورات ..
غير ان الشئ المؤكد ان اصوات التعذيب المنطلقة من "جهنم" الزنداني، لم تخيف الاوكرانيين "الكفار" ولم تمنعهم من النزول الى اماكن اكثر قربا من السعير، وهم لازالوا يخططون لرحلة اخرى يحطمون من جديد رقمهم القياسي الاخير، لربما يلتقون مباشرة باهل السعير، من جماعة المتنطع والمخادع الزنداني، الذي يستغل موقعه لخداع البسطاء، باسم العلم والدين وهم منه براء.
وفي الوقت الذي يضيع "علمائنا" اموال البحث العلمي على مثل هذه التفاهات، يستمر العالم بالمضي قدما للامام، ونبقى نحلم