اقتباس: أبن الإنسان كتب/كتبت
أرحب بالجميع...
الاستاذ ابن الانسان
تحياتي
ميدئيا يستحيل المقارنة بين ما ورد على لسان المسيح في العهد الجديد و بين الايات التي اوردتها من القران الكريم. فاقوال المسيح وردت في سياق خطابه لتلاميذه قد يكون يسير متنزها معهم او متكئين في بيت احد التلاميذ , بينما الايات التي اوردتها من القران نزلت في ظروف حرب اضطر فيها المؤمنون الى الدفاع عن انفسهم . فهل تتوقع مثلا ان يكون خطاب بوش اثتاء احداث سبتمبر مثل خطابه في افطار البيت الابيض الذي يقيمه للمسلمين في رمضان؟
آيات القتال التي اوردتها لا يمكن ان تفهمها خارج سياقها . فمثلا الاية:
{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (5) سورة التوبة
و هي الاية رقم 5 من سورة براءة لا يمكنك فهم معناها الا اذا قرأت ما قبلها:
إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ {4}
فهذا السياق يبين لك بان هناك عهد بين المؤمنين و من المشركين و لكن طائفة من هؤلاء المشركين نقضوا عهدهم مع المؤمنين و تامروا على قتالهم فنزلت هذه الايات لترشدهم بما يفعلونه تجاه هؤلاء المشركين الذي تقضوا العهد.
و آية سورة البقرة :
{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (194) سورة البقرة
توجه برد العدوان و هو حكم عقلاني يتماشى مع الفطرة السليمة , كما ان نفس هذه السورة اسست لقاعد اخلاقية لم تكن متبعة و هي منع القتال الا لرد العدوان:
{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة
فهل ترى اي خطا في ردك عدوان من يعتدي عليك؟
و انا على يقين بان هناك كثير من المواقف للنبي(ص) كان يمكنك ان توردها في سياق المقارنة عند تشايه المواقف فعلى سبيل المثال ما قاله النبي (ص) عندما تعرض للاذى من اهل الطائف و دمه يتفجر تحت قسوة الحجارة التي يقذف بها من كل جانب:
( اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون)
او قوله:
( الخلق عيال الله
و احب الناس الى الله انفعهم لعياله)
و قال لاهل مكة و هم من اهرجوه من بلدته و نكلوا باصحابه :
( اذهبوا فانتم الطلقاء)
و ينهي (ص) اصحابه حين يقولون له انت سيدنا قائلا:
( لست سيدا لاحد , انما انا عبد الله و رسوله)
و كان يقول :
(اللهم احيني مسكينا و امتني مسكينا و احشرني في زمرة المساكين)
و كان يقول:
( قمت على باب الجنة فاذا عامة من دخلها المساكين)
و يقول:
( انما تنصرون و ترزقون بضعفائكم)
هكذا يمكنك ان تقارن بين الاقوال فلكل مقام مقال كما يقولون , اما ما اوردته عن المسيح في الانبياء الكذبة فيمكنك ان تستفيد منه في الاتي:
اقتباس:احترزوا من الانبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان و لكنهم من الداخل ذئاب خاطفة, من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا, هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة و اما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية, لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية و لا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة, كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع و تلقى في النار, فاذا من ثمارهم تعرفونهم .
هذه المقولة يستدل منها بانه سيكون بين الانبياء من هو صادق و من هو كاذب و الا فما جدوى التحديد ( احترزوا من الانبياء الكذبة)؟
و هو يحدد صفة هؤلاء الكذابين بانهم يظهرون خلاف ما يبطنون . و النبي محمد صلى الله عليه و سلم جهر بالحق من اول يوم مبعثه و لم يخف حقيقة دعوته و رسالته:
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ {94} الحجر
بل انه غير مسموح له بان يقول للناس خلاف ما يؤمره الله تعالى به:
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ {44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ {45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ {46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ {47}
اقتباس: حينئذ إن قال لكم احد هوذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا, لأنه سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات عظيمة و عجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا, ها انا قد سبقت و اخبرتكم, فان قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا ها هو في المخادع فلا تصدقوا, لانه كما ان البرق يخرج من المشارق و يظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان, لانه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور .
2- قوله ان هؤلاء الكذابين يتكلمون باسم المسيح قائلين بانه هوذا هو المسيح هنا او هناك و يعطون ايات عظيمة يؤكد بان هذه النبوءة تتحدث عن اشخاص يدعون الانتماء للمسيح و يقومون بمعجزات عظيمة لتاييد ادعائهم و هو ما لا يمكن ان ينسب لنبي (ص) .
اقتباس:أكتفي بهذا القدر من الحوار الذي دار بين ( العاقل والولد )... وأستحلفكم بالله أن تحكموا ,هل كان محمد نبي صادق أم نبي كاذب ؟
الحقيقة متجلية في هذا الحوار ..او ربما يكون لديكم رأي أخر فلنتناقش إذا وليكن حوارنا بناء وموضوعيا ...
لو راجعت ما اعتبرته حوارا بين عاقل و ولد لعرفت من هو الولد اما النبيان الكريمان قما اصدق قول النبي(ص) حين قال:
الانبياء اخوة امهاتهم شتى و دينهم واحد.
و لن نستحلفك فالمسيح نبي كريم عزيز لدينا.