داود الشريان: إنه الختان يا سيادة الرئيس

البيان الاماراتية GMT 0:30:00 2005 السبت 16 أبريل
سيادة الرئيس جورج دبليو بوش بمناسبة الختان السعيد لولي عهد المغرب مولاي الحسن، أصدر الملك محمد السادس عفواً ملكياً عن ما تبقى من عقوبة السجن أو الحبس لـ 7179 سجيناً، وشمل هذا العدد الكبير شباباً ومصابين بأمراض مزمنة ونساء حوامل ومرضعات ومرفقات بأطفالهن ومسنين وعدداً من الأجانب من جنسيات مختلفة.


وفصل بيان وزارة العدل المغربية طبيعة الذين أطلق سراحهم بمناسبة الختان العظيم على النحو الآتي: 692 شاباً تقل أعمارهم عن 20 سنة، و534 يعانون أمراضاً مزمنة، 19 من النساء الحوامل والمرضعات، 20 من الطاعنين في السن، 1459 محكوماً عليهم بعقوبات جنائية قضوا منها أربعة أخماس، 4429 محكوماً عليهم بعقوبات جنحة قضوا منها ثلثي المدة، و26 من السجناء الأجانب من جنسيات مختلفة.


سيادة الرئيس: بدأت خطابي لفخامتكم بهذا الخبر السعيد من أجل أن أثبت لكم أن مبادئ الحرية والعدالة وحقوق الإنسان لا يمكن أن تفرض من الخارج، ولا تحتاج إلى كل هذه الحروب والتهديدات وممارسة القوة والضغوط و«الهيلمة» التي تزمجر بها علينا بلادكم، فلكل أمة ثقافتها وتقاليدها التي من خلالها تستطيع أن تصل إلى الأهداف والغايات التي تنادي بها أميركا، فليست الديمقراطية وحدها التي تمنح البشر الحرية، وعملية الختان التي خضع لها الأمير أكبر دليل على أن لكل ثقافة آلياتها لاحقاق العدل ونشر التسامح واخراج الناس من السجون والمعتقلات.


سيادة الرئيس: أنت طبعاً لا تعرف الختان ـ بالمناسبة هو مفيد جداً لزيادة حساسية الانسان بشريكه ـ وبالتالي لن تستطيع ان تدرك المعنى العظيم الذي ينطوي عليه خبر اطلاق سراح هذا العدد من البشر لمجرد استئصال زوائد جلدية بسيطة ، فضلاً عن أنك يا فخامة الرئيس لا تستطيع أن تطلق هذا العدد من السجناء بأمر منك .


على الرغم من انك زعيم أعظم دولة في العالم ومنتخب بنظام ديمقراطي حر، أما في بلادنا العربية فإن الملك أو الرئيس أو الأمير يستطيع أن يجعل الشعب قرابين لفرحته، فيطلق سراح جميع السجناء بمكرمة منه بمناسبة ختان أو سبوع، أو عرس، أو عودة من رحلة علاجية، إنه التكاتف، إنها ديمقراطية الختان، إنها أفضال المكرمات التي لا تعرفها ديمقراطيتكم المزعومة.


سيادة الرئيس: اعتقد أنك أدركت الآن اننا لسنا بحاجة إلى مشروعك للاصلاح السياسي والديمقراطي في الشرق الأوسط، وان ما نحتاجه هو زيادة عمليات الختان، ولهذا ندعو الله جل جلاله ان يكفينا شر مشروعك، ويمن على ولاة أمورنا بزيادة خلفتهم من الذكور حتى تزداد حفلات الختان وتعم البلاد الفرحة وتهل علينا المكرمات التي تخرج الناس من السجون، وتحقق أسمى مبادئ حقوق الانسان. عاش الختان العربي... تسقط الديمقراطية الأميركية.

طهور العرب !


لنبتعد عن لبنان والتلاعب بأبواب الامل فيه الى المغرب الاقصى حيث تفتح مناسبة طهور ولي العهد المغربي باب أمل جديد للسجناء ليس في المغرب وحده بل في كل الانظمة العربية.

نعم. الملك محمد السادس قرر لمناسبة "الحدث السعيد"، طهور ابنه الامير الحسن البالغ من العمر 23 شهرا، ان يعفو عن 7179 سجينا، وذلك "رأفة منه بهم ولادخال البهجة الى نفوس عائلاتهم" اضافة الى "اعتبارات انسانية ترمي الى اعادة ادماج الموقوفين في المجتمع".

هذا ليس جديدا على ملك المغرب. فهو اصدر عفوا عن ثمانية آلاف سجين يوم احتفل بزواجه قبل سنوات. وقرر العفو عن 862 سجينا في عيد المولد النبوي الاسبوع المقبل. بل ان مثل هذا العفو هو أصلا من عادات الحكام العرب، ملوكا ورؤساء، يمارسونه في المناسبات والاعياد الدينية والوطنية بما فيها أعياد الجلوس والوصول الى السلطة وما يتبع من مناسبات خاصة وعائلية.

ولا ضير في ذلك ما دامت مثل هذه المناسبات تخفف الازدحام في السجون عموما، والمغرب يشكو من هذه المشكلة، وما دام عدد كبير من السجناء يدخلها من غير معرفة السبب حيث شئنا في العالم العربي، ولا فارق بين دولة واخرى، بفضل الاحكام العرفية او قوانين السجن الوقائي او السجن الاحتياطي او بدعوى مكافحة الارهاب والارهابيين الى آخر اسباب حماية الانظمة وقبضاتها. لكن حسن النية يفترض طبعا عدم اسقاط احتمال رغبة الانظمة في تأمين العدد الكافي من السجناء لتلبية لحظات الرحمة لدى الحكام.

بل لا ضير في ذلك ما دامت غالبية هذه الانظمة تتلقى شهادات حسن سلوك من اميركا ومدائح لريادتها للاصلاح وحماية حقوق الانسان. وآخر الشهادات الاميركية صدرت قبل يومين للمغرب نفسه، وهذا ليس انتقاصا طبعا من شهادات مماثلة صدرت من قبل لتونس ومصر وغيرهما.

ولكن في هذه الحال لا مبرر لعدم ادراج الطهور مثلا بين الاسباب الموجبة للعفو عن السجناء وربما ادخال الزيجات وما شابهها. وهذا يجب ان يتحول مطلبا شعبيا.

وهكذا ايضا لا يبقى للمدافعين عن حقوق الانسان في العالم العربي حتى اشعار آخر أي حاجة الى جهد او تعب. يكفي عندها ان نبتهل الى الله ان يرزق الحكام ونسلهم مزيدا من الذكور املا في مزيد من الطهور علّ السجون تفرغ.


سحر بعاصيري

لم افهم ايراد هذا الموضوع هل هو تهكم ام ماذا؟؟:mad:
هذه اول مشاركة لي فاسمحوا لي بابداء وجهة نظر ( اه لما كان لي نظر ):lol:
منذ الصغر ونحن نسمع ونشاهد تعظيم (الذكر) في كل مجالت حياتنافليس من المستغرب ان يكون كل شئ يدور حوله و فوقه احتفالياو بهيجا
لذا (لا حظ لي هال لـــــــذا)حينما اتابع الاخبار و كل الاخبار تحديدا و كل البرامج السياسية و الثقافية العربية اكثر حدة احاول ان ابعد عني فكرة ان كل شئ عربي ذكًُُري المنشأ و لكني اجد مع الوقت و الى نهاية اي موضوع عن العربان أن الأمر تأ..ر في النهاية
ولا انظر الى (الخلفيات) لأنناسلمناها للأخرين وارتحنا
ولم يعد امامنا سوى النظر الى الامام لما يعطينا الأمل.
ثم يأتينا من يسخر من الامل الوحيد الباقي امامنا.
فارجو عدم التعرض لـ... لأنه ثبت اننا بدونه لا نساوي شيئا
و الخبر الأخير خير دليل على ذلك
سلام

(f)

والافراج عن عارف دليلة ينتظر ختان ابن بشار الأسد...لعنة الله على زمان يرتبط فيه مصير الاحرار بزبرة ولد....

د.بسام
100(f)
فعلا هذا الموضوع يؤرقني منذ زمن بعيد و بحاجة لتحليل
و تحليلي للامر احدى هذه النقاط او كلها مجتمعة:

1-هذا الامر يتعلق بهرموناتنا كعرب
2-عقدة نقص بحيث نجعل من الذكر محور حياتنا ذكرانا و نسوانا
3-أو أننافاشلين فنعقد الأمل على أولادنا(لاحظ ليس الاولادو انما ذكورهم)

و العدو من ورائنا و ذكورنا امامنا و ليس لناو الله الا ....

سلام